بقلم/د. وهبي النقيب
عند قيام أي ثورة بالذات الثورات السلمية فإن قوتها تكمن بمبدئين أساسين الإول هو الإيمان العقائدي بوجود ما تناضل من أجله بهدف صناعة قوة ضغط جبارة تتميز بالشجاعة لتعزز النهوض في القضية حتى الوصول الى أهدافها، والمبدى الثاني هو بناء شعب موحد في العمل الثوري ينتج عنه حامل سياسي للقضية موحد ومنظم يتخذ من المصلحة الوطنية العامة أساس في طريقة نضالة للوصول المصالح الشخصية بحيث لا يستأجر من من يسعى خلف مشاريع تنتقص في حقه وقادر على صناعة قيادة بمستوى رجال الدولة.
وعند تمعنا بالثورة الجنوبية السلمية نرى إن الشعب الجنوبي وفئة الشباب بالذات قد صنع من المبدى الأول أساس لنهجه لذا أستطاع إيجاد القضية الجنوبية في المحافل الدولية كقضية جوهرية موجودة على أرض الجنوب ولكنه لم يستطيع إيصال تفاصيل تعرفيها وكيفية حلها الى العالم وهذا بسبب غياب جزء من المبدئ الثاني والذي يتمثل بوحدة العمل السياسي الذي يمثل العمل الميداني الموحد ، لا نقول ان المبدئ الثاني قد غاب عن الثورة الجنوبية كليآ ولكنه وجد في وحدة العمل الميداني وغاب في العمل السياسي الذي يترجم العمل الثوري الميداني الى برنامج سياسي وخطة إستراتيجية تصلنا الى إستعادة الدولة، هذا يجعلنا نبحث عن الأسباب التي أدت الى هذا من خلال التساؤلات التالية:
لماذا العمل الثوري في الميدان موحد والعمل السياسي بالداخل مشتت؟
لماذا لم يستطيع أي مكون في الثورة الجنوبية عقد مؤتمر وإقرار برنامج سياسي وخارطة طريق لإستعادة الدولة ورؤياء لشكل الدولة القادمة لتطمين الداخل والخارج؟ ومن يقف وراء مثل هذه الخطوات؟
لماذا المؤتمرات التي عقدت حتى الآن عقدت بالخارج بعيدة عن نبض وتطلعات الشارع الثائر الموحد؟
لماذا تم تفتيت مجلس الحراك الحامل السياسي الشرعي للقضية الجنوبية؟ ومن وراء ذلك؟
وتساؤلات كثيرة نضعها .. ولكن من الذي يجيب عليها، هل هو الشعب الجنوبي أم نتركها لخبراء الجنوب السياسين الذين يرقصون على رؤوس الثعابين ، هنا كلمات أتركها لمن يدركها : ثورة .. سياسة .. إفشال .. أدوار .. رقص .. لمصلحة من؟ .. هل الجميع عائدون الى عدن؟.
السياسة مجردة من العاطفة وبها الصدق والحقيقة عادة ما تغيب عن الشعوب الثائرة لإن الحقيقة إذا وصلت اليه وصلت الى عدوه، ولكن عندما تكون هناك ثورة الخطر فيها هو المغامرة بالثورة بألعاب سياسية قد تخدمها أو تخمدها .. تخدمها عندما يكون ساستنا هو من يدير اللعبة بإخلاص لأهداف الثورة ومصلحة الجنوب وتخمدها عندما يديرها غيرنا لإن الإعتقاد إن مصلحتنا هي فوق مصلحة الإقليم الذي نلعب معه وهو من يدير اللعبه إعتقاد خاطئ لانه بالإخير سيمشي خلف مصالحه بالذات وهو يدرك خطورة إستقلال الجنوب ليس من الجنوب نفسه ولكن من الشمال الذي يرى من الجنوب متنفس له، ولكن متى سيقف الإقليم مؤيد لنا، إذا أدركنا مصالحه وساهمنا في الدفاع عنها .. ولكن كيف؟ هذا سؤال محير نتركه لساستنا لإن مشكلة مصالح الإقليم هي مع الشمال وما يتخوف منه هو الشمال إذن كيف سندافع عليه هل بالتنازل عن إستعادة الدولة لترك الجنوب متنفس للشمال حفاظآ على مصالح الإقليم، هنا نقع في فخ المغامرة السياسية ولكن هل نصر على العمل السياسي وتقيمه لصالحنا بسبب ثقتنا الفوق كبيرة - العمياء - بلاعبينا وأن نتخلي عن الحسم الثوري أم ننتقل للعمل الميداني للحسم الثوري رغم معرفتنا بفذاحة خسائرة.
بلأخير نقول لاخوف على قضيتنا لو تصارحنا لانها بيد الشعب وستظل بيدة حتى ينتصر لأجلها أما السياسة فهي لعبة أشخاص لا تؤثر على مستقبل القضية إذا فشلت ولا تنجح إذا ما حققت ما يناضل من أجله الشعب ولكن قد تقرب له الطريق أو تبعده .. وما يجب علينا فعله هو منع أجندة السياسة من إختراق الشارع كي لا نتخلا عن الجزء الميداني للمبدئ الثاني للثورة فيسهل الإطاحة بقضيتنا.