ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

تمرد الحوثيين هل يقف عند حدود صعدة؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
الساري
الساري
مشرف عااام
اس ام اس أعشق عالمي .ففية المغامرة .والمجازفة فمنهما اتعلم تجارب الحياة

الجنوب الحر

عدد المساهمات : 1554

تاريخ التسجيل : 05/03/2009

الموقع : مصر العربية

تمرد الحوثيين هل يقف عند حدود صعدة؟ Empty
مُساهمةموضوع: تمرد الحوثيين هل يقف عند حدود صعدة؟ تمرد الحوثيين هل يقف عند حدود صعدة؟ Emptyالثلاثاء 29 سبتمبر - 15:42


أصابع إيران في الصراع تعكسها مؤسسات استثمارية وثقافية وتوظيف أيديولوجي للدين

الرئيس اليمني مخاطبا تجمعا شعبيا حول تداعيات الحرب
كتب موسى عساف وزهرة صالح ...الوطن السعــــــودية

مثل التحذير الذي أطلقته منظمة أوكسفام الدولية للمساعدات الأسبوع الماضي من أن اليمن ينزلق نحو أزمة إنسانية خطيرة بسبب القتال الدائر في شمال البلاد منذ 11 أغسطس الماضي، جرس إنذار سلط الضوء على واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية التي تنتظر اليمن. ووفق لإحصائيات دولية فقد أصبح نحو 150 ألف شخص لاجئين يعيشون في مخيمات النزوح. وبالتزامن مع ذلك فقد حذر تقرير صدر لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن مجمل الأحداث قد تضعف سلطة الحكومة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها. وتنشر "الوطن" هذا التحقيق بالاتفاق مع صحيفة "الوطن" البحرينية.

الحرب السادسة هل غابت الحكمة اليمانية؟
أفاق الشارع العربي على صوت الضوضاء المنبعثة هذه المرة من اليمن.. وعندما سرى مسمى الحرب السادسة كان السؤال وهل كانت هناك خمس حروب سابقة؟ هل كان في اليمن أكثر من تأفف عدن من الوحدة في الجنوب وتذمر الحوثين في الشمال؟ وكلتاهما لم تكونا في أذهان رجل الشارع العربي أكثر من مناوشات لا تتسبب فيما هو أبعد من خدوش صغيرة سرعان ما تندمل بفعل (الحكمة اليمانية) لتعود الأمور إلى طبيعتها.
لكن الحقائق تقول إن ثمة خمس حروب دارت هناك بين الجبال والوديان ومناظر مخيمات النزوح ومن فيها من مدنيين هاربين خوفاً تشي بتفاصيل دامية لقصة اليمن والحوثيين والحروب الخمس التي انقضت بإعلان مفاجئ عن وقف العمليات في منطقة (صعدة) من الرئيس اليمني على عبدالله صالح خلال احتفاله بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على توليه مقاليد الحكم في 17/7/2008، والحرب السادسة التي ما زال اليمن يصطلي بنيرانها حتى اليوم.

الحرب الأولى لم تكن بداية القصة
لم تكن الحرب الأولى عام 2004 والتي قتل فيها قائد التمرد حسين بدر الدين الحوثي هي البداية الفعلية للأحداث، ولكنها عائدة بجذورها إلى عام 1979 عندما قبض على الحوثي على خلفية تأييده لقيام ثورة الخميني ولكن التحرك الأوضح كان عام 1986 حين أسس صلاح فليته أحمد تنظيماً عُرف باسم "اتحاد الشباب" الهدف الأساسي المعلن منه تعليم شباب "الزيدية"، بينما اتهمته أطراف أخرى بأنه واجهة لتنظيم الشباب اجتماعياً وثقافياً وفق فكر طائفي تمهيداً لمشاريع وأهداف سياسية أكبر، وكان من أبرز وجوه المؤسسين والمدرسين في (اتحاد الشباب) الشيخ مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي قائد التمرد الحالي ووالد حسين قائد التمرد الأول عام 2004 والذي قتل خلاله.
وما أن هبت رياح الوحدة في مطلع التسعينات وحملت معها نفحات التعددية الحزبية ورفع القيود عن العمل السياسي حتى خرج هؤلاء من نطاق العمل الاجتماعي والتربوي إلى فضاءات السياسية الأرحب، وتم تأسيس حزب "الحق" الناطق بلسان حال الطائفة الزيدية عام 1990، وتكررت نفس الأسماء والوجوه التي كانت خلف "اتحاد الشباب"؛ فالمؤسس كان الشيخ مجد الدين المؤيدي وتولى الأمانة العامة السيد أحمد الشامي الذي تقدم عام 2007 بطلب حل الحزب بعد أن نهشته الصراعات الداخلية حيث لم يعقد مؤتمره الأول حتى تم حله بسبب الطبيعة التنافسية الشرسة للأعضاء وعدم محافظة بعض مؤسسيه وأعضائه بما التزموا به من برامج داخلية وأجندة سياسية محددة المعالم وتورطهم في صراع مسلح مع السلطة ما جعل البقاء كحزب سياسي أمراً محكوماً بالفشل. أما التنظيم الأكثر تأثيراً في مجرى الأمور فكان تنظيم "الشباب المؤمن" الذي كان النواة لحركة التمرد الحالية. المفارقة الأغرب هي أن الحوثيين دخلوا المؤسسة التشريعية كنواب منذ عام 1993 عن حزب الحق ثم مثلوا في وقت لاحق حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.

الشباب المؤمن أو (حزب الله اليمني) من طور المنتدى إلى طور التنظيم
لم يكن يخطر بخلد أحد في اليمن أن الشقة الصغيرة التي استأجرها مجموعة من الشباب ورجال الدين في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة بغرض إقامة دورات للعلوم الشرعية في الإجازات الصيفية ستغير مجرى تاريخ اليمن. كيف لا؟ والأمر برمته لا يخرج عن كونه نشاطاً ثقافياً حرصت الحكومة اليمنية على دعمه كأنشطة أخرى وأصبح له ميزانية معتمدة من الحكومة ووجوه معروفة محسوبة على حزب الحق.
البداية كانت عام 1991 مع الوحدة اليمنية وبوادر انفراج لحراك سياسي ترأس خلالها محمد العزان الشباب المؤمن كحركة ثقافية دينية وسانده كبار أئمة المذهب الزيدي والذين وقف بدر الدين الحوثي معارضاً لهم لعدم اتفاقه مع النهج العلمي المعتدل الذي يتم تدريسه، وما إن زادت شعبية المنتدى حتى انضم إليه الحوثيون وبدؤوا بالعمل من داخله، وقد بدا لاحقاً ومع بروز نجم الحوثيين داخل المنتدى تأثر هيكله وأسلوب عمله بنهج حزب الله من حيث التقديس المفرط للقائد المسمى بـ "القدوة" والتركيز على مسائل الخلاف والتطاول على رموز تاريخية إسلامية؛ الأمر الذي تصادم في كثير من الحالات مع رؤى معتبرة لرجال العلم من الطائفة الزيدية، ما أدى إلى نشوب صراعات داخلية عام 1996 بين من يتمسكون بالدور الثقافي والتربوي الديني للمنتدى ومن يرون ضرورة توسعه بعيدا عن روح التسامح التي أسهمت في التعايش السلمي في اليمن، وبلغ الصراع أوجه عام 1999 وأدى إلى انقسام منتدى الشباب المؤمن إلى إدارتين عام 2001 وبروز نهج أكثر تشدداً وتصادماً مع السلطة والمجتمع والمخالفين حتى من أتباع المذهب الزيدي نفسه، وكنتيجة طبيعية لتعاظم نفوذهم قام الحوثيون بانقلاب داخلي ضد مؤسسي الشباب المؤمن واتسمت تلك المرحلة من حياة التنظيم بأمرين لهما رمزيتهما: يمس أحدهما العلم اليمني كرمز جامع للوحدة والحرية والاستقلال حيث أصبح للحوثيين راية مستقلة، ويمس الآخر شعارات تدل على هوية مشتركة مع الثورة الإسلامية في إيران حمل أكلاف ترديدها في جوامع صعدة وصنعاء بعد صلاة الجمعة حسين بدر الدين الحوثي وشباب التنظيم لتُدخل قاموس الصراع اليمني الحديث من عرفوا بعد ذلك بـ (المكبرين).

إقامة دولة (المكبرين) من قم والضاحية والسودان إلى صعدة
إثر فشل حرب 1994 الانقلابية على الوحدة اليمنية؛ اضطر بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى الهرب بعد انكشاف دورهما المؤيد للانفصاليين الاشتراكيين وتوجها إلى إيران حيث بقيا أشهر في مدينة (قم) قبل أن يغادرا أو يهربا حسب مصادر مطلعة من هناك نتيجة لضغوط من مرجعيات دينية للأب (بدر الدين الحوثي) لحمله على الإتباع الكامل والحرفي لأصول المذهب الجعفري، وتوجيه بدر الدين نقداً لاذعاً لأعضاء في الشورى الإيرانية على خلفية ذلك توجه (الأب والابن) نحو لبنان وبقيا هناك حتى عودتهما إلى اليمن وانخراطهما مرة أخرى في العمل السياسي كنواب في البرلمان، ولاشك أن هذه المرحلة كانت الأهم والأخطر في الحياة السياسية لحركة التمرد الحوثي.
أما السودان فقد كانت إحدى المحطات التي حط فيها حسين بدر الدين الحوثي رحاله بعد أن تنازل عن الترشح في الانتخابات عن المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) لصالح شقيقه يحيى الحوثي.
ومن الخرطوم عاد حسين حاصلاُ على ماجستير علوم القرآن .ويبدو أن الجو العام في فترة أواخر التسعينات وصعود نجم الإخوان المسلمين ضمن ما سمي بمرحلة "الصحوة الإسلامية" أثرت في حسين الحوثي وترك إعجابه بالدكتور حسن الترابي انطباعاً نفسياً يتوافق مع بيئة الثورة المعتمدة على التظاهرات والهتافات والشعارات والتي مست رغبة التمرد الداخلية، فصبغت (سيكلوجيا) حسين الحوثي تلك التي تحدث عنها أساتذته وزملاؤه المقربون، فقالوا إنها كانت خليطاً من ذكاء ورغبة دائمة في التمرد.. ولكنه في عام 2000م مزق شهادة الماجستير وكأنه يمزق معها بقايا حقبة انقضت في حياته ويفتح الباب على مصارعه لمرحلة جديدة في التاريخ السياسي الحديث لليمن.

محاولة فك الخيوط المتشابكة
كان اليمن مثالاً للتعايش المذهبي؛ فلم يعرف الصراع على خلفية التوجهات المذهبية مع تنوعها؛ فبالإضافة إلى أتباع مذهب أهل السنة والجماعة هناك الشيعة الإسماعيلية وأتباع الطائفة الزيدية. ولم تكن قطع الموزاييك اليمانية تلك لتمر مرور الكرام على أصحاب الأجندات الدولية والإقليمية، ولا يبدو أن الداخل اليمني بمشكلاته الجمة استطاع احتواءها واستيعابها كما يجب. ومع التقارب الأمريكي الإيراني غير المعلن إبان غزو أفغانستان ثم العراق؛ نشطت اليد الإيرانية في تحريك خيوط اللعبة عبر أدواتها الطيعة بفعل (المال السياسي)، وخلقت ولاءً عابراً للحدود شكلت البيئة اليمنية الغارقة في المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مناخاً صالحاً لنجاح بارز، وكان لانشغال الحكومة بالحرب على ما يسمى بالإرهاب الدور الأهم في السرعة التي سارت عليها الأمور وبقاء ملف الجنوب ودعاوى الانفصال مفتوحاً يسترعي الانتباه بين وقت وآخر. إضافة إلى ظروف إقليمية أخرى وفوضى السلاح والطابع القبلي العشائري لبعض المؤسسات وتفشي الجهل والأمية كلها أمور أسهمت في جعل خيوط اللعبة تنتقل من يد إلى أخرى داخلياً وإقليمياً ودولياً.

الدور الإيراني من أين نبدأ؟
تعامل اليمن ومؤسساته الرسمية مع كل دعم سخي واستثمار من أي جهة عربية أو إسلامية أو دولية، ولم يخرج عن ذلك السياق السماح لاستثمارات إيران كدولة مسلمة، وتحت رعاية نائب رئيس الدولة عبدربه منصور هادي تم افتتاح مستشفى الهلال الأحمر الإيراني في ديسمبر من 2004 كأكبر مستشفى أهلي استثماري في اليمن، وهو المستشفى الذي اتهمته فيما بعد جهات حكومية ومصادر إعلامية بأنه واجهة لدعم التمرد الحوثي؛ حيث تردد أن حركة حسين بدر الدين الحوثي كانت تحصل على ريع المستشفى كاملاً. وتبلور الأمر بظهور مؤسسات تعليمية وثقافية ذات طابع أيديولوجي لم تعهده البيئة الدينية والثقافية اليمنية، وأصبحت لهذه المؤسسات أدوار بارزة وعلاقة واضحة بالأجندة الإيرانية كمؤسسة الثقلين ودار العلوم العليا التي أنشئت على نفقة الجمهورية الإسلامية بمناهج مختلفة عن التعليم العام والمدرسة الاثنا عشرية في عدن وغيرها. لم يجر كل ما سبق بعيداً عن أنشطة قوية لتغير النكهة الزيدية والشافعية المميزة لمناطق اليمن، فالدعوة إلى إحياء شعائر استشهاد الإمام الحسين على الطريقة الإيرانية. ووصلت فكرة التوظيف الديني إلى حدودها القصوى بالترويج لفكرة "غيبة حسين الحوثي" الذي قتل في الحرب الأولى عام 2004 لتربطه بـ"ميثلوجيا" تخاطب اللاوعي الذي يبقى في انتظار الظهور وتحركه كيفما شاءت ضمن سيناريو لا نهاية له يؤدي خدمة جليلة في مسألة الحشد الشعبي وتطويع الرأي العام المطوع سلفاً بالجهل والأمية والفقر لتبني مثل هذه الأمور خاصة مع وجود من يتبنون الطرح ويروجون له من الوجوه اليمنية التي تتلمذت على يد الآيات في قم والتي حاولت أن تصور الصراع على أنه صراع شيعي – سني.
وقد صبت التغطية غير المعهودة والمنحازة التي حظيت بها أحداث صعدة من قنوات تابعة لإيران كقنوات العالم والمنار والزهراء.. إلخ؛ الوقود على النار المشتعلة أصلاً وعززت الاتهامات بدعم الحوثيين من جانب إيران التي أعلن الجيش اليمني استيلاءه على أسلحة وعتاد عسكري مقدم منها إلى المتمردين، في حين أشارت مصادر عليمة إلى اجتماعات سرية عقدت في الخليج واليمن ولبنان والعراق ولندن وميتشغن بين شخصيات متمردة وأطراف أخرى كان من بينها داعمون خليجيون لم يكونوا مصدر التمويل الوحيد بل حلقة ضمن حلقات أخرى تتبع شبكة من رجال الأعمال اليمنيين في الداخل والخارج ومصادر مرتبطة بتجارة السلاح وتجارة المخدرات اتضحت ملابساتها في مناسبات كثيرة أبرزها في يوليو 2009 عندما ألقت السلطات القبض على مهربي مخدرات كان من بينهم عشرة إيرانيين بحوزتهم ثلاثة أطنان من المخدرات ضمن سلسلة من أحداث مشابهة لها نفس الرمزية والدلالة.
وفي هذه الأثناء كانت خيوط جديدة من الدعم والتعاطف تتكشف عندما طالب النائب العراقي المحسوب على المجلس الأعلى للثورة همام الحمودي بفتح مكتب للمتمردين الحوثيين لإحراج الحكومة اليمنية التي اتهمها بإيواء بعثيين في أغسطس من العام الجاري 2009، وهو ما أكده لوسائل الإعلام مصدر بارز في الحكومة العراقية؛ بل وذهب إلى أبعد من ذلك فأكد أنه مقترح إيراني. ولم تكن كتلة الوفاق الإسلامية في البرلمان البحريني آخر المتهمين بالتعاطي مع الحوثيين حين وجه نائب سلفي مستقل إليها أصابع الاتهام والتي بادرت بدورها إلى إنكاره واستهجانه كالعادة مع حملة للترويج لمأساة الحوثيين في مواقع إلكترونية بحرينية دون ذكر تفاصيل من الجانبين. ولم يعلم إن كانت زيارة نائب برلماني يمني محسوب على الحوثيين إلى البحرين في مارس 2009 قادماً ضمن وفد برلماني في طهران وعقده سلسلة من اللقاءات السرية مع شخصيات محسوبة على المعارضة هي التي تقف خلف اتهامات النائب أم أن هناك أموراً أخرى لم تتضح أبعادها بعد!

الرابط بين الحوثيين (الشيعة) والقاعدة (السلفية) والانفصاليين (الاشتراكيين)
كانت الأمور قد بدأت تتبلور عندما كشف القيادي السابق في تنظيم القاعدة عتيق العوفي الحربي في لقاء إعلامي في مارس 2009 أن اتصالات جرت بينه وبين الحوثيين أعلنوا فيها استعدادهم لدعم غير محدود بالمال والسلاح مصدره إيران. وبينما كانت التقارير الإعلامية والاستخباراتية تتوالى عن ثلاثة أقسام لتنظيم القاعدة لا تشكل القاعدة المعروفة بقيادة أسامة بن لادن إلا الذراع الأضعف منها، وتتولى قيادة فيلق القدس مهمة القسمين الآخرين اللذين يقومان بتدريب عناصر عربية وإعادة تصديرها إلى بلدانها لتنفيذ مهامها، الأمر الذي كشف النقاب عن الخيط الرفيع الذي يجمع عناصر مأساة اليمن؛ فالتقارب لم يكن بحاجة إلى تفسير بين الحوثيين والاشتراكيين في الجنوب فبدر الدين وابنه حسين الحوثي كانا ومن خلال حزب الحق أبرز الداعمين للمحاولة الانفصالية في حرب 1994م، وهو ما أدى بهما إلى الفرار إلى إيران ثم إلى لبنان واعترافات العوفي وآخرين وضحت علاقة الحوثيين بالقاعدة وكان الرابط والقاسم المشترك دوماً ينتهي عند اليمنيين بنفس الاسم "إيران"!

الموقف الخليجي والعربي من الحوثيين
لم يكن الموقف العربي مما يجري في اليمن مفاجأة للكثيرين، إذ اقتصر في أحسن أحواله على تصريحات لبعض المسؤولين من قبيل؛ "الحرص على وحدة اليمن وسلامة أراضيه"، وكأن خطر الحوثيين ومن يقف وراءهم سيقتصر على الشعب والحكومة اليمنية فقط، ولهذا فإن الموقف العربي (الخجول) يبقى رمادي اللون مقابل الدعم اللامحدود الذي يتلقاه زعماء التمرد من إيران وبعض القوى السياسية والاقتصادية في منطقة الخليج. وبالمقابل؛ فإن بعض الأطراف العربية، والتي دخلت على خط الصراع تتعامل مع قيادة التمرد الحوثي وكأنهم طرف شرعي يجب التحاور والتفاوض معهم، وقد بدا هذا واضحاً من خلال ما طرح من مبادرات عربية للتوسط، وهو ما يعني ضمناً الاعتراف بسلطة غير السلطة اليمنية الشرعية.

صعدة البائسة.. واليمن الحزين
وجوه يمنية نازحة من صعدة تحل ضيفة على مخيمات الأمم المتحدة وتبقى هناك في انتظار رغيف الخبز.. وخبر عن قتيل من الأهل والأصحاب. ومن يرفض النزوح من المدنيين ويفضل الموت في داره يعيش في انتظار قذيفة من هنا أو رصاصة من هناك لا تفرق بين كبير أو صغير، وقد ينام ويصحو ليجد المسلحين قد حولوا بيته إلى ثكنة عسكرية. الأخبار لا تحمل شيئاً سوى رائحة الموت والجوع. وما إن يلف الليل المكان حتى يفتح المجال لكل الاحتمالات مسلحون قد يغتصبون باقي الطعام أو أي شيء ذي قيمة، ولن يعرف أحد من هم بعد أن حصل المتمردون على ثياب الجيش. ولأنها حرب كر وفر خريطتها الجغرافية شديدة التعقيد فلا مكان فيها للأسرى. والوقوع في الأسر معناه السحل حتى الموت خلف عربات المسلحين ورصاصة رحمة في الرأس على عجل في أحسن الاحتمالات. في الحرب السابعة.. أو في الحرب الثامنة.. التي يتحكم في توقيتها زماناً ومكاناً آخرون من خلف الستار.. ومن أمام الستار لن يختلف المشهد فالموت.. والفقد.. والحزن.. والبارود لغة واحدة ونبضٌ واحد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تمرد الحوثيين هل يقف عند حدود صعدة؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» الجيش يتجاهل الحكومة ...تمرد عسكري في اليمن احتجاجاً على وقف المعارك ضد الحوثيين» حذر من اتساع تمرد الحوثيين في الشمال مستشار الرئيس اليمني: الفيدرالية مرفوضة لأنها طريق للانفصال» حذر من اتساع تمرد الحوثيين في الشمال مستشار الرئيس اليمني: الفيدرالية مرفوضة لأنها طريق للانفصال» صعدة: أنباء عن سقوط غمر بأيدي الحوثيين ومواجهات برازح وشدا» محافظ صعدة يتهم جهات أمنية في صنعاء بتزويد الحوثيين بالأسلحة لقتل الجنود السعوديين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الأخبار العربية والعالمية-