لم تجد دعوة أطلقها ناشطون شباب في ساحات التغيير المطالبة بإسقاط النظام اليمني في الشمال للزحف نحو المؤسسات الحكومية وإسقاطها بأيدي "الثوار" أي استجابة في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب وعاصمة دولته السابقة.
ويوم أمس الذي زحف فيه محتجون في مدينتي صنعاء وتعز الشماليتين صوب مقرات سيادية وحكومية بدت الحياة في محيط فروع هذه المؤسسات عادية كما هي يوم الأربعاء خلال الأسابيع الماضية, وغاب الأمن عن عدد من تقاطعات المدينة التي شهدت إضراباً شاملاً شل الحياة في المدينة التي كانت هي أول من دعت له في أبريل/نيسان الماضي واستنسخته لاحقاً مدن شمالية وجنوبية.
وقتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في الزحف الذي انطلق صباحاً في مدينة تعز وعصراً في العاصمة اليمنية صنعاء.
ويغيب التنسيق بين ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها حزب التجمع اليمني للإصلاح وساحة الشهداء بمدينة عدن التي تقود حركة الاحتجاجات الشبابية بالمدينة وخلال شهر مارس/آذار قام ناشطون من مدينة تعز بزيارة إلى ساحة الشهداء بعدن وطرح ناشطون في اللجان المنظمة في الساحة على "الزوار" استعداد الساحة للتنسيق شرط الاتفاق على إسقاط النظام اليمني ثم تقرير مصير الجنوب, ولكن هذا الاتفاق المبدئي لم يكتمل وفق ما أفاد به مصدر مسؤول في الساحة.
ونكص يوم أمس ناشطو حزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن الذين يسيطرون على ساحة الحرية بمديرية كريتر (صيرة) عن تنفيذ أوامر الزحف التي أطلقتها القيادة المركزية للتجمع التي تسيطر على ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء.
ولا يقوى ناشطو التجمع في عدن على زحف يحتمل أن يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى برصاص رجال الشرطة الذين لا يخشون من مساءلات قانونية مفترضة.
ولا يملك فرع الإصلاح بعدن وهو حزب إسلامي متشدد قبولاً لدى المستقلين الذين نفرهم من ساحة الحرية بكريتر ونكص عن الزحف معهم في تظاهرات سابقة يقولون أنه تركهم فيها يواجهون الرصاص لوحدهم.
ولا يبدو أن دعوات زحف جديدة قد تجد قبولاً في عدن في ظل غياب التنسيق المشروط مع ساحة الشهداء بالمنصورة وفي ظل عجز ناشطو ساحة الحرية بكريتر عن تنفيذ توجيهات القيادة المركزية بصنعاء.
ويسيطر حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين في اليمن وهو جزء من تنظيم عالمي له تاريخ من العنف على تكتل اللقاء المشترك المعارض الذي يطالب بإصلاحات ويتمسك بمبادرة خليجية تفضي إلى تقاسم السلطة في اليمن.
وشارك تجمع الإصلاح في حرب شنها الشمال على الجنوب صيف العام 1994 وأصدر مشائخ الإصلاح حينها فتاوى تكفير للجنوبيين دفعت بجهاديين في التجمع ومن خارجه للمشاركة في الحرب التي صورت على أنها حرب بين ديار الإسلام وديار الكفر.
وينضوي الحزب الاشتراكي اليمني وهو حزب شمولي كان يحكم الجنوب وله تاريخ في سحق معارضيه في تكتل اللقاء المشترك ولا يتردد قياديو الحزب الاشتراكي في تأدية دور ثانوي في تكتل اللقاء المشترك وهو تحالف غير متجانس يضم خليطاً من إسلاميين ويساريين وقوميين وبعثيين.
