القناة التي يهتف لها الملايين ويهددها الطغاة المجرمون
بقلم/ رائد الجحافي
في ضل الغوغائية الإعلامية التي يعيشها العالم اليوم وأكذوبة الإعلام الحر المستقل تبرز قناة الجزيرة من الدوحة لتمنح شعوب المعمورة شعور بأنه لم يزل في هذا العالم ضمائر حية، وفي عهدنا الحاضر تقف الجزيرة القناة نصير لملايين المظلومين من شعوب المنطقة واستطاعت بسياستها الإعلامية الفريدة القائمة على الاستقلالية الحقيقية والمهنية إن تقف في صفوف الشعوب المقهورة تكشف عرى الحكام وسوءاتهم وتفضح بلطجيتهم وبلاطجتهم، لم يردعها رادع اياً كان ولم تخاف في قول الحق لومة لائم، نعم أنها اليوم وكما نتابع ونلتمس من كتابات بعض المأجورين بل ومن خطابات بعض الحكام مدى التهديد والوعيد بهذا الصرح الإعلامي العظيم ولكن كل تلك التهديدات لم تقف حائلا بين الجزيرة وكشف الحقيقة التي تتحفظ على قولها حتى كبرى دول العالم وما خطاب العقيد القذافي إلا واحد من خطابات الترهيب التي طالت هذا الصرح الإعلامي ذلك الخطاب الذي تعدى فيه نطاق الجزيرة القناة ليلمح إلى دولة قطر ويهددها هي الأخرى، ومثل هكذا تهديدات تعد في معناها الصحيح اليوم ليست سوى بلطجة تضاف إلى سياستهم القائمة على البلاطجة، الجزيرة منذ انطلاقها رفعت شعار الرأي والرأي الآخر ومنبر من لا منبر له وكانت كذلك، وكم من قناة ووسيلة إعلامية تغنت بشعارات كهذه ليثبت عكس شعاراتها في ابسط موقف ولم تكن غالبية الوسائل الإعلامية بمن فيها المستقلة سوى أدوات بأيدي حكام أو قوى بعينها تعمل لحساب سياسات تلك القوى وأخرى وان لم تكن تخضع يوماً لحاكم أو جماعة سياسية أو غيرها لكن ما تطرحها من ملفات جريئة لا تكاد تصل إلى منتصف برنامجها حتى تنقلب لأنها بفتحها لملفات جريئة لم تكن سوى سياسة ابتزاز ليس إلا، بخلاف الجزيرة تماماً التي ثبت شعارها وصدقت مهنيتها بل كانت جديرة بتلك المهنية التي أضحت محل إعجاب واندهاش العالم على السواء، كيف لا وهي قناة الملايين وقناة السبق الصحافي والمصداقية والمهنية، كيف لا والشعب التونسي يدين لها إلى أمد لا حدود له عندما وقفت لتكشف جرائم الحاكم وتقف في وجه المجرمين وكشف جرائمهم لتنقذ حياة الآلاف من مذابح ومشانق وتغييب كان سيحدث لهم لولا وقوف قناة الجزيرة كحارس أمين تتابع مصير شعب تونس الثائر وتناصره في زمن غاب عنه الشرفاء إلا من رحم ربي في زمن يتعاون فيه الحكام في الوطن العربي والعالم كل يدافع عن زميله ويغطي جرائم صاحبه ويعد إحراق شعب بكامله كما يجري في ليبيا من قبيل الشأن الداخلي والسيادة الوطنية وما شابه ذلك من مبررات، هكذا هي قناة الجزيرة تميزت وتتميز في كل ما فيها من أداء وطاقم ومهنية وسياسة، ذلك الإعلامي الرائع الدكتور فيصل القاسم صاحب انجح برنامج على الإطلاق (الاتجاه المعاكس) أضحى اليوم الملايين يطلقون عليه جيفارا العرب وذلك الأستاذ وضاح خنفر نجح إلى حد بعيد في إدارة هذا الصرح الإعلامي وهؤلاء أفراد طاقمها المتكامل يجيدون مهنتهم بكل ما للكلمة من معان رائعة، محرروها ومخرجوها وسياستها الإعلامية وطريقة تعاطيها وتعاملها مع الحدث تميزت وأدهشتنا جميعاً فهنيئاً لها من قناة وهنيئاً لدولة تقع على أراضيها هذه القناة وهنيئاً للزعيم القطري سمو الأمير حمد هذا الانجاز بل هنيء لكل من يقوم عليها على الشرف العظيم والمكانة العالية التي نالوها والأجر الكبير الذي سيلاقونه عند الله.