ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

دور الأخلاق في النهوض والانهيار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
ياسين النقيب
ياسين النقيب
نائب المدير
اس ام اس اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه

عدد المساهمات : 1740

تاريخ التسجيل : 16/02/2009

دور الأخلاق في النهوض والانهيار  Empty
مُساهمةموضوع: دور الأخلاق في النهوض والانهيار دور الأخلاق في النهوض والانهيار  Emptyالثلاثاء 5 أكتوبر - 6:43


على تغاير الأماكن والأزمان، وتبدّل الدول والحضارات، تظل القيم الخلقية نقطة الارتكاز في مسيرة الأُمم والشعوب، فبالتمسك بها يكون التقدّم والصعود، وبالتنازل عنها والتفلت منها يكون الانهيار والسقوط.

ولقد أكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد/ 11)، (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأنفال/ 53)، ووصف رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4)، مؤكداً بذلك أنّ أحد العوامل الأساسية لنجاح الدعوة الإسلامية وتمكنها من تحقيق أهدافها الكبرى إنّما كان بما تميّز به نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم من خلق عالٍ أريد لهذه الأُمّة قيادات وشعوباً أن تسير على هديه فيه لكي تكون سيدة في هذا العالم.

ولعل واحداً من أهم عوامل انهيارنا الحضاري عبر القرون الأخيرة، هو ضعف، وربّما غياب، الوازع الخلقي الذي هو أساس يقظة الضمير وفاعلية الأُمّة، وقدرتها على العطاء والإبداع.
ومن قبل كان الشاعر المعروف "أحمد شوقي" قد جمع هذه المعاني في بيت من الشعر تناقلته الأجيال بما انطوى عليه من معانٍ ودلالات:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إنّ الكثيرين يذكرون – على سبيل المثال – كيف كان انهيار فرنسا السريع على يد القوات الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، بسبب تفكك القيم الخلقية هناك.

ويذكرون – كذلك – كيف أن زعماء الدول الكبرى في ستينيات القرن الماضي من مثل "كنيدي" في أمريكا، و"خروتشوف" في الإتحاد السوفيتي السابق، حذروا شعوبهم من الانجراف وراء الملذات وتجاوز مطالب القيم الأخلاقية، وأن ذلك قد يكون عاملاً ذا تأثير بالغ على مصائر الدولتين، ولقد جاءت الأحداث لكي تعزز مخاوف الرئيسين المذكورين.

إنّ الوقائع التي تؤكِّد دور الأخلاق في نهضة الأُمم أو دمارها كثيرة، وكتابات المفكِّرين ودعاة الإصلاح كثيرة هي الأخرى، وقبل هذا وذاك تأكيدات كتاب الله سبحانه وسُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم على خطورة هذه المسألة.

إنّ القيم الخلقية هي التي تنظم سلوك الأفراد والجماعات، وتضع مؤشراته وضوابطه، وتلعب دوراً كبيراً في حركة الأُمم ونموّها، وأنّه في حالة ضياع هذه القيم فستكون هناك الفوضى، وسيعم الاضطراب سائر العلاقات، فيكون التفكك والدمار.

إنها أشبه بإشارات المرور الكهربائي التي تنظم السير في شوارع المدن الكبرى، وبالجاذبية التي تنظم حركة الكواكب والنجوم في ساحات الكون، فلولا هذه وتلك لحدثت الفوضى والارتطام، سواء في الشوارع والمدن، أم في بنية الكون.

إنّ هناك قيماً كثيرة نعرفها جميعاً لأنّنا نتعامل معها سلباً وإيجاباً في كل يوم، بل في كل دقيقة، في بيوتنا ومدارسنا وأسواقنا ومؤسساتنا وعلاقاتنا كافة، مثل: الصدق، والأمانة، والوفاء، والشجاعة، والإخلاص، والإحساس بالمسؤولية، ويقظة الضمير، والمروءة، والإيثار، واحترام الكبير، والعطف على الصغير، ومراعاة حقوق الجار، وكفالة الفقراء والمستضعفين، والجد في العمل والالتزام بالمواعيد وعدم نكث العهود والمحبة والتضحية… إلخ.

لنتصور مجتمعاً من المجتمعات التزم بهذه القيم في حياته اليومية، ونشاطه العملي، كيف سيتقدم في مضمار الرقي الحضاري، وكيف أنّه بتخلّيه عنها سيتأخر بلا شك، وسيدع المجال للأُمم والجماعات الأكثر إلتزاماً بهذه القيم لكي تسبقه وتتفوق عليه.
فالشعوب التي تعاني من الاستعمار وويلاته فهي الاجدر وخاصة نحن يجب أن نتمسك بهذه القيم الاخلاقية حتى نستطيع التغلب على اعدائنا من المستعمرين والخونة وعملائهم..
وإذا نظرنا إلى التاريخ فإنّنا نستطيع أن نفسر انهيار وزوال الكثير من الدول والإمبراطوريات والحضارات بهذه العامل الأخلاقي تحديداً..

حقاً إنّ الشاعر "أحمد شوقي" لخّص ببيته ذاك الكثير مما يمكن أن يقال في علاقة منظومة القيم الخلقية بقوة الأُمم وضعفها، بارتفاعها وسقوطها على السواء.. وهكذا يكون شعر الحكمة مدرسة يمكن أن نتعلّم منها الكثير، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "إنّ من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة".

كاتب عراقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عضو ماهر
ابن النقيب
ابن النقيب
عضو ماهر
صوره افتراضيه

عدد المساهمات : 152

تاريخ التسجيل : 14/03/2010

العمر : 35

دور الأخلاق في النهوض والانهيار  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور الأخلاق في النهوض والانهيار دور الأخلاق في النهوض والانهيار  Emptyالخميس 7 أكتوبر - 5:09

تشكر اخي على هذا الطرح المميز
وحبيت ان اضيف بعض من اخلاق الصالحين
سال هارون الرشيد ابا يوسف قاضى القضاه فى عهده :

صف لى اخلاق ابى حنيفه ؟

فقال:كان والله شديد الدفاع عن حرمات الله،

مجانبا لاهل الدنيا ،

طويل الصمت دائم الفكر ،

لم يكن مهزارا ولا ثرثارا ،

ان سئل عن مساله كان له فيها علم اجاب ،

وما علمته ياامير المؤمنين الا صائنا لنفسه ودينه مشتغلا بنفسه عن الناس

لايزكر احدا الا بخير ،

فقال الرشيد :هزه اخلاق الصالحين،

تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

دور الأخلاق في النهوض والانهيار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقيات العامة :: ملتقى الحوار والمناقشة-