بقلم/ رائد الجحافي
أحداث مخيفة ومناظر بشعة عاشتها الجنوب اليوم وأمس، فيوم أمس الذي سبق موعد إجراء الانتخابات الرئاسية اليمنية التي حاولت خلالها السلطات اليمنية ممثلة بحكومة الوفاق وبقايا نظام صالح وكل أبناء العربية اليمنية تمريرها في ارض الجنوب، وعلى الرغم من إن نتيجة هكذا انتخابات محسومة سلفاً لواحدية المرشح التوافقي إلا إن لصنعاء ما وراء الأكمة جعلها تعش حالة هستيريا وسعار، إذ نشرت آلياتها العسكرية وأصدرت الأوامر للضرب بيد من حديد في محاولة ميئوس منها لفرض الانتخابات واستمرار نهجها المخادع للرأي العام الخارجي حول موقف شعب الجنوب من الوحدة المزعومة وإلا لماذا استخدمت قواتها وسفكت الدماء ونشرت الرعب واتكأت لتمارس إرهاب ورهاب سياسي إعلامي عسكري غير مسبوق، حيث واجهت مسيرة سلمية لأبناء الضالع في اليوم الأول بالرصاص الحي وارتكبت مجزرة بشعة بحق المدنيين المسالمين الذين أرادوا التعبير عن رفضهم لمسرحية الانتخابات، ولماذا سفكت الدماء في العند بلحج وفي عدن وحضرموت وشبوة وأبين وفي كل شبر من ارض الجنوب؟؟.
شعب الجنوب الذي أعلن أمام الملا انه لا يقبل بتمرير مزيداً من أوراق لعب الاحتلال اليمني، انتفض في اليوم الذي سبق يوم الانتخابات من أقصى الجنوب إلى أقصاه ليعبر عن رفضه القاطع لمشاريع الاحتلال اليمني كان بحق وحقيقة جديراً بكسب الرهان واثبات مدى صلابة إرادته التي لم تقهر ولم تهزم أمام جبروت القوة العسكرية للمحتل وإمكاناته المادية والبشرية وأمام المؤامرات الجمة التي تحاك ضد هذا الشعب العظيم ليس من قبل الاحتلال فحسب بل ومن قبل أطراف أخرى خارجية أيضا، وهاهو يوم الانتخابات المهزلة وقف شعب الجنوب يد واحدة رافضاً ألاعيب المحتل ولم ترهبه مجنزرات الاحتلال ورصاصاته التي لم تعد تخيف حتى الطفل الصغير.
اليوم وقد اثبت هذا الشعب إن لا مناص من استعادة حقه الكامل المتمثل بالاستقلال والتحرير مهما كانت التضحيات ومهما بلغ حجم المعاناة التي سيتكبدها للوصول إلى هذا الهدف، فهل المجتمع الدولي وقبله في الدرجة الأولى دول الجوار إن يعيدوا حساباتهم تجاه الجنوب؟ هل آن الأوان ليضع حكماء العرب والعالم النقاط على الحروف ويبحثوا الطريقة الأمثل لإخراج الجنوب من المأساة وتمكينه من استعادة دولته مستقلة كي يعم الأمن والاستقرار أرجاء المنطقة العربية والخليج قبل إن يستفحل العنف ويصبح شباب الجنوب في مرمى دعوات التطرف والإرهاب، لأن اليأس والإحباط سيقودان الشباب إلى الانزلاق نحو العنف والإرهاب للتعويض عن خسارتهم التي وقف العالم حجر عثرة في تحقيق طموح وآمال هؤلاء الشباب. وعلى العالم العربي والخارجي التمعن في حجم المجازر التي ترتكب اليوم بحق شعب الجنوب، حيث تظهر مؤشرات ما حدث في الجنوب اليوم وأمس من جرائم طالت أبناء الجنوب جاءت وفق شرعنة القتل من قبل أطراف خارجية لعل الأقرب منها مواقف بعض سفراء الاتحاد الأوربي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، الذين أولوا اهتمامهم لهكذا مسرحية هزلية دونما الأخذ بعين الاعتبار إرادة شعب الجنوب ومطالبه المشروعة في استعادة دولته ونيل استقلالها.
هنيئاً لشعب الجنوب هذا الانتصار رغم الدماء الطاهرة التي سفكت برصاص المحتل الغاصب، هنيئاً للجنوب تباشير النصر، وان ساعة الخلاص أضحت قاب قوسين وأدنى.