خليج عدن - مكتب الرئيس بالمانيا - خاص : -


بسم الله الرحمن الرحيم



اسرة الفقيد المناضل العميد علي محمد مسعد



تلقينا بحزن شديد نبأ رحيل المناضل العميد علي محمد مسعد،أحد أبناء الضالع الباسلة ، وهو من الذين كان لهم دوره الكبير، وحضوره المميز في تاريخ المسيرة الجنوبية،وانطلاقة الحراك الوطني الجنوبي السلمي.

إني إذ أعزي اسرة المغفور له بعونه تعالى، فإني أعزي نفسي وشعب الجنوب بهذا المصاب الأليم،والخسارة الكبيرة برحيل هذا المناضل الصلب والفذ، الذي ضحى على مدى حياته من أجل شعبه .لقد كان رجلا مقداما شجاعا لا يعرف التردد ولا يرهب الصعاب،يشهد له في ذلك تاريخه الحافل وسجله الوطني الناصع على امتداد مسيرة الجنوب،وفي مواجهة الاحتلال.

كان العميد علي محمد مسعد شامخا في الأوقات الصعبة،ووقف بصلابة ضد عدوان جحافل صنعاء على الجنوب سنة 1994، ولهذا كان من اوائل الذين استهدفتهم قرارات الاحتلال بتسريح الجيش الجنوبي ،ولكن ذلك لم يزده إلا ثباتا وصلابة،فواجه المحتلين الجدد بكل عزيمة وايمان بعدالة القضية وحتمية النصر والتحرير ودحر الاحتلال.

يحز في نفسي أن أنعي هذا المناضل الصلب في لحظة صعبة من نضال شعبنا في الجنوب،الذي يعيش اليوم حراكا سلميا وانتفاضة استقلالية مباركة على طريق التحرير الشامل، واستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن الأبية.

إننا إذ نعاهد المناضل علي محمد مسعد على أن تستمر شعلة النضال في ربوع وطننا،فإن إيماننا بالنصر كبير.فهاهو جيل الاستقلال الثاني يمضي في حراكه الوطني بكل عزيمة على طريق آبائه وأجداده ابطال ثورة 14 اكتوبر المجيدة، ليكتب للجنوب تاريخا جديدا،ويطرد المحتلين والغزاة.هاهو شعبنا الصامد في ميادين الكفاح، لا ترهبه عربدة المحتلين وجحافل وقطعان المرتزقة وناهبي ثروات الجنوب،فهو في كل يوم يسجل مآثر بطولية جديدة.

هذا الشعب الذي يواجه بصدوره العاريه وايمانه العميق ويتحدى آلة القتل والبطش، لن ينهزم أو ينكسر أمام همجية وبطش زارعي الموت والخراب،بل سوف يردهم على أعقابهم خاسرين.

وإني إذ أرفع في الختام أسمى مشاعر العزاء والمواساة لاسرة الفقيد ولشعبنا في الجنوب، فإني أسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعا، أهله وشعبه الجنوبي ورفاق مسيرته النضالية الصبر والسلوان،"وإنا لله وإنا إليه راجعون".


علي سالم البيض

رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية