نقلاً عن موقع صدى عدن
بعد الخلافات المؤسفة التي ظهرت خلال الأسبوع الماضي بين قيادات الحراك السلمي الجنوبي, والصورة الجنونية التي وزعت بها تلك البيانات من قبل جهات لا تمت بصلة إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي , في اعتقادنا هي ليست وليدة الأسبوع الماضي, وإنما نتاج لأوضاع فترة عام ونصف عاشها الحراك السلمي الجنوبي.. أوضاع تدهورت فيه كل أنشطته بشكل مخيف, وتقلصت فيه دور مؤسسات الحراك التي كانت ما قبل ذلك منطلقة من المصلحة العليا للقضية الجنوبية. أما الآن فقد أصبحت الرغبات الشخصية والولاءات الشخصية للفرد هي التي تحكم رؤية كثير من يدعون أنهم قادة ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي. مما جعل هذا الحراك مهددا بالتمزق والتشتت وانفراط العقد بشكل مخيف, وفقدانه للالتفاف الجماهيري الذي كان يتمتع به.
في مثل هذه الوضعية أن ابسط واجب علينا القيام به هو العمل بكل السبل الكفيلة بالحفاظ على وحدة الحراك السلمي الجنوبي التي هي نواة لوحدة شعبنا الأبي. ومن هذا المنطلق نعتقد أنه ليس لدينا خيار سوى التوجه بنداء عاجل إلى الرئيس المناضل/ حيدر أبو بكر العطاس نقول فيه إنه حان الوقت لكسر حاجز الصمت الذي ظللت كثيرا متمسكا به لعدة اعتبارات نعرفها جميعا. فالوطن في هذه اللحظات العصيبة يناديكم.. هذا الوطن الذي ظل وسيظل يتذكر بعرفان الدور الذي تفردتم به منذ أول يوم بعد احتلاله, حيث ظللتم تدافعون عن قضيته, بينما كان غيركم ملتزما الصمت .
إن هذه الدعوة لم تأت بها العاطفة الصبيانية أو الولاءات الضيقة لشخص الرئيس العطاس, أو جراء ما ظهر من تمزق في هيئات الحراك السلمي الأسبوع الماضي, وإنما نتاج لنظرة معمقة لمواقف وممارسات هذا الرجل وعقلانيته المعروفة والمجربة لدى مثقفي ومفكري شعب الجنوب, وحصفه في اتخاذ القرارات المدروسة, وخير دليل رؤيته البرنامجية المتكاملة التي قدمها خلال الأشهر الماضية للدفع بأوضاع الحراك السلمي وبناء مؤسساته المتكاملة على الصعيدين الداخلي والخارجي,واضعا رؤيته بكل توضع للنقاش من قبل الجميع, مبديا استعداده للحوار حولها, فلاقت هذه الرؤية استحسانا كبيرا من قبل معظم قيادات ومفكري ومناضلي شعب الجنوب. رغم التشويه والإساءة التي تعرض لها الرئيس العطاس ورؤيته دون مبرر من قبل البعض, حتى وصل الأمر بهم إلى اتهامه بالخيانة لقضية شعبه. وكذا لمن أيد هذه النظرة من قادة الجنوب أمثال الرئيس علي ناصر محمد والوزراء صالح عبيد أحمد ومحمد علي احمد. وغيرهم.
لكن مثل هذه الأصوات التي لا تعرف إلا وصم من يخالفها بالرأي صفة الخيانة لم يستطيع أن تنال من قامة مثل لرئيس العطاس بشيء. لأنه معروفا بحنكته وورعه وشجاعته في اللحظات التي يناديه فيها وطنه الجنوب, وانطلاقا من ذلك نعتقد أن رؤية الرئيس العطاس أصبحت هي الوثيقة التي يتوافق حولها معظم مناضلي ومناضلات شعبنا. بل يتوافقون على صاحبها. باعتباره أخر رئيس دستوري وشرعي للجنوب حتى يوم 22 مايو 1990م عندما تمت الوحدة دون موافقته. ثم تحولت هذه الوحدة إلى احتلال للجنوب عام 1994م. وهذه صفات قانونية وغيرها تعطيه مشروعية لقيادة شعبه من أجل استعادة دولة الجنوب المغتصبة.
أن الرئيس العطاس مطالب وطنيا اليوم قبل غدا إنقاذ وطنه وحراكه السلمي من التمزق والوهن, كوفاء لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال. فمن غير المعقول أن نظل جميعا صامتون بينما قضية شعبنا في أصعب مراحلها.. إنها لحظة حاسمة يتوجب علينا جميعا النهوض في سبيل وطننا وأن نصرخ جميعا وبصوت عال لنقول لدعاة تمزق الحراك ومنظري البيانات الخاصة توقفوا أيها الغافلون فهذه قضية شعب وليست قضية زعيم أو تيار أو منطقة.. قضية قدم من أجلها شعبنا خيرة رجاله وشبابه