رد علماء جنوبيون اليوم الجمعة على بيان كان قد صدر عن مجموعة من علماء الدين المنتمين حزبيا إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح دعوا في وقت سابق إلى رفض أي حلول سياسية للقضية الجنوبية بما فيها خيار "الفيدرالية " بين شمال اليمن وجنوبه كحل لقضية الجنوب.
وقال بيان صادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد وهي هيئة دينية تضم العشرات من رجال الدين في الجنوب ان الوضع القائم اليوم في الجنوب هو ضم وإلحاق وليس وحدة بالمفهوم السياسي المتعارف عليه في كل النظم والقوانين الدينية والدولية . وكأن الموقعين على البيان المشار إليه يلقون بلائمة على الطاغية المخلوع علي عبدالله صالح . متناسين هم وغيرهم دورهم في إضفاء الشرعية على حرب صنعاء عام 1994م أم أنهم لايزالون يؤمنون بقدسية تلك الحرب الظالمة التي كانوا طرفاً رئيساً وشريكاً اساسياً فيها، ليس بإمكانهم التنصل من تبعاتها أو رفض نتائجها المدمرة . ولذلك نقول لهم عليكم أن تعلموا أن الوضع القائم في الجنوب منذ حرب 1994م ليس وحدة حتى يكون فريضة شرعية ، فالوضع القائم هو اغتصاب للجنوب بقوة السلاح وهو لذلك اسوأ من الاحتلال . فأين موقف هؤلاء العلماء من الحصار الظالم الذي فرض على أبناء ردفان والضالع ولودر ويافع ولماذا لزموا الصمت أمام تلك الجرائم ، لقد تحمل الجنوبيين الكثير من الأساليب اللاإنسانية واللاأخلاقية من نظام صنعاء دون أن نسمع من هؤلاء العلماء أدنى عبارات الشجب والاستنكار في الوقت الذي تكشفت للعالم بأسره الأزمة الخطيرة لحقوق الانسان في كل مناطق الجنوب.
وأضاف البيان بالقول :" ان المرء ليعجب من أمثال هؤلاء الذين يعتبرون هذه الوحدة فريضة شرعية مع أن حرب عام 1994م قد أسقطت مشروع الوحدة ونتائجها قد مثلت النهاية التامة لمشروع الوحدة ، وخلقت واقعاً جديداً لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فأي فريضة شرعية هذه التي قام بها نظام صنعاء بعد الحرب مباشرة بحله لكل الأجهزة والمؤسسات لدولة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية وغيرها وحولها لصالح مؤسسات نظام صنعاء وعمل على طمس هوية التاريخ السياسي للجنوب وشرع اغتصاب الأرض ونهب الثروة الجنوبية وحرمان أهلها منها باسم الوحدة.
ولاهمية البيان ننشر نصه كما ورد من الهيئة التي تضم في صفوفها كلا من رجال الدين
1)الشيخ حسين بن شعيب 2)الشيخ مناف الهتاري 3)الشيخ حكيم الحسني 4)الشيخ جلال الكميتي 5)الشيخ محمد عبدالله مشدود 6)الشيخ أنور الصبيحي 7) الشيخ صلاح الحربي
الشيخ عبد الغني الخطيب 9)الشيخ جلال حيدرة 10)الشيخ عبد المنعم عبد الله حسن 11)الأستاذ أديب وريثة .
بيان علماء الجنوب :
*- الوحدة فريضة شرعية فاقد للدليل .
*- الوضع القائم اليوم هو ضم وإلحاق وليس وحدة بالمفهوم السياسي المتعارف عليه في كل النظم والقوانين الدينية والدولية .
ثم يأتي بيان علماء اليمن ليشهد زوراً على هذه الوحدة الفاقدة الشرعية .
الحمد لله ، واشهد أن لا اله الا الله ، واشهد ان محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :
فقد اطلعت الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد على البيان الموسوم باسم : مجلس علماء اليمن والذي أشار فيه : إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وخطوة في طريق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة، ورفض أي تفريط أو انتقاص منها تحت أي مبرر أو مسمى كان فيدرالية وغيرها من مظاهر الانقسام وخطواته.. )) وقد دعا البيان إلى إيقاف نزيف الدم اليمني في صعده وحجة وعمران ومحافظة صنعاء متجاهلاً ًلنزيف الدم الجنوبي في أبين مصوراً أنها أوضاع ملتهبة متعاملاً على أنها مجرد خلاف بحاجة إلى وساطة وتشكيل لجان للتواصل جميع الأطراف المتصارعة وهذا اعتراف ضمني منهم على شرعية هذه الجماعات المسلحة وأن ما تقوم به ليس هو من جنس ما يجري في الجمهورية العربية اليمنية من إزهاق للأرواح ونزيف للدماء .
واعتبار ان هذه الوحدة فريضة شرعية فاقد للدليل طالما وأنها وحدة لم تقم على أصول شرعية.
وأن المرء ليعجب من أمثال هؤلاء الذين يعتبرون هذه الوحدة فريضة شرعية مع أن حرب عام 1994م قد أسقطت مشروع الوحدة ونتائجها قد مثلت النهاية التامة لمشروع الوحدة ، وخلقت واقعاً جديداً لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فأي فريضة شرعية هذه التي قام بها نظام صنعاء بعد الحرب مباشرة بحله لكل الأجهزة والمؤسسات لدولة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية وغيرها وحولها لصالح مؤسسات نظام صنعاء وعمل على طمس هوية التاريخ السياسي للجنوب وشرع اغتصاب الأرض ونهب الثروة الجنوبية وحرمان أهلها منها باسم الوحدة ، بل زاد الطين بلة أن كرست كل النخب السياسية والقبيلة والدينية في نظام صنعاء لهذا الغرض العديد من الندوات والمؤتمرات لتذويب الهوية الجنوبية ، حتى وصل بهم الحال إلى رفض الحديث عن شيء اسمه (الجنوب ) وتم استبدال مفهوم الوحدة السياسية بين دولتين بمفهوم الوحدة الوطنية . ناهيك عن سياسات الإقصاء والتهميش الذي مورس على الجنوبيين ، وتسريح الكادر الوظيفي الجنوبي عن كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية ، حتى المعالم والتسميات التاريخية في الجنوب لم تسلم هي ايضاً من العبث بها وطمسها .كل ذلك وغيره دال على غياب الوحدة وعدم شرعيتها ، فالوضع القائم اليوم هو ضم وإلحاق وليس وحدة بالمفهوم السياسي المتعارف عليه في كل النظم والقوانين الدينية والدولية . وكأن الموقعين على البيان المشار إليه يلقون بلائمة على الطاغية المخلوع علي عبدالله صالح . متناسين هم وغيرهم دورهم في إضفاء الشرعية على حرب صنعاء عام 1994م أم أنهم لايزالون يؤمنون بقدسية تلك الحرب الظالمة التي كانوا طرفاً رئيساً وشريكاً اساسياً فيها، ليس بإمكانهم التنصل من تبعاتها أو رفض نتائجها المدمرة . ولذلك نقول لهم عليكم أن تعلموا أن الوضع القائم في الجنوب منذ حرب 1994م ليس وحدة حتى يكون فريضة شرعية ، فالوضع القائم هو اغتصاب للجنوب بقوة السلاح وهو لذلك اسوأ من الاحتلال . فأين موقف هؤلاء العلماء من الحصار الظالم الذي فرض على أبناء ردفان والضالع ولودر ويافع ولماذا لزموا الصمت أمام تلك الجرائم ، لقد تحمل الجنوبيين الكثير من الأساليب اللاإنسانية واللاأخلاقية من نظام صنعاء دون أن نسمع من هؤلاء العلماء أدنى عبارات الشجب والاستنكار في الوقت الذي تكشفت للعالم بأسره الأزمة الخطيرة لحقوق الانسان في كل مناطق الجنوب ، مع رد قوات الأمن على مسيرات وفعاليات الحراك السلمي الجنوبي ، بحملات قمعية عنيفة استهدفت اعتصامات ومسيرات ومظاهرات الحراك الجنوبي ، والتعبير ، واعتقال الصحفيين ونشطاء الحراك وغيرهم ، فقد أبناء الجنوب جرى ذلك القمع التعسفي الالاف من الشهداء والجرحى وعشرات الالاف من المعتقلين .. وهذه الانتهاكات لازالت سارية المفعول إلى يومنا هذا في ظل حكومة ما عرفت بالوفاق الوطني ، فأجواء الخوف لازال هو الموقف السائد في مدن الجنوب قاطبة ، وزادت من ضيق الجنوبيين واحساسهم بالظلم والجور والاستبداد ، فلازالت المنظومة المتنفذة في صنعاء من تجار الحروب وسماسرة الأزمات يستغلون ارض الجنوب اقتصادياً ويهمشون أصحاب الارض سياسياً في الوقت الذي أفلتت فيه الالة القمعية العسكرية والأمنية من العقاب جراء الهجمات غير القانونية ضد الجنوبيين ، ثم يأتي بيان علماء اليمن ليشهد زوراً على هذه الوحدة الفاقدة الشرعية فيقول أنها فريضة شرعية ... مع أن الموقعين على البيان انما هم يمثلون علماء الجمهورية العربية اليمنية فأين بيانات هؤلاء العلماء للانتهاكات التي مورست ضد الجنوبيين منذ عام 2007م . فليعلم هؤلاء وغيرهم أن السيل قد بلغ الزبى ، وقد طفح الكيل بما فيه ، فمن حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع وأن يقرر مصيره بنفسه دون وصاية علية من أحد، ولا يمانع الجنوبيين أي حل عادل يأتي به أي طرف اقليمي أو دولي أو غيره شريطة أن يستمد شرعيته من شعب الجنوب وحده . وبيانات علماء اليمن قد تجاهلت القضية الجنوبية كمفهوم سياسي وواقع موجود في حياة الجنوبيين وقضيته قد اعترف بها حتى المنظومة الحاكمة في صنعاء وشعب الجنوب سيظل متمسكاً بثورته ونضاله السلمي بكافة اشكاله وهو مسئولية الجميع فكل الأطراف الجنوبية اليوم هي الأداة السياسية لتحقيق هدفها المنشود لاستعادة الدولة وان غداً لناظره قريب .
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سبيل الرشاد
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصبحه وسلم
والحمد لله رب العالمين
صادر عن / الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد
العاصمة عدن
30مايو 2012م