بقلم : حسين زيد بن يحيى
Zid101010@yahoo.com
الخطبة الخطبة .. الجمعة الجمعة و عاق والديه عاق والديه , فهلوه نجح فيها بامتياز نظام 7/7 من اعادة انتاج ذاته ليس سلطويا فحسب بل ايضا في المعارضة كذا ساحات (الثوار) , خصوصية يمانية سمحت لقناة المنجزات العظيمة (تلفزيون صنعاء) بمنتجه لحظة انزال علم المستعمر البريطاني عدن 30/11/67م مع رفع (فخامته) علم (اليمن) بالقصر المدور التواهي منفردا , بالاتجاه المعاكس ان اختلف شكلا موضوعا يتكرر المشهد ذاته بمقابلة تليفزيونية مع قناة (بي . بي . سي) البريطانية حيث تألق المحامي خالد الانسي عندما ارخ انطلاقه الحراك (اليمني) عام 2006م من امام بوابة مجلس الوزراء بصنعاء محققا السبق عربيا , استكمالا لنهب الارض و الثروة يتفيدوا التاريخ النضالي للجنوبيين , تأكيدا لحقيقة انهم تجاه الجنوب موقف و ثقافة واحدة لا خلاف بينهما , لذلك ما لم تدركه فتوحات الجنرال علي صالح الاحمر تستلحقه يمانيا الناشطة السياسية توكل كرمان بمجلس انتقالي موحد يؤبد قاعدة سياسية الضم و الالحاق القائمة على مفهوم واحدية الثورة , تكملة ما تبقى تتكفله لجنة تحضيرية الحوار بحثا عن (اقنان) جنوبيين لمزرعة ابقار الاقطاعي الجديد حميد الاحمر .
للأسف تأصل و تسيد ثقافة الفيد والضم في الوعي الجمعي الشمالي اسقط كل مقومات الوحدة بالوجدان الشعوري الجنوبي , وهو ما يفسر عدم رؤيتنا لهذه اللحظة رجل رشيد من بينهم يعترف بالوجود الموضوعي للجنوب الارض و الانسان و الهوية , سواء بسواء سلطة ومعارضة وما بينهما من ساحات الشباب , الملاحظ ان الكل ثملا بنشوة نصر : (كلنا واحد) , متناسيين تناقض قولهم ذلك و مفهوم (الوحدة) القائم على شراكة بين مكونين او اكثر , حتى اصبح لا فرق يرحل (فرعون)او من عدمه , لان الكل فيما يتعلق بالجنوب يتمنطق بأبوية الفرع و الاصل المشبعة بتعالي سياسة المكارم و العطايا , حتى تأذت المسامع الجنوبية من هذيان: سأعطيكم رئيسا جنوبيا .. سنتمنن عليكم بعد الرحيل بالنظر بقضيتكم .. الخ.
تجربة مريرة لم نلمس فيها شريكا شماليا يقبل التعامل مع الجنوبيين كأحرار انداد , حقيقة مره لكنها مثلت جذوة المبرر الموضوعي للمطالبة الجنوبية باستعادة الدولة و الهوية , رفضا لثقافة الفيد القبلي على طريقة مجرم الحرب الاسبق : (كرب ال وتر ) و نقش نصره المقزز و سيء الذكر , مطلبا مبررا اخلاقيا دفاعا عن الطابع المدني للجنوب , الذي حاول خدشة من خلال استدعاء رميم التخلف الماضوي الذي تجلى بسفه تعيين شيخ مشايخ لمدينة (عدن) ام المدائن الجنوبية و حاضرة جزيرة العرب!!.
ليس اساءة لاحد بقدر ما هي مصارحة جريئة , دون حدوث تحول مدني جذري شمالا يجب اقفال اي حديث عن علاقة ما تستجيب لمصالح الطرفين هنا وهناك , باعتبار الوحدة ليس حاصل تجميع جغرافيا او استدعاء خزعبلات و حكاوي ماضوية مملة , بقدر ما هي وسيلة لتحقيق غاية مصلحيه لطرفي العلاقة بحياة افضل بعيدا عن الهلوسة و سعار المزايدة , التجربة الوحدوية مع خيار (اليمننه) خيبت امال الجنوبيين , خاصة انها بعد حرب صيف 94م تحولت لكابوس اسواء من احتلال .
مع ذلك , رفضا لسياسة الدفع لحافة الهاوية ذهابا نحو المجهول , كل رجل رشيد يعي ان المجتمع الشمالي نظرا لعدم تجانس مكوناته بسبب تآكل الدولة ينزلق سريعا نحو الفوضى الخلاقة , جنوبا الرجل الرشيد لا تذهب به رغباته انتظار لحظة اندلاع مواجهه عسكرية مفتوحة بالساحة المقابلة قد تحقق له امكانية (فك الارتباط) , الحسابات المصلحية نتائجها غير مضمونه , لذلك الكلام الرشيد البحث عن اتفاق يجنب الكل من الذهاب للمجهول , امر كهذا يتطلب قيام مجلس انتقالي يمثل كل تعدد و تنوع مكونات مجتمع الشمال سلطة و معارضة وحوثيين و ساحات شباب , يقابله نديا و عدديا مجلس انتقالي جنوبي يلتئم فيه كل المجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي , بعد ذلك تحت رعاية اممية بقوة قرارات الشرعية الدولية 924 , 931 الخاصة بالمسالة الجنوبية يبدا الحوار حول مرحلة انتقالية تحدد الكيفية لاعتماد الشارع كمرجعية و حقه بتقرير المصير.
خور مكسر عدن 22/7/2011
*منسق ملتقى ابين للتصالح و التسامح و التضامن