تاهت في غوغا الخلافات قضيتنا
ومكثت جريحاً ابحث عنها
على بقايا إيقاع أمل مكلوم يتلاشى
كان البهو عميقاً
الليل طويلاً
والحلم سراب
احمل آهاتي وامضي
أحاول بلوغ باب السرداب
الظلمة شديدة
والطرق لا حصر لها تتقاطع
وفي جوفي أنفاس تتمزق
وأهرول ملتاعاً
ابحث عن ضؤ يرشدني نحو الباب
وكلما امضي في طريق
أجدني في نقطة بداياتي
أتوقف انفث آهاتي
أناتي
اصرخ مفزوعاً في السرداب
أتساءل
من صنع هذه المتاهات الملتوية؟؟
هل من احد يسمع صوتي؟
فتضيع أصواتي بين أصوات أخرى
وصدى الأصوات يتدحرج
وأعود لأبحث عن خارطة
عن ثمة اثر
أتعقبه علّه يوصلني نحو الباب
واصرخ واصرخ
فتأتيني ردود عدة
ويأتيني ألف جواب
وألف شارة تتعاكس
آاه الطريق طويلاً
ضاع الدرب
أعود لصراخي الأول
يا أصحاب الرؤى المتضاربة
يا ساسة
يا أولوا الألباب
أين الباب؟
أين الباب؟؟
لا اعلم!
يهتف شيخ كهل
ويستطرد لديك ما يكفي من قوة
أيا هذا الشاب
اذهب وابحث من دون سؤال ابحث
واسمع من سقف السرداب صوت يصرخ
ذكرى شهيد
روح شهيد تصلي في المحراب
قائلة أيا هذا
قضيتك طارت قبيل ساعات الفجر
خرجت يلفها ثوب القهر
واغتسلت في النهر
ثم تماهت
قالت آخر أنفاس ثائر
قضيتك مرت من هنا تبكي
تلبس ثوب الحزن
تكومت في إحدى زوايا السرداب وتحللت إلى نور ابيض
ثم تلاشت في البهو
صرخ آخر
قضيتك امتشقت روح طفل شهيد
ثم تماهت تتبعثرها أشلاء خلافات الوهم
قالت أنات المظلومين:
قضيتك جاءت هاربة وقد أثقلتها رؤى العهر
ثم توارت مع بقايا بيان ممزق
صرخت هذا يكفي
ومضيت استأنس فاجعتي فوق بقايا درب يتداعى
همست بنشيج اصفر
يا قضيتي
آتيك روحاً فضفاضة
آتيك بثياب فدائي
بقلوب أطفال الجنوب المظلوم
بأرواح الشهداء الطاهرة
بنشيد براعم الشحر
ضاق السرداب وصرخ منزعجاً
ايهذا التائه كفاك نشيجاً
لا تبحث عن طريق الباب
بل ابحث عمن أدخلك وقضيتك في السرداب
وتوقف كثيراً
واقرأ بتمعن
فتش عن كل الأسباب



رائد الجحافي