حذر مصدر في المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي بتصريح هام من إن سلطات صنعاء الاستعمارية تقوم منذ فترة بتشكيل ما تسمى بهيئات الدفاع عن الوحدة، وهي عبارة عن مليشيات مسلحة من أبناء الجنوب ، وكان الهدف منها في البداية تشويه صورة نضال شعب الجنوب من خلال قيامها بأعمال التقطع في الطرقات ونهب الأموال العامة والخاصة وقتل الأبرياء وإحراق متاجر الناس البسطاء، وتركيز ذلك على أشقائنا من أبناء الجمهورية العربية اليمنية، بغرض تجيش الرأي العام ضد شعبنا وكذا بالاندساس في أوساط المظاهرات السلمية التي تقوم بها فروع مجلس الحراك السلمي الجنوبي في المحافظات والمديريات وإثارة أعمال الشغب وإطلاق الأعيرة النارية وقتل العديد من قادة ونشطا الحراك السلمي .

وأضاف المصدر ((إنه مع ذلك استطاعت قيادة الحراك السلمي من خلال ممارستها لسياسية ضبط النفس وإصدارها التوجيهات الصارمة لمناضلي الجنوب بعدم الدخول مع مثل هذه العناصر في مواجهة مباشرة حتى لا يتحول نضال شعب الجنوب إلى صراع جنوبي ـ جنوبي ـ فهذه سياسية معروفة تقوم بها سلطات صنعاء تطبيقاً لمبدأ السياسية الاستعمارية(فرق تسد)، وبهذا لم تستطع هذه السياسة تحقيق أهدافها.
وأوضح المصدر أنه وبعد أن فشلت سلطات صنعاء في حرف نضال شعبنا عن مساره الحقيقي، من خلال تلك الهيئات التي أطلقت عليها هيئات الدفاع عن الوحدة لأنها كانت أعدادها محدودة عملت في الفترة الأخيرة على توسيع أعدادها لتشمل كثير من مناطق الجنوب،وقامت بتزويدها بالأسلحة والمرتبات الشهرية، حيث قامت في نهاية شهر أبريل الماضي على سبيل المثال بدفع مرتبات لأكثر من خمسمائة شخص من أبناء محافظة الضالع بواقع مئة شخص لكل مديرية، وكذا الحال في محافظات لحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة.أما في العاصمة عدن قامت سلطات صنعاء بتجنيد أكثر من خمسمائة شاب إلى صفوف أجهزة أمنها بحجة حماية فعاليات خليجي 20 .
وتوجهه المصدر بالدعوة أولاً إلى أبناء الجنوب أن هذه الأموال والأسلحة التي تقوم سلطات صنعاء بتوزيعها هي أموالكم ومن عائدات ثرواتكم، وتصرفها لكم تحت مبرر إنها ستقوم بتجنيدكم.. أما أمام الرأي العام الخارجي والمانحون فإنها تعتبرها ضمن نفقات صندوق الشئون الاجتماعية الخاصة بالفقراء، ونشكر الكثير من أبناء شعبنا الذين عبروا لقيادات الحراك السلمي إن استلامهم لهذا المبالغ لن تجعلهم يدخلون في مواجهة مع شعبهم. فهم يدركون مقاصد هذه السلطة التي فجأة سقطت عليها الرحمة لتقدم لهم الأموال. وأن الأسلحة التي صرفت لهم سوف توجه إلى صدرها الشيطاني. ومع ذلك ننبه الجميع بأن لا يتحولوا إلى مرتزقة بثمن بخس ، فالجنوب وطنكم وشعبه شعبكم وأرض ودماء هذا الشعب محرماً المساس بها من قبلنا جمعياً، وندعو كل أبناء الجنوب إلى الترفع عن الصغائر والارتقاء إلى مستوى قضية شعبهم المتمثلة في تحرير وطنه واستعادة دولته.
وثانياً نوجه الدعوة إلى أشقائنا العرب وإلى قادة العالم والرأي العام العالمي، وندعوهم جميعاً إلى تحمل مسئوليتهم تجاه شعب الجنوب وحمايته من السياسة الاستعمارية لسلطات صنعاء الهادفة إلى إشعال حرب إبادة في الجنوب من خلال توزيعها للأسلحة والأموال، فهي بهذا العمل اللا مسئول أثبتت أنها ليست دولة وطنية وإنما سلطات احتلال.. سلطات قتل وقمع وفتن وحروب . إنها تستغل حالة الفقر والإذلال التي فرضتها على شعب الجنوب، وتستغل ثروات هذا الشعب والأموال التي تحصل عليها من قبل دول العالم ليس لصالح التنمية وإنما لمصالحها الخاصة وضمان بقائها في الحكم واستمرار احتلالها للجنوب من خلال محاولاتها المستمرة لإشعالها حرب أهلية ترغب أن تراها في الجنوب متوهجة. فهي لم تكتف بما اقترفته أجهزتها الأمنية والعسكرية من جرائم بحق الإنسانية في الجنوب منذ احتلالها له عام 1994م وإنما تريد إشراك أبناء الجنوب في هذا الجرائم حتى لا تكون وحدها ذات يوم قريب إن شاء الله تقف أمام محكمة الجنايات الدولية لتنال جزاها العادل.