ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2 صحيفة دار الخليج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
سليم الجحافي
مشرف عااام
اس ام اس سبحان الله وبحمده.....سبحان الله العظيم

الجنوب الحر

عدد المساهمات : 1392

تاريخ التسجيل : 13/09/2009

الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2   صحيفة دار الخليج Empty
مُساهمةموضوع: الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2 صحيفة دار الخليج الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2   صحيفة دار الخليج Emptyالثلاثاء 28 سبتمبر - 1:31


الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2)

http://www.alkhaleej.ae/portal/9eeffe11-7959-40cd-8c54-112f054be78f.aspx

يرى الكثير من المهتمين بمتابعة مسيرة الحراك السلمي الذي تشهده بعض المحافظات اليمنية في جنوب اليمن، أن البذور الأولى لظهور هذا السخط المتعاظم عند أهالي هذه المحافظات تعود إلى السنوات الثلاث الأولى لقيام دولة الوحدة اليمنية في مايو/ أيار ،1990 وبالتحديد عند مغادرة نائب الرئيس السابق حينها علي سالم البيض مدينة صنعاء واستقراره في عدن، عاصمة الجنوب قبل الوحدة، وتأزم الأوضاع بين شريكي الوحدة حد تدخل عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال وجمعه طرفي النزاع في محاولة منه لرأب الصدع، لكن الأزمة وصلت إلى ذروتها بانفجار الحرب بين الجانبين في الخامس من مايو/ أيار، وخروج علي سالم البيض وعدد كبير من قيادات الحزب الاشتراكي إلى المنافي والشتات .



وما أن وضعت الحرب أوزارها، وفي فترة ثلاث سنوات فقط تمتعت خلالها دولة الوحدة بسعادة نسبية في الأمن والاستقرار بعدما بسط الطرف المنتصر في الحرب نفوذه على كل المحافظات الجنوبية، التي كانت تقع تحت قبضة الحزب الاشتراكي، لكنها هي الفترة ذاتها التي يرى المعارضون الجنوبيون أنها السنوات التي جرى فيها التسريح القسري للجيش الجنوبي- المنهزم في الحرب - وامتد التسريح ليشمل القطاع الأمني والمدني، ويقدر عدد عناصره ب 237 ألفاً، كما شهدت السنوات التي أعقبت الحرب إطلاقاً لأيدي النافذين والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية - أغلبهم من أنصار النظام - ممن استقطعوا آلاف الكيلومترات من أراضي المحافظات الجنوبية، خصوصاً في عدن ولحج وحضرموت وغيرها .



يعتبر الدكتور عبده المعطري، رئيس أول جمعية للمسرحين العسكريين والأمنيين في محافظة الضالع الجنوبية وتضم في عضويتها عشرين ألف مُسَرَّح، وهي أول من تبنت الفعاليات الاحتجاجية في مارس/ آذار ،2007 وهو عميد في الجيش جرى تسريحه مع الآلاف من زملائه في جيش الجنوب عقب الحرب التي اندلعت بعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة، ويحسب للدكتور المعطري أنه من القيادات الأولى التي أشعلت فتيل هذا الحراك الشعبي الذي عم كل مناطق الجنوب .



ويشغل المعطري حالياً الناطق الرسمي لمجلس الحراك السلمي، وتعرض للإصابة برصاص الأمن في إحدى الفعاليات السلمية للحراك بالضالع، التقته “الخليج” في قرية من ريف الضالع، لجأ إليها بعد أن بدأت تطارده أجهزة الأمن، كما تعرض راتبه الشهري للانقطاع منذ تسعة أشهر نتيجة نشاطه في صفوف الحراك الجنوبي .



سألناه إلى أين وصل الحراك الجنوبي ومستقبله فأجاب: “بعد ثلاث سنوات ونيف حققنا الكثير من الإنجازات لصالح القضية التي صارت متداولة إقليمياً ودولياً، فلقد توهمت سلطة الاحتلال أنها تجاوزت قضيتنا وطمست هويتنا وأن وحدة الحرب في 7 يوليو/ تموز 1994عندما اجتاحت الجنوب عسكرياً وسرحت الموظفين ونهبوا الأراضي والثروات، قد صارت واقعاً لا يمكن تغييره، لكننا بالحراك الشعبي السلمي في كل الجنوب غيرنا هذا الواقع المختل وقلبنا الطاولة على رؤوس الناهبين والعابثين، وأكد شعبنا بالحراك السلمي أنه لن يقبل بالظلم وسينتفض لتغييره، لأن الطرف الآخر في صنعاء انقلب على وحدة الشراكة وطعن شريكه الجنوبي من الخلف، فلقد ذهبنا نحن في الجنوب إلى الوحدة بكل صدق وتنازلنا عن كل الامتيازات التي كانت الكفة فيها لصالحنا من حيث المساحة الجغرافية والثروات الطبيعية وقلة السكان وغيرها، على أمل أن تكون الوحدة نواة للوحدة العربية، لكن الآخر كشف عن أنانيته وخبثه . وحول الكيفية التي تحول فيها الحراك إلى المطالب السياسية كالمطالبة بفك الارتباط والعودة إلى ما قبل قيامها في عام 1990 يقول المعطري: “شعبنا في الجنوب منذ ما بعد اجتياحه عسكرياً في صيف 94 من قبل الشمال عبّر عن رفضه للواقع بأشكال مختلفة، وظهرت الكثير من الحركات والتشكيلات مثل “موج” واللجان الشعبية وتيار إصلاح مسار الوحدة وملتقيات التصالح والتسامح وحركة تاج من الخارج”، إلى أن توجت بالهبة الشعبية الشاملة في 24 مارس/ آذار 2007 تحت لافتة جمعية المسرحين العسكريين والأمنيين بالضالع، ومنها توسع هذا الإطار الذي يضم جيش الجنوب المسرح والبالغ عدده 80 ألفاً إلى كل مناطق الجنوب .



كل هذه الحركات والمسميات كانت تنادي بضرورة إصلاح الأوضاع في إطار الوحدة، لكن السلطة رفضت كل هذه الأصوات ولم تكن حريصة على الوحدة، ولم تكن جادة في إصلاح أوضاع الناس في الجنوب ورفع الظلم عنهم، وعندما تعاظم الحراك وزاد زخمه قدمت السلطة القليل من الفتات بزيادة طفيفة في مرتبات المسرحين، في حين طالب المسرحون معاملتهم كشركاء، فهم جيش دولة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) توحدت مع دولة أخرى اسمها (الجمهورية العربية اليمنية)، مطالبنا في الجنوب يتلخص في وحدة شراكة، وليس وحدة لطرف واستبعاد الطرف الآخر، وبصراحة لقد ملّ الناس ويئسوا من هذه السلطة التي عبثت ودمرت الجنوب واستباحته عسكرياً، فكان لابد من العودة إلى جذر المشكلة والعودة إلى دولتنا السابقة بعد أن فشلت الوحدة .



هل الحراك والجنوب كتلة واحدة أم أنه عبارة عن تكوينات وتشكيلات متعددة وغير متجانسة؟



بالتأكيد توجد تباينات وهي ظاهرة صحية، ونحن جميعاً نسعى لتوحيد الصف الجنوبي وهناك جهود نجحت مثل لقاء زنجبار الذي وحدّ المكونات الأربعة في الحراك، وأعلن عن شرعية الرئيس علي سالم البيض، كونه من كان صاحب الشرعية في التوقيع على الوحدة وهو صاحب الشرعية في إعلان فك الارتباط، وعملنا متواصل لإنجاز ما تبقى من توحيد الصف الجنوبي .



يتحدث الخطاب الرسمي عن علاقة للحراك بالقاعدة، فأين يقف الحراك الجنوبي من القاعدة وأعمال العنف معاً؟



دعني أوضح لك أن السلطة كانت عندها حسابات أن يقوم حزب في الجنوب وهو من يتبنى الدعوة لإعادة الدولة السابقة، أو تقوم جماعات مسلحة أو ما إلى ذلك، ولم تكن هذه السلطة تتوقع أن هذا الحراك الشعبي وبهذا الزخم والكثافة والعزم . وصدقني الحراك بحجمه الحالي مثل صدمة كبيرة وغير متوقعة للسلطة، فجاءت ألاعيبهم المعروفة لضرب الحراك السلمي عبر تشويه صورته، حتى يسهل القضاء عليه، وإطلاق هذه الدعاية المكشوفة، مرة عن علاقته بالقاعدة وأخرى وصفه بالعنف .



هناك ما يشبه الإجماع على أن تنظيم “القاعدة” صناعة سلطوية وتدار ب”الريموت كنترول” من قبل نظام الاحتلال في صنعاء، والكل يعرف علاقة هذا النظام بالقاعدة منذ ما بعد الوحدة مباشرة وكيف جرى تصفية القيادات الجنوبية ثم عن تحالف هذا النظام مع القاعدة في حربه على الجنوب، وحتى أنه يستدعي مثل هذه القاعدة للقيام بعمليات كما حدث قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، واليوم يمارس ذات الدور في الجنوب . “القاعدة” ومثله العنف ليسا من وسائلنا وثوب لا يمكن أن يكون على مقاسنا، نحن رغم أننا جيش الجنوب تخرجنا من أكاديميات عليا وعلوم سياسية وعسكرية وفنون قتالية من مختلف بلدان العالم، إلا أننا اخترنا النضال السلمي باعتباره لغة العصر وهو الأضمن والأكثر أمانا للوصول إلى مشروعنا وهدفنا، ونحن ندين العنف بكل أشكاله وألوانه .



الكل يعرف فعالياتنا السلمية وكيف تنظم المسيرات وسط الشوارع العامة في المدن من دون أن يعتدي المتظاهرون على الأملاك الخاصة والعامة وحركة الأسواق التي تكون طبيعية ولا تمس بأذى، وإذا بحثنا في أعمال عنف سنجد بصمات السلطة عليها، ولو وجدت بعض التصرفات الفردية من قبل أسر ضحايا السلطة الذين قتل أقرباؤهم في فعالياتنا السلمية، فإننا مع ذلك نرفضها وننكر على فاعليها . السلطة سعت وستسعى للدفع بأناس لإحداث أعمال عنف مسلحة تحت مسمى “القاعدة” أو مسلحي الحراك أو غيرها، في مناطق تواجد الحراك وهذه أساليب معروفة لدى السلطة، لأنه من الصعب عليها مواجهة شعب بأكمله كيف ستحاربه، ولكننا نؤكد وسنظل نعلنها للداخل والخارج ان حراكنا سلمي ولا نقبل بالعنف ولن يكون من وسائلنا على الإطلاق .



السلطة دعتكم إلى الحوار ؛ فلماذا لم تستجيبوا؟



لا نؤمن بأي حوار إلا أن يكون بين دولتين هما دولة الجنوب ودولة الشمال، نحن دولة توحدنا مع دولة أخرى وفشلت هذه الوحدة وشنت علينا حرباً واجتاحوا أرضنا وهناك قرارات الشرعية الدولية، وهذا الحوار لابد أن يكون بإشراف دولي .



السلطة فقدت المصداقية ولا نثق بها وبإمكانها أن تعمل أي شيء بلا خجل، وتنكث بكل الاتفاقات حتى مع شركائها وحلفائها، أما نحن فقد قدمنا شهداء وجرحى ومعتقلين ولدينا مشردون من قراهم، ومعتقلون، والكثير ممن فقدوا مرتباتهم وقوت أسرهم، وأنا واحد من هؤلاء، الشعب الجنوبي طيلة ثلاث سنوات وهو يدفع ضريبة النضال السلمي ويتعرض لصنوف القمع والقتل بترسانة جيش وأمن نظام الاحتلال، وموقفنا واضح لن يكون حوارنا مع السلطة إلا على أساس دولتين وممثلنا الشرعي هو علي سالم البيض .



إذا دخلنا في أي حوار على أساس سلطة ومعارضة فنحن سنقضي على الجنوب قضاء تاما، نحن شعب واقع تحت احتلال ومطلبنا هو دولتنا وهويتنا وعاصمتنا، هم يصوروننا وكأننا محافظة أو مجموعة محافظات مثل باقي المحافظات الشمالية، لا، نحن دولة وأي حوار يكون على أساس هذا، يجب أن يجتمع الشمال بكل أطيافه مقابل الجنوب بكل أطيافه .



الدعوة لفك الارتباط



من بين المكونات التي تأسست في العقد الأخير كحركات مناهضة لنظام صنعاء يبرز التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في بريطانيا، وهو أحد المكونات النشطة اليوم في صف الحراك الجنوبي في المحافظات اليمنية الجنوبية، وهذا الحوار مع رئيس “تاج” بالداخل صالح اليافعي يكشف عن جوانب أخرى من نشاط وتصور الحراك للقضية الجنوبية .



يقول اليافعي إن : “ما يرى في الجنوب منذ أربع سنوات هو حراك شعبي، ولكن ماذا جرى ويجري للجنوب منذ عام 1994؟ أليس ما جرى للجنوب هو احتلال عسكري بالقوة، وهذا الاحتلال بدأ من ميدان السبعين بصنعاء يوم 27 إبريل/ نيسان 1994 بإعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب، ليأتي ذلك مناوئاً لوحدة 22 مايو/ أيار 1990 التي تمت بين دولتين . إذاً الوحدة قُتلت بالحرب على الجنوب عام ،1994 وبعد 25 يوماً من مقتل الوحدة، جاء إعلان فك الارتباط يوم 21 مايو/ أيار 1994 مناوئاً لإعلان الحرب على الجنوب، وأعلن الرئيس البيض فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية مع الجمهورية العربية اليمنية، وبعد 48 يوماً تقريباً من إعلان فك الارتباط وعودة جمهورية اليمن الديمقراطية جاء يوم 7/ 7/ 1994 كآخر مرحلة من مراحل الحرب لتسقط كامل أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية تحت سلطة احتلال الجمهورية العربية اليمنية . وبعد أكثر من 13 عاماً من سقوط دولة الجنوب جاء الحراك كنتاج طبيعي مناوئاً للاحتلال، من ذلك يظهر جلياً للشخص العادي فما بالك بمثقف وصحفي مثلك أن الحراك جاء مناوئاً للاحتلال مطالباً بالتحرير والاستقلال التام باستعادة دولته الواقعة الآن تحت الاحتلال .



ويضيف قائلاً: “قضيتنا قضية عادلة ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية لأنها تقوم على قاعدة الحق الشرعي والقانوني والإنساني لشعب الجنوب باستعادة دولته وأرضه وهويته وثروته وحريته وتاريخه، لذلك فمصطلح الانفصال لا ينطبق على قضيتنا بالجنوب لأن مضمون قضيتنا يتمحور حول تحرير الجنوب واستقلاله واستعادة الوطن والهوية والأرض والتاريخ ممن احتل الأرض واستنزف الثروة .



لكن فصائل الحراك لم تتفق على شعارات موحدة فهذا يقول احتلال واستقلال، وذاك يقول تحرير وفك ارتباط واستعادة الدولة، كيف تفسر هذا التضارب؟



ليس هناك أي تضارب فعندما نقول احتلالاً فهذا هو الواقع أن شعبنا في الجنوب يقع اليوم تحت وطأة احتلال غاشم يعيشه منذ العام ،1994 أما فك الارتباط فقد تم في 21 مايو/ أيار 1994 فلا اعلم عن أي ارتباط يطالب البعض بفكه؟، قد يكون ارتباطهم مع بعض العناصر بصنعاء، أما ارتباط دولتنا مع صنعاء فقد انتهى وقضي الأمر . وبما أن دولتنا قد فكت ارتباطها مع الجمهورية العربية اليمنية فأصبحت تحت الاحتلال منذ 16 عاماً، فإننا معنيون فقط برفع شعار تحرير أرضنا واستقلالنا التام والناجز باستعادة دولتنا كاملة السيادة .



لا زلتم في الحراك الجنوبي مشتتين ومتفرقين كقوى ومكونات وعجزتم عن التوحد تحت راية واحدة؟



الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوماً موحداً مثل ما هو عليه الآن بالجنوب، شعبنا موحد الهدف، لكن المشكلة هي بمن يقود هذا الشعب، ومشكلة عدم توحد مكونات الحراك هي مشكلة قيادة لأنها بالفعل عاجزة أن تبلور نضال شعبنا وجماهير الحراك في إطار سياسي موحد يحمل القضية وأهدافها بشكل واضح للرأي العام المحلي والدولي .



ألا يثبت هذا أن الحراك أدى إلى تقسيم الشعب في الجنوب؟



لا أعلم عن أي تقسيم تتحدث وجماهير شعبنا بالجنوب تخرج موحدة في المهرجانات والفعاليات وهي تهتف وتردد “ثورة ثورة يا جنوب” و”برع برع يا استعمار” و”بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن” وكثير من الشعارات والهتافات، ألا يثبت هذا أن الحراك كحراك شعبي جاء موحداً على العكس مما تقوله؟



لكن الشعب الذي تتحدث عنه بالجنوب منقسم بين مؤيد للحراك ومعارض له، ألا يعني ذلك مزيداً من التفرق والتشتت؟



أمر طبيعي أن يوجد المؤيد والمعارض لأي عمل أو فكرة جديدة عند بدايتها، وإذا عدت للتاريخ ستجد أن المجتمعات كانت تنقسم فيما بينها عندما تظهر حركة أو نظرية أو ثورة أو دعوة جديدة في شتى المجالات اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية .



الحراك الجنوبي هو ثورة شعبية والشعب يهتف بالتحرير والاستقلال ولم يكن يوما موحدا مثل ما هو عليه الآن بالجنوب، شعبنا موحد الهدف وجماهيرنا تخرج موحدة وبصدور عارية تتحدى الآلة العسكرية الهمجية لقوات الاحتلال لأنها اختارت الطريق السلمي وقدمت المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعاقين .



المشكلة هي قيادية بالدرجة الأولى وهذه الجماهير الحراكية لابد لها من تنظيم وتوجيه لتسير وفق خطط وبرامج وهذا الأمر لن يأتي إلا بوجود قيادة موحدة وحكيمة توحد الصفوف والجهد والعمل على أسس سليمة وبرنامج سياسي واضح ينقل هذا الحراك من العمل العاطفي والحماسي والعشوائي إلى عمل مخطط ومنظم يؤمن نجاح ثورة شعب الجنوب التحررية ويحدد ملامح الدولة المقبلة في الجنوب لنصبح يداً واحدة تسير بمشيئة الله إلى الهدف الأسمى الذي طالما حلم به شعبنا الجنوبي وهو الاستقلال والتحرير واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة .



أعلن حسن باعوم مؤخراً انضمامه لمجلس الحراك السلمي وهو المكون الأبرز منذ ظهور علي سالم البيض، أنتم في المكونات الأخرى وأقصد (تاج المجلس الوطني الهيئة الوطنية) ماذا بقي لكم، لماذا تصرون على البقاء والتعدد مع كل هذا الاستقطاب الذي يلاقيه مكون علي سالم البيض؟



أولاً السيد الرئيس البيض هو رئيس للجنوب وليس رئيساً لمكون أو فصيل جنوبي ونتمنى عدم الخلط المتعمد من قبل البعض لهذا الأمر، وبشأن بيان باعوم الأخير الذي دعا فيه إلى الحوار والتوحد بصفته رئيساً لمجلس الحراك السلمي فإننا في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) بالجنوب نبارك أي عمل من اجل وحدة الصف الجنوبي وبمشروع واضح من أجل الاستقلال وخاصة الدعوة التي اتت من قبل الزعيم باعوم وعلى أساس إشراك جميع القوة الوطنية والشخصيات الاجتماعية والقبلية ورجال الأعمال والأكاديميين والمستقلين ولا ينحصر على بعض التكوينات مع ضرورة عدم الإقصاء أو محاولة سيطرة فصيل على العملية السياسية من دون آخر .



هل سيستمر خياركم سلمياً؟



خيارنا ونهجنا النضالي في الجنوب هو سلمي حتى ننال حريتنا واستقلالنا ودولتنا الجنوبية، لكن إذا تعذر الخيار السلمي سنستعمل حقنا المشروع، فما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها .



يتخوف المراقبون من أن الحراك الجنوبي يتجه نحو الفوضى والعنف فأحداث القتل والتقطعات في مناطق الجنوب صارت مادة يومية لوسائل الإعلام؟



منذ بدء الحراك سقط أكثر من 300 شهيد ومن الجرحى بالآلاف، وهذا جاء على يد قوات الاحتلال فلماذا لم يتجه الحراك للفوضى والعنف ولا زال مستمرا بنهجه السلمي؟، عليك أن تفهم سيدي أن من تجرع الظلم والاضطهاد لن يفكر أن يظلم غيره أو يمارسه على أحد وهكذا حراكنا فهو حراك عادل وليس ظالماً لأننا نريد أن نأخذ حقنا بالحق ننتصر به ولا يمكن أن ننتصر لحقوقنا بظلم الآخرين والعدوان عليهم .



للأسف الكثير من الأعمال التي تسيء إلى نضالنا وحراكنا وتتم بين الحين والأخر ببعض مناطق الجنوب من قبل عناصر هي أبعد من أن تنسب للحراك الجنوبي وكان الحراك قد أدانها جميعها، فليس من مصلحتنا هذه الأعمال لأنها تسيء إلينا وتشوه صورة حراكنا النقي والصادق وهذه الأعمال هي من صنع أجهزة النظام الاستخباراتية والأمنية حتى تظهر صورة الحراك مشوهة، والدليل أن كثيراً من العناصر التي تمارس هذه الأعمال تتحرك بحرية وأمام أعين الأمن بل برعايتهم وحمايتهم ودعمهم .



الطريق المسدود



يؤكد رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في محافظة الضالع أن أسباب الإحتجاجات الجارية في الجنوب تعود إلى المشكلة الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، ويشير أحمد عبادي المعكر في حوار مع “الخليج” إلى أن الكثير من المنخرطين في الفعاليات التي ينظمها الحراك الجنوبي هم شباب عاطلون عن العمل، وأنه لو حلت مشكلته، لتجاوزت الحكومة مشكلة الاضطرابات القائمة، داعياً إلى تأهيل هذه المحافظات اقتصادياً .



يقول القيادي في الحزب الحاكم: “الأوضاع الاقتصادية وظروف الناس المعيشية هي سبب هذا الحراك، ومثله العنف وغيرها من أشكال التذمر تعود بالدرجة الأساسية للوضع الاقتصادي وظروف الناس المعيشية، ومتى ما تحسنت الظروف المعيشية سيسود الهدوء وتغيب كل أشكال الفوضى والعنف والاحتجاجات، وبإمكاننا ملاحظة تأثير الأمطار مؤخراً في غياب واختفاء كل أشكال وأنواع الاحتجاجات، فتجد نوعاً ما أن تتحسن ظروف الناس، سينشغل الناس بزراعة أراضيهم، ورعي وتربية المواشي، وهكذا نجد أن الجانب الاقتصادي هو السبب الأول والأهم، لهذا نقول إن القضية اقتصادية بالدرجة الأولى، ولا ننكر وجود الأسباب السياسية لكنها في نطاق ضيق” .



ويرى أن “هناك قلة لهم أبعاد سياسية وموجودون في قيادة الحراك، ممن يسعون نحو التوريث في النضال والتوريث في القيادة، تجد البعض منهم كان أبوه وزيراً والآخر قائداً عسكرياً أو مسؤولاً حزبياً وغيره .



ويضيف: “من القضايا التي ترتبط بحياة الناس وأدت إلى هذا الحراك ونقر بوجودها أن هناك الكثير من الشباب ممن تخرجوا من الجامعات لم يحصلوا على الوظائف، كما أن هناك انقطاعاً حصل وحال دون التحاق الشباب بالكليات العسكرية وخصوصاً من المحافظات الجنوبية، وهذا حصل بين عامي 1994 إلى ،2007 فلم يلتحق بهذه الكليات من الضالع مثلاً خلال هذه الفترة سوى ثلاثة شبان فقط، إذن لم تتحصل الضالع على حصتها من الكليات العسكرية والأمنية، مثلها مثل باقي المحافظات الجنوبية، هذه سببت لنا تراكمات .



هل السلطة لا تزال ممسكة بمقاليد الأمور في الجنوب وأقصد هنا المناطق الملتهبة؟



ما من شك أن الدولة ممسكة بالأمور، لكن ولأننا تعودنا على الشمولية نعتقد مثل هكذا اعتقاد، في ظل الديمقراطية يكون الحكم صعباً جدا والتعايش مع الحكم في ظل الديمقراطية صعب أيضاً، فلو جمعنا كل من كان يحكم الجنوب ومن يروجون باسمه اليوم ويدعون وصايتهم على الجنوب، لن يستطيعوا حكم ثلاث مديريات أو أربع، لماذا؟، أنظر إليهم اليوم وهم في الشارع كيف يتصارعون وكل واحد منهم يقصي الآخر والتشكيك والبحث عن الظهور والنجومية، وكل ما وجدت هذه الأمور في أي كيان سياسي أو اجتماعي أو غيره لن يصل إلى شيء أبداً .



لماذا لم يستمع النظام للدعوات الأولى والمبكرة عندما كانت تطرح كلها في إطار الوحدة، سواء إصلاح آثار حرب 1994 أو إصلاح مسار الوحدة أو المطالب الحقوقية المختلفة للمتقاعدين والعاطلين وغيرهم؟



حتى هذه الدعوات والحوارات تذهب باتجاه السياسة والمحاصصة والتقاسم وكل الأحزاب تبحث عن حصتها، لم نر أي حوار أو مطلب في السابق يتحدث عن ضرورة إصلاح وضع الجانب الاقتصادي، وكل ما يطرح هو عن قائمة الانتخابات والسجل الانتخابي والكرسي، والحكم .



هل تطرحون في الحزب الحاكم مثل هذه القضايا لدى قيادتكم العليا؟



بالتأكيد نطرح لهم ونناقشها معاً، لكن دعني أؤكد أننا نواجه مشكلات كثيرة كالحوثيين التي تأخذ طابعاً سياسياً ودعماً من الخارج ومثلها مشكلة القاعدة والمحافظات الجنوبية أيضاً، وكلها تسبب عبئاً على الاقتصاد .



ماذا عن المستقبل، هل أنت متفائل بتحسن الأوضاع، وما هو مستقبل الحراك؟



الحراك وصل إلى طريق مسدود، نتيجة خلافات قياداته وتصارع مكوناته، لو رافق هذا الوضع إصلاحات اقتصادية لتجاوزنا المشكلة، لأن أساس القضية كما قلت سابقاً هي قتل فراغ عند هؤلاء الشباب فنحن نعيش في أوساطهم ونعلم حقيقة الأمور، فهم أهلنا وأقرباؤنا أولاً وأخيراً وليسوا أجانب، وأتمنى من أعضاء لجنة الحوار الوطني أن يستوعبوا المشكلة وأنها اقتصادية بالدرجة الأولى، لأن الناس عندما دخلوا الوحدة كانوا يأملون تحسن وضعهم المعيشي، الناس طعموا الحرية ولكننا لا نريدها أن تتحول إلى فوضى، ومشكلتنا ونحن نستمع إلى قياداتهم السابقة مثل علي سالم البيض نجده يتحدث بذات الخطاب الشمولي السابق ولم يتغير أبداً .



لماذا تضعون في هجومكم على الجميع أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) والحراك الجنوبي معاً في سلة واحد، مع أنهم يختلفون؟



جميعنا يعرف أن البداية الأولى للحراك كانت بأدوات أحزاب المشترك (المعارضة اليمنية) وهي من أججت للحراك ودعمتهم، نحن حذرنا المعارضة أن هؤلاء يحملون ثقافة رفض الآخر أياً كان، أرادوا أحزاب المشترك كمظلة فقط وحينما تحرك الشارع حولوا مطالبه الحقوقية إلى سياسية، وعليه نكررها لابد من إصلاح أوضاع الناس المعيشة، لا بد من إعادة ما نهب من ممتلكات وأراض وغيرها من القضايا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عضو ماهر
ثائر جحاف
عضو ماهر
اس ام اس النص

عدد المساهمات : 512

تاريخ التسجيل : 12/08/2010

الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2   صحيفة دار الخليج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2 صحيفة دار الخليج الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2   صحيفة دار الخليج Emptyالثلاثاء 28 سبتمبر - 21:31

تسلم يا ابن الجنوب وكثر الله للجنوب ابناء من امثالك....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحراك في جنوب اليمن المشكلة والتداعيات ... (2-2 صحيفة دار الخليج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» صحيفة الاتحاد الإماراتية :كأس الخليج تنتقل من اليمن إلى قطر » الجنوب في الصحافة العربية 11-11-2010» بينما المبعوث الأممي إلى اليمن يفشل في الجلوس مع ممثلي الحراك الجنوبي صراع دولي إقليمي على جنوب اليمن» مظاهرات في مدن جنوب اليمن تطالب دول الخليج المشاركة في 'خليجي 20' بدعم مطلبهم بالانفصال عن الشمال.» في توصية للسياسة الأمريكية..خبيرة أمريكية بشئون اليمن : الحراك في جنوب اليمن تهديداً وجودياً وإقليمياً لحكومة الرئيس علي عبد الله صالح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الملتقى السياسي العام-