القاهرة – محمد فتحي
رُفع الستار عن كأس العالم للشباب لكرة القدم في مصر بحفلة افتتاح بسيطة وسط تشجيع جنوني، دفع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جوزيف بلاتر إلى التمايل معه بانبهار، واستقبل نحو 80 ألف مشجع الرئيس المصري حسني مبارك ومعه بلاتر بالتصفيق الحاد والأهازيج والهتافات التي جعلت رئيس الفيفا يتمايل معها ويلوح بذراعه للجماهير، مطالباً إياها بمواصلة الاحتفال.
ولم تستمر حفلة الافتتاح أكثر من 15 دقيقة معتمدة في الأساس على شاشات عرض وزعت حول دائرة المنتصف التي ضمت هي الأخرى شاشة ضخمة على شكل كرة، وعرضت الشاشات صوراً من مظاهر الحياة في كل القارات المشاركة في البطولة مع استعراض ألوان من ثقافتها وبيئتها الطبيعية، والصفات النوعية لسكانها مع خلفية موسيقية من كل قارة على حدة، وحرم أكثر من 10 آلاف متفرج من حضور المباراة الافتتاحية على رغم حصولهم على تذاكر، ما يثير تكهنات حول بيع عدد كبير في السوق السوداء أو حدوث تلاعب.
رباعية مصرية في الافتتاح
فازت مصر على ترينيداد وتوباغو 4-1 في انطلاق مباريات المجموعة الأولى وسجل عفروتو وحسام عرفات (هدفين) ومحمد طلعت الرباعية (30 و51 و58 و92) فيما أحرز جيان لوك روشفورد هدف الشرف للضيوف (36) وتلتقي مصر مع باراغواي في المرحلة الثانية من مباريات المجموعة بعد غد (الاثنين) وظهر شباب مصر بمستوى طيب خصوصاً في الشق الهجومي بفضل مجهود ثنائي المقدمة طلعت وعفروتو، وافتتح الأخير الرباعية حينما انطلق بسرعته داخل منطقة الخصم، ووضع الكرة بيسراه على يمين حارس ترينيداد وتوباغو جلينروي صامويل.
وأسفر تقدم مصر للهجوم عن ثغرات دفاعية أمام ترينيداد وتوباغو حتى عادل روشفورد النتيجة للضيوف فقد استغل روشفورد خطأ صلاح سليمان الذي أهدى لاعب ترينيداد وتوباغو الكرة، ليضعها وهو منفرد بمرمى حارس مصر علي لطفي، وتحسن مردود الفراعنة مع بداية الشوط الثاني وتقدم عرفات لمصر بتصويبة قوية ووضع مهاجم الأهلي محمد طلعت بصمته في المباراة وسجل الهدف الثالث حين تابع تصويبة شهاب الدين أحمد وأسكنها الشباك بتسديدة قوية واختتم عرفات رباعية مصر بتصويبة قوية من داخل منطقة جزاء الضيوف، ليضع الفراعنة موقتاً على رأس المجموعة.
من جهته، قال المدير الفني لمصر التشيخي ميروسلاف سوكوب إن لاعبيه ينقصهم إتقان إنهاء الهجمات ودعاهم للتعلم من مهاجم المنتخب الأول عمرو زكي. وقال سوكوب في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء: «لا نعرف كيفية إنهاء الهجمات وهذا أمر يتطلب وجود مهاجم بالفطرة مثل عمرو زكي». وأضاف: «اتسم أداء اللاعبين بالعصبية والتوتر من بداية المباراة وحتى مرور 35 دقيقة، أحرزنا هدفاً وتعادل المنافس فزاد الضغط على اللاعبين»، واستطرد: «الهدف الثاني رفع من معنوياتنا وساعدنا في إحراز هدفين آخرين».
وعبر سوكوب عن استيائه بسبب الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها لاعبوه موضحاً أن النتيجة ستكون أسوأ في حال تمت إعادتها أمام باراغواي وإيطاليا. غير أن المدرب التشيخي عبر عن سعادته بالفوز الكبير الذي حققه لاعبوه الشباب. وأوضح أن مصر تملك دافعاً معنوياً يمنحها الأفضلية على منافسيها.
مباريات اليوم
وتقام اليوم (السبت) 4 مباريات في البطولة، إذ تلتقي الكاميرون مع كوريا الجنوبية وأميركا مع ألمانيا في المجموعة الثالثة، فيما تلتقي غانا مع أوزبكستان وإنكلترا مع أوروغواي في المجموعة الرابعة.
ويعود منتخب الكاميرون «الأسود غير المروضة» إلى نهائيات البطولة بعد غياب 10 أعوام، وذلك بعد حلوله وصيفاً في بطولة أفريقيا للشباب الأخيرة، ويتميز المنتخب الكاميروني بقوة وصلابة خط دفاعه بقيادة لاعب كانون ياوندي فرانسوا بيوكول ويلعب إلى جانبه شارلي روسل فومن الذي يمتاز بقدرته الهائلة على التمركز واستغلال المساحات ما أثار انتباه مسؤولي نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي الذين يرون فيه الخليفة المناسب للنيجيري تاي تايو الذي من المرجح أن يرحل عن الفريق صيف هذا العام، فيما أصبح لاعب جنوا الإيطالي بارفي لويس ايسينجوي ايلومو احدى الدعائم الأساسية للمنتخب الكاميروني ويشكل ثنائياً مميزاً مع جوفيت تابوت إنا وإضافة إلى هؤلاء يعد لاعب الوسط الهجومي فيكتور سيدريك نكوم ورقة رابحة للمدرب على رغم أنه لم يستعن بخدماته إلا في مناسبات قليلة، وستشكّل بطولة هذا العام الرقم الأغلى لمنتخب الكاميرون، فهي خامس مشاركة له بعدما شارك في دورات 1981 و1993 و1995 و1999، ويعد أفضل إنجاز للكاميرون في دورة قطر 1995، عندما سقط في ربع النهائي أمام الأرجنتين صفر-2، وفاز الكاميرون بلقب كأس أفريقيا للشباب عام 1995 في نيجيريا.
وقال المدير الفني للكاميرون ألن وابو: «نحن هنا في مصر للظفر بكأس العالم، وأنا لست من الأشخاص الذين يضعون أهدافاً غير منطقية، أنا واثق بأن لاعبي فريقي يستطيعون العودة باللقب». وأوضح المدرب الملقب بكابيللو: «علينا تطوير أنفسنا هجومياً، لنستطيع مجاراة منافسينا الذين يتطورون، من حيث السرعة وتقنية الأداء». واشتهر وابو المدرب المعروف عنه الالتزام والدقة في التدريبات باسم كابيللو نسبة إلى المدير الفني لمنتخب إنكلترا كابيللو.
وأشار وابو إلى أن قدومه إلى مصر قبل أسبوع من انطلاق البطولة كان بسبب التعود على المناخ «فالأجواء مختلفة تماماً عن الموجودة في الكاميرون». وشدد وابو على أنه غير قلق من نتائج مبارياته الودية التي تستبق كأس العالم على رغم خسارته مرة واحدة وتعادله في الثانية. وتابع وابو: «الأهم من النتيجة في المباريات الودية هو الأداء وكيفية تعديله وزيادة النشاط الهجومي».
في المقابل، فإن منافسه الكوري خرج من الدور نصف النهائي في البطولة القارية، بعد أن كان ضمن بلوغه النهائيات التي سيخوضها للمرة الحادية عشرة في تاريخه، وفيما سبق لمنتخبي الكاميرون وكوريا الجنوبية أن التقيا منافسيهما الآخرين في المجموعة وهما أميركا وألمانيا، فإنها المرة الأولى التي يلتقيان فيها وجهاً لوجه في هذه الفئة العمرية من بطولة «الفيفا»، إذ سبق للمنتخب الكوري أن التقى منتخبات أفريقية أخرى في كأس العالم للشباب ولم يخسر أمامها، فقد حقق فوزين وتعادلاً واحداً، ولم تهز شباك كوريا الجنوبية إلا بهدف واحد في آخر 9 مباريات في البطولة، أما آخر مرة نجح فيها المنتخب الكوري في الحفاظ على شباكه عذراء، فتعود إلى عام 2003 عندما تغلب على ألمانيا 2- صفر، ويعتبر حارس مرمى كوريا الجنوبية سونغ غيو كيم أصغر لاعب في صفوف منتخب بلاده، وهو الوحيد الذي لا يزال في الثامنة عشرة من عمره لكن هذا الأمر سيتغير، لأن لاعب نادي أولسان هيونداي سيحتفل بعيد ميلاده التاسع عشر في 30 الجاري.
ولم يفلح الكوريون في إعادة إنجاز بطولة المكسيك 1983 عندما بلغوا الدور نصف النهائي، لذا فهم يأملون هذه المرة بالاستفادة من هيمنتهم علي الساحة القارية لتحقيق إنجاز عالمي يليق بسمعتهم كأكثر المنتخبات فوزاً بكأس آسيا للشباب، إذ أحرزوا اللقب القاري 11 مرة.
وعانى الكوريون الكثير قبل حجز بطاقة التأهل إلى البطولة الحالية، واعتبر أغلب المراقبين أن التصفيات الأخيرة كانت أصعب من سابقاتها، فقد ساد الاعتقاد بأن كوريا الجنوبية ستسود التصفيات والتأهل من أوسع الأبواب بكل سهولة في كأس آسيا للشباب التي احتضنتها السعودية، بعدما أوقعتهم قرعة الدور الأول في مجموعة تضم العراق وسورية والإمارات، لكن المباراة الافتتاحية أمام سورية شكّلت محكاً حقيقياً، إذ لم يدرك المنتخب الكوري الفوز إلا في الأنفاس الأخيرة، وعلى رغم تقدم الكوريين بهدف مبكر ضد الإمارات في اللقاء التالي، فقد أنهوا المباراة بهزيمة مفاجئة 1-2 بعدما اهتزت شباكهم مرتين متتاليتين في الوقت بدل الضائع، لكنهم عادوا بقوة في آخر مباراة بالدور الأول، وحققوا الفوز على العراق 2- صفر، ليلتحقوا بركب المتأهلين إلي ربع النهائي قبل التأهل إلى الدور نصف النهائي، بعد إزاحة اليابان من طريقهم.
ويبرز في الفريق المهاجم يونغ شيول الذي حقق إنجازات مهمة، كان أبرزها المشاركة في الألعاب الاولمبية مع منتخب بلاده وسجل شو ما لا يقل عن 10 أهداف في المباراة التي جمعت كوريا بمنتخب جوام ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة كأس آسيا لعام 2007، كما سجل ثاني أهداف منتخب بلاده في المباراة التي سحق فيها المنتخب الكوري نظيره الياباني بثلاثية نظيفة، كما ستتجه الأنظار إلى قائد الفريق كو غا شيول الذي يمسك بزمام الأمور في منطقة وسط الملعب، وقد شارك في مباراتين مع منتخب بلاده الأول.
ويقول المدير الفني لكوريا الجنوبية هونغ ميونغ - بو: «تحقيق نتائج جيدة في كأس العالم ليس الشيء الوحيد الذي أتطلع أليه، أنا أعمل بجهد لتحضير هؤلاء الشبان، لكي يكونوا مستقبل الكرة في كوريا الجنوبية».
قمة نارية
تلتقي بطلة أميركا الشمالية الولايات المتحدة مع بطلة أووربا ألمانيا، وعلى رغم أن أميركا بحسب بعض الخبراء ليست ضمن سباق الكبار في هذه المجموعة، إلا أن الطفرة الكروية بها ستلعب دورها، كما فعل المنتخب الأميركي الأول في بطولة كأس العالم للقارات والتي تأهل فيها للنهائي، وخسر بشرف أمام البرازيل.