المحفد (عنا) - أفاد وكالة أنباء عدن (عنا) سكان محليون بمديرية المحفد محافظة أبين (جنوب) بأن جماعات متطرفة ومسلحة البعض منها من أبناء المديرية والبعض الآخر من محافظات يمنية أخرى ومن جنسيات عربية وغير عربية ظهرت في الآونة الأخيرة بالمديرية.
وقال الأهالي بأن تلك المجاميع قامت بوضع نقاط وسط الخط العام ومخيمات بمنطقة ضيقة بالمحفد.
وأضاف أهالي المنطقة أن تلك المجاميع المسلحة قامت بذلك بهدف تأمين الخط العام وللقضاء على ظاهرة التقطع المتفشية بالمنطقة.
وأفاد الأهالي أن تلك المجاميع قامت بملاحقة قطاع الطرق وألقت القبض على البعض منهم واستعادت عدداً من السيارات المسروقة الأمر الذي جعل قبائل المنطقة تغض الطرف عنها كونها قدمت خدمة كبيرة لأهالي المنطقة.
وقال شخص طلب عدم ذكر اسمه: "لقد جلسنا وتحدثنا إلى تلك المجاميع وأخبرونا أنهم جماعة أنصار الشريعة وأنهم ينتمون إلى "تنظيم القاعدة" وأنهم يريدون تحكيم الشريعة الاسلامية بالمنطقة, سيقطعون يد السارق, ويمنعون خروج النساء من بيوتهن, إلا بمحرم, كما قاموا بتوزيع منشورات بعموم المديرية بهذا الخصوص, إنهم متحمسون ومثابرون, ويبدو أنهم منظمون أيضاً".
ويعتقد السكان المحليون للمحفد أن تلك الجماعات أرسلت من الحكومة اليمنية في صنعاء لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية بالمنطقة تحت مبررات القاعدة, وأن صنعاء تسعى إلى عزل المنطقة لتحويلها الى إمارة اسلامية بهدف خلق ظروف ومبررات مناسبة لشن حرب واسعة ضد أبناء المنطقة تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة.
وقال الأهالي أن تلك المجاميع وجدت بمديرية المحفد أرضية خصبة وظروف مهيئة لنشوئها ولممارسة أنشطتها، حيث المجتمع بالمحفد قبلي بحت.. قبائل مسلحة متمسكة بالعادات والتقاليد القبلية.. إنفلات أمني خطير وغياب تام لأجهزة الدولة الأمنية والتنفيذية.. تفشي ظاهرة التقطع حيث أصبحت ظاهرة التقطع كابوس يقض مضاجع الأهالي فجاءت هذه الجماعات لتصور للأهالي بأنها هي من يخلصهم من ذلك الكابوس.
وقالت الجماعات المسلحة لأهالي البلدة أنها ستأخذ بثأر شهداء مجزرة المعجلة الذين سقطوا في غارة جوية على قرية المعلجة في ديسمبر/كانون الأول من العام 2009, وبأنهم سيعملون على قتال ومحاربة نظام الطاغوت وأعوانه وكل من يقف إلى جانبه أو يدافع عنه في إشارة إلى نظام رئيس اليمن "علي صالح".
وقال ساكن آخر طلب أيضاً عدم ذكر اسمه: "لقد وجدنا في أولئك القوم بأساً شديداً وعزيمة لاتقهر وشجاعة لاتوصف ولكن المشكلة تكمن في تلك الطائرات التجسسية التي تلاحقهم في الجبال والوديان وفي كل مكان يتجهون إليه وكذا في الأسباب الحقيقية الكامنة خلفهم وأصبحنا نعيش حالة من الترقب والحذر وكذا حالة من الذهول والحيرة من الظهور العلني المفاجئ لتلك الجماعات المحظورة دوليا".
وتساءل شخص آخر بالقول "هل أنا في المحفد أم في قندهار.. هل استبدلوا كابوس التقطع بكابوس القاعدة؟ لم يجد شيئاً غير القاعدة ليرسله إلينا هل يريدها سلمية في صنعاء مسلحة في الجنوب هل يريدون تحويل الجنوب إلى ساحة حرب مفتوحة لتصفية حساباتهم الخاصة تحت غطاء دولي في إطار مايسمى بمحاربة تنظيم القاعدة ومثل ما أوقفت صنعا الحرب في صعدة باتصال هاتفي ستفتحها في الجنوب باتصال مماثل وبشكل أوسع وخطير".
ووفقاً لرواية السكان المحليين فإن الجماعات مدعومة بالسلاح والمال من نظام الرئيس صالح كما يعتقد, وبغرض إلصاق تهمة الإرهاب بأهالي المنطقة كحلقة أولى من مسلسل طويل يشمل مناطق الجنوب عامة.
وطالب أهالي المحفد القيادات الجنوبية في الداخل والخارج بتدارك الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة ووضع حلول سريعة قبل أن يقع الفأس في الرأس.