على ما يبدو أن جميع الأمور مرتبة و أن كل الاتجاهات و المسارات محسوبة و محسومة و حتى فكرة التفاوض و التفاهم لدى من اسقطوا نظام علي عبد الله صالح مرفوضة .
و لا ندري كيف سيتم الحوار في ضل أساليب مقنعة لا تعطي أي سقف لأي حوار صورته الحقيقية . مقابل وضع الشروط المسبقة التي تضيع الحقوق المشروعة لكل أبناء الجنوب على أرضهم .
كذلك لا توجد أي قناعات جادة أو صادقة لدى الطرف الشمالي في هذا الاتجاه و هو يطلق على التصاريح النارية و الكلام المتعالي الذي يمانع نحو التوجه الذي يؤدي إلى الاعتراف الكامل و الشامل بالقضية الجنوبية و الحقوق المشروعة في قيام دولته المستقلة في إطارها التاريخي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي...
فكيف لهذه القوى و المحاور أن تروج لمثل هذا الحوار و هي ترفضه رفضا قاطعاً و أي حوار آخر في اتجاه عودة الجنوب و دولته و ثرواته إلى أهله .. أن ما تثبته الوقائع انه لا يوجد حوار بالأساس و ما يدور في الأفق لا وجود له أي أساس على أرض الواقع .
أما ما هو ملموس لدى أبناء الجنوب منذ عشرون عاماً مضت من عمر الوحدة المغدور بها من قبل نظام صنعاء . أن هناك التفاف آخر خطير يدار من خلف الكواليس يضمر للجنوب و شعبه إلى الاستمرار في السيطرة و الاحتلال للأرض الجنوبية و حتى بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح و الدليل القاطع عدم ظهور حسن النوايا لدى الطرف المنتصر في الأحداث الأخيرة في الشمال كذلك هم لا يزالون يصرون على أنه لا يوجد جنوب و لا شعب جنوبي . و يتمسكون بالمقولة السابقة بأن الفرع قد عاد إلى الأصل فكيف و مع من يتم الحوار.
طبعاً هذا كلام مقيت و مجافياً للحقائق و غير مفيد و لا يلامس حقيقة الواقع أو يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بل هو توجه لا يخدم عملية الأمــــــن و الاستقرار و السلام في ربوع اليمن شمالا و جنوباً و أنه بالفعل يخدم أجندات خارجية إقليمية و دولية التي لا يهمها إلا أن يكون اليمن جنوباً و شمالا غير مستقراً و لا آمنا و كأنهم أي هؤلاء لا يدركون مثل هذه المواقف الغير مدروســــة و التي تؤجج الصراعات و توسع شقة الخلافات و تجعل اليمن يعيش ظروف خاصة و حالة من الفوضى و أن مثل هذه الأمور تنعكس سلباً على المنطقة بكاملها امنيا و عسكريا استقراراً .
و برغم هذه المواقف المتعنتة إلا أن أبناء الجنوب وقفوا صفا واحـــــــــداً و حددوا خطوط اتجاهاتهم و رسموا طريق الخلاص من الجلاد و المحتل (......) و قد رفعوا شعارهم عالياً محددين سقف مطالبهم و قرروا مصيرهم من خلال مسيرة حراكهم الوطني الجنوبي السلمي الذي يقود المسيرة ببسالة و كفاءة عالية و متناهية عبر الحراك السلمي الخلاق حتى يصل إلى تحقيق رغبته في الأهـــداف و الطموحات النبيلة للجنوب و شعب الجنوب .
و هو أيضا يمد يده إلى كل الأشقاء و الأصدقاء في الوطن العربي و العالم و على وجه الخصوص دول مجلس التعاون الخليجي بحكم حق الجوار مطالباً إياهم بعودة العلاقات الطيبة مع الجنوب العربي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المبنية على التــــــآخي و المحبة و الصدق و الإخلاص ووضع القضية الجنوبية في قالبها الحقيقي وفقا لأحكام المصالح المشتركة سابقا و لاحقاً .. و أن يمدوا الجنوب بمواقف خلاقة تساعده على قيام دولته المستقلة على أرضه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و التي كانت أعلامها ترفرف على سفاراتها في بلدانهم الخليجية و الجزيــــــرة و العكس و عدم الكيل بمكيالين.. أيضا يطالب الحراك الجنوبي بكافة أطيـــــافه و مكوناته العالم الحر الذي لا يقبل الظلم و القهر و الاستبداد و التسلط على الشعوب الحرة يطالبهم بكسر القيود المكبلين من خلالها و أن يخلعوا من أعينهم النظارات السوداء لكي ينضروا إلى الوقائع و الحقائق الممارسات التي يقوم بها نظام صنعاء ضد أبناء الجنوب المحتل في أرضهم من قتل و تشريد و اعتقــــــــال و تفجيرات و نهب للثروات و طمس للهوية الجنوبية و عليهم أن يدركوا جيدا بأن مطالبهم في الجنوب و ليست في الشمال و مهما طالت المسافات لا بد من النصر و تحقيق الأهداف .
أما بالنسبة للذين يقدمون الوهم و الكذب و الدجل في السياسة أو في العلاقات يخلطون الأوراق يقول لهم شعب الجنوب انه لن يلين و لن يساوم على وطنه و ثروته و أرضه و شعبه و لن يقبل بأنصاف الحلول و أن الصدور العارية لشبابه و شيوخه بكافة أطيافه الذين يتصدون لرصاص المحتل سوف يستمرون في نضالهم السلمي حتى النصر كما يؤكد شعب الجنوب بأن أوراقهم مكــــــشوفة و زيفهم مرفوض و نواياهم معروفة و إذا كانوا قد أخرجوا احمر واحد من الباب فإنهم قد أدخلوا ألف أحمر من الشباك ..
و كما قد رفضهم شعبنا في الشمـــــــال و الجنوب فإنهم قادمون لا محالة إلى نفس المصير الذي سلكه صالح و رموز حكمه البائد و أنهم نسخة من أصل النظام الفاسد .. لقد قدم شعب الجنوب من خلال حراكه السلمي الجنوبي قوافل من الشهداء و الجرحى و المعتقلين و هو على استعداد أن يقدم الغالي و النفيس في سبيل تحرير الأرض و الإنسان الجنـــــوبي و كل هذه التضحيات لم تهز لأشقائنا في الشمال شعرة واحدة لدم الشهيد و لا حذائه لأنه جنوبي و للأسف الشديد لقد وصل قيمة حذاء الواحد من قتلاهم إلى ثلاثة ملايين ريال و هل هم فعلا جديرين بالحوار ؟ لقد صدق من قال أن القرد في عين أمه غزال .