يعلم اليمنيين خاصة والعالم اجمع إن أبناء الجنوب يقودون ثوره سلميه ضد نظام صنعاء هدفها التحرير وليس التغيير منذ إعلانهم عن استعادة دولتهم في 21مايو1994م برئاسة الأستاذ/ علي سالم البيض بعد إن فشلوا في استكمال المرحلة الانتقالية لتحقيق الوحدة مع صالح ألذي استخدم القوه لاحتلال الجنوب وإلغاء اتفاقية الوحدة
وبقيام ثورة التغيير في اليمن واعترافها بثورة الجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم ضمنيا" سارعت بعض قوى الحراك إلى دعم الثورة وتوحيد فعاليتها وأنشطتها معها بهدف إسقاط نظام صالح لتحقيق التغيير في صنعاء والتحرير في عدن لكي يتمكنوا معا" من إعادة صياغة العلاقة ألقائمه بينهما على أساس التعاون والمصالح المشتركة ,ولم تأخذ في حساباتها إن المعارضة وثوار التغير بعد تحقيق غايتها ستعيد معها نفس السيناريو الذي نفذه صالح عند تنفيذ اتفاقية الوحدة عام 1990م واتفاقية العهد والاتفاق عام 1994م وأوصلها إلى ماهو عليه الان0
وما إن بدأت تأتي ثورة التغيير أوكلها حتى قامت معارضة صنعاء وثوارها بالتنكر للقضية الجنوبية والدعوة لإسقاط حراكها السلمي بعد إسقاط صالح وتجاهلتها في مبادرتها الخليجية وسعة عبر مليشيات الإصلاح إلى احتواء ساحات الحراك في مدن الجنوب والسيطرة على شوارعها وشنت وسائل إعلامها وكتابها حمله إعلاميه ضد ألقضيته الجنوبية وفرضت بالتعاون مع حكومة السلطة الانتقالية بالقوة انتخاب هادي لرئاسة الجمهورية للفترة الانتقالية رغم الرفض المسبق لأبناء الجنوب لها وذالك بهدف تعميد شرعية الوحدة وتجاوز شرعية 7/ 7 الذي كان يستمد صالح شرعيته منها0
لذالك كان أبناء الجنوب في موعدا" مع يوم 21فبراير2012م
الذي إرادة سلطة النظام وحكومة الإخوان في صنعاء إن يكون يوما" لطي الصفحة الجنوبية بعد طي صفحة صالح تنفيذا" لقرار هادي الذي اعتبر قرارات مجلس الأمن رقم(924و931/1994م) بشأن الحوار مع الجنوبيين وعدم فرض الوحدة بالقوة ملغيه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) إثناء لقائه مع اللجنة ألعامه للمؤتمر بعد توقيع صالح للمبادرة الخليجية
فكان العصيان المدني والإضراب الشامل في اغلب مدن الجنوب والاعتصامات والمسيرات في مدن أخرى وإحراق البطائق الانتخابية وصناديق الاقتراع وطرد اللجان من مراكزها وتنفيذ عدد من الاعتصامات والمسيرات هو الرد الكافي للتعبير عن رفضهم لاختزال ثورة التحرير في أجندة ثورتهم رغم ما مارسته السلطة من عنف وإرهاب ضدهم أدى في مجمله إلى سقوط قرابة (10شهداءو100جريح) بالاضافه إلى مئات المعتقلين وآلاف المشردين فاثبتوا بصمودهم إمام قمع وبطش الإله العسكرية للسلطة عن قوة إرادتهم وعدالة قضيتهم 0
التي حاولوا من خلالها إيصال صوتهم لضمير الإنسانية ودعاة الحقوق المدنية في كل العالم أنهم دعاة سلام ونضالهم سلمي ولا يمتلكون غير أصواتهم التي يعبرون بواسطتها عن مطالبهم في التحرير واستعادة دولتهم ورفضهم الكامل لشرعنه الاحتلال واستمرار نهب ثرواتهم واستباحة أرضهم والمبادرة الخليجية التي تحاول السلطة تمريرها لاغتيال ثورتهم التحرريه0
وبذالك اثبت أبناء الجنوب رفضهم لكل المشاريع المنقوصة أو إنصاف الحلول وتمسكهم بالاستقلال واستعادة دولتهم ووجهوا من خلال هذا الفعل الثوري للداخل والخارج الرسائل التالية؛-
الرسالة الأولى للمشير هادي ونصها أن الحل الأمني سبق وان جربه صالح في الجنوب خلال 22 عام والمنطق يفترض تجربة حل أخر مثل الحوار بين أبناء الجنوب والشمال ككيانين جغرافي وسياسي وليس تحت سقف معلوم تنفيذا" لما جاء في خطاب ترشيحكم, فهو الأسهل والأفضل والمعقول والمقبول وإما الحل الأمني فلا يعني إلا إن القرار بيد منظومة صالح وليس بيدكم كما توقع الشارع مع إن ذالك لا يعفيكم من تحمل المسئولية القانونية والاخلاقيه إمام تلك الجرائم التي دشنتم بها طريقكم للوصول إلى كرسي الحكم على طريقة وصولكم إلى الوزارة ونيابة الرئاسة في حرب 1994م 0
الرسالة الثانية إلى مجلس التعاون الخليجي يقول المثل العربي ا (ما أمسى بدار جارك أصبح بدارك) ونقول لكم إن الجنوب ودول الخليج كيان متجانس ومترابط جغرافيا" واقتصاديا" وسياسيا" تجمعهم الكثير من المصالح ولا يستطيع كل منهم التجاهل أو التخلي عن الأخر أو عزله الأمر الذي يفرض عليكم الوقوف إلى جانب قضيتهم كواجب ديني وأخلاقي فمن مصلحتكم وجود إلى جواركم دولة مدنيه متماسكة مستقره يحكمها القانون وليس دوله متفككة تحكمها الأعراف والقبيلة وعصابات العسكر والفاسدين وبتعاونكم وتعاونا سنستطيع تقديم المساعدة لأشقائنا في اليمن لبناء دولتهم بدلا" من إن نتحول جميعا" إلى دوله فاشلة على حدودكم تحكمها الفوضى ويسيطر عليها أمراء الحرب والإرهابيين 0
كما انه ليس من ألحكمه تجاهل الجنوب ودعم أجندت نظام صنعاء كونكم بذالك تؤسسون سابقه لتشريع لضم واحتلال الدول الصغيرة أو ألناشئه من قبل الانظمه التوسعية من حكام الدول المستبدة في المنطقة بحجة التاريخ والحفاظ على الوحدة الاسلاميه أو القومية والشعوبية ولنا في اجتياح صدام للكويت عبره والمنطقة ملغومة بقضايا الحق التاريخي وخلافات الحدود فلا تنزعون الفتيل0
الرسالة الثالثة للمجتمع الدولي والدول المعنية بتنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن في اليمن0نسأل من خلالها السيد/ بن عمر وسفير الاتحاد الأوربي وسفراء مجلس الأمن الدولي بصنعاء. هل المجازر التي ارتكبتها قوات نظام صنعاء بحق أبناء الجنوب كانت جزء من تنفيذ الاليه أو المبادرة الخليجية ؟ وهل مصير هادي مرتبط بنجاح الانتخابات اللعينة في الجنوب؟
وأين كل ماجراء من ميثاق الجمعية ألعامه للأمم المتحدة و القانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان و القوانين الأخرى ذات الصلة المعنية بحماية المدنين وحقهم في ممارسة حريتهم والتعبير عن أرائهم ومعتقداتهم ليس فقط في أوطانهم بل وحتى تحت ألأنظمة المحتله0
لذالك نحملكم جميعا" مسئولية جرائم القتل والإرهاب والتدمير والتشريد التي نفذها نظام الحكم والمعارضة كونهم أقدموا على تلك المجازر بعد إن لمسوا تشجيعكم وتحاملكم وضغطكم على أبناء الجنوب وتهديدكم باتخاذ إجراءات عقابيه اذا ما رفضوا الانتخابات فأصدروا الفتاوى الدينية وروجوا قيامكم بتصنيف الحراك كمنظمه إرهابيه وزاد خيبة أملنا عندما لاذتم بالصمت ولم تدينوا أو تمارسوا الضغط على النظام لوقف تلك المجازر0
واعلموا إن الجنوبيين ليس مجموعه عرقيه أو طائفيه أو مذهبيه ليختزلوا على ذالك النحو المبين في المبادرة التي تعملون على إنفاذها, فالجنوبيين شعب له ثقافته وهويته وخصوصيته وله مكوناته المجتمعية المتماسكة غير المتفسخة ألصلبه غير الرخوة والضاربة في عمق التاريخ 0
لذالك فأن الجنوبيين هم وحدهم من يمتلكون فقط حق تقرير مصيرهم ولديهم ألقدره والاراده الكافية لتحقيق ذالك. ويفترض فانويا"وأخلاقيا" إن تقفوا إلى جانب قضيتهم وتقدموا الحماية لهم لا أن تشرعوا للسلطة استباحة دمائهم وتأثروا مصالح مراكز القوى الدولية على قضايا الشعوب وعدم مراعاة الأثر الذي ستتركه أي فوضى محتمله في الجنوب على الأمن والسلم العالمي بسبب موقعها الجغرافي 0 0
وفي الأخير أقول لأبناء اليمن إن مايجري في الجنوب اليوم هو عبارة عن استفتاء ليس لرفض هادي لأنه لا يعنيهم بل لرفض الوحدة وكل روشتات العلاج التي يقدمها حكماء السلطة الفاشلين لشفائها و ستضل في نظرنا محور صراع لا متناهي مالم يؤثر على أمننا واستقرارنا وتنمية مجتمعاتنا مالم نترك الخيار لأبناء الجنوب لتقرير مصيرهم ويقررون باختيارهم طبيعة
العلاقه لتي يريدونها معكم
بقليم / محمد الحميدي