ملتقى جحاف - عنا
اليوم وبفضل من الله ثم بفضل ثورة الجنوب التحررية الظافرة أُرغم الاحتلال المتخلف على الاعتراف بأن الجنوب محتل اليوم وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية حصص الحق وانكشفت عورة ثورةالتغيير وأضحى الاحتلال واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار, فمن ينكر اليومأن الجنوب واقع تحت احتلال يمني همجي متخلف لن يدرك بطبيعة الحال غداً أنبعد الاحتلال استقلال وتلك حقيقة و مسلمة منطقية وواقعية..
لقد أدرك المحتلون وفي وقت مبكر هذه الحقيقة وحاولوا وبكل وسائل الترهيبطمسها فلم يفلحوا ثم لجأوا إلى الترغيب بدعوى أن لديهم ثورة ربيع عربيلتأسيس يمن جديد وبفكر جديد في أشارة خادعة إلى أنهم مختلفون , في مشهدمسرحي هزلي كان ولا يزال الضحايا فيه المقلدون والغافلون عن استيعاب تركيبةالمحتل السياسية والاجتماعية.
هاهم اليوم يكررون وبملل إن المستقبلالقريب سيعيد للجنوب اعتباره فقال قائلٌ منهم إن كان عودة بيت الرئيس البيضسيحل القضية الجنوبية سأعيده فوراً وكان قبلها قد اتصل أحد الحمرالمستنفرة الفارة من قسورة بشخص الرئيس البيض طالباً منه العودة ليكونرئيساً لليمن الجديد إلا أن الطلب قوبل بالرفض القاطع , ذلك هو منطقهم..
لقد انحسرت ساحات التغرير في الجنوب كاملا وفي المقابل أخذت القضيةالجنوبية مساحة كبيرة وزخماً حاشداً كامتداد طبيعي لتبلور الوعي بها واقعاًفأدرك المحتلون أن حقيقة الاستقلال باتت قاب قوسين أو أدنى رغم كل التعتيمالإعلامي المجافي لحقيقة الواقع الجنوبي وهنا صاروا يبحثون عن صيغة حللقضية الجنوب تندرج ضمن صيغ إقليمية لحل أزمتهم السياسية التي هي في الأصلأزمة شعب لا يرتقي إلى مستوى استيعاب مفهوم الثورة علاوة على استيعابه كنهالدولة المدنية لعوامل عديدة ومتداخلة تأتي في مقدمتها التركيبة النفسيةوالاجتماعية الممزوجة بعنصر الجهل المركب المنبثق من أناء التسلطوالاستحواذ ما يعني أن صيغة الحل في تقديرهم لابد أن تشرع لاحتلال من نوعجديد يتناسب مع مسماهم يمن جديد ومفاده أن تدخل الدولة المحتلة مع الواقعةتحت الاحتلال في شراكة اتحادية جديدة تنهي كل مكتسبات وتضحيات الثورةالجنوبية وأهمها على الإطلاق قراري مجلس الأمن الصادرين سنة 1994م.. والحقيقة التي ينبغي اليوم استيعابها أن أي مشروع لا يتضمن الخلاص التام منالاحتلال لايمكن أن يمرر على شعب الجنوب بما فيها مشاريع شرعنة الاحتلالالمفخخة المفرغة من كل الضمانات المتجاهلة التركيبة النفسية و العقليةالمتخلفة للمحتلين, لا ولن يكتب لها النجاح لأنها باختصار تمرر بشراكةأوصياء لم تلفح وجوههم أشعة شمس الميادين التحررية.. وقد أضحت اليوم حقيقة أن بعد الاحتلال استقلال هي الأصل وما سواها منهار عاجلاً أو آجلاًعلى صخرة صمود الشعب الجنوبي الأبي التواق للإنعتاق.
ان حل أزمة المحتلين لن تكون بالمساومة على حساب حرية الجنوبيين واستعادة هويتهمودولتهم لان الشعب الجنوبي الحر قد قال كلمته وقرر أن لا تراجع لا استسلامحتى الاستقلال التام واستعادة الدولة وسيكون ما قرر بإذن الله لأن الشعبقضاء الله في أرضه.