من سمات القائد - القدرة على اقتناص الفرص - وتسخيرها فيما ينفع الهدف . خالد بن الوليد ، ظل في موقعه وهو يرى هزيمة قريش ، فلمَّا نزل الرماة اقتنص الفرصة وحوَّل الهزيمة إلى نصر . صلاح الدين الأيوبي رأى ثغرة في الجيش الصليبي - معركة حطين - لكنها بحاجة إلى سرعة في الحركة ، فأمر الفرسان بخلع الدروع والتخلي عن كل الاثقال والأسلحة والاكتفاء بالسيوف ، فاقتنص الفرصة وحقق الهدف.
مروان بن الحكم أخذ قميص عثمان رضي الله عنه مضرجاً بدمه وهرب به إلى الشام ، فلمَّا رآه معاوية استغل الفرصة - فلبسه وخرج على الناس في المسجد يحرِّضهم - وكان له ما أراد ، وأصبحت مثلاً (( قميص عثمان ))
في ثورة التغيير اليمنية اقتنص الفرصة أكثر من ٧٠ ٪ من الفاسدين ، الذين قامت الثورة ضدهم ، فأصبحوا ابطالها وحماته وقادتها ، وهم اليوم مفكريها ورموزها !!
القصص كثيرة في اقتناص الفرص لا حصر لها ، ولكنَّ المحزن أنَّ الجنوبيين لا يتعلمون ، وقد نكون أكثر الشعوب إهداراً للفرص !! وكم نتمنى أن نرى قادة جنوبيين - قنَّاصة فرص للوطن ،، وليس لذواتهم وأهليهم وأبنائهم .
واليوم نكتب لعلَّ الناس تنتهز فرصة تلوح في الأفق . فمن استغل عملنا بالأمس نستطيع استغلال عمله اليوم - الرئيس العطاس - والفرصة هي ٢٨ نوفمبر - وهنا يجب التأكيد سلفاً ؛ أنَّنا مهما اختلفنا مع الرئيس العطاس ومن معه ، تظل حقيقة العلاقة بيننا كالأخوة غير الأشقَّاء ، بينما الرئيس البيض ومن معه هم الأخوة الأشقاء ،، والخلاف مع الأول أقل حِدَّة وعمق من الثاني ،، وبالعموم يبقى الخلاف مع كلا التوجهين فيما ينفع الوطن .
الخلاصة ؛ أنَّ مجلس الأمن يجتمع في ٢٨ نوفمبر الجاري للاستماع للتقرير الشهري للسيد جمال بن عمر ، وهذه المرَّة سيكون حضور القضية الجنوبية طاغياً في تقريره ، وعليه فالاحتشاد أمام مبنى الأمم المتحدة ضرورة ملِّحة وواجبة ، بل أهم من ألف مهرجان - أبو مليون - في المنصورة و المعلا والجبال النائية .
وعلى ذلك نناشد القادة والقائدات ، والزعماء والزعيمات ، والرؤساء والرئيسات ، والسادة والسيدات ، والشباب والشابات ، وكل ذوي الألقاب كلاً باسمه ولقبه ، نناشدهم ونتوسَّلهم أن يدعوا في كل بياناتهم هذه الأيام كل الجنوبيين في الولايات المتحدة ومن يستطيع الوصول إليها من كل أنحاء العالم للمشاركة في مظاهرة ٢٨ نوفمبر .
وبذلك نستطيع أن نشكل ضغطاً على السيد جمال بن عمر ليكون أكثر إيجابية مع القضية الجنوب وأقرب إلى الانصاف ، وما اغفله في تقريره تُظهِره الحشود في الشارع .
وعلى الأخوة الذين يشاركون في الحشد ؛ أن يصطحبوا أولادهم ونسائهم وكل من يمكنهم اصطحابه ،، وأن لا يتنازعوا على الأعلام ، فلترفع كل الأعلام ، ولا يختلفوا من يرتقي المنصة فليرتقوها جميعاً ،، ولكنَّ الشيء الذي يجب الاجماع عليه ، وغير مقبول الاختلاف فيه اطلاقاً - هو الرسالة المكتوبة الواحدة التي تُسلَّم باسم الجميع ,, وليس عِدَّة رسائل كما جرت العادة .
ونتمنى على الداعمين سواءً في الولايات المتحدة أو غيرها ، أن يوجِّهوا كل تحويلاتهم المادية إلى الولايات المتحدة ، حتى يتمكن المنظمون من جلب قنوات فضائية لتغطية المظاهرة الجنوبية ، فالمثل يقول (( مامصلي إلَّا مدوِّر مغفرة ))
ختاماً ؛ إنَّ كل ما ورد يظل مجرد كلام ، بلا قيمة ، ولا فائدة ، لأنَّه صادر من رجل من العامَّة ، في العالم الخيالي - الانترنت - وتقرأه القِلَّة من العامة ،، ولكنَّنا نكتب لعلَّ أصحاب الصوت المسموع والنبرة العالية ، يعتبرونه نصيحة فيتبنونه .