ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
ياسين النقيب
ياسين النقيب
نائب المدير
اس ام اس اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه

عدد المساهمات : 1740

تاريخ التسجيل : 16/02/2009

مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Empty
مُساهمةموضوع: مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Emptyالجمعة 5 نوفمبر - 5:26

لا شك ان هناك من راقه كثيرا ذلك الصدع الكبير الذي ضرب البنية التنظيمية العليا للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) .
وهناك – على ما أظن – من تشفى كثيرا فيما حدث لهذا الكيان الوطني لأسبابه الخاصة , لكن الأكيد ان سلطة الاحتلال قد صنفت ذلك في قائمة الانتصارات التي تحققت " مجانا " دون أي جهد ودون أي كلفة أو عناء من جانبها , في إطار المواجهة مع مختلف القوى السياسية الجنوبية في الداخل والخارج , مع يقيني الشخصي ان هناك من بذل جهدا – لا بأس به - في عملية تفكيك ( تاج ) بهذه الطريقة التي لم تخطر لنا على بال .
يمكن أن تنجح أي قوة في وضع " بذرة " الشقاق والخلاف فيما بين قيادات اي تجمع سياسي حزبي في اي مكان وزمان في عالمنا العربي على وجه التحديد , ولكن اعتقد أن هذه البذرة لا يكن لها أن تنمو و تثمر ثمرتها السيئة في حال لم تجد " التربة الخصبة " الصالحة لها لكي تكبر وتنمو وتزدهر بثمارها ونتائجها السيئة .
واعتقد أن شيئا من هذا القبيل قد حدث ل ( تاج ) .
ولأن ما حدث في الأسابيع الماضية ل ( تاج ) مثل " هزة كبيرة " تساقطت على أثرها أركان وأسس متينة في بنية هذا التنظيم السياسي الوطني , فلابد ان تحمل هذه المذكرة في عناصرها و مضامينها " هزة اعنف " قوامها الصراحة المؤلمة والشفافية الايجابية , فلعل الألم الشديد الناتج عن وضع اليد على الجرح النازف يمكن ان يحمل " مقدمات " الشفاء والتعافي على اقل تقدير.
ثم انه ليس لي شخصيا بحكم علاقتي الشخصية مع عدد كبير من قيادات وأعضاء ( تاج ) ان ادع هذه الهزة العنيفة تمر دون ان يكون لي رأي فيها او حتى مجرد محاولة للتعرف عليها وعلى أصلها وأسبابها ونتائجها , ناهيك عن القول ان هذه الهزة التي ضربت بقوة عمق التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) قد أصابتنا نحن كذلك بنوع من الخوف والقلق معا , ومثلت الى هذه الدرجة او تلك خسارة حقيقية للمسيرة التحريرية الجنوبية السلمية , على اعتبار ان ( تاج ) كان ولازال احد الروافد الرئيسية لهذه المسيرة الوطنية الظافرة بإذن الله .
  وقبل ان ادخل في الحديث المؤلم الذي أرجو على من يعنيه ومن هو موجها له بدرجة أساسية ان يتقبله بصدر رحب وعقل منفتح , باعتباره يمثل بدرجة او بأخرى " نقدا موضوعيا " وتقييما محايدا لغرض تحقيق الفائدة في أول الأمر وآخره , وليس لغرض تحقيق مرامي او أهداف أخرى .
وفي هذا السياق سأحاول ان أجيب على سؤال مهم لابد وانه قد تبادر لأي ذهنية شغلت فكرها في تدبر تداعيات " الأزمة التاجية " بمختلف ملابساتها وغموضها.
ترى هل دفعت ( تاج ) ثمن مواقفها السياسية.
؟ إلى حد كبير لست من الذين يرجعون تحليل وتفسير مختلف الأمور إلى " نظرية المؤامرة " على الرغم من عدم إنكاري لوجودها وفاعليتها وتأثيرها في بلورة وإخراج بعض القضايا السياسية على مختلف تنوعاتها , ولكنني لست من أنصار جعل هذه النظرية " شماعة " دائمة الحضور أمام طاولة اجتماعاتنا ولقاءاتنا لتعليق عليها جميع أخطائنا وخطايانا وإفلاسنا وحتى فشلنا الواضح في إدارة شئوننا وقضايانا الوطنية والحزبية كما يجب ان تكون , بل انني اعتبر انه بالقدر الذي تكون فيه هذه النظرية حاضرة في عقولنا ومؤثرة في التفسير وفي القرار وفي نوعية العلاقة مابين الأطراف الوطنية المتعددة , تكون " العملية الديمقراطية " بنفس القدر والمساحة غائبة ومغيبة ومقموعة في الشق العملي منها من سلوكنا ومن أذهاننا ايضا, مهما تقولنا بها ومهما دبجنا بها خطاباتنا وبياناتنا .
ان القول والتقول والادعاء بالممارسة الديمقراطية " شئ " .
والعمل بها " شئ آخر " , وما حالة التشظي التي نعيشها على مختلف المستويات الا دليل دامغ على ذلك .
وعلى الرغم مما ذكرت فإنني اعتقد دون ان اجزم , انه من السذاجة والبراءة الكبيرة القول انه لم يكن ل" إرادة خارجية " ما , مساهمة ولو خجولة ومتخفية في صب الزيت على النار المشتعلة بقوة في الأساس لغرض ضرب ( تاج ) بتلك الطريقة التي انتهت اليها , مع ضرورة التذكير ان " الأجواء الداخلية " ل ( تاج ) كانت مهيأة طبيعيا لتقبل مثل هذا التدخل والاندفاع معه الى المرتبة التي يريدها " دون ان تعلم " هذه القيادات ذلك ! .
ان الدور الخارجي اقتصر على رش قليلا من الماء على التربة الخصبة التي تحتوي في جوفها تلك البذرة السيئة التي تنتج الانقسام والتشرذم والتصدع كما اسلفنا.
ان مراجعة منصفة لدور ( تاج ) الوطني خلال السنوات الماضية , سيصل إلى نتيجة تفيد ان هذا التنظيم قد وقف بالمرصاد للكثير من " المشاريع السياسية " الناقصة والمجحفة لهدفنا الاستراتيجي الوطني المتمثل في الاستقلال التام والناجز , وتمثل دور ( تاج ) في تلك المرحلة في الكشف عن تلك المشاريع بطريقة مبكرة حتى قبل ان تنطلق أولا , ثم مجابهتها ومهاجمتها وإسقاطها ثانيا .
وعلى الرغم من ان عملية " الإسقاط والمجابهة " تلك التي قامت بها ( تاج ) وعبر لجنتها التنفيذية على وجه التحديد , كانت قاسية الى حد كبير وذات أشكال مبالغ فيها في كثير من المراحل , خاصة جهة الانصراف نحو " التخوين الصارخ " لحاملي تلك المشاريع , إلا أنها في آخر الأمر كانت لا تلبث الا وتنجح في ما تريد الوصول إليه.
فهل دفعت ( تاج ) ثمن مواقفها تلك ؟ ربما .
وهل إقحام ( تاج ) في هذه الأزمة الداخلية التي شلت حركتها في هذه المرحلة بالذات , يعتبر ضرورة سياسية راهنة لتمرير " مشاريع سياسية " ما كان لها ان تمر الا في حال توجيه " ضربة استباقيه " لهذا التجمع حتى " يخرس " ويكفي الآخرين شره .
ربما .
قراءة نقدية في أزمة ( تاج ) .
نقد مؤلم .
إن كثيرا من " الصدق المؤلم " أفضل بكثير من المحاباة والمجاملة الكذابة .
الصدق المؤلم يمكن ان يكون الوصفة المطلوبة حاليا , والنقد المبني على الصراحة والمكاشفة المدعمة بالحجة والمنطق أفضل ألف مرة لتنظيم ( تاج ) وقياداته وقواعده من نصيحة حكيمة حريصة على أن تنأ بنفسها عن نيران وصعوبة المواجهة .
فمما لا شك فيه ان قيادات ( تاج ) تلقت العديد من الرسائل والنصائح والمكالمات الهاتفية من قبل أنصارها ومحبيها والحريصين عليها وعلى بقائها كقوة سياسية حية , كما إن أطراف أخرى على حد علمي قد تجاوزت ذلك وانتقلت إلى مرتبة ارفع بالتدخل المباشر والعملي الهادف إلى رأب الصدع وإعادة الأمور إلى نصابها ووضعها الطبيعي وان كانت لم تنجح في مسعاها الخير للأسف الشديد .
إضافة إلى أن معالجة داخلية تاجية جرت لوضع حد " حاسم " لتداعيات ما حدث على مستوى القيادة العامة للحزب لكنني اعتقد أن ما انتهت إليه في اجتماعيها الأول والثاني , لا يمثل الحل المطلوب لإنقاذ التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) من محنته الحالية التي ابتلي بها , ولا ادعي هنا في سياق ما أنا بصدده انه الكمال او الحل الشافي الذي يفترض الأخذ به وإنما هو – وكما أسلفت – عبارة عن مساهمة محب حقيقي ل ( تاج ) وحريص على بقائها متماسكة بصورة مؤسسية متجاوزة بالكامل لجميع سلبيات وفوضى الماضي القريب .
ورغم معرفتي مقدما ان حديثي هذا , سوف يغضب بعض الأصدقاء من قيادات ( تاج ) ولكني اعتقد ان الغضب المحمود الذي يمكن أن يدفع المرء للتعرف على نفسه بواقعية أكثر أفضل بكثير من التربيت على الكتف بالقول " عشت يا بطل " أنت على حق .
امض في طريقك الصحيح .
ودعك من الآخرين ! سوف أعتمد للتعرف على الأسباب الحقيقية التي أنتجت هذه الأزمة الداخلية الخطيرة التي ضربت كيان ( تاج ) على ترتيب نقاط محددة يمكن اعتبارها بمثابة التربة الخصبة التي كان للبذرة السيئة ان تنمو فيها وتكبر وتثمر ما أثمرت به مؤخرا .
في حين يبقى " التدخل الخارجي " بمثابة من يقوم بسقاية هذه البذرة في تربتها الخصبة .
وفي النهاية – بحسب رأيي – ان الحل لا بد ان يكون واقفا على الأسباب الحقيقية الصانعة والمنتجة لهذه الأزمة ثم عمل كل ما شأنه " القضاء عليها " بشكل قاطع .
أولا : يمكن القول ان " المؤسسية الحزبية " كانت ولا زالت غائبة في تنظيم ( تاج ) بكل ما تعنيه هذه المؤسسية من معاني كبيرة تتعلق بوجود " آلية عمل حزبي ديمقراطية " تقنن الخلاف في الرأي وتديره وفق معايير " متفق عليها " , وهذا الغياب افسح المجال لأن تكون الكثير من اجتماعات اللجنة التنفيذية لا تنعقد بطريقة مثلى , كما ان تلك الاجتماعات على قلتها وصعوبة انعقادها في مواعيدها المحددة , كانت تتخذ قرارات هامة لم يكن فيها الحضور يمثل كامل نصاب هذه اللجنة .
ثانيا : استعاض تنظيم ( تاج ) عن المؤسسية الحزبية في إدارة شئونه على " الكاريزما القيادية " لعدد قليل من أعضائه , وهذه علة عربية بامتياز , ففيها تتجلى " الشخصية القوية " وتغيب المؤسسية الحزبية , وفيها تتقمص الشخصيات القوية الكيان كله بدلا من العكس .
وفيها تذوب وتتلاشى " هيئات التنظيم " في فكر وهيئة الشخصية او الشخصيات القوية , وفيها تختزل مختلف أراء " البقية الباقية " في رأي هذه الشخصيات ويصبح رأيها المختلف " مخالف " وخارج عن السياق الوطني ان لم يتطابق بالكامل مع رأي الزعماء القادة .
وفيها أيضا تتحول " بقية هيئات " التنظيم بجميع أعضائها مهما بلغ عددهم الى مجرد " تكملة عدد " وضرورة تنظيمية محتواه وممثلة ب " الحبر " في ملفات الدائرة التنظيمية وبطاقة تنظيمية ان وجدت لا اكثر من ذلك ولا اقل , ويتحول العضو الى مجرد مراقب ومتابع وما عليه من واجب حزبي سوى ان " يصفق " باستمرار .
وان مثل هذه الأجواء التي تنتفي فيها دور الهيئات التنظيمة الأخرى , لا يمكن ان تنتج ابداع وفكر ورأي ورأي آخر , ولا يمكن ان تخلق أجواء سياسية خصبة من شأنها ان تعزز من دور التنظيم وتجري الدماء في شرايينه باستمرار وتؤسس لصعود قيادات جديدة ذات فكر جديد خلاق متجدد.
ثالثا : تأسيسيا على ثانيا .
الاستعاضة عن المؤسسية الحزبية ب" كاريزما الأفراد " نتج عنه ارتهان الاستقرار التنظيمي والسياسي ل ( تاج ) لمدى " حميمة العلاقة الشخصية " مابين هذه القيادات ! .
وهذا يعني ان تماسك التنظيم ككل بات بشكل أساسي يعتمد على العلاقات الشخصية بين هذه القيادات , وتلك العلاقة الشخصية تعتمد على " طبائع الإنسان و مزاجه " .
وهذه الأخيرة كسنة بشرية متبدلة ومتقلبة , فإذا تبدل الود والمحبة والمزاج إلى سؤ فهم وعدم ارتياح بين " اثنين " مثلا .
اختل الميزان الدقيق الذي يقوم عليه التنظيم كله , بما يؤدي الى هزه هزا عنيفا حتى يسقطه .
وهذا ما حدث للأسف الشديد .
رابعا : لماذا لم نسمع من قبل عن قرارت " فصل حزبي " لأعضاء قياديين او حتى عاديين الا في الأحزاب والتنظيمات العربية ؟!! .
في اعتقادي ان عملية الفصل اي القطع التام والبتر للعضو تعني استئصاله بشكل نهائي من التنظيم السياسي الذي ينتمي إليه , اي أنها في صورة أوضح عملية " حكم بالإعدام " تجاهه في إطار بيئته السياسية التي انتمي اليها في يوم من الأيام بشكل " طوعي " .
وهذا في ظني لا ينسجم مع أسس ومبادئ العمل السياسي الذي هو في الأخير تعبير عن رأي وموقف , ناهيك عن عدم انسجامه مع مبادئ وأسس " الانتماء الطوعي " لعضوية الحزب او المنظمة السياسية .
ان عملية الفصل يمكن قبول حدوثها في مؤسسة عسكرية تقوم على الانضباط والطاعة التراتيبية وتنفيذ الأوامر في حين انها تعتبر كارثة حقيقية في حال التنظيمات السياسية حتى وان نصت حرفيا في أدبياتها الداخلية على تنظيم ذلك , اذ ان نصوص ( الفصل ) في النظام الداخلي ان وجدت تعتبر خطا كبير لا اعتقد انه يجب ان يكون لها وجود في اي أدبيات حزبية , فحتى لو ثبت خروج القيادي او العضو عن توجه الحزب فالرادع له يكون " رأي الأغلبية " الذي سيتغلب على رأيه وسيحافظ على توجه الحزب .
وهذا هو أفضل السبل للحماية الداخلية من عملية الفصل الحزبي .
خامسا : على قيادات وأعضاء ( تاج ) ان يدركوا ويعترفوا , ان أجواء " التخوين والشك والريبة " كانت ولازالت هي الغالبة والمحيطة بهذا التنظيم من كل جانب .
كما ان المبالغة والغلو في تفسير اي اختلاف في وجهات النظر بين أعضاء وقيادات التنظيم من جهة ومختلف القوى السياسية الأخرى من خارج التنظيم من جهة أخرى , غالبا ما كانت تنتهي الى خلق أزمات وخلافات داخلية حادة جدا , تنتهي – في احسن الأحوال – لهذا العضو القيادي او ذاك بتقديم استقالته من الحزب ! .
والغريب ان ايا من تلك الاستقالات التي تقدم بها عدد غير قليل من قيادات ومن مؤسسي ( تاج ) كانت تمر مرور الكرام .
فلم تسترعي انتباها ولم تدق ناقوس خطر في الهيئة العليا للتنظيم .
وحتى نكون أكثر واقعية وقربا من هذه العلة المستفحلة التي اعتقد انها بمثابة التربة الخصبة لصناعة الأزمات يمكن الاستشهاد بما يلي : 1 – تقدم عدد غير قليل – كما قلت – من قيادات ومؤسسي ( تاج ) باستقالاتهم بسبب هذه الأجواء الملبدة بغيوم التخوين والتشكيك السريع تجاه الآخر السياسي الجنوبي , كما ان قبول استقالتهم بسهولة كان لسبب ان لهم رأي مختلف و كانوا بناء على ذلك محط الشك والريبة .
ومنهم على سبيل المثال الاستاذ / لطفي شطارة والكابتن / انيس المفلحي .
كما ان آخرين قدموا استقالاتهم تعبيرا عن انعدام روح الديمقراطية والانفراد بالقرارات دون ان يكون لهم مكانه تليق بهم .
ومنهم المناضل / جياب الجعبي واعتقد ولست اجزم بذلك استأذنا القدير / عوض علي حيدرة.
2 – حينما حل الآخر الجنوبي في لندن رمضان الماضي وهي مجموعة ضمت السيد / حيدر ابوبكر العطاس وعدد آخر من القيادات الجنوبية .
كنا نود ان يستلهم ابناء الجنوب جميعهم بشكل عام و ( تاج ) بشكل خاص من هذا البلد العريق في الديمقراطية شيئا منها , وان ينظموا ويسعوا ويبذلوا جهدهم في تنظيم لقاء جنوبي موسع يجري في اطاره حوار ( جنوبي – جنوبي ) واسع وشفاف وصريح .
تجري فيه المكاشفة والمصارحة مع الطرف الآخر , مع ما يمكن ان ينتجه هذا الحوار المستفيض من مناقشة دقيقة وفاحصة لمختلف بنود المشروع السياسي المطروح من الطرف الآخر, وهي ستعتبر فرصة مناسبة ل ( تاج ) ايضا كي تطرح مشروعها السياسي للآخر الجنوبي بكل ما فيه من وضوح , وفي خضم ذلك سوف تكون قد تحققت لنا فرصة ولا أروع منها للحوار الحضاري الشفاف وللمفاضلة بين الرؤى والتوجهات لإثراء العقل الجنوبي بالحجج والمنطق والعقلانية وللإعلان للجميع خارج الجنوب عن اننا نؤسس بالفعل لمرحلة جديدة من القبول بالآخر والحوار معه ,بدلا عن التراشق عن بعد بالاتهامات والمقالات التي تضمنت للأسف الشديد عبارات ما كنا نود ان نسمعها من اي طرف جنوبي تجاه اي طرف جنوبي آخر مهما كان الاختلاف في وجهات النظر .
لكن هذا لم يحدث , حتى ان الأخ رئيس ( تاج ) اضطر في ظل هذه الأجواء المشحونة جدا الى الانتظار خارج القاعة التي كان يحاضر فيها السيد / العطاس أمام مجموعة من أبناء الجنوب شارحا لمشروعة حتى يخرج ! لكي يتمكن من الحديث معه مشكلا بما أقدم عليه حالة أفضل مقارنة بحال زملائه , رغم انني أجدها مناسبة لأهمس في إذنه بأن حتى الدخول الى القاعة والجلوس على مقعد والاستماع لما يقوله " الآخر الجنوبي " يعتبر مؤشر ايجابي وليس سلبي .
3 – ان هذه الأجواء المتوترة المشحونة دائما بلغة التخوين السريع , كان يمكن لها ان تنتقل في اي لحظة تختل فيها " العلاقة الشخصية " مابين قيادات ( تاج ) الى ما بينهم , ويتحول اتجاه نيرانها المحرقة التي كانت دائما موجهه الى الخارج الى داخل اروقة ( تاج ) نفسها , وهذا الذي حدث بالضبط مع الأسف الشديد .
فقد استمعنا لعدد غير قليل من التهم المتبادلة مابين الطرفين منذ فترة ليست بالقصيرة , وهي تهم لا يقبلها اي منطق سليم ولا يقرها اي عاقل ولا يتعاطى معها اي وطني غيور على وطنه وعلى ( تاج ) .
ان التهم المتبادلة كانت تحلق في سماء " نظرية المؤامرة " أكثر مما تحتمله هذه النظرية في أوج خيالها وجمحوها ! وكنت شخصيا عندما اقرأ او اطلع على بعضها لا املك إلا ان أصم أذني عنها وأناء بنفسي عن الخوض في خضمها .
وكان من الطبيعي جدا ان تستفحل الأمور حتى تصل الى هذا الحد الذي وصلت اليه .
سادسا : لقد قبلت هيئات ( تاج ) وفروعها في مختلف بلدان الشتات هذا الدور الباهت الممنوح لها في إطار التنظيم ككل , وفضلت الصمت على المطالبة بحقها في ممارسة وظيفتها الحزبية , وهذا خطأ جسيم ارتكب في حق المؤسسية الحزبية , وكأنهم قد ارتضوا راضيين مرضيين استبدالها بذلك الشكل الذي كانت تجري عليه الأمور في ( تاج ) , وفي أحسن الأحوال وإذا ما أراد عضو او قيادي ان يعبر عن رأي مخالف او يلفت نظر الى قلق مشروع لم يجد من وسيلة له الا إرسال " رسالة الكترونية " لا تلبث ان تدور وتستقر في عدد من الحافظات البريدية مع حصول المسكين على ردود قاسية يمكن تلخيصها في عبارة واحدة : وهل تظن نفسك أكثر فهما او اكثر حرصا منا على ( تاج ) ! سابعا : تأسيسا على سادسا .
ونتيجة لقبول هيئات وقيادات وأعضاء ( تاج ) بهذا الدور الباهت , كان لابد لعملية " استقطاب " ان تحدث وتبدأ , لأغرض تحشيد الأعضاء او الفروع مع او ضد هذا الطرف او ذاك .
وكان من الطبيعي جدا ان يتجاوز الصدع بريطانيا ويصل إلى مناطق أخرى .
لكن أسوا واخطر ما في الأمر – وعلى جميع قيادات ( تاج ) ان تدرك هذا وتتقي الله فيه - هو ان تلك الاستقطابات تمت وجرت ليس على أساس القناعة بوجهات النظر وإنما على أساس " العصبية المناطقية " .
وهذه كارثة بحد ذاتها .
ثامنا : عندما وصلت الأمور الى هذا الحد من التصدع والانفلات تذكرت مجموعة من القيادات دورها , وفاقت من سباتها على أزمة داخلية مستفحلة , وقررت ان تنفض الغبار عنها وتقوم بدورها .
وهنا ليسمح لي هؤلاء الأخوة الذين لا اشك ابدا في حسن نواياهم وسلامة مقاصدهم بسؤال يقول : اين كان دوركم من قبل فيما كنتم تلاحظون بوادر الخلاف وتراقبون بصمت بواعث الخلل وتداعياته ؟؟ .
ان الاجتماع الذي قامت بعقده ( القيادة العامة ) والقرارات التي اتخذتها لم تكن موفقه من وجهة نظري , اذ أنها في أحسن الأحوال قد انتجت طرفا ثالثا في معادلة الأزمة الداخلية ل ( تاج ) بعد ان كانت لطرفين فقط .
ذلك أن قراراتها كانت " حاسمة " اكثر من اللازم وكانت " قاطعة " ومانعة أكثر مما تتطلبه المرحلة.
وهي بما فعلت لم تترك للحوار ما بين الطرفين طريقا , ولم تترك للحل الجذري مدخلا .
بداية الحل لأزمة ( تاج ) .
البعد والتخلي عن منطق ( الفرقة الناجية ) ! على قيادات وأعضاء ( تاج ) ان هي أرادت ان تتجاوز ازمتها الداخلية , ان تتجاوز اولا وقبل كل شئ منطق ومفهوم " الفرقة الناجية " الذي سيطر على عقولها وتفكيرها وحدد سلوكياتها مع " الآخر " سواء كان هذا الآخر في اطار ( تاج ) نفسها او من خارجها .
عليها ان تتجاوز هذا التفكير والنهج الى نهج أرحب واوسع واعم واشمل , لقد أن الأوان لهم جميعا – دون استثناء - ان يتجاوزا فعليا أحادية الطرف , والتفكير والتخوين المتبادلين .
ففي ( تاج ) مكان واسع ورحب للفكر وللرأي المخالف بما يستوعب الجميع وبما يحسن التعامل مع الآخر الجنوبي ايضا.
ان أول خطوة لإنقاذ ( تاج ) لابد ان يبدأ بها كل قيادي مع نفسه أولا .
وبدايتها لا بد وان تكون في مواجهة جردة حساب ونقد ذاتي حقيقي وصادق مع النفس للاعتراف بجميع الأخطاء التي ارتكبت في حق ( تاج ) كتنظيم سياسي عزيز ورائد .
على قيادات ( تاج ) ان تدرك ان الوطن بحاجة ماسة لجهود جميع أبناءه , واننا جميعا وخاصة في هذه المرحلة بحاجة اكيدة الى وجود مؤسسة سياسية حديثة تقوم على القبول بالآخر في الإطار الداخلي وتمارس الديمقراطية فعليا .
ان المسمى لهذا الكيان يحمل صفة ( التجمع الديمقراطي الجنوبي ) .
فهو تجمع .
نعم .
وهو جنوبي .
نعم ولكنه ليس ديمقراطي للأسف .
أين هي الديمقراطية يا ( تاج ) ؟ .
ثم على جميع قيادات وأعضاء ( تاج ) ان يعترفوا انهم يقفون على مسافة واحدة من الخطأ الذي قادهم جميعا الى هذا المنزلق الخطير .
وان ادركوا هذا ووعوه جيدا عليهم بعد ذلك ان يدركوا ان العمل الحزبي الديمقراطي ليس ( قوة وحزم ) ولا هو اغلبية عددية وتحشيد اعضاء.
وانما هو رأي ورأي آخر ومحاججة موضوعية , كما انه ليس " علاقات شخصية " ولكنه عمل ( وطني – طوعي - توفيقي - ديمقراطي ) .
الخطوات العملية للحل : اولا : اقترح على القيادة العامة للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) .
ان تعمل على تشكيل لجنة (( الحوار والمصارحة والمصالحة )) على ان يتم تشكيلها بالتوافق والرضى من قبل جميع الأطراف خاصة طرفي الأزمة الحقيقية.
ثانيا : تقر هذه اللجنة برنامج عملها وتطرحه على اجتماع موسع للقيادة العامة ويتم إقراره وإثراءه وإضافة ما يفيد اليه .
وهو برنامج ينبغي ان يحقق ما يلي : 1 – إجراء حوار عميق وشامل وصريح مع مختلف الأطراف من قيادات ( تاج ) حول ملابسات ما حدث ودواعيه ومبرراته للوقوف عليه كما هو .
2 – إجراء عملية تقيم شاملة لعمل ( تاج ) خلال الفترة الماضية تقييم نقدي ايجابي .
3 – الانتهاء من ذلك العمل بتقديم تقرير شامل .
الى اجتماع القيادة العامة لكي تكون جميع قيادات وأعضاء ( تاج ) في صورة ما حدث ويحدث .
4 – التشاور مع " القيادة العامة " ومختلف أعضاء اللجنة التنفيذية حول " الحل التوفيقي " المرضي لجميع الأطراف الذي يضمن عودة لحمة ( تاج ) الى وضعية أفضل من السابق , وبما يضمن تحقيق عمل مؤسسي يليق ب( تاج ) في المستقبل .
5 – تحديد مدة لا تتجاوز الستة أشهر فقط .
لتسيير الأمور في ( تاج ) وفقا لما أرتاه الجميع من حل توفيقي على ان يتم بعد ذلك تشكيل " لجنة تحضيرية " للإعداد والتحضير للمؤتمر الحزبي ل ( تاج ) بما يضمن انعقاده في اجواء يسودها الود والإخاء وتتغلب فيها روح الديمقراطية على روح العداء والتخوين والشك والريبة .
هذا اجتهاد من محب للجنوب ولشعب الجنوب ولتاج ولجميع هيئات ومكونات الجنوب بشكل عام .
ملاحظة : ان وجد ايا من الأخوة المعنيين بهذه المذكرة من قيادات او من أعضاء ت( تاج ) رأي مختلف تماما لديه مع ما طرحت , فهذا من حقه وهذا امر طبيعي .
وان شعر طرف بغضب شديد فعليه ان يهدأ وان يعيد قراءة المذكرة بعد مدة ( 24 ساعة ) لعل وعسى ان يستوعبها بشكل أفضل حال زوال غضبه .
وان فسرها احد ما وفقا لنظرية المؤامرة فما عليه إلا أن يرمي بها إلى سلة المهملات القريبة منه
عن منتدى الضالع بوابة الجنوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غسان لسود
عضـــو جــديـد
اس ام اس النص

عدد المساهمات : 35

تاريخ التسجيل : 09/07/2010

مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Emptyالجمعة 5 نوفمبر - 12:11

اشكرك يااستاذنا على هذه الصراحه والنصائح القيمه والحلول التي قدمتها من قلب صادق ومن مناضل غيور على وطنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عضو ماهر
ثائر جحاف
عضو ماهر
اس ام اس النص

عدد المساهمات : 512

تاريخ التسجيل : 12/08/2010

مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد Emptyالجمعة 5 نوفمبر - 15:18

بن فريد ياله من ناصح امين ... تسلم ياسين على النقل المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مذكرة نقدية مفتوحة إلى قيادات وقواعد - تاج - بقلم الكاتب: أحمد عمر بن فريد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» الطرود المفخخة .. هل تكشف لعبة «القاعدة» في اليمن ؟ بقلم/ أحمد عمر بن فريد» 'القاعدة والحراك الجنوبي'؟! بقلم الكاتب أحمد عمر بن فريد» اغتصاب ارادة شعب بقلم/أحمد عمر بن فريد» بقلم / أحمد عمر بن فريد فصل الخطاب في يافع» صحوات الموت في شبوة - بقلم/ أحمد عمر بن فريد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الملتقى السياسي العام-