ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رائد الجحافي
مؤسس الملتقى

رائد الجحافي


اس ام اس لا إلـــه إلا الله محمد رسول الله
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 44
الموقع : الجنوب العربي - عدن

الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي Empty
18032010
مُساهمةالآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي

ملتقى جحاف – خاص
الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي Th.632ca35f86
شهدت مدينة السرير بمديرية جحاف صباح اليوم الأربعاء مهرجان حاشد لتأبين الفقيد المناضل محمد عبادي حسن المردعي وشارك في المهرجان الآلاف من أبناء جحاف والضالع وافتتح بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى المناضل محمد ناجي سعيد المرجعية السياسية للجنوب كلمة باسم اللجنة التحضيرية قال فيها

قال تعالى ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) صدق الله العظيم

الإخوة الأعزاء الكرام :

نلتقي اليوم وبمناسبة الذكرى الأربعين لفقيد الوطن الكبير، المناضل محمد عبادي حسن المردعي الذي فقدناه ونحن بأمس الحاجة إليه، في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها وطننا العزيز لمثل هذه الهامات الكبيرة ، وخاصة أن وطننا يمر في مرحلة حرجة حيث يعاني من الظلم والاضطهاد ونهب الحقوق ، والزج بخيرة أبنائه في السجون وسفك دمائهم الغالية قرباناً لنيل حقوق شعبنا المناضل من قبل القوى المتخلفة الجاهلة التي أرادت أن تستولي على التاريخ النضالي لهذا الشعب العظيم ، شعب الجنوب الحر .

أيها الإخوة الأعزاء :

لقد كانت سيرة وتاريخ مناضلنا الكبير محمد عبادي حسن المردعي ، تاريخ مسطر بالبطولات والتضحيات العظيمة، حيث كان هذا المناضل الشجاع من أوائل شباب منطقة الضالع في الوعي والإدراك لما كان يعانيه وطننا الحبيب من استعمار أجنبي ، وتخلف وجهل وفقر ومرض، وأمام هذا الإدراك والشعور الوطني الذي كان يتحلى به فقيد الوطن جعله من أوائل الشباب المنخرطين في العمل السياسي السري في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وعندما توفرت الظروف الموضوعية الذاتية لقيام الثورة المسلحة من على قمم جبال ردفان البطلة في 14 أكتوبر 1963م كان فقيدنا المناضل في طليعة جيش التحرير ، لتحرير الجنوب المحتل من الاستعمار وسياسته الظالمة ، وقد شارك الفقيد في العمل الفدائي السري ،وساهم كذلك مساهمة فاعلة بمعارك التحرير التي شهدتها مناطق الضالع وردفان ، وخاض العديد من هذه المعارك والبطولات ، كما كان يقوم بتنفيذ المهمات السرية التي كان يكلف بها من قبل قيادة ورجالها الأبطال .

وكان فقيدنا البطل يتحلى بصفات المناضل الحقيقي الذي لا يحب الغرور والظهور ، ويفضل العمل بسرية كاملة من أجل الحفاظ على أسرار الثورة المسلحة، وكان فقيدنا يدرك أن الثورة سوف تمر بعدة مراحل ومنعطفات كبيرة وخطيرة خاصة مع اقتراب نيل الاستقلال ، حيث عانت الثورة من صعوبات التآمر عليها وكذلك من الذاتية المفرطة الخاصة ومن عدم تقبل الرأي والرأي الأخر، حيث أن الثورات الحقيقية في كل زمان ومكان تعاني من مثل هذه الأمراض وثورتنا المجيدة ثورة 14 أكتوبر واجهت مثل هذه الصعوبات خاصة في ضل الصراع الحزبي والإيديولوجي الذي عانى منه الوطن، فقد عمل هذا الصراع على إقصاء الرأي الأخر ، والذي كان يعتبر جزء لا يتجزأ من الثورة الحقيقية ، وكذلك نتيجة لتآمر القوى الخفية على الثورة وتطورها الصاعد آنذاك خاصة في منتصف الستينيات، استطاعت هذه القوى أن تشق وحدة الثورة وأبنائها المخلصين وأمام هذه الصعوبات التي عانتها ثورتنا ، كذلك ظروف الجهل والتخلف الذي كان يعاني منها شعبنا ،وعند منعطف الثورة الخطير عشية الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م حيث تم إقصاء جزء أساسي من عناصر الثورة الحقيقيين ، وكان فقيدنا العزيز المناضل محمد عبادي حسن من أولئك المناضلين المخلصين الذين تم إقصائهم في تلك المرحلة، إلا أن وعي وإدراك فقيدنا لصعوبة المرحلة وخطورتها حيث تصاب بعض الثورات العظيمة ومنها ثورتنا في بعض الأحيان بآفة أكل أبنائها المخلصين وتاريخ الشعوب الحية مليئة بهذه العبر والدروس ، ونتيجة لإلمام فقيدنا بصعوبة هذه المرحلة فقد ترك الوطن وفضل الاغتراب السياسي والمعنوي وعدم الدخول في الصراعات بين رفاق السلاح والابتعاد عن الذاتية الحزبية والسلطوية، والاعتماد على النفس ،ومراقبة الأحداث ،ومكابدة ظروف الغربة وصعوبتها خصوصاً محنة اغتراب الروح والجسد عن موطن الأحداث في ارض الوطن ، وضل يعاني من هذا الشعور لفترة طويلة حتى حدث ما يسمى بالوحدة اليمنية المغدورة .

عاد فقيدنا إلى ارض الوطن بعد عام 1990م كأحد المناضلين المخلصين لوطنهم ومبادئهم العظيمة من اجل المساهمة في بنا الوطن إلى جانب أخوانة المناضلين من أبناء الجنوب الأحرار، ولكن فقيدنا وبإدراكه المتميز بحسية الثورة الأصيل، ومدى معرفته بمكر التاريخ ومؤامرات قوى التخلف والجهل لدى الطرف الأخر وعدم جدية هذا الطرف في بنا الوطن الجديد استطاع أن يرفض مشاركة هذا النظام في مكره التاريخي ، فقد عرضت عليه مناصب وزارية عليا مقابل الانخراط في هذه المؤامرة على وطنه الجنوب ورفاقه المناضلين الجنوبيين الأحرار وبحسه الثوري الأصيل ونظرته المستقبلية الثاقبة أدرك مدى خطورة المرحلة وهول الكمين السياسي الذي نصب لأبناء الجنوب الأحرار ولدولتهم ولمكاسبها العظيمة ،فقد فضل فقيدنا المناضل محمد عبادي حسن العودة إلى ارض الغربة مجدداً وتحمل أحزانها ومآسيها ،ومراقبة الأحداث من غربته القسرية ومنفاه الاختياري ، وأمام مأساة شعبه عمل بكل الوسائل لمناصرة ثورتهم السلمية التي تفجرت براكينها لتحرير وطنهم ، وكان فقيدنا العزيز يتمنى أن يشهد استقلال وطنه الغالي الاستقلال الثاني .

وبهذه المناسبة نستطيع القول أن فقيدنا المناضل كان يتمتع بعمق فكري وثقافي عالي مكنه من الانخراط والاندماج في المجتمع المدني في المملكة المتحدة البريطانية ،على الرغم من قساوة الغربة والبعد عن الأهل والوطن فقد استطاع أن يفرض نفسه من خلال حسن سلوكه ودماثة أخلاقه ،ومكنه ذلك من اللحاق بالركب الحضاري في بلد اغترابه ،فتبوأ الفقيد مكانه الطبيعي في المجلس البلدي ، وانتخب لمرتين في مجلس بلدية مدينة كاردف .

وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول نم قرير العين أيها الفدائي والمناضل الثائر الشجاع ، فان تضحياتك وتضحيات رفاق دربك من المناضلين الشرفاء لن تذهب سدى ، وأن أبناء وطنك قد عقدوا العزم على السير على دربك ولن ينسوا تضحياتك ومعاناتك في اغترابك ألقسري الذي سيسجل في سفر التاريخ وذاكرتهم الوطنية ، وتعاهدوا على مواصلة النضال حتى استعادة دولتهم ،دولة الجنوب الحبيبة وانجاز الاستقلال الثاني الذي كنت تتمنى أن تشهده .

نعم انك أيها الفقيد من أعز الرجال وأشجعهم وأخلصهم لوطنك وشعبك .

نسال الله الرحمة والمغفرة لفقيدنا ، فقيد الوطن الكبير، وان يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ،إن لله وان إليه راجعون .

بعد ذلك ألقى الأخ علي عبادي حسن (شقيق الفقيد) كلمة أسرة الفقيد قال فيها



(( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفسُ بأي أرض تموت ))

صدق الله العظـيـــــــــــم

في عصر الثلاثاء, الموافق 19/1/2010م تلقينا نبأ وفاة أخينا العزيز ووالدنا المناضل محمد عبادي حسن في ولاية كارديف البريطانية أثر نوبة قلبية , وكان للخبر وقع الصاعقة علينا, وفاجعة كبرى يصعب تقبلها واستيعابها , لولا إيماننا بقضاء الله وقدره، وقد خيم الحزن علينا نحن أسرة الفقيد وعلى زملائه وأحبائه, وأصدقائه. في كل من بريطانيا وفي الجنوب الحبيب في جحاف والضالع ، بحيث أظلمت تلك الليلة وعلى درجة كبيرة من الحزن والأسى.. التي جاءت بالمفاجئة ونزلت علينا بغتة, فاهتزت القلوب والنفوس والأرواح في الأجساد لهذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة التي خطفت المنية فيه جزءاً من حياتنا, اختطفت منّا ذلك الأب والأخ المناضل محمد عبادي حسن.. الذي لم يترك إرثاً مادياً فانياً,بل ترك لنا إرثاً نضالياً زاخراً ,وقيماً , وأخلاق رفيعة , ونصائح كثيرة ,وعظيمة للسلوك القويم الذي يجب أن نسلكه ونسير على خطاه في حياتنا , وفي تعاملنا مع الناس . وفي مقدمة تلك النصائح: أن نحرص على تعليم أولادنا. لان المستقبل هو مستقبل العلم, ويجب أن نعمل من أجل مستقبلنا ومستقبل أولادنا, لأن العلم هم سلاح المستقبل, والعصر هو عصر العلم , ولا مستقبل بدونه . ولذا فقد كان الفقيد متواصلاً مع أولادنا ومتابعاً لهم. ومتفقدا لما يحتاجونه ومقدماً لهم كافة أنواع الدعم والمساعدة التي هم بحاجة أليها ,كحافز معنوي لهم , لدفعهم إلى التعلم.. ولذا فقد كان نِعِمَّ الأب ونِعِمَّ المربي والموجه.. ولا ننسى ما كان يقدمه لنا ولأولادنا, وكيف نحرص على احترام الآخرين ونتعامل معهم, وكيف نتعامل مع أسرنا ومع أعمالنا, وحريصاً على الجميع من الأهل والأقارب, والمعارف، مبتسماً للجميع , والابتسامة لا تفارقه .. أمام الصغير والكبير والطفل.. ولا نذكر أننا رأينا وجهه مقطباً.كما إننا لا نعرف أو نسمع عنه بأنه أختلف مع أحد من أسرته أو مع الآخرين بل كان يكرس كل أوقاته عن الكيفية التي يعمل من خلالها لمســاعدة الأهل, أو من يطلب منه المساعدة. فلم يكن بالنسبة لنا أخ فحسب, بل كنا نعتبره ولي أمر للأسرة كلها.. فكان يعلمنا حب الأهل والأصدقاء, وحب الوطن, وحب الناس ومساعدتهم, والتعامل معهم بأدب ولطف. وكنا نتعلم منه كيف نحترم زملائنا وأصدقائنا. وقد تعلمنا منه الكثير. ولذا لقد ترك لنا الفقيد ثروة هائلـة من النصـــائح والمعلـومات, وكيف نحافظ على تاريخ آبائنا, وإخواننا, وكيف عاشوا.وكيف نكون على نفس الدرجة من السلوك. وكيف نحافظ على بعضنا بعض, ونساعد بعضنا البعض.

رحل عنا الفقيد رحمه الله، ونحن في أمس الحاجة إليه, في هذه المرحلة كونه عاش دائماً يبصرنا ويشرح لنا ما عانوه في بداية حياتهم، وكيف تعلموا, وتحملوا كافة أنواع التعب ، وماذا عانوا في بداية نضالهم، وكيف ناضلوا,وكيف استمر نضالهم.

إن رحيل الفقيد المناضل محمد عبادي حسن, كان رحيلاً مبكراً لأنه مازال يملك القدرة على العطاء والإبداع والإفادة من عصر تجاربه وخبراته سياسياً وفكرياً, ونضالياً في خدمة القضية الوطنية لشعب الجنوب في التحرر والاستقلال من الاحتلال.. من موقعه في الخارج.. وفي إطار الحراك السلمي الجنوبي، ويوصل الماضي النضالي أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني, الذي خاضه مع رفاقه المناضلين الإبطال في الاستقلال (الأول) لشعب الجنوب, وبالنضال السلمي الجنوبي لطرد الاحتلال اليمني من أرض الجنوب ,من أجل التحرر والاستقلال (الثاني) لشعب الجنوب.

لقد كان لنا أمل بأن يأتي يوم يكرم فيه لما قدمه لوطنه أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني , كونه حٌرم من أبسط الحقوق التي ناضل وضحى بشبابه وبكل جهده , وهو أحد الجرحى في مرحلة الكفاح المسلح. ولم يحصل على أبسط الحقوق أسوة بزملائه الذين ناضلوا معه في خندق واحد، وهو من أوائل الثوار, ويتمتع بالحكمة والتوازن في موقف نادر أخلص فيه لوطنيته ولقوميته. ورغم انكسار الأمة ظلَّ وفياً ومؤمناً بمبادئه, متميزاً بالثبات ونقاوة الضمير.

لقد رحل عنا المناضل الجسور وهو شامخ شموخ جبل جحاف الشامخ برجاله المناضلين الذين تشهد لهم كل مناطق الضالع وردفان وعدن خاصة والجنوب عامة , في مواجهة الاستعمار ودوره الوطني . وظلَّ مناضلاً يناضل بصمت من أجل أن ينال الوطن الاستقلال الحقيقي الذي كان حلمه, الذي كرس كل جهده في آخر حياته من أجل أن يرى الوطن الذي ناضل من أجله مستقلاً. لأنه كان يقول : بأن الاستقلال الحقيقي لهذا الوطن الغالي لن يتحقق حتى الآن . ولكن شاء الله بقدره أن يغادرنا قبل أن يرى ما كان يتمناه طوال حياته النضالية.

وأخيراً نقول لأخينا الفقيد محمد عبادي حسن نم قرير العين فنحن على العهد سائرون حتى يتحقق هدفك الذي ناضلت من أجله لكونك ناضلت بصمت ورحلت بصمت، لكن بصماتك ,وإرثك ,وقيمك, وصفاتك,ومروءتك,وأخلاقك, وتسامحك , وحب الناس، وإخلاصك للثورة وللوطن ستظل حية معنا ما حيينا.

نسأل لله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ,وأن يسكنك فسيح جنانه وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ثم ألقى الدكتور عبده المعطري الناطق الرسمي للحراك السلمي الأعلى كلمة عبر فيها عن عميق امتنانه إلى الحشد الكبير الذي هب للمشاركة في المهرجان ثم تطرق إلى مكانة الفقيد المناضل المردعي في قلوب الناس وما لعب في حياته من دور نضالي كبير سواء في ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م أو فيما بعد في الدور الذي لعبه في الحراك السلمي الجنوبي ، وأشاد المعطري بالجهود التي بذلتها اللجنة التحضيرية في الإعداد لمهرجان التأبين ثم تطرق إلى ما تناوله زملاء ومحبي الفقيد من كلمات ومقالات احتواها كتاب الفقيد وأشاد بمقالة الأخ عبده النقيب الذي قال أن مقالته معبرة عن حقيقة المناضل وعن مشاعر صادقة تناولت أهم ما يجب علينا في الجنوب القيام به واخذ العبر والدروس من الماضي .

بعد ذلك كان الجمهور على موعد مع الشعر والشعراء فصعد الأستاذ صالح علي محسن المنصة ليقراء قصيدته التي شارك فيها وقبل أن يلقي قصيدته ألقى كلمة عبر فيها عن أسفه الشديد إلى الجمهور وذلك بسبب الحذف الذي طال أكثر من ثلاثة وعشرين بيت من قصيدته من قبل ما اسماها بالسلطة الفاسدة ، يذكر أن اغلب مواد الكتاب تعرضت للحذف والتعديل من قبل مكتب الثقافة بعدن الذي تدخل ليشوه كتاب الفقيد بغرض منح ترخيص بالطباعة .ومن ثم القى قصيدته التي جاءت على النحو التالي:



قصيدة رثاء إلى روح المناضل الفقيد محمد عبادي حسن المردعي( أبو جلال).

للشاعر الجحافي : صالح علي محسن المردعي




يا ليلة صدمت شعبنـــــــــــاً بمقدمهــــا مـرت علينا ثوانيها كاْعوامـــــــــــــا



حلت علينا مع أخبـــــــار فاجعـــــــــــة قد زاد منها ظلام الليل وإظلامــــــــا



وأطلقــــت من فم الموبايل صاعقـــــــة فأحرقت نارها ربعاً وأقوامــــــــــــا



في ارض انجلترا كانت وقائعهـــــــــــا عاش محنتها أهلاً وأعمامــــــــــــــا



في سرعه البرق جاءتنا مشاهدهـــــــــا وصوُّرتها روايات وأفلامـــــــــــــــا



قالت إليكـــــــــــم نعينا يا أحبتنـــــــــــا أبن الجنوب الذي قد عاش مقدامــــاً



أبا جلال وكل الناس تعرفــــــــــــــــــه شرقاً وغرباً وأعراباً وأعجامـــــــــاً



في كل بيت سرت أصــــــــــداء محنتنا وكوُّنت من دموع الناس حمَّامــــــــاً



وأحدثت صدمة في عمق أنفسنـــــــــــا وأحكمت حزنها في القلب إحكامـــــا



لكننا قد أفقنا بعد صدمتنـــــــــــــــــــــا والصبر قد الجم الإحزان إلجامـــــــا



ولم يكن حزننا سخطاً ولا جزعــــــــــاً فزادنا الله إيماناً وإلــهامـــــــــــــــــا



مسلِّمين لأمر الله خالقـنــــــــــــــــــــــا حمداً وشكراً بمكروه وإنعامـــــــــــا



وإننا اليوم للتأبين تجمعنــــــــــــــــــــاذكرى الفقيد على الميدان أقوامــــــا



من كل حدب وصوب في الجنوب أتـوا طوعاً ومن دون إكراه وإلزامــــــــا



جاءوا وعزم الوفاء والحب يدفعهــــــم نحو الفقيد الذي قد كان عزَّامـــــــــا



كل يعبر عن أسمى مشاعــــــــــــــــره شعراً ونثراً بإفصاح وإبهامــــــــــــا



فعن مناقبه قد الّفّـــــــــــــــوا كتبــــــــاً وخلّدوه بأصوات وأقلامــــــــــــــــــا



فمنذ أن كان طفلاً في قريتـــــــــــــــــه قد شبَّ في بيئة الأحرار مقدامـــــــــا



خاض المعارك في الساحات مندفعـــــاً في الحالكات مع الثوار ضرغامــــــا



وفوق كتفيه إمدادات يحملهــــــــــــــــا- للثائرين بوازيكاً وألغامــــــــــــــــــــا



ما خاف موتاً وإخطاراً محدِّقـــــــــــــة وكان للمجد تواقاً وهمــــامــــــــــــــا



مسترشداً من هدى الأعمام سيرتــــــــه كانوا له في دروب الحق أعلامــــــــا



يلاحق العمَّ هادي في شهادتـــــــــــــــه وراح يطلبها عاماً وراء عامـــــــــــا



مشاطراً عمه الثاني أبا شنــــــــــــــــب شجاعة وبطولات وأحلامــــــــــــــــا



وفي المسرات لا يسعى لمكرمــــــــــة ولا يجاري وطاويطاً وأقزامـــــــــــا



وكان للأمر والقانون ملتزمـــــــــــــــا ولا يخالف تقاريراً وأرقــــــامـــــــــا



في صفِّ قائده المغوار منضبطــــــــــاً وأبـــــن العلــــيِّ شبل ضرغامــــــــا



وكان دوماً رفيق الدرب مرجعــــــــــه فيما يخص قوانينا وإعلامــــــــــــــــا



ابن الحميد على الضراء قاسمــــــــــــه وخلفه سيف وقت الجدِّ دعَّامــــــــــــا



وصالح من حضور الحفل يحضــــــره إن واجهته عصاباتٌ وإجرامـــــــــــا



فكلَّهم كابدوا ظلم الرفاق لهــــــــــــــــم صداً وهظماً وإعراضاً وإحجامــــــا



فقبل عام نعيناه أبا ســــــــــــــــــــــــند من بعد ما عاش أهوالاً وأسقامـــــــا



فضاقت الأرض ذرعاً عند صاحبـــــه ولم يعش بعد عام غير أيامـــــــــــــا



في أرض إنجلترا قد عاش مغتربــــــاً وفارق الأهل والأحباب أعوامـــــــا



لكنه ما جفا أماً ولا ولـــــــــــــــــــــداً محافظاً واصلاً أهلاً وأرحــــــــــاما



وكان في الغرب شرقي الهوى أبـــــداً أصلاً وعزماً وأخلاقاً وإسلامــــــــا



وفي مساجد ليفربول معتكفـــــــــــــــاً وأرض كارديف سجَّاداً وصوُّامـــــا



تواضعاً وصفاءاً كان منهجــــــــــــــه مع العجائز والاطفال بسَّامــــــــــــا



في البرلمان البريطاني له صفــــــــــة فكراً يميزه طرحاً وإفهامـــــــــــــــا



من أوسط الشعب بالأخلاق حققــــــــه ما قال إني مسيحياً كأُوبامـــــــــــــا



وحين عاد إلى صنعاء يســـــــــــاوره حلماً جميلاً وكم قد عاش أحلامــــــا



وكان أقصى مناه أن يرى وطنـــــــــاً فيه الأمان وفيه العدل قوَّامــــــــــــا



وأن يرى دولة القانون تحكمــــــــــــه بالشرع والحق والدستور صمامــــا



لكنَّ أحلامه سرعان ما أفلــــــــــــــت ولم تجاوز أسابيعاً وأيامــــــــــــــــا



ففي مرافق صنعاء قد رأى عجبــــــــاً ما لم يرى في خيالات وأفلامـــــــــا



رأى بعينيه بعد الحلم كارثــــــــــــــــة وأصبح الحلم كابوساً وهامـــــــــــــا



رأى على الأرض قساطاً يوزعهــــــا للفاسدين مقاسات وأحجامــــــــــــــا



وفي الإدارات جهالاً تبعثرهـــــــــــــا حتى استحالت مغارات لأغنامـــــــا



وفي المساجد أقوامٌ تفرقهــــــــــــــــــا طوائف وروايات وأحكامـــــــــــــــا



وداعيَ الشرِّ يعلو في منابرهــــــــــــا يهجو جنوباً وللثوار شتامــــــــــــــا



وسورة الفيل في القرآن حوُّرهـــــــــا تذل سفيه إلى شعر وأنغامـــــــــــــا



رأى القوانين والدستور يخرقهـــــــــا إشعاع إلفا وبيتا زائداً جامــــــــــــــا



فصاح في القوم هذا ليس مبدأُنــــــــــا ولا يقرُّ به عُرفاً وإسلامــــــــــــــــا



ماذا جنى الشعب من حكام صنعاء سِوى ظلماً وقهراً وتنكيلا وإجرامـــــــــــا



فما تزال جراح الشعب داميـــــــــــــة وكل يوم يزيد الجرح إيلامــــــــــــا



حاشا وكلا بأن يبقى الشريف هنـــــــا دقيقة بين حكام وأزلامـــــــــــــــــــا



فعاد فوراً إلى واحات مملكــــــــــــــة تصون للناس ارواحاً وأجسامــــــــا



فقد أبى العيش في أحضان فاســــــــدة وأن يكون لأهل القصر خدَّامـــــــــا



ولم يكن ضمن من باعوا ضمائـــرهم إنَّ الضمير لنفس الحرَّ صمامـــــــا



شتَّان ما بين شحَّات بجعبتـــــــــــــــه نحو المزابل حول القصر حوَّامـــــا



وبين حرِّ عزيز النفس محتشمــــــــــاً لا تحتويه ملايين وأكوامــــــــــــــــا



فالنذل يرتاح من شمِّ الهوى عفـنـــــــاً والحرُّ يهوى رياحيناً وأنسامــــــــــا



عزاءنا فيك يا بن العمِّ مفخـــــــــــــرة عهداً علينا نراعيها وإلزامـــــــــــــا



ما مات من كان في نبض الحراك لــه عند الحياة عطاآت وإسهامـــــــــــــا



فلم تكن حاكماً.. ولا سفكتَ دمــــــــــاً وما أمرتَّ بإقصاءً وإعدامـــــــــــــاً



ولا أذعت وعوداً كلِّها.. كذبـــــــــــــاً ولا وضعت تواقيعاً وأختامـــــــــــا



وقد رحلتَ نظيف الكفِّ محترمــــــــاً لا تعتريك إشاعات وأُوهامـــــــــــــا



رحلت فرداً ولكني أرى وطنــــــــــــاً عند الرحيل من الأجداث قد قـــــــام



بحراً وبراً أتى كالطير منتفضــــــــــاً من بعد أن مات مشنوقاً كصدامـــــا



لكننا ما رثيناه ... بقافيــــــــــــــــــــــة لآتَّ شعباً على الصحراء قد هـــــام



وها أنا اليوم ارثي الراحلين معـــــاً فرداً وأرثى جنوباً بعد أعوامــــــــا



عسى الذي مات مشنوقاً سيبعثـــــــــه شعب أصيل صحا من بعد ما نــــام



شعب إلى ساحة الميدان تدفعـــــــــــه مظاهرات وأشعارٌ وأقدامــــــــــــــا



إن الحراك له شعب يحركـــــــــــــــه وقلبه دافقاً بالدِّم مـــــــــــــــــــا دام



لن يوقفوه بجيش أو بغطرســـــــــــــة لو يمطروه صواريخاً وألغامـــــــــا



أو يشروه بصالون ومكرمـــــــــــــــة من نفط شبوة ودولارات أوبامـــــــا



أهدي سلامي وأشواقي لمملكـــــــــــة فيها الفقيد قرير العين قد نــــــــــــام



صارت شرق المحيط الأطلسي وطنـاً يعيش فيه لنا أهلاً وأقوامـــــــــــــــــا



جزيرة لا تساوي في مساحتهـــــــــــا ربع الجنوب سهولاً دون آكــامــــــــا



للعالمين غدت كالأمِّ حاضنــــــــــــــة كل الشعوب مسيحياً وإسلامــــــــــــا



لو كان فيها من الأعراب طاغيــــــــة وفي يديه نواصيه وأقدامــــــــــــــــا



لأصبحت كعبة للمشركين بهــــــــــــا يقدسون شياطيناً وأصنامـــــــــــــــــا



مسك الختام رسول الله قدوتنـــــــــــــا محمدٌ خير من صلّ ومن صـــــــــامَ



عند المساء وعند الفجر نذكـــــــــــره صلاة ربي عليه حيثما نــــــــــــــــام

بعد ذلك توالت القصائد الشعرية لكل من الشعراء عبد المجيد علي طالب والشاعر الشاب بكيل مثنى علي ، وفي المهرجان أعلن المشاركون تضامنهم مع قناة الجزيرة الفضائية ورددوا شعارات منددة بالاحتلال اليمني للجنوب وهتفوا للاستقلال ورفع المشاركون الى جانب صور الفقيد المردعي صور الرئيس البيض ولافتات الشكر والعرفان باللغة الانجليزية لحكومة المملكة المتحدة التي استضافت الفقيد المردعي طيلة اربعين عاما ولمشاعر العرفان التي بادلتها سلطات مدينة كارديف وولاية ويلز لاسرة الفقيد بعد وفاته، كما رفعت اعلام الجنوب بكثرة.


عدل سابقا من قبل رائد الجحافي في الخميس 18 مارس - 2:14 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.jhaaf.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي :: تعاليق

بسبب رداءة خدمات شبكة الانترنت تعذر تحميل الصور ... نعدكم بتنزيلها في اقرب وقت
[img=http://www.freeimagehosting.net/uploads/th.9c9a79b80d.jpg]
الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي Th.9c9a79b80d
نعدكم بتحميل بقية الصور والفيديو عن المهرجان لاحقاً
نعدكم بتحميل بقية الصور والفيديو عن المهرجان لاحقاً
ايوة عاوزين صور فالصور هي من تتكلم
تسلم يارائد على التغطية ولا تنسى الصور
avatar
مرجعية للجنوب هذي قوية
مُساهمة الخميس 18 مارس - 5:56 من طرف جنوبي حر
رائد الجحافي كتب:
ملتقى جحاف – خاص
الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي Th.632ca35f86
شهدت مدينة السرير بمديرية جحاف صباح اليوم الأربعاء مهرجان حاشد لتأبين الفقيد المناضل محمد عبادي حسن المردعي وشارك في المهرجان الآلاف من أبناء جحاف والضالع وافتتح بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى المناضل محمد ناجي سعيد المرجعية السياسية للجنوب كلمة باسم اللجنة التحضيرية قال فيها

قال تعالى ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) صدق الله العظيم

الإخوة الأعزاء الكرام :

نلتقي اليوم وبمناسبة الذكرى الأربعين لفقيد الوطن الكبير، المناضل محمد عبادي حسن المردعي الذي فقدناه ونحن بأمس الحاجة إليه، في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها وطننا العزيز لمثل هذه الهامات الكبيرة ، وخاصة أن وطننا يمر في مرحلة حرجة حيث يعاني من الظلم والاضطهاد ونهب الحقوق ، والزج بخيرة أبنائه في السجون وسفك دمائهم الغالية قرباناً لنيل حقوق شعبنا المناضل من قبل القوى المتخلفة الجاهلة التي أرادت أن تستولي على التاريخ النضالي لهذا الشعب العظيم ، شعب الجنوب الحر .

أيها الإخوة الأعزاء :

لقد كانت سيرة وتاريخ مناضلنا الكبير محمد عبادي حسن المردعي ، تاريخ مسطر بالبطولات والتضحيات العظيمة، حيث كان هذا المناضل الشجاع من أوائل شباب منطقة الضالع في الوعي والإدراك لما كان يعانيه وطننا الحبيب من استعمار أجنبي ، وتخلف وجهل وفقر ومرض، وأمام هذا الإدراك والشعور الوطني الذي كان يتحلى به فقيد الوطن جعله من أوائل الشباب المنخرطين في العمل السياسي السري في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وعندما توفرت الظروف الموضوعية الذاتية لقيام الثورة المسلحة من على قمم جبال ردفان البطلة في 14 أكتوبر 1963م كان فقيدنا المناضل في طليعة جيش التحرير ، لتحرير الجنوب المحتل من الاستعمار وسياسته الظالمة ، وقد شارك الفقيد في العمل الفدائي السري ،وساهم كذلك مساهمة فاعلة بمعارك التحرير التي شهدتها مناطق الضالع وردفان ، وخاض العديد من هذه المعارك والبطولات ، كما كان يقوم بتنفيذ المهمات السرية التي كان يكلف بها من قبل قيادة ورجالها الأبطال .

وكان فقيدنا البطل يتحلى بصفات المناضل الحقيقي الذي لا يحب الغرور والظهور ، ويفضل العمل بسرية كاملة من أجل الحفاظ على أسرار الثورة المسلحة، وكان فقيدنا يدرك أن الثورة سوف تمر بعدة مراحل ومنعطفات كبيرة وخطيرة خاصة مع اقتراب نيل الاستقلال ، حيث عانت الثورة من صعوبات التآمر عليها وكذلك من الذاتية المفرطة الخاصة ومن عدم تقبل الرأي والرأي الأخر، حيث أن الثورات الحقيقية في كل زمان ومكان تعاني من مثل هذه الأمراض وثورتنا المجيدة ثورة 14 أكتوبر واجهت مثل هذه الصعوبات خاصة في ضل الصراع الحزبي والإيديولوجي الذي عانى منه الوطن، فقد عمل هذا الصراع على إقصاء الرأي الأخر ، والذي كان يعتبر جزء لا يتجزأ من الثورة الحقيقية ، وكذلك نتيجة لتآمر القوى الخفية على الثورة وتطورها الصاعد آنذاك خاصة في منتصف الستينيات، استطاعت هذه القوى أن تشق وحدة الثورة وأبنائها المخلصين وأمام هذه الصعوبات التي عانتها ثورتنا ، كذلك ظروف الجهل والتخلف الذي كان يعاني منها شعبنا ،وعند منعطف الثورة الخطير عشية الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م حيث تم إقصاء جزء أساسي من عناصر الثورة الحقيقيين ، وكان فقيدنا العزيز المناضل محمد عبادي حسن من أولئك المناضلين المخلصين الذين تم إقصائهم في تلك المرحلة، إلا أن وعي وإدراك فقيدنا لصعوبة المرحلة وخطورتها حيث تصاب بعض الثورات العظيمة ومنها ثورتنا في بعض الأحيان بآفة أكل أبنائها المخلصين وتاريخ الشعوب الحية مليئة بهذه العبر والدروس ، ونتيجة لإلمام فقيدنا بصعوبة هذه المرحلة فقد ترك الوطن وفضل الاغتراب السياسي والمعنوي وعدم الدخول في الصراعات بين رفاق السلاح والابتعاد عن الذاتية الحزبية والسلطوية، والاعتماد على النفس ،ومراقبة الأحداث ،ومكابدة ظروف الغربة وصعوبتها خصوصاً محنة اغتراب الروح والجسد عن موطن الأحداث في ارض الوطن ، وضل يعاني من هذا الشعور لفترة طويلة حتى حدث ما يسمى بالوحدة اليمنية المغدورة .

عاد فقيدنا إلى ارض الوطن بعد عام 1990م كأحد المناضلين المخلصين لوطنهم ومبادئهم العظيمة من اجل المساهمة في بنا الوطن إلى جانب أخوانة المناضلين من أبناء الجنوب الأحرار، ولكن فقيدنا وبإدراكه المتميز بحسية الثورة الأصيل، ومدى معرفته بمكر التاريخ ومؤامرات قوى التخلف والجهل لدى الطرف الأخر وعدم جدية هذا الطرف في بنا الوطن الجديد استطاع أن يرفض مشاركة هذا النظام في مكره التاريخي ، فقد عرضت عليه مناصب وزارية عليا مقابل الانخراط في هذه المؤامرة على وطنه الجنوب ورفاقه المناضلين الجنوبيين الأحرار وبحسه الثوري الأصيل ونظرته المستقبلية الثاقبة أدرك مدى خطورة المرحلة وهول الكمين السياسي الذي نصب لأبناء الجنوب الأحرار ولدولتهم ولمكاسبها العظيمة ،فقد فضل فقيدنا المناضل محمد عبادي حسن العودة إلى ارض الغربة مجدداً وتحمل أحزانها ومآسيها ،ومراقبة الأحداث من غربته القسرية ومنفاه الاختياري ، وأمام مأساة شعبه عمل بكل الوسائل لمناصرة ثورتهم السلمية التي تفجرت براكينها لتحرير وطنهم ، وكان فقيدنا العزيز يتمنى أن يشهد استقلال وطنه الغالي الاستقلال الثاني .

وبهذه المناسبة نستطيع القول أن فقيدنا المناضل كان يتمتع بعمق فكري وثقافي عالي مكنه من الانخراط والاندماج في المجتمع المدني في المملكة المتحدة البريطانية ،على الرغم من قساوة الغربة والبعد عن الأهل والوطن فقد استطاع أن يفرض نفسه من خلال حسن سلوكه ودماثة أخلاقه ،ومكنه ذلك من اللحاق بالركب الحضاري في بلد اغترابه ،فتبوأ الفقيد مكانه الطبيعي في المجلس البلدي ، وانتخب لمرتين في مجلس بلدية مدينة كاردف .

وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول نم قرير العين أيها الفدائي والمناضل الثائر الشجاع ، فان تضحياتك وتضحيات رفاق دربك من المناضلين الشرفاء لن تذهب سدى ، وأن أبناء وطنك قد عقدوا العزم على السير على دربك ولن ينسوا تضحياتك ومعاناتك في اغترابك ألقسري الذي سيسجل في سفر التاريخ وذاكرتهم الوطنية ، وتعاهدوا على مواصلة النضال حتى استعادة دولتهم ،دولة الجنوب الحبيبة وانجاز الاستقلال الثاني الذي كنت تتمنى أن تشهده .

نعم انك أيها الفقيد من أعز الرجال وأشجعهم وأخلصهم لوطنك وشعبك .

نسال الله الرحمة والمغفرة لفقيدنا ، فقيد الوطن الكبير، وان يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ،إن لله وان إليه راجعون .

بعد ذلك ألقى الأخ علي عبادي حسن (شقيق الفقيد) كلمة أسرة الفقيد قال فيها



(( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفسُ بأي أرض تموت ))

صدق الله العظـيـــــــــــم

في عصر الثلاثاء, الموافق 19/1/2010م تلقينا نبأ وفاة أخينا العزيز ووالدنا المناضل محمد عبادي حسن في ولاية كارديف البريطانية أثر نوبة قلبية , وكان للخبر وقع الصاعقة علينا, وفاجعة كبرى يصعب تقبلها واستيعابها , لولا إيماننا بقضاء الله وقدره، وقد خيم الحزن علينا نحن أسرة الفقيد وعلى زملائه وأحبائه, وأصدقائه. في كل من بريطانيا وفي الجنوب الحبيب في جحاف والضالع ، بحيث أظلمت تلك الليلة وعلى درجة كبيرة من الحزن والأسى.. التي جاءت بالمفاجئة ونزلت علينا بغتة, فاهتزت القلوب والنفوس والأرواح في الأجساد لهذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة التي خطفت المنية فيه جزءاً من حياتنا, اختطفت منّا ذلك الأب والأخ المناضل محمد عبادي حسن.. الذي لم يترك إرثاً مادياً فانياً,بل ترك لنا إرثاً نضالياً زاخراً ,وقيماً , وأخلاق رفيعة , ونصائح كثيرة ,وعظيمة للسلوك القويم الذي يجب أن نسلكه ونسير على خطاه في حياتنا , وفي تعاملنا مع الناس . وفي مقدمة تلك النصائح: أن نحرص على تعليم أولادنا. لان المستقبل هو مستقبل العلم, ويجب أن نعمل من أجل مستقبلنا ومستقبل أولادنا, لأن العلم هم سلاح المستقبل, والعصر هو عصر العلم , ولا مستقبل بدونه . ولذا فقد كان الفقيد متواصلاً مع أولادنا ومتابعاً لهم. ومتفقدا لما يحتاجونه ومقدماً لهم كافة أنواع الدعم والمساعدة التي هم بحاجة أليها ,كحافز معنوي لهم , لدفعهم إلى التعلم.. ولذا فقد كان نِعِمَّ الأب ونِعِمَّ المربي والموجه.. ولا ننسى ما كان يقدمه لنا ولأولادنا, وكيف نحرص على احترام الآخرين ونتعامل معهم, وكيف نتعامل مع أسرنا ومع أعمالنا, وحريصاً على الجميع من الأهل والأقارب, والمعارف، مبتسماً للجميع , والابتسامة لا تفارقه .. أمام الصغير والكبير والطفل.. ولا نذكر أننا رأينا وجهه مقطباً.كما إننا لا نعرف أو نسمع عنه بأنه أختلف مع أحد من أسرته أو مع الآخرين بل كان يكرس كل أوقاته عن الكيفية التي يعمل من خلالها لمســاعدة الأهل, أو من يطلب منه المساعدة. فلم يكن بالنسبة لنا أخ فحسب, بل كنا نعتبره ولي أمر للأسرة كلها.. فكان يعلمنا حب الأهل والأصدقاء, وحب الوطن, وحب الناس ومساعدتهم, والتعامل معهم بأدب ولطف. وكنا نتعلم منه كيف نحترم زملائنا وأصدقائنا. وقد تعلمنا منه الكثير. ولذا لقد ترك لنا الفقيد ثروة هائلـة من النصـــائح والمعلـومات, وكيف نحافظ على تاريخ آبائنا, وإخواننا, وكيف عاشوا.وكيف نكون على نفس الدرجة من السلوك. وكيف نحافظ على بعضنا بعض, ونساعد بعضنا البعض.

رحل عنا الفقيد رحمه الله، ونحن في أمس الحاجة إليه, في هذه المرحلة كونه عاش دائماً يبصرنا ويشرح لنا ما عانوه في بداية حياتهم، وكيف تعلموا, وتحملوا كافة أنواع التعب ، وماذا عانوا في بداية نضالهم، وكيف ناضلوا,وكيف استمر نضالهم.

إن رحيل الفقيد المناضل محمد عبادي حسن, كان رحيلاً مبكراً لأنه مازال يملك القدرة على العطاء والإبداع والإفادة من عصر تجاربه وخبراته سياسياً وفكرياً, ونضالياً في خدمة القضية الوطنية لشعب الجنوب في التحرر والاستقلال من الاحتلال.. من موقعه في الخارج.. وفي إطار الحراك السلمي الجنوبي، ويوصل الماضي النضالي أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني, الذي خاضه مع رفاقه المناضلين الإبطال في الاستقلال (الأول) لشعب الجنوب, وبالنضال السلمي الجنوبي لطرد الاحتلال اليمني من أرض الجنوب ,من أجل التحرر والاستقلال (الثاني) لشعب الجنوب.

لقد كان لنا أمل بأن يأتي يوم يكرم فيه لما قدمه لوطنه أثناء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني , كونه حٌرم من أبسط الحقوق التي ناضل وضحى بشبابه وبكل جهده , وهو أحد الجرحى في مرحلة الكفاح المسلح. ولم يحصل على أبسط الحقوق أسوة بزملائه الذين ناضلوا معه في خندق واحد، وهو من أوائل الثوار, ويتمتع بالحكمة والتوازن في موقف نادر أخلص فيه لوطنيته ولقوميته. ورغم انكسار الأمة ظلَّ وفياً ومؤمناً بمبادئه, متميزاً بالثبات ونقاوة الضمير.

لقد رحل عنا المناضل الجسور وهو شامخ شموخ جبل جحاف الشامخ برجاله المناضلين الذين تشهد لهم كل مناطق الضالع وردفان وعدن خاصة والجنوب عامة , في مواجهة الاستعمار ودوره الوطني . وظلَّ مناضلاً يناضل بصمت من أجل أن ينال الوطن الاستقلال الحقيقي الذي كان حلمه, الذي كرس كل جهده في آخر حياته من أجل أن يرى الوطن الذي ناضل من أجله مستقلاً. لأنه كان يقول : بأن الاستقلال الحقيقي لهذا الوطن الغالي لن يتحقق حتى الآن . ولكن شاء الله بقدره أن يغادرنا قبل أن يرى ما كان يتمناه طوال حياته النضالية.

وأخيراً نقول لأخينا الفقيد محمد عبادي حسن نم قرير العين فنحن على العهد سائرون حتى يتحقق هدفك الذي ناضلت من أجله لكونك ناضلت بصمت ورحلت بصمت، لكن بصماتك ,وإرثك ,وقيمك, وصفاتك,ومروءتك,وأخلاقك, وتسامحك , وحب الناس، وإخلاصك للثورة وللوطن ستظل حية معنا ما حيينا.

نسأل لله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ,وأن يسكنك فسيح جنانه وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ثم ألقى الدكتور عبده المعطري الناطق الرسمي للحراك السلمي الأعلى كلمة عبر فيها عن عميق امتنانه إلى الحشد الكبير الذي هب للمشاركة في المهرجان ثم تطرق إلى مكانة الفقيد المناضل المردعي في قلوب الناس وما لعب في حياته من دور نضالي كبير سواء في ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م أو فيما بعد في الدور الذي لعبه في الحراك السلمي الجنوبي ، وأشاد المعطري بالجهود التي بذلتها اللجنة التحضيرية في الإعداد لمهرجان التأبين ثم تطرق إلى ما تناوله زملاء ومحبي الفقيد من كلمات ومقالات احتواها كتاب الفقيد وأشاد بمقالة الأخ عبده النقيب الذي قال أن مقالته معبرة عن حقيقة المناضل وعن مشاعر صادقة تناولت أهم ما يجب علينا في الجنوب القيام به واخذ العبر والدروس من الماضي .

بعد ذلك كان الجمهور على موعد مع الشعر والشعراء فصعد الأستاذ صالح علي محسن المنصة ليقراء قصيدته التي شارك فيها وقبل أن يلقي قصيدته ألقى كلمة عبر فيها عن أسفه الشديد إلى الجمهور وذلك بسبب الحذف الذي طال أكثر من ثلاثة وعشرين بيت من قصيدته من قبل ما اسماها بالسلطة الفاسدة ، يذكر أن اغلب مواد الكتاب تعرضت للحذف والتعديل من قبل مكتب الثقافة بعدن الذي تدخل ليشوه كتاب الفقيد بغرض منح ترخيص بالطباعة .ومن ثم القى قصيدته التي جاءت على النحو التالي:



قصيدة رثاء إلى روح المناضل الفقيد محمد عبادي حسن المردعي( أبو جلال).

للشاعر الجحافي : صالح علي محسن المردعي




يا ليلة صدمت شعبنـــــــــــاً بمقدمهــــا مـرت علينا ثوانيها كاْعوامـــــــــــــا



حلت علينا مع أخبـــــــار فاجعـــــــــــة قد زاد منها ظلام الليل وإظلامــــــــا



وأطلقــــت من فم الموبايل صاعقـــــــة فأحرقت نارها ربعاً وأقوامــــــــــــا



في ارض انجلترا كانت وقائعهـــــــــــا عاش محنتها أهلاً وأعمامــــــــــــــا



في سرعه البرق جاءتنا مشاهدهـــــــــا وصوُّرتها روايات وأفلامـــــــــــــــا



قالت إليكـــــــــــم نعينا يا أحبتنـــــــــــا أبن الجنوب الذي قد عاش مقدامــــاً



أبا جلال وكل الناس تعرفــــــــــــــــــه شرقاً وغرباً وأعراباً وأعجامـــــــــاً



في كل بيت سرت أصــــــــــداء محنتنا وكوُّنت من دموع الناس حمَّامــــــــاً



وأحدثت صدمة في عمق أنفسنـــــــــــا وأحكمت حزنها في القلب إحكامـــــا



لكننا قد أفقنا بعد صدمتنـــــــــــــــــــــا والصبر قد الجم الإحزان إلجامـــــــا



ولم يكن حزننا سخطاً ولا جزعــــــــــاً فزادنا الله إيماناً وإلــهامـــــــــــــــــا



مسلِّمين لأمر الله خالقـنــــــــــــــــــــــا حمداً وشكراً بمكروه وإنعامـــــــــــا



وإننا اليوم للتأبين تجمعنــــــــــــــــــــاذكرى الفقيد على الميدان أقوامــــــا



من كل حدب وصوب في الجنوب أتـوا طوعاً ومن دون إكراه وإلزامــــــــا



جاءوا وعزم الوفاء والحب يدفعهــــــم نحو الفقيد الذي قد كان عزَّامـــــــــا



كل يعبر عن أسمى مشاعــــــــــــــــره شعراً ونثراً بإفصاح وإبهامــــــــــــا



فعن مناقبه قد الّفّـــــــــــــــوا كتبــــــــاً وخلّدوه بأصوات وأقلامــــــــــــــــــا



فمنذ أن كان طفلاً في قريتـــــــــــــــــه قد شبَّ في بيئة الأحرار مقدامـــــــــا



خاض المعارك في الساحات مندفعـــــاً في الحالكات مع الثوار ضرغامــــــا



وفوق كتفيه إمدادات يحملهــــــــــــــــا- للثائرين بوازيكاً وألغامــــــــــــــــــــا



ما خاف موتاً وإخطاراً محدِّقـــــــــــــة وكان للمجد تواقاً وهمــــامــــــــــــــا



مسترشداً من هدى الأعمام سيرتــــــــه كانوا له في دروب الحق أعلامــــــــا



يلاحق العمَّ هادي في شهادتـــــــــــــــه وراح يطلبها عاماً وراء عامـــــــــــا



مشاطراً عمه الثاني أبا شنــــــــــــــــب شجاعة وبطولات وأحلامــــــــــــــــا



وفي المسرات لا يسعى لمكرمــــــــــة ولا يجاري وطاويطاً وأقزامـــــــــــا



وكان للأمر والقانون ملتزمـــــــــــــــا ولا يخالف تقاريراً وأرقــــــامـــــــــا



في صفِّ قائده المغوار منضبطــــــــــاً وأبـــــن العلــــيِّ شبل ضرغامــــــــا



وكان دوماً رفيق الدرب مرجعــــــــــه فيما يخص قوانينا وإعلامــــــــــــــــا



ابن الحميد على الضراء قاسمــــــــــــه وخلفه سيف وقت الجدِّ دعَّامــــــــــــا



وصالح من حضور الحفل يحضــــــره إن واجهته عصاباتٌ وإجرامـــــــــــا



فكلَّهم كابدوا ظلم الرفاق لهــــــــــــــــم صداً وهظماً وإعراضاً وإحجامــــــا



فقبل عام نعيناه أبا ســــــــــــــــــــــــند من بعد ما عاش أهوالاً وأسقامـــــــا



فضاقت الأرض ذرعاً عند صاحبـــــه ولم يعش بعد عام غير أيامـــــــــــــا



في أرض إنجلترا قد عاش مغتربــــــاً وفارق الأهل والأحباب أعوامـــــــا



لكنه ما جفا أماً ولا ولـــــــــــــــــــــداً محافظاً واصلاً أهلاً وأرحــــــــــاما



وكان في الغرب شرقي الهوى أبـــــداً أصلاً وعزماً وأخلاقاً وإسلامــــــــا



وفي مساجد ليفربول معتكفـــــــــــــــاً وأرض كارديف سجَّاداً وصوُّامـــــا



تواضعاً وصفاءاً كان منهجــــــــــــــه مع العجائز والاطفال بسَّامــــــــــــا



في البرلمان البريطاني له صفــــــــــة فكراً يميزه طرحاً وإفهامـــــــــــــــا



من أوسط الشعب بالأخلاق حققــــــــه ما قال إني مسيحياً كأُوبامـــــــــــــا



وحين عاد إلى صنعاء يســـــــــــاوره حلماً جميلاً وكم قد عاش أحلامــــــا



وكان أقصى مناه أن يرى وطنـــــــــاً فيه الأمان وفيه العدل قوَّامــــــــــــا



وأن يرى دولة القانون تحكمــــــــــــه بالشرع والحق والدستور صمامــــا



لكنَّ أحلامه سرعان ما أفلــــــــــــــت ولم تجاوز أسابيعاً وأيامــــــــــــــــا



ففي مرافق صنعاء قد رأى عجبــــــــاً ما لم يرى في خيالات وأفلامـــــــــا



رأى بعينيه بعد الحلم كارثــــــــــــــــة وأصبح الحلم كابوساً وهامـــــــــــــا



رأى على الأرض قساطاً يوزعهــــــا للفاسدين مقاسات وأحجامــــــــــــــا



وفي الإدارات جهالاً تبعثرهـــــــــــــا حتى استحالت مغارات لأغنامـــــــا



وفي المساجد أقوامٌ تفرقهــــــــــــــــــا طوائف وروايات وأحكامـــــــــــــــا



وداعيَ الشرِّ يعلو في منابرهــــــــــــا يهجو جنوباً وللثوار شتامــــــــــــــا



وسورة الفيل في القرآن حوُّرهـــــــــا تذل سفيه إلى شعر وأنغامـــــــــــــا



رأى القوانين والدستور يخرقهـــــــــا إشعاع إلفا وبيتا زائداً جامــــــــــــــا



فصاح في القوم هذا ليس مبدأُنــــــــــا ولا يقرُّ به عُرفاً وإسلامــــــــــــــــا



ماذا جنى الشعب من حكام صنعاء سِوى ظلماً وقهراً وتنكيلا وإجرامـــــــــــا



فما تزال جراح الشعب داميـــــــــــــة وكل يوم يزيد الجرح إيلامــــــــــــا



حاشا وكلا بأن يبقى الشريف هنـــــــا دقيقة بين حكام وأزلامـــــــــــــــــــا



فعاد فوراً إلى واحات مملكــــــــــــــة تصون للناس ارواحاً وأجسامــــــــا



فقد أبى العيش في أحضان فاســــــــدة وأن يكون لأهل القصر خدَّامـــــــــا



ولم يكن ضمن من باعوا ضمائـــرهم إنَّ الضمير لنفس الحرَّ صمامـــــــا



شتَّان ما بين شحَّات بجعبتـــــــــــــــه نحو المزابل حول القصر حوَّامـــــا



وبين حرِّ عزيز النفس محتشمــــــــــاً لا تحتويه ملايين وأكوامــــــــــــــــا



فالنذل يرتاح من شمِّ الهوى عفـنـــــــاً والحرُّ يهوى رياحيناً وأنسامــــــــــا



عزاءنا فيك يا بن العمِّ مفخـــــــــــــرة عهداً علينا نراعيها وإلزامـــــــــــــا



ما مات من كان في نبض الحراك لــه عند الحياة عطاآت وإسهامـــــــــــــا



فلم تكن حاكماً.. ولا سفكتَ دمــــــــــاً وما أمرتَّ بإقصاءً وإعدامـــــــــــــاً



ولا أذعت وعوداً كلِّها.. كذبـــــــــــــاً ولا وضعت تواقيعاً وأختامـــــــــــا



وقد رحلتَ نظيف الكفِّ محترمــــــــاً لا تعتريك إشاعات وأُوهامـــــــــــــا



رحلت فرداً ولكني أرى وطنــــــــــــاً عند الرحيل من الأجداث قد قـــــــام



بحراً وبراً أتى كالطير منتفضــــــــــاً من بعد أن مات مشنوقاً كصدامـــــا



لكننا ما رثيناه ... بقافيــــــــــــــــــــــة لآتَّ شعباً على الصحراء قد هـــــام



وها أنا اليوم ارثي الراحلين معـــــاً فرداً وأرثى جنوباً بعد أعوامــــــــا



عسى الذي مات مشنوقاً سيبعثـــــــــه شعب أصيل صحا من بعد ما نــــام



شعب إلى ساحة الميدان تدفعـــــــــــه مظاهرات وأشعارٌ وأقدامــــــــــــــا



إن الحراك له شعب يحركـــــــــــــــه وقلبه دافقاً بالدِّم مـــــــــــــــــــا دام



لن يوقفوه بجيش أو بغطرســـــــــــــة لو يمطروه صواريخاً وألغامـــــــــا



أو يشروه بصالون ومكرمـــــــــــــــة من نفط شبوة ودولارات أوبامـــــــا



أهدي سلامي وأشواقي لمملكـــــــــــة فيها الفقيد قرير العين قد نــــــــــــام



صارت شرق المحيط الأطلسي وطنـاً يعيش فيه لنا أهلاً وأقوامـــــــــــــــــا



جزيرة لا تساوي في مساحتهـــــــــــا ربع الجنوب سهولاً دون آكــامــــــــا



للعالمين غدت كالأمِّ حاضنــــــــــــــة كل الشعوب مسيحياً وإسلامــــــــــــا



لو كان فيها من الأعراب طاغيــــــــة وفي يديه نواصيه وأقدامــــــــــــــــا



لأصبحت كعبة للمشركين بهــــــــــــا يقدسون شياطيناً وأصنامـــــــــــــــــا



مسك الختام رسول الله قدوتنـــــــــــــا محمدٌ خير من صلّ ومن صـــــــــامَ



عند المساء وعند الفجر نذكـــــــــــره صلاة ربي عليه حيثما نــــــــــــــــام

بعد ذلك توالت القصائد الشعرية لكل من الشعراء عبد المجيد علي طالب والشاعر الشاب بكيل مثنى علي ، وفي المهرجان أعلن المشاركون تضامنهم مع قناة الجزيرة الفضائية ورددوا شعارات منددة بالاحتلال اليمني للجنوب وهتفوا للاستقلال ورفع المشاركون الى جانب صور الفقيد المردعي صور الرئيس البيض ولافتات الشكر والعرفان باللغة الانجليزية لحكومة المملكة المتحدة التي استضافت الفقيد المردعي طيلة اربعين عاما ولمشاعر العرفان التي بادلتها سلطات مدينة كارديف وولاية ويلز لاسرة الفقيد بعد وفاته، كما رفعت اعلام الجنوب بكثرة.

هذي مشكلة الحراك الجنوبي انة مازال يعتمد على اشخاص عفى عليها الزمن .. واثبتت فشلها في قيادة الجماهير ... اذا لم يوجد قيادة شابة تقود الحراك فسوف نضل مكانك سر
والله انها قوية مرجعية للجنوب .. وين راح الدكتور السقاف ومسدوس Shocked
ياحبوب ماتتطاول على اسيادك وخلي اصحاب الخبره يتفاصلوا بها الموضوع ومحمدناجي شخص جسور وهامه من هامات الجنوب وماهوش بحاجة موافقتك على منصبه وماتنسي هذا المنصب تكليفي اكثر مما هو تشريفي
فجزاه الله عننا الف خير وادامه ذخراَ للجنوب
مرجعيه وعلى عينك يا ناقص رجا غير اسمك لان كلمه جنوبي كبيره على امثالك من الناقصين وبعدين من طلب رايك بهذا الموضوع محمد ناجي سعيد هو مرجعيه كل الجنوبيين الشرفا ولاوفيا مش الناقصين امثالك
مشكور يـــــ ابن الجنوب 67 كفيت ووفيت واهلا وسهلا فيك في الملتقى
زدتنا شرف بانضمامك
والصورة الشعار اكثر من رائعه 
سلمة يداك
تحياتي 
 

الآلاف في جحاف يشاركون في مهرجان تأبين الفقيد المناضل المردعي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» قطعوا أكثر من 15 كيلو متر في مسيرة أسموها التحدي... الآلاف يشاركون في مهرجان يوم الأسير بلودر
» الآلاف في لودر يشاركون في مهرجان يوم الأسير الجنوبي ويطالبون برحيل الاحتلال اليمني عن ارض الجنوب
» تاجيل مهرجان تابين الفقيد المناضل المردعي
» أسرة الفقيد المناضل المردعي واللجنة التحضيرية لمهرجان التأبين تدعوان إلى المشاركة في مهرجان التأبين يوم الأربعاء القادم
» الآلاف يشاركون في مهرجان للحراك السلمي بجحاف الضالع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: اخبار الجنوب-
انتقل الى: