بقلم/ أبو محمد الجنوبي
لا أدري كيف ألج إلى هذا الموضوع وقد ترددت كثيراً حتى لا أزيد الطين بله كما يقال ونزيد التفرقة والتشرذم كما هو حاصل بالفعل، ولكن أرواح الشهداء البريئة والدماء الزكية التي سفكت على أرض الجنوب الأبية وأنات الجرحى التي لم تندمل جراحهم حتى هذه اللحظة, ومعاناة الأسرى في سجون وزنازين الاحتلال والمرارات التي يلاقونها, والمكابدات التي يعانيها الموطن الجنوبي في العمل إن كان يعمل, ومن الطرقات من خلال نقاط التفتيش المنتشرة على طول وعرض أرض الجنوب وهم يتحملون ذلك على أساس أن الفرج قريب بإذنه تعالى! كل هذه الأحداث حتمت عليَّ ان أدلو بدلوي عسى أن تلاقي هذه الكلمات أذان صاغية إن وجدت ولا أضنها كذلك.
فقد بحت أصواتنا ونحن نحذر, ونقلنا أكثر من رسالة إلى تلك القيادات ولا أضنها قيادة بل قواد لا أستثني منهم أحد في الداخل والخارج عدى واحد منهم فقط، مؤسس القضية وحامل فكرها ومنبر طريقها الدكتور محمد حيدرة مسدوس، إنصافاً للحق والتاريخ.
ففي هذه الأيام كثرت البيانات والبيانات المضادة وأسماء القيادات واللقاءات المشبوهة التي لا تقدم ولا تؤخر وإنما تضر القضية ضرراً فادحاً, لقد غاب العقل الجنوبي في هذه الأيام فهذا يتمسك بلقاء يافع وآخر بلقاء الذنبة وهذا يصدر قرارات يعمل بها من تاريخ صدورها -لا أدري هل قد استلمت ثكنات جيش الاحتلال الغازية نسخة منها كون الجبال المحيطة بالمنطقة مليئة بها وكذا نقاط التفتيش المنتشرة كالهشيم والتي لا تسلم منها نسائنا من التفتيش والمضايقات -وتلك القيادات في المقايل توزع المناصب للأقرباء والموالين! ولا تبالي بنافخي الكير والانتهاز والمتربصين بالقضية حتى حانت الفرصة الذهبية لهم وهم كثر بيننا.
فلو شبهت ما يحدث اليوم لجنوبنا الحبيب بما يحدث في الضفة وغزة فلا فرق في أوجه الشبهة فهناك "احتلال" متعارف عليه وهناك "قرارات دولية واعتراف دولي " وغيرها وهناك مساعدات تصل إلى الشعب الفلسطيني لكن عندنا العكس إن وصلت مساعدات فإنما تصل إلى " القواد" ولا تصل إلى مستحقيها.
في هذه الأيام العقل الجنوبي مغيب – اقسم انه مغيب تماماً إلى حد التيهان – فلا عقلاً ولا حتى أنصاف حلول، لذلك أدعو جميع أبناء الجنوب ابتداءً من الأحياء والقرى مروراً بالمراكز والمديريات والمحافظات بالقيام بعمل ميداني من هذه اللحظة " وترك تلك القيادات تنعم بمناصبها وبياناتها " وتشكيل قيادات ميدانية والإبقاء على القيادات الشريفة التي لم تنجر وراء هذه الخزعبلات الأخيرة وأن تستمر في عملها كما هو محدد ولما تراه على الأرض وحسب ظروف كل منطقة ومحافظة.
"اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد "