بقلم/ رائد الجحافي
في تاريخ 11 فبراير 2009م انطلقت قناة عدن لايف كأول قناة فضائية جنوبية ثورية وبثت موادها الإعلامية المتواضعة من العاصمة البريطانية لندن، جاء إنشاء القناة في ظروف عصيبة حيث يعيش الجنوب ولا يزال تحت الاحتلال اليمني، وبمجهود ذاتية شخصية من قبل بعض الناشطين انطلقت القناة حينها واستطاعت إن تشكل نقطة وصل بين أبناء الجنوب في الداخل والخارج، لكن شحة الإمكانات كان حائلاً بينها والتحديث لأدائها الفني والمهني، حاولت سلطات الاحتلال اليمني ولمرات عديدة إغلاق القناة من خلال التشويش عليها أو من خلال استخدام نفوذها عن طريق دفع أموال طائلة لجهات تقف وراء القمر الذي تبث من خلاله القناة في حين جرى العمل دبلوماسياً لتسويق إشاعات مغلوطة عن القناة التي حاولت سفارتي اليمن في كل من المملكة المتحدة والولايات وواشنطن خداع محامون أوكلت إليهم مهام رفع شكاوى ودعاوى قضائية ضد القمر المستضيف للقناة ليدخل الطرفان سفارة اليمن بواشنطن والشركة المستضيفة بصفقة عن طريق احد السماسرة التجار اليمنيين جرى الاتفاق فيها على إغلاق القناة مقابل مبلغ مالي كبير، وكان بداية بثها على القمر الأمريكي الانتل سات قبل إن تنتقل إلى اتلانتك بيرد 4حيث جرى إيقافها عن طريق نصر طه مصطفى ( رئيس وكالة سبأ اليمنية)الذي أرسلته السلطات اليمنية لشراء ترددات من القمر المستضيف ومن ضمنها تردد قناة عدن لايف واستخدام التردد لبث قناة يمانية، وجد القائمون على القناة صعوبة بالغة في استعادة بث القناة على قمر آخر بسبب عدم وجود المبلغ الكافي لدفع رسوم القمر المستضيف، لكن وبفضل الكثير من الوطنيين عاودت القناة بثها عل ى قمر آخر، ولم تكن قد وضعت حد للمعاناة، حتى جاء الرئيس علي سالم البيض الذي بدوره حاول إن يضع القناة نصب اهتمامه بالجانب الإعلامي، وخلال دراسات طائلة وأبحاث قام بها الأستاذ احمد عمر بن فريد توصل الرئيس البيض إلى إمكانية تحقيق نقلة نوعية للقناة من خلال افتتاح مكتب إقليمي للقناة في العاصمة اللبنانية بيروت حيث تكون هناك إمكانية صقل القدرات والمواهب الإعلامية الشابة بالاستفادة من خبرات اللبنانيين في الإعلام العربي وكذلك الاستفادة من الحرية الإعلامية التي تتمتع بها دولة لبنان في المنطقة العربية، ومثل يوم أمس السبت الموافق 11 فبراير 2012م تاريخ رائع ونقلة مفصلية في تاريخ الإعلام الثوري الجنوبي بتدشين الافتتاح الرسمي للقناة في بيروت على أيدي الرئيس البيض، أبناء الجنوب تابعوا الحدث العظيم بفرح بالغ، وشكل هذه الخطوة دافع معنوي كبير لكافة الأطياف التحررية في الجنوب الذين يستبشرون خيراً من التحديث الذي شهدته قناة عدن لايف القناة الفضائية الجنوبية الوحيدة، والنافذة الوحيدة للإعلام الجنوبي، في ضل التجاهل الإعلامي العربي والعالمي لقضية الجنوب، بل وفي ضل استخدام وتسخير جل الإعلام العربي والعالمي في تحقيق وتبادل المصالح بين الدول ما الحق الضرر الكبير بقضية الجنوب وثورته التحررية التي تعاني الكثير في هذا الجانب على مستوى الداخل إذ تمارس سلطات الاحتلال اليمني تعتيم إعلامي بل وتبث حرب إعلامية على الحراك السلمي وقضية الجنوب بدءأً من إغلاق الصحف الجنوبية وشن الحرب عليها مثل ما حدث ويحدث مع صحيفة الأيام التي لا تزال مغلقة منذ أكثر من سنتين ونصف، بالإضافة إلى حجب كافة المواقع والمنتديات الالكترونية الجنوبية وممارسة القرصنة عليها باستمرار، هذا بالإضافة إلى احتكار العمل في مجال الإعلام على أبناء العربية اليمنية وتمكينهم من الاستحواذ على كافة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العربية والأجنبية.
قناة عدن التي يديرها مجموعة من الشباب المبدع أمثال الأستاذ عبد الناصر الجعري، والأستاذ محمد الهمشري، والأستاذ المفلحي ورنا القاسم وردفان الدبيس وآخرين، بإشراف الأستاذ المبدع احمد عمر بن فريد وبرعاية واهتمام الرئيس علي سالم البيض، نعتقد أنها قادرة على تحقيق رسالة إعلامية متكاملة حقيقية.
واليوم وأمام هذا الحدث الكبير الذي وقف جميع الجنوبيين في الداخل والخارج ساعات الأمس وهم يتابعون قناتهم الجنوبية الوحيدة وقد تجاوزت الكثير من العقبات وتخطت الصعاب ليشاهدون الصورة المطلوبة المستقرة والصوت الإعلامي الحقيقي والإخراج الفني الحديث بات الجميع يحدوهم أمل لا حدود له بأن انتصار ما قد تحقق لقضية الجنوب، وان ثمة تقدم نحو الأمام قد ألتمسه الجميع بالفعل، فهل سيساهم أبناء الجنوب من التجار والمغتربين في دعم هذا الانجاز الإعلامي العظيم حتى يتمكن من الاستمرار ومواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات ومواكبة الحداثة العالمية حتى تستطيع القناة إيصال الصورة واضحة ومكتملة عن حقيقة ما يعيشه شعب الجنوب، وحتى تكون القناة بمستوى وحجم قضية الجنوب وثورته السلمية العظيمة، وهل سيكون القائمون على هذه القناة فعند حسن ضن شعب الجنوب؟؟ نتمنى ذلك وفي الختام نبارك لنا وللإعلام الجنوبي ولشعب الجنوب هذا الانجاز وإنها لثورة حتى النصر.