العنف يهز اليمن عشية الانتخابات الرئاسية
Mon Feb 20, 2012 10:34pm GMT
اطبع هذا الموضوع
[-] نص [+]
1 / 1
تكبير للحجم الكامل
عدن/صنعاء (رويترز) - وقع انفجار في مركز اقتراع بجنوب اليمن ولقي جندي حتفه في اطلاق نار على مقربة عشية انتخابات رئاسية لاختيار زعيم للبلاد خلفا للرئيس علي عبد الله صالح وللشروع في اصلاحات بعد عام من الاحتجاجات الحاشدة وانتشار الفوضى.
وتسلط موجة من العنف في جنوب وشرق اليمن الضوء على التحديات التي سيواجهها خليفة صالح في سعيه لمنع البلاد من الغرق في الفوضى.
وقال وزير الداخلية عبد القادر قحطان ان السلطات تفرض الاجراءات الامنية لكن بعض اعمال العنف لا يمكن تجنبها في محافظة ابين في الجنوب وهي من معاقل القاعدة.
وقال قحطان انه توجد تدابير أمنية وقائية لمواجهة اي طارئ واي جماعة قد تهاجم الناس. واضاف انه لا تزال بعض الاحياء في ابين تحت سيطرة القاعدة وان هناك اخفاقات امنية وان وقوع تفجير هنا وهناك من الامور المتوقعة.
ولم يوقع الانفجار في مركز الاقتراع خسائر بشرية لكن جنديا قتل واصيب اخر عندما فتح مسلحون مجهولون النار على دورية تابعة للجيش على مقربة من الانفجار.
ولم يتضح ما اذا كان الحادثان مرتبطين.
ويعارض انفصاليو الجنوب الذين يسعون لاحياء دولة اشتراكية وحدها صالح مع الشمال عام 1990 تصويت الثلاثاء والذي يصفه دبلوماسيون بأنه نقطة تحول للبلاد في اعقاب عام من الاضطراب السياسي.
وفي الضالع وهي محافظة اخرى في الجنوب قال قيادي بالحراك الجنوبي ان القوات فتحت النار على مسيرة احتجاجية معارضة للانتخابات فقتلت محتجا واصابت تسعة.
وقال مسؤول محلي ان المسيرة لم تحصل على ترخيص واطلق محتجون يلوحون باعلام الجنوب النار على الجنود فأصابوا احدهم.
ويقول الناشطون الجنوبيون الذين يتهمون الشمال بالاستيلاء على مواردهم والتمييز ضدهم انهم سيقاطعون الانتخابات لانهم لا يريدون دورا في عملية تنظم في شطري البلدين.
وقال سكان الضالع ان الانفصاليين المسلحين اقاموا نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية لمنع تسليم الصناديق الى مراكز الاقتراع.
واستغل اسلاميون متشددون لهم صلة بالقاعدة ايضا ضعف الحكومة المركزية ليوسعوا وجودهم في الجنوب ويسيطروا على عدة بلدات خلال العام الماضي.
وقال مسؤول محلي إن مسلحين مجهولين هاجموا مركزا للتصويت في مدينة سيون في محافظة حضرموت بشرق البلاد وحاصروه لعدة ساعات الى ان وصلت التعزيزات الامنية لتفريقهم فقتلت احدهم واعتقلت اثنين في اشتباكات تالية.
وقال مسؤول إن قوات الامن اعتقلت ايضا ثلاثة ممن يشتبه بأنهم متشددون من القاعدة كانوا يعدون مادة ناسفة في حي سكني ببلدة الخضراء بمحافظة لحج في الجنوب.
وقال مسؤول قبلي إن متشددين في بلدة لودر بمحافظة ابين على الحدود مع لحج نصبوا كمينا فقتلوا اثنين من رجال القبائل الموالين للحكومة.
وفي اخر خطاب له كرئيس على ما يبدو حث صالح اليمنيين على الذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت لنائبه عبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد في الانتخابات كما نص اتفاق نقل السلطة الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال صالح إن الاقتراع "هو الحدث الذي يأتي في اطار تنفيذ ما تبنيناه من اجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة لاخراج بلادنا الطيبة وشعبنا الصامد الابي من الازمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاما كاملا."
وسيجعل التصويت صالح رابع رئيس عربي يترك السلطة في عام بعد انتفاضات في تونس ومصر وليبيا. وصالح موجود حاليا في الولايات المتحدة لتلقي المزيد من العلاج من حروق اصيب بها في محاولة اغتيال في يونيو حزيران.
لكن فرص حدوث انتقال الى حكومة تمثيلية مستقرة تظل غير مؤكدة في افضل الحالات بالنظر الى تعهد صالح بالعودة الى بلاده لقيادة حزبه مجددا وانقسام في الجيش وتمترس متشددي القاعدة في الجنوب وتمرد للحوثيين الشيعة في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب.
وقال مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ان هذه الانتخابات علامة مهمة على طريق انتقال السلطة في البلاد.
واضاف انه ينبغي للحكومة الجديدة ان تجري حوارا نشطا مع الشباب والحوثيين والحراك الجنوبي. واضاف ان العملية السياسية ستظل في خطر اذا ظلت هذه المجموعات خارج العملية. وفي كلمة القاها في وقت متأخر مساء الاحد قال هادي ان اليمن عاد من على حافة الانهيار ودعا الجيش المنقسم الى المساعدة في توحيد البلاد التي تهدد الفوضى فيها الممرات الملاحية القريبة لشحنات النفط ذات الاهمية الحاسمة للاقتصاد العالمي.
وقال "لقد مرت على اليمن اشهر ضنك لم تشهد من قبل حتى صار اكثر المراقبين تفاؤلا يتوقع ان تصير الى ما وصلت اليه الصومال تشرذما وتفككا ودمارا."
واضاف "لا يمكن الحديث عن وطن مستقر دون اعادة الحياة لوضعها الطبيعي وازالة كافة المظاهر التي تم استحداثها ابتداء بانهاء الانقسام الحاصل في الجيش مرورا بازالة عناوين التوتر المتمثلة بما تبقى من متاريس واخراج الميليشيات المسلحة وانهاء التقطعات والمواجهات المسلحة وصولا الى التطبيع الكامل في شتى نواحي الحياة."
والاقتراع الذي سيجرى يوم الثلاثاء جزء من اتفاق توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي الست الحريصة على تجنب الانزلاق الى حالة من غياب القانون على حدودها.
وينص الاتفاق الذي ساندته الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على وضع دستور جديد واجراء استفتاء لتمهيد الطريق امام انتخابات متعددة الاحزاب خلال عامين.
من محمد مخشف وجوزيف لوجان
(شاركت في التغطية ايزابيل كوليه في دبي وتوم فين في صنعاء)