رجال الحزب الوطني: آخر خدمة 'الغز..'

وننتقل الى صحيفة 'الوفد' حيث يصف عاطف خليل في تحقيق خطير له الجمعة ان مصير كل من فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الحاكم والدكتور مفيد شهاب وزير شؤون مجلس الشعب وكل من له علاقة بهم اصبح بيد أحمد عز أمين التنظيم في هذا الحزب ومهندس عملية التوريث، على حد تعبيره.
ويصف خليل المشهد السياسي في مصر بانه مرعب ومحزن ومخيف، فمصر أنهكها و'مص دمها' وأضعفها من يسمون بالحرس القديم، الذين تربعوا فوق كراسي السلطة، وتحت دائرة الضوء لعقود طويلة، لدرجة أنهم شابوا فوق كراسيهم، ووهن عظمهم وتساقطت أسنانهم بفعل الزمن، وأوشكت شمسهم علي المغيب . هؤلاء الذين عايشوا عبد الناصر وشاركوا السادات وسطع نجمهم في عهد مبارك، أصبحوا حالياً مثل ' خيل الحكومة ' لم يقدموا شيئا لمصر إلا الفقر والخراب والفساد، لأنهم ليسوا إلا موظفين وظيفتهم هي ' المحلل ' يبررون كل شيء يقوم به النظام حتى ولو كان ضد مصر ومصلحة الشعب المصري .. انهم الآن في انتظار مكافأة نهاية الخدمة وهي ' رصاصة الرحمة ' التي يجهزها لهم أحمد عز ورفاقه من الحرس القديم . لم تقف مصائب الحزب الوطني الحاكم عند هؤلاء، بل امتدت ليزداد الحزن على مصر وشعبها ومستقبلها الذي أصبح لعبة في يد طرفي الصراع داخل هذا الحزب بعد ظهور ' الثعالب الجدد ' الذين يتربصون بالمستقبل السياسي للبلاد، وينتهزون الفرصة لينقضوا على مقاليد السلطة، لخلافة الحرس القديم بعد الاطاحة بهم ولا شك ان الصراع الدائر والمنافسة الشرسة بين ما هو قديم وجديد الآن، هو صراع المصالح الشخصية ليس إلا ..!! وكأن مصر .. لم تنجب لنا سوى تلك الوجوه القديمة وهذه الثعالب ليتصارعوا ويتسابقوا للفوز بمصر والمصريين . نحن لسنا مع أحد، لكن ما يهمنا هو مصر وشعب مصر الذي ذاق الأمرين من خلال حكومة الحزب الوطني منذ أكثر من نصف قرن مضى . وإذا كانت هذه الوجوه لا يوجد غيرها في الحزب الحاكم فعلى الحزب الوطني أن يترك مصر للمصريين ليقرروا مصير بلدهم بأيديهم .. لأننا لا نحب الضباع ولا نريد الثعالب !! إن ما يحدث داخل الحزب الوطني الحاكم هو تزايد نفوذ لجنة السياسات برئاسة جمال مبارك ومن معه سواء في الحزب أو في الحكومة، بل في مصر بأسرها، ففي الحزب الوطني نجد أن أحمد عز هو أمين التنظيم وهو الذي يحدد العضوية والهيئات القيادية وفي نفس الوقت نجد أمانة السياسات هي التي تنفرد داخل الحزب باعداد مشروعات القوانين والوثائق الاساسية للحزب الوطني التي تحدد توجهاته وتصدر من خلال مؤتمره العام، وبذلك تسيطر امانة السياسات على الحزب الوطني، وهي التي ترشح الوزراء الجدد في الحكومة ' رجال الأعمال ' ، وهي التي تقدم للحكومة مشروعات القوانين الجديدة التي تقدمها لمجلس الشعب . وباختصار إن نفوذ جمال مبارك ومن معه يتزايد، بينما يتقلص دور الشخصيات الأخرى خارج نطاق هذه الامانة، ليس ذلك فقط، بل إن استمرارهم في مناصبهم، ووجودهم في السلطة مرتبط بمدى خدمتهم وولائهم لأهداف امانة السياسات وتوجهاتها . وبذلك أصبح مصير د . فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى والأمين العام للحزب الحاكم والدكتور مفيد شهاب وزير شؤون مجلس الشعب وكل من له علاقة بهم على كف أحمد عز أمين التنظيم في هذا الحزب ومهندس عملية التوريث، والذي لم يعد أمامه سوى أن يضحي بالكبار ويطيح بهم الي خارج دائرة الضوء، وبذلك باتت أيامهم في السلطة معدودة . فلماذا يقبل الحرس القديم أن يتلاعب بهم المايسترو أحمد عز؟ ولكن سبحان مغير الأحوال خلال السنوات الخمس الماضية ارتقى المناصب الحزبية بعد دخوله البرلمان حتى أصبح أمين التنظيم في الحزب الحاكم وظهر بشكل كبير علي المسرح السياسي، ولا شك أن في ذلك مؤشرا خطيرا، لأن هذا الصعود السريع والمريب قد يقابله هبوط اسرع الى الهاوية، لأن هذا ' العز ' يجمع بين نقيضين: نفوذ سياسي قوي وآخر اقتصادي اقوى، ورغم أنه رجل أعمال في القطاع الخاص، إلا أنه يضع الموازنة العامة للدولة او على الاقل يشارك فيها، وهنا مكمن الخطورة !! ولا شك أن ' عز ' يحارب شتى الطرق حتى يتمكن ومن معه من حل مجلس الشعب الحالي، ليطيح بالحرس القديم، ويتبوأ مكانة أخرى أكبر واخطر مما هو فيه الآن، لأن ' عز ' يعتبر من كبار مهندسي عملية التوريث، بل المستفيد الأكبر عند انتقال السلطة !! وعلى النقيض من موقف ' عز ' نجد الحرس القديم بزعامة صفوت الشريف ود . فتحي سرور اللذين يدافعان باستماتة عن مجلس الشعب ويرفضان حله . وصفوت الشريف الذي تجاوز من العمر 76 عاما .. قبض على وزارة الاعلام لمدة تزيد على 20 عاما، أفقد خلالها الاعلام المصري كل شيء، بل وهمش دور مصر، ثم تم تصعيده لرئاسة مجلس الشورى، والمجلس الاعلى للصحافة ولجنة شؤون الاحزاب واخيراً أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي، وكأن مصر بلا رجال! ويكفي ' الشريف ' ما قدمه من ' خدمات جليلة ' لمصر والمصريين كان آخرها التأخير في رفع الحصانة عن ممدوح اسماعيل صاحب عبارة الموت التي أودت بحياة 1400 شخص، رفض الشريف بصفته رئيس مجلس الشورى رفع الحصانة عن النائب ممدوح اسماعيل عضو المجلس بحجة عدم كفاية الأدلة، حتى تمكن ممدوح من الهرب الى لندن . لم يبق شيء امام ' الشريف ' الا الرحيل بعيدا عن دائرة الضوء، لأنه آت لا محالة، فالاعتزال افضل من المعاش السياسي .
أما الدكتور فتحي سرور الذي اقترب عمره من نهاية السبعينيات، فان مواقفه ثانوية في كافة القضايا الجوهرية، يتفادى الصدام دائما لضمان الاستمرار والبقاء على كرسيه، ورغم أنه دائما ما يؤكد عدم وجود علاقة له تربطه بالحرس القديم او الجديد، الا انه على يقين أن بقاءه على كرسيه مرتبط ببقاء الرئيس مبارك في الحكم، لأن الحرس الجديد لن يقبل وجوده اذا ما اتيحت لهم الفرصة في القفز على كرسي الرئيس . ولهذا يدافع د . سرور عن مجلس الشعب وأجرى حوارات وتصريحات صحافية في صحف ومجلات عدة مؤكدا خلالها رفضه القاطع لحل مجلس الشعب، وأن كل شيء بيد الرئيس . بدأ مخطط الاطاحة بالحرس القديم بكمال الشاذلي الذي بدأ حياته السياسية عضواً صغيرا في الاتحاد الاشتراكي، وكان وقتها يسرع الخطى الى أي مكان يزوره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عساه يفوز بنظرة أو ابتسامة عابرة من الرئيس . ولما تغير الزمان انقلب الشاذلي من عضو بالاتحاد الاشتراكي يؤمن بملكية الدولة لأدوات الانتاج والقطاع العام، الى رجل يدافع بحماسة عن الخصخصة وعن الرأسمالية والقطاع الخاص . وصعد الشاذلي الى قمة الحياة البرلمانية وصار لعقود طويلة هو الحاكم بأمره تحت القبة، بل وصل به الحال الى تحريك نواب الوطني بغمزة من احدى عينيه، او اشارة من اصبعه الصغير . ورغم حالة الصعود السريعة إلي القمة في البرلمان والحزب الوطني الحاكم، إلا أن سقوط الشاذلي وخروجه من دائرة الضوء كان مدويا، حيث انحسرت عنه الاضواء، وصار مجرد نائب في مجلس الشعب يكتم غيظه داخله، وهو يرى أحمد عز يمارس نفس الدور القديم الذي ظل يمارسه لعدة عقود . وكانت مصائب الشاذلي عند شهاب فوائد، فالدكتور مفيد شهاب كان أكثر المستفيدين مما حدث للشاذلي، إذ سارع شهاب بالالتصاق بالحرس الجديد، وصار الناصح المخلص والتابع الأمين لمجموعة جمال مبارك، التي كافأته بمنصب وزاري في حكومة ' نظيف ' فاستحدثوا له حقيبة وزارية لم نسمع عنها من قبل وهي وزير الشؤون القانونية للحكومة، ولكن إلي متى يستمر شهر العسل بين آخر أفراد الحرس القديم مفيد شهاب وبين الحرس الجديد؟ ! مغانم الدكتور ' رفعت السعيد ' رئيس حزب التجمع، يرى أن مسألة الحرس القديم والجديد تتكرر في بلاد كثيرة وليس في مصر فقط، لكن من الضروري أن يكون هناك تجديد لدماء أي حزب او حكومة بشرط ان يتصف الجدد بالفاعلية، وإلا سيدخلون وهم عاجزون ويكبرون وهم عاجزون ايضا .
وأشار محمد أنور عصمت السادات - وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية - إلى أن النظام الحاكم في المرحلة المقبلة سيحتاج الي هذه الفئة من كبار السن، الى أن يتم ' التوريث ' وتستقر الامور، وبعدها يمكن الاستغناء عن هؤلاء، لأن دورهم سيكون قد انتهى، وسوف تتسم تلك المرحلة التي سيتم توجيه الشكر فيها للقدامى بالهدوء بمعنى أن النظام الحاكم لن يحاسب هؤلاء فلا يسألهم ولا يسألونه.
ويقول نبيل عبد الفتاح : اعتقد أن حالة التساكن ستستمر بين الحرس القديم والجديد الى حين اجراء انتخابات الرئاسة في 2011، ووقتها سوف يقوم النظام المصري بتقديم المكافآت الشكلية من خلال اطلاق بعض الألقاب، واعطاء بعض النياشين والمناصب غير المؤثرة لمجموعة الكبار التي سينتهي دورها وتحال الي المعاش السياسي قريبا، بعد أن تأخر ذلك كثيرا .

البنات يكتسحن اوائل الثانوية العامة

والى صحيفة 'الاهرام' ونتائج الثانوية العامة، (والف مبروك للجميع وعقبال الشهادة الكبيرة)، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم نتيجة الثانوية العامة، وارتفعت نسبة النجاح 1' عن العام الماضى مسجلة 82.2' وتفوقت البنات إذ كانت نسبة الناجحات منهن 86.2' مقابل 77.6' للبنين، وانطلقت زغاريد الفرح من عائلات المتفوقين فى مقر وزارة التربية والتعليم خلال احتفال نظمته الوزارة لتسليم شهادات التقدير لأوائل الثانوية العامة والدبلومات الفنية.
وكرم الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أوائل شهادتي الثانوية العامة، وأول المكفوفين، والتربية الخاصة، والدبلومات الفنية، ومنحهم جوائز عبارة عن جهاز حاسب آلي لاب توب لكل طالب، وجهاز لاسلكي آلي للاتصال بالإنترنت(USB)، واشتراك مجاني لمدة عام كامل، وبرنامج خاص إكسار للطالب الأول مكفوفين.

انقطاع التيار الكهربائي
بسوهاج وأسيوط

ونبقى في 'الاهرام' وخبر عن هموم المواطن المصري التي لا تنتهي، حيث عادت حالة عدم الاستقرار في التيار الكهربائي بمحافظات الصعيد، وقد تم تشغيل التيار الكهربائي احتياطيا عن طريق المحولات الديزل بالوادي الجديد لتغذية محافظات أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط والبحر الأحمر، وهي غير كافية (طبعا)، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بمحافظتي سوهاج وأسيوط، وقد ظهرت آثاره بشكل واضح عند ظهور نتيجة الثانوية العامة. فبينما كان المئات من الطلاب وأسرهم ينتظرون إعلان النتيجة على موقع وزارة التربية والتعليم على شبكة الإنترنت في الساعة الثانية عشرة والنصف مساء الاربعاء انقطع التيار الكهربائي بمدينة سوهاج عاصمة المحافظة.
وقد عاد التيار الكهربائي خلال دقائق للمنطقة التي يقع بها مكتب أعطال الكهرباء بطريق أسيوط ـ سوهاج، بينما استمر الانقطاع في المناطق الأخرى لأكثر من ساعة، ويبدو أن العاملين بالأعطال أرادوا أن يريحوا أنفسهم من اتصالات المواطنين للاستفسار عن الكهرباء برفع سماعة التليفون، بدليل أنك كلما حاولت الاتصال بشبكة الأعطال تجد التليفون مشغولا. وقد انقطع التيار مرة أخرى بعد الفجر لمدة 10 دقائق، وانقطع مرة ثالثة صباح الخميس، وما زالت حالة عدم الاستقرار في الكهرباء مستمرة. وصرح السيد نبيل العزبي محافظ أسيوط بأن أعطال الكهرباء بسبب بعض الصيانات بالشبكة المجمعة بأسوان، ووزارة الكهرباء لديها علم بذلك، وتم تصليح العطل في حينه. وقال: إن انقطاع الكهرباء اقتصر على بعض القري والنجوع لزيادة التشغيل والأحمال والضغط على بعض الشبكات الفرعية، علما بأن المدن والعاصمة لم ينقطع عنها التيار الكهربائي.

علماء الأزهر يدعون
لبحث تأجيل الحج والعمرة

وحول انفلونزا الخنازير، (الشر بره وبعيد عننا وعنكم)، وفي خبر لصحيفة 'المصري اليوم'، جدد علماء الأزهر دعوتهم إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي بين كل المجامع الفقهية المعترف بها على مستوى العالم الإسلامي للخروج بفتوى موحدة، توضح موقف الشريعة الإسلامية حول مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار فيروس 'أنفلونزا الخنازير' وإصابة 21 مواطناً فى المملكة العربية السعودية بالفيروس فى يوم واحد.
وقال الشيخ علي عبدالباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية 'إن الفتوى بتأجيل (الحج والعمرة) لا ينبغي أن تصدر بصورة فردية، إنما بصورة جماعية بحضور فقهاء الأمة الإسلامية، والتنسيق مع المجامع الفقهية المعتمدة'، مشيرا الى أن التأجيل في حالة انتشار فيروس (NIHI) بصورة كبيرة، له جانب فني تحدده الجهات المعنية، مثل وزارات الصحة والبيئة والزراعة ثم تأتي بعد ذلك - وبناء على تقارير هذه الوزارات - اجتهادات علماء الأمة الإسلامية لتحديد موقف موحد من هذا الخطر'.
وصرح الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا لـ'المصرى اليوم' بأنه أعد بحثاً جديداً تحت عنوان (أخلاقيات التعامل مع الأوبئة في ضوء الضوابط الإسلامية) أكد فيه ضرورة تأكيد المنظمات الطبية العالمية، على رأسها منظمة الصحة العالمية، أن فيروس 'NIHI' المعروف باسم 'أنفلونزا الخنازير' قد انتشر بصورة تهدد أي تجمع من التجمعات البشرية حتى تتمكن المجامع الفقهية الإسلامية من إصدار فتاواها بجواز تأجيل أداء الحج والعمرة بناء على هذه التقارير.
وأشار عثمان إلى أن شرط أداء الحج والعمرة أن يؤمن الإنسان على حياته، موضحاً أنه استند في بحثه على عدة أسس هي: أن نصوص الشريعة الإسلامية تنهى الإنسان عن الإضرار بنفسه أو إيقاعها فى الهلاك، وأن الحج والعمرة ليسا مطلوبين على الفور وإنما على التراخي، كما أن المولى عز وجل رفع المشقة من تكاليفه، فكان التيسير فى الأحكام على الأسس التى يرتكز عليها التشريع الإسلامى لقول الله تعالى 'وما جعل عليكم فى الدين من حرج' وقوله سبحانه 'يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر'.
وأوضح الشيخ علي أبو الحسن، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الإفتاء، أنه لا مانع شرعاً من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين، استناداً إلى القاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع)، ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم: 'إذا نزل الطاعون في أرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها، وإذا نزل وأنتم داخلها فلا تخرجوا منها'، وعلى الرغم من أن أداء الحج فريضة، فإنه فريضة على التوسع أو التراخي.
وقال أبو الحسن 'من المعروف شرعاً أن للحج والعمرة مواقيت مكانية لا يتجاوزها الإنسان إلا محرماً، إلا أن فريضة الحج تنفرد بأن لها مواقيت زمانية لقول المولى عز وجل (الحج أشهر معلومات) أما العمرة فليس لها ميقات زماني لأنها تجوز في أي وقت من العام، ومن الخطأ أن نقول عمرة رجب أو شعبان أو رمضان، لأن أداء العمرة يجوز في أي وقت في العام'.
وإن الحكم بجواز تأجيل العمرة جاء نتيجة التيقن من خطورة المرض، وتوافر بيئة خصبة في الحج للانتشار، والعمرة ليست فرضاً، والأفضل عدم الذهاب، وإذا استمر الوباء فى الانتشار يفضل عدم الذهاب إلى الحج.

الشرطة تعتقل عدداً من 'مريدي السيدة زينب'

ونبقى مع 'المصري اليوم'، (والشيء بالشيء يذكر) حيث واصلت محافظة القاهرة، لليوم الرابع على التوالى، أعمال إزالة خيام مريدي الطرق الصوفية، المقامة حول مسجد السيدة زينب، وهدم الملحقات الخاصة بخدمة المولد، فيما اعتقلت الشرطة عدداً من المريدين ومنعت النوم داخل المسجد.
وكان الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، قد قرر إلغاء إقامة الموالد في نطاق المحافظة، خاصة مولد السيدة زينب، الذي كان مقرراً انتهاؤه الثلاثاء المقبل، كإجراء احترازي لمواجهة تفشي مرض أنفلونزا الخنازير.
وأرسل عدد من مشايخ الطرق الصوفية برقيات احتجاج إلى محافظ القاهرة، اعتراضاً على قرار حظر إقامة المولد، ودعوا مريدي الطرق الصوفية إلى عدم الاعتراض على القرار، والعودة إلى محافظاتهم، والحضور في الليلة الختامية للمولد، تجنباً لحدوث مواجهات مع الشرطة.
وتغيب الشيخ عبدالهادى القصبي، أحد المتنازعين على رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عن حضور اجتماع لجنة مكافحة وباء الأنفلونزا، رغم أنه الداعي الرئيسي للاجتماع، فيما أكدت اللجنة العليا التابعة لوزارة الصحة، عدم التراجع عن توصيتها السابقة بحظر إقامة الموالد والسرادقات الاحتفالية على مستوى الجمهورية، في إطار جهود الدولة لمنع تفشي مرض أنفلونزا الخنازير.

مطلقة ولا أخجل

وما زلنا مع 'المصري اليوم'، ومع حملة 'نعم مطلقة ولا أخجل' هذه هى الرسالة التى وجهتها مجموعة من المطلقات في مصر والعالم العربي من خلال الحملة التي أطلقتها تحت عنوان (مطلقة ولا أخجل) ردا على الحملة التي أطلقها مجموعة من الشباب الذين رفعوا شعار 'لا تتزوج مطلقة' مستخدمين عبارات ساخرة مثل (الجديد أفضل من المستعمل) ويدعون الرجال للارتباط بامرأة لم يسبق لها الزواج من قبل على أساس أن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.
ولهذا كان للمطلقات حق الرد بنفس الوسيلة الإلكترونية مؤكدات أن لكل امرأة ظروفها الخاصة التي تدفعها إلى الطلاق إضافة إلى أن الله تعالى لم يحرم الطلاق لكنه يبغضه، ولكن هذه الحملة واجهت العديد من التعليقات العنيفة والتي تحمل كثيرا من الإساءة للسيدات المطلقات حتى ان بعض هؤلاء الشباب دعا إلى إنشاء 'جروب' ضد المطلقات وفضحهن وتشويه صورتهن.
تقول إحدى عضوات مجموعة (نعم مطلقة ولا أخجل): مع الأسف تظل المطلقة في عالمنا العربي، برغم كل محاولاتها الانتفاض والثورة على التقاليد ونظرة المجتمع الدونية لها، كالفريسة الهاربة من الصياد تتلفت يمينا ويسارا محاولة تبرير كل تصرفاتها فتتحول حياتها إلى سجن كبير.
وتقول الدكتورة إيناس أبو يوسف، مديرة مركز بحوث دراسات المرأة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هناك إشكالية خطيرة تسببت في ظهور هذا النوع من الحملات التي تشن هجوما على المرأة وليس على المرأة فقط بل تقريبا على كل شىء، وأهمها الضغوط الاقتصادية والبطالة والفراغ التي يعاني منها الشباب وهذا ما نسميه العامل الهروبي الذي جعل البعض يفرغ طاقته في استعداء الآخرين وانقسم المجتمع لجزيئات الكل أصبح في مواجهة الآخر، مما جعل دائرة العنف تتسع بكل أشكاله حتى العنف اللفظي، فهناك مثلا الكثير من الفتيات يتعرضن يوميا لسماع ألفاظ خادشة للحياء في الشارع.
كما ترى أنه بالرغم من أن القيم السلبية المتمثلة في نظرة الناس والمجتمع للمرأة المطلقة موجودة منذ فترة طويلة فإن الإنترنت باعتباره وسيلة سريعة الانتشار ساهم في تفاقم المشكلة وظهور سلوكيات سلبية جديدة تشير لوجود تضارب في القيم.
وتضيف: للأسف لدينا موروثات مجتمعية لا علاقة لها بالدين، فالمرأة المطلقة في مجتمعنا هي المسؤولة الأولى عن الطلاق بينما لا لوم مطلقا على الرجل، وبرغم أن الله سبحانه وتعالى أحل الطلاق فإن المجتمع يقيد حرية المرأة في طلب الطلاق حتى وإن كانت ستكمل مشوار حياتها مع زوج خائن أو بخيل أو كاذب، وحتى الفتاة المغتصبة كانت في نظر الناس إلى وقت قريب هي المسؤولة عن اغتصابها ولا يمكن أن نتجاهل نظرة المجتمع الظالمة للفتاة التي تجاوزت الثلاثين وإطلاق لقب (عانس) عليها الذي أتمنى أن يختفي هذا اللفظ من قاموسنا للأبد لأنه يعكس حالة من اللاوعي لدى الناس بالظروف التي أدت إلى تأخر سن الزواج.
كما أنه يصادر حق كل فتاة في اختيار التوقيت الأنسب للارتباط بشريك العمر وتأسيس حياة زوجية على أساس سليم، وتتسع دائرة العنف ضد المرأة لتشمل المرأة العاملة التي تتهم الآن بأن خروجها للعمل جاء على حساب تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة مع أن معظم الأبحاث والدراسات أثبتت أنه لا علاقة بين عمل الزوجة وتفكك الأسرة أو انحراف الأبناء.
وترفض الدكتورة إيناس فكرة الحملات النسائية للرد على ما يقال عنها، مشيرة إلى أن دخول المرأة فى تلك المهاترات لن يفيدها بشيء، وعليها أن تتجاهل هذه الحرب الشعواء وتحافظ على اتزانها النفسي.
أما الدور الأساسي فيقع على الإعلام في مواجهة تلك المشاكل من خلال تكريس الخطاب الدينى وتوعية الشباب وحثهم على التمسك بأخلاقيات دينهم وبقيم التسامح، لأن شباب اليوم هم رجال الغد، وإذا أردنا أن تتغير تلك الصورة النمطية عن المرأة عامة فلا بد أن نكون قدوة لأبنائنا وأن نزرع فيهم منذ الصغر ضرورة احترام المرأة وصيانة كرامتها وهذا ما يجب أن تقوم به الأسرة وكذلك كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

مصر مزفلطة

والى صحيفة 'اليوم السابع' ومقال لخالد صلاح بعنوان، عبقرية ' الزفلطة السياسية ' في مصر، وقال في مقاله: اسمح لى أن أضيف لك وصفًا جديدا للمرحلة السياسية التي تحياها مصر الآن في آليات الحكم وقواعد عمل الحكومة والبرلمان وفي النشاط الحزبي والجماهيري وفي كل شىء من حولنا، أقول لك بدون اجتهاد شاق أو تأمل في كتب التاريخ ونظم الإدارة، وبدون تفكير فلسفي عميق، إن بلادنا تعيش اليوم ما يمكن تسميته (عصر نظرية الزئبق السياسى)، والزئبق هنا يتمتع بخواص عدم الاستقرار والتأرجح والتراقص أو باللغة العامية الصريحة (الزفلطة)، فإن كنت من أنصار العربية الفصحى فاحتفظ بكلمة (الزئبق) وإن كنت من محبي اللغة العامية يمكنك تعديل المسمى واستخدام كلمة (عصر الزفلطة السياسية)، كل شىء زئبقي أو بالعامية (مزفلط)، لا يمكنك أن تستقر على يقينٍ نهائي في أي من شؤون الإدارة وسلوك السلطة أو مستقبل الحكم في البلاد، ولا يمكنك أن تعرف ما الصواب وما الخطأ في عمل الحكومة أو في الحزب الحاكم أو في سائر أحزاب المعارضة.
أنت وأنا لا نعرف مثلا كيف يمكن محاسبة وزير في الحكومة عن تقصير أو تعثر أو إخفاق؟ فالحكومة بوزرائها ليست سوى سكرتارية تنفيذية للرئيس شخصيا الذي يضع السياسات ويتابع تنفيذ العمل، وفق الدستور، وإن كان الرئيس هو صانع السياسات التنفيذية في البلاد وهو المسؤول عن النجاح والفشل، فكيف يمكن إذن أن نحاسب الوزير دون الرئيس نفسه عن هذه المسؤولية؟
وإن واجهت أيا من الوزراء بحقيقة التعثر أو الإخفاق أو الإهدار في وزارته فسيقول على الفور (أنا أنفذ سياسات الدولة)، من هي (الدولة) إذن في مصر؟.. هل الحكومة جزء من الدولة؟ أم هل الحزب الوطني هو الدولة؟ أم هل المؤسسات الأمنية هي الدولة؟ أم هل كل هؤلاء لا علاقة لهم بالأمر وهذه (الدولة الخفية) هي في مكان آخر؟!
لقد سمعت شخصيا من الوزير فاروق حسني أنه لم يكن يرغب في الترشح لمنصب اليونسكو وأنه أقدم على ذلك استجابة (لسياسات الدولة)، وسمعت شخصيا من وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي بأن لديه خريطة من الإصلاحات في مجال الصحة لكنه ينبغي أن يحافظ على عدد من الثوابت التي لا يرضى عنها لأنها (سياسات دولة)، وسمعت أيضا من وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي أنه يتحمل كثيرا من الغضب في الشارع ليس لشخصه ولكن لأنه ينفذ (سياسات الدولة)!! هكذا أصبحت هذه الحالة (المزفلطة) بين الوزراء والدولة، لا أحد يعرف هل الوزراء جزء من الدولة، أم أن الدولة شىء والوزراء شىء آخر؟.. ثم كيف يمكن محاسبة الوزراء عن سياسات لم يقرروها ولم يختاروها وعلى مواقف لم تنبع من داخلهم أو ناتجة عن تخطيط كل وزير لنفسه وبنفسه؟
إنها (الزفلطة) في شكل الحكم وفي قواعد بناء النظام، فأنت لا تعرف هل رئيس الوزراء هو المسؤول عن السلطة التنفيذية أم الرئيس نفسه هو المسؤول عن ذلك؟ ولا تعرف هل الوزراء هم الذين يقررون داخل وزاراتهم، أم أن الخطط والقرارات تأتي من جهات أخرى ومن دولة في الظل تحكم بعيدا عن الأضواء وفي كواليس المسرح؟
مصر (مزفلطة) إلى الدرجة التي لا تستطيع فيها أن تعرف مسئولية الحكومة ومسؤولية أمانة السياسات، مسؤولية الحزب أم مسؤولية الوزراء أم مسؤولية أجهزة أخرى في الخفاء؟
مصر (مزفلطة) أيضا على المستوى القانوني و(علاقة القانون بالواقع)، فبلادنا من الناحية النظرية القانونية هي بلد حر ديمقراطي من الطراز الأول، يتمتع بدستور جيد يدعو للمساواة والمواطنة والتعددية الحزبية والمنافسة على مقعد الرئاسة، هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فأتحداك إن كنت تثق في أن هذه النظريات القانونية يمكن أن تتحول يوما ما إلى واقع حي على الأرض، أنت تلمس هنا براعة النظرية الزئبقية إلى الحد الأقصى، تشاهد بالصوت والصورة (الزفلطة السياسية) إلى منتهاها، نعم هناك دستور يؤيد التعددية الحزبية ولكن هل هناك تعددية حقيقية؟
سيقولون لك انظر إلى هذا العدد من الأحزاب من حولك، انظر إلى الصحف المستقلة، هل كنت تستطيع أن تكتب كلمة من هذا المقال لو أنك تعيش في عصر آخر، هل كان يمكن لك أن تنطق بحرف واحد لو كنت تعيش في زمن البوليس السياسي أو البوليس الثوري في العهد الناصرى؟
هذا المنطق الذي يخاطبونك به هنا هو (عين الزفلطة) أي أساس الزئبقية، فهم يعرفون الحدود المسموح بها للحفاظ على (الزفلطة) الآمنة لنظام الحكم، فكل القوانين تدعو للحرية وتؤكد التعدد الحزبى، لكن كل الأداء على أرض الواقع يؤكد أننا في عصر الحزب الواحد بلا منازع وبلا شريك، وكل القوانين أيضا تدعو للتنافس الحر على مقعد الرئاسة، لكننا نعرف من الآن أنه لن يرى هذا المنصب رجل من خارج الحزب الوطنى، أو مؤسسات الدولة (الخفية) الراعية للحزب الوطنى، نحن نعرف نظريا أنه لا مانع من أن تكون المعارضة هي الأغلبية في مجلس الشعب، لكننا نعرف عمليا أن هذا الأمر مستحيل ولن يتحقق أبدا، ونحن نعرف نظريا أيضا أنه لا مانع من أن تترشح القيادات الحزبية على مقعد الرئاسة، ولكننا نعرف عمليا أنه يستحيل على أي منهم أن يصل إلى هذا المنصب أبدا، نحن نعرف أن الدستور والقانون يحمي حريات الناس ويؤكد حق المواطنين في المحاكمة أمام القضاء الطبيعي مدنيا، ثم عند الضرورة يخرج المفسرون والجوقة الدستورية (الزئبقية) ليبيحوا محاكمة مدنيين أمام القضاء العسكرى.
إنها (عبقرية الزفلطة السياسية) حين نعرف نظريا أن القوانين تسمح بالحرية وبالتعدد وبالتنافس وبالمواطنة والديمقراطية والمدنية، لكننا نستسلم بهدوء لليقين المصري الحاسم بأن كل ما تسمح به القوانين في بلادنا لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع مطلقا، أن تكون القوانين في وادٍ والواقع في وادٍ آخر، أن تكون الحكومة ليست هي الدولة، والدولة ليست هي الحكومة، وأن تكون السياسات مهمة جهة أخرى غير الوزراء، وأن يكون الوزراء مستعدين ليتحملوا مهام مناصب لا يمكنهم التخطيط لها أو الإبداع في تنفيذ ما يرونه ضروريا، إنها عبقرية الزفلطة، أن يكون كل شىء من حولنا ديكتاتوريا غاشما، وأن يكون شعارنا هو أزهى عصور الديمقراطية والحريات.