ملتقى جحاف_السياسي برس
الأخوة والأخوات عائلة فقيد فنان الجنوب فيصل علوي
أبناء لحج وعموم أهلنا في الجنوب المحتل
تلقيت بألم بالغ رحيل الفنان الكبير فيصل علوي،الذي يشكل غيابه في هذا الظرف خسارة إنسانية وثقافية فادحة لشعبه، الذي أحبه ولقضية الفن التي أعطاها وأخلص لها بكل تفان.
لقد رحل فيصل،مثلما عاش نبيلا وشريفا، لا يملك من متاع الدنيا غير حب الناس وتقديرهم،وهو الذي كان كريما في عطائه طيلة مسيرته الانسانية والفنية.
لقد كان على مدى حياته قامة فنية عالية امتدت خارج حدود بلادنا إلى أصقاع بعيدة،صادحة بتراثنا الفني الانساني الغني،الذي يدل على عمق وأصالة هوية وشخصية شعب الجنوب وثرائه المعرفي والانساني وتجذره في أرضه وحبه للحياة،وتقديره للثقافة والفن.
نقف باحترام وتقدير كبيرين اليوم أمام هذا النجم، الذي كان دائما في طليعة الفنانين الكبار من الرعيل الأول للحركة الفنية في لحج، الذين أثروا المكتبة الفنية بالعديد من الأغاني العاطفية والوطنية التي ألهبت المشاعر والأحاسيس على مدى أربعة عقود من الزمن، ليس فقط على مستوى الجنوب بل على صعيد الخليج العربي ككل.
سكن فيصل منذ بداياته الأولى وجدان الناس ومشاعرهم في الجنوب،لانه كان قريبا منهم بفنه ،غنى لحرية وثورة الجنوب وتجربته في البناء ،وأبدع من خلال تميزه باللون اللحجي القديم والمعاصر، وشكل مدرسة غنائية ذات خصوصية تؤكد عبقرية، ارتقت باللون اللحجي ونشرت فن الجنوب المحتل.كما يعد أبرز من ساهموا بفاعلية في استنهاض وبروز دور الندوات اللحجية في خمسينيات القرن المنصرم.
تولى فيصل الدورالأساسي في إحياء تراث المرحوم القمندان ونشره على مستوى الخليج والوطن العربي ،واستطاع بفضل إيمانه بإحياء تراث الجنوب،ومواهبه الاستثنائية المتميزة في العزف المحترف على آلة العود وغنائه الساحر الأخاذ وصوته العذب الرخيم نشر الأغنية اللحجية بنكتهتها ومذاقها المتفرد بكل حرفية وأمانة وصدق، ونجح في توصيلها بمستوى فني عال وراق، ليبعث الروح إليها والحياة مجددا لها نافضا غبار الزمن من عليها بإبداعاته الغنائية الفذة.
إن تخليد ذكرى فيصل وإعطاء هذا الفنان جزء من حقه، تفرض علينا اليوم الاهتمام بالموروث الغنائي والفني الذي خلفه، والعمل على توثيق أعماله وتسجيلها صوتيا، وصون مدرسته الفنية التي ستظل باقية من بعده،شاهدة على ديمومة منجزه الكبير،وخلود أعماله وإبداعاته.وذلك أقل ما يمكن كرد جميل لهذه القامة الفنية التي قدمت الكثير لخدمة رسالة الفن، ولقضية الجنوب في الماضي والحاضر.
عزاؤنا اليوم هو ان أعمال الفنان فيصل علوي ستظل خالدة من بعده، وهي بمثابة مدرسة للأجيال القادمة ،للنهل من نبعها الإبداعي الأصيل.
وإني إذ ابتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفنان الراحل بواسع رحمته، وأن يتقبله قبول الأبرار و يرزقه الجنة،فإني أعزي أهلنا في الجنوب عموما ولحج خصوصا،التي تضرب المثال اليوم في مقاومة المحتلين،وإن هذه المدينة الباسلة التي تودع اليوم ابنها البار إلى مثواه الأخير،فإنها تؤكد في كل لحظة إن نبض أبناء الجنوب الوطني عال،وتوقهم إلى الاستقلال والحرية أقوى من بطش الاحتلال.
و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
الرئيس علي سالم البيض