بسم الله الرحمن الرحيم
(إن تموت لأجل هدف نبيل خير من أن تعيش بلا هدف)
لعل أجمل وأروع ما قرأتُ حول مسألة الاختيار والاضطرار ما كتبه الشاعر والاديب الكبير عبدالله البردوني حين كتب((إن من أمر الامور النفسية,بل من أعقد المسائل هي مسألة الأختيار والأضطرار)), فمتى يكون الانسان مختارأً ومتى يكون مضطراً؟ فيصبح الأضطرار كنوع مختار من تلقاء الإرادة وذلك لغياب البديل. فالشجاعة ليس معناها إنعدام الخوف ولكن دافع الشجاعة الاول هو الخوف نفسه. فيصبح استشهاد المقام طعنة في صدر الخوف, ولذلك قالت العرب "مكره أخوك لا بطل" أه.
ولذلك نقول ما يحصل في أرض الجنوب عامة وفي أبين الحبيبة الجريحة خاصة هو أمتداد خبيث لمخطط سياسات نظام الاحتلال بكل فئاته واطيافه منذ حرب صيف 1994م الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب وأهله أرضاً وأنساناً. فالنضال السلمي التحرري لشعب الجنوب هو أختياراً طبيعياً لشعب الجنوب الحر أمام جبروت وقمع وتعسف نظام الاحتلال, مقدماً تضحيات جسيمة من دماء أبنائه الطاهرة, هذا النظال السلمي الذي هزَّ أركان نظام صنعاء ومخططه الاحتلالي الهمجي, الذي لم يستطع رغم ما يبذله من أموال وعتاد لإجهاض جذوة الحراك الجنوبي السلمي العملاق, إنَّ هذا النظام يلقي آخر مافي جعبته من سموم, هذه السموم الخبيثة التي دسها في جسد الجنوب الحبيب وبخاصة وما يحدث الآن في أبين المحروسة بإذن الله والغالية على قلوب كل أبناء الجنوب ألاحرار كما هي غالية كل بقعة من أرضنا الجنوبية. في أتون هذا المخطط الخبيث المعد من نظام الاحتلال ووصولاً إلى ذروة مخططه الأجرامي بحق أبناء الجنوب. أخذ يسفك دماء أبناء الجنوب عامة وأبناء أبين خاصة بما يسمى"أنصار الشريعة" الذين هم أنصار حكام نظام صنعاء وجلاوزته. هنا وجد الاضطرار .. أضطرار أبناء أبين الأحرار الشرفاء إلى أمتشاق السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة, لأنه لم يصبح لديهم أي خيار آخر بعد ما عاث هؤلاءِ المأجورين بالأرض الفساد يهلكون الحرث والنسل. فالخوف أن تصبح مهاناً مذلاً في أرضك وديارك هو الشعلة الموقدة للشجاعة وبخاصة في نفوس الأحرار الشرفاء, وهاهم أخواننا وأحبابنا في أبين المنصورة بإذن الله, يسطَّرون أروع صور البطولة والفداء في دحر هذه الشرذمة المأجورة التي لا تمت بأي صلة إلى أبناء الجنوب الاحرار وشعب الجنوب, بل أنَّّ هؤلاءِ المأجورين هم أنصار شيطان نظام صنعاء الذي سيعود كيدهم في نحورهم بعون الله ومن ثم بصمود أبناء الجنوب وأبين الابطال الميامين الاحرار الشرفاء. فتحية لأبطال أبين الصامدون في وجه الاحتلال بكل صوره الذين يستشهدون لأجل هدف نبيل وهؤلاء الشرذمة يعيشون بلا هدف. يستشهد الابطال الاحرار دفاعاً عن أرض الجنوب الطاهرة بدماءٍ طاهرة وأرواح طاهرة لأجل التحرير واستعادة الولة والأرض.
من هنا فأن الواجب علينا أبناء الجنوب أن نقف وقفة رجل واحد لدعم أخواننا وآبائنا وأمهاتنا واخواتنا وأبنائنا وبناتنا الكرام الاحرار في أبين دعماً حقيقياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى دعماً مالياً وعينياً بالمؤن الغذائية والملابس والاغطية والادوية والرجال والسلاح. يجب أن نضع النقاط على الحروف. صحيح أنَّ نضالنا نضالاً سلمياً, ولمن ما يحدث في أبين هو بوابة لمستقبل الجنوب, أن بقينا مكتوفي الأيدي ونكتفي بالبيانات السياسية المليئة بالشجب والاستنكار, وأهلنا في أبين لا سمح الله. فأنها الطَّامة الكبرى, لاننا حين ننتصر لأبين ننتصر لأرض الجنوب هبة رجل واحد لنصرة أبين كلاً بقدراستطاعته (( إن تنصروا الله ينصركم)) إنها آخر نفثة سم خبيثة من فم ثعبان نظام الاحتلال إن استكني لها سرى السم الزعاف في جسد الجنوب الأبي ونجح مخطط الاحتلال, وإن وقفنا وقفة رجل واحد أمام هذا المخطط الأجرامي, فأنه بإذن الله ترياق استعادة الدولة وتحرير الأرض والأنسان.
لبيك يا أبين وسعديك يالودر وأنها الثورة حتى النصر. وما ربك بظلامٍ للعبيد.