أقام مجموعة من الشباب الجنوبيين ندوة في المركز العربي للصحافة والنشر(مجد) في القاهرة بعنوان "جرائم علي صالح في الجنوب منذ 2007" وكانت الندوة بضيافة ريئس المركز ورئيس تحرير جريدة الانوار المصرية الاستاذ/ عادل الجوجري وبحضور نشطاء واطباء من الداخل الجنوبي بقيادة الناشط والصحفي/ وائل الخيلي.


وقد كانت الندوة مخصصة لعرض جرائم علي عبدالله صالح ونظامه في الجنوب منذ عام 2007م وما قام به من قمع وعنف ضد المواطنيين الجنوبيين الذين كانوا يخرجون بمسيرات سلمية فيما يعرف بالحراك الجنوبي السلمي.

وقد افتتح الندوة الاستاذ/ عادل الجوجري بكلمة تحدث فيها عن المرحلة التي تمر بها الامة العربية في اطار ربيع الثوارت العربية، وانعكاس كل ذلك على الوضع في اليمن، ثم تطرق الى الحديث عن الوحدة اليمنية والاخطاء التي رافقتها منذ اعلانها، وذكر بعض الحقائق التي عايشها هو بنفسه في اليمن بعد الوحدة واهمها انه قال له الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر "ان الجنوب فرع عاد الينا بعد اخذه الاستعمار منا" واوضح ان هذه هي نظرة نظام صنعاء للوحدة منذ اعلانها حتى اليوم، واشاد بالنشطاء الذين اتوا من الداخل وتحملهم كل هذا العناء في سبيل شرح قضيتهم ومعاناتهم في الجنوب.

ثم تحدث الدكتور/عبدالله الشعيبي عن ما آلت اليه الاوضاع اليوم بالجنوب وعن المؤامرة التي تحاك ضده تحت مسمى القاعدة، وان نظام علي صالح يقوم اليوم بافتعال أزمات الوقود والمياه والكهرباء حتى يترحم الناس على علي صالح. وفيما يتعلق بالقضية الجنوبية أوضح ان اسقاط النظام وتأسيس دولة نظام وقانون بشكل كنفدرالي بين الشمال والجنوب هو الحل للقضية الجنوبية في المرحلة المقبلة.

ثم تحدث الدكتور/ محمد بسيوني وهو مراقب دولي في جمعية حقوق الانسان، تحدث بان الوحدة اليمنية قامت بطريقة متسرعة وغير سليمة، وأبدى اعجابه بالوعي لدى ابناء الجنوب من خلال زيارته لليمن كمراقب دولي للانتخابات وان مدى الوعي الثقافي والسياسي في الجنوب يتفوق على ماهو موجود في الشمال، وقد ابدى استغرابه عن وجود هذا الكم الهائل من الجرائم في الجنوب على مدى خمس سنوات في ظل تعتيم اعلامي عربي ودولي كامل، واختتم حديثه بدعوة شباب الجنوب للنظر للوحدة العربية على انها حلم يجب ان يحملوه في وجدانهم وان رواد الفكر القومي العربي كانوا من الجنوبيين.

وكان من الاطباء الذين حضروا من الجنوب الدكتور/ ردفان المفلحي وقد قام بنقل الصورة الانسانية والصحية التي يعاني منها المواطنون في الجنوب حيث قال" اننا نعاني من نقص دوائي لمعالجة الجرحى والمصابين في ميادين الحرية والضال، اذ لم نستطع معالجتهم الكافية بسبب الامكانات الظئيلة، واحيانا يقوم النظام بمطاردة الاطباء والمتطوعين في علاج الجرحى والمصابين وكما يقوم ايضا باختطاف الجرحى من داخل المستشفيات وهم يتلقون العلاج والزج بهم في اقبية السجون والمعتقلات"

ثم تحدث/ وائل الخيلي الصحفي والناشط الجنوبي قائلاً" اتينا اليوم لطرح الجانب الانساني لقضيتنا ونخاطب الضمير والوجدان ولا نريد ان نطرح المطلب السياسي لانه قد عرب عنه ابناء الجنوب بكل شفافية". ثم قام بعرض فلم وثائقي اعد بطريقة وثائقية محترفة يعرض صور وافلام لجرحى وشهداء الحراك الجنوبي، ومنازل وقرى تم قصفها كما اشتمل الفلم على صور لاسر واطفال تعرضت للقصف في مناطق مختلفة بالجنوب.

وفي اتصال هاتفي للمناضل/ فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية في الجنوب، شكر الحاضرين وكل من ساهم في انجاح هذه الندوة واوضح ماهية القضية الجنوبية بشرح مقتضب للحاضرين وقال" ان هذا النظام اليمني هو من اثار غضب الجنوبيين وان الجرائم الواقعة في الجنوب لم تقع في اي دولة محتلة"

ثم تحدث الدكتور/ مشتاق سعيد محمد موضحاً ان القضية الجنوبية قضية سياسية بامتياز وهي قضية شعب ووطن, وان المطالبة بحقوق الجنوبيين لا يتعارض مع مبادئ القومية العربية بل ان انصاف الجنويببن يدعم الافكار القومية السليمة التي تبحث عن وحدة عربية تحفظ لكل الامة كرامتها وحريتها, فالوحدة اليمنية بشكلها الحالي شوهت المفهوم القومي للوحدة واخرجته بمعنى الضم والالحاق. لدى يجب على المثقفين والكتاب العرب خصوصا من يحمل الفكر القومي ان ينصف الجنوبيين لان في ذلك انصاف لمفهوم الوحدة العربية المرجوة

وقد حضر الندوة عدد من المثقفين المصريين واعضاء من الحزب الناصري ونشطاء فلسطينيين وعدد من ابناء الجنوب بمصر.