لم يكن قتلنا في يوم جمعة التصالح يتطلب بطولة أو جلدا أو قوة كان فقط يتطلب ضميرا ميتا وتفكيرا ضالا وقلبا اعمى وإرادة ممسوخة فلما وجدت هذه في صورة ادمي وسلحت بكلاشنكوف مدجج وقيل لها اقتلي هذه الأجساد الحاملة أعلام ورايات الجنوب التي تريد فقط أن يستقيم الحق والعدل عند صاريتها كان ما كان.
وبعد أن أرسلتم أحبائنا وفلذات أكبادنا إلى قبورهم وأهلنا فوقهم الثرى بأيدينا وروينا قبورهم بدموعنا الحرى تساقطت عنوة من مآقي رجال هدها القهر, وكلت أقدامنا جيئة وذهابا نعود جرحانا الذين خلت خزائن أسرتهم إلا من شاش وبقية قنينة ماء و صكت أذانكم وصمتت ألسنتكم وعميت عيونكم.
ولم نسمع منكم إدانة لسنا في حاجة إليها منكم يا طلقاء صالح.
وانتم اعلم من غيركم أننا طلاب حق وحمال قضية هي أوضح من عين الشمس في كبد السماء صادقة المحيا مشرقة الجبين ناصعة الحجة طاهرة الضمير.
وايم الله لو أن أحدكم شاهد نساء عدن يتقدمن صوب أسلحتكم ومجنزراتكم والياتكم العسكرية التي حشدتموها لتعمل في أجسادنا قتلا وإعداما لهالكم ذلك ,و لعرفتم أنكم أمام شعب أبي صادق جبار لن تغني عنكم أمام قوة حقه المسلوب أكداس الحديد إلا كما أغنت عن صالح قبلكم ومبارك وابن علي وهم اشد منكم قوة وأكثر جندا.
لان كانت رصاصات صالح اعتى وأكثر وأبشع فان سكينكم أمضى وأشنع ذلك أن مشعلها وذويها في نضرنا واحد نعم كنتم بالأمس أتباعه وجنده واليوم انقلبتم على أعقابكم تقتلوننا نحن من لا نحمل إلا الرايات .وتوقعون الصفقات وتبيعون الدماء من تحت الطاولة لا لشئ ألا ليتسنى لكم الحكم وان على جماجمنا وأشلاء أطفالنا
ولو أن أحدكم كلف نفسه ونضر إلى جسد الشهيد الصامد صامد ورصاصة غدركم قد فازت واستقرت برأسه وجندلت بجسده الخالي إلا من 150 ريالا وضعت في جيب قميصه الأيمن وعلم سبقه نحو الأرض يرفعه كما كان صاحبه يحمله.
ألا لا نامت أعينكم ترسلون لنا الموت وأحجار الاسمنت تقطع أوصال مدينتنا وتنشرون قناصتكم يصطادون أطفالنا من فوق أسطح البنايات في مسيراتنا السلمية وتركتم قطاع الطرق ومن تقولون أنهم يستهدفون أعمده الكهرباء ليلا نهارا.
عجبا لكم سلمتم محافظات ومديريات واستكثرتم على شعب الجنوب الاحتفال لساعات في منصة طولها أمتار بنيت من ثروته وحقه وحر ماله؟
تجيشون القنوات والإذاعات والصحف والمجلات وتنادون المنضمات والهيئات الدولية إذا اصابكم قرح أو جرح في تبادل لا طلاق النار في حصبة صنعاء ودمنا يستحيل في أبجدياتكم وقنواتكم ماء.
ويترك جرحانا ينزفون في الممرات حتى الموت وينتقل جرحاكم للنقاهة إلى مستشفيات المملكة وتسمون ذلك وحدة تبا لكم ولها كيف تنكرت لنا أبناء الجنوب.