أخي أعلم وفقك الله أن لللسانك قد أصبحت أطول من نظرك فقد أصبحت تهرف بما لا تعرف فإن أنت قد نقرت تحت أبطك ورأيت بما لم نرئ رأيت الدعم السعودي وسال لعابك بعد أن أصبحت خزينة المؤتمر خاوية تسكنها الصراصير فقد تخليت عن الاصلاح في أحنك الضروف والمصائب ووجهت وجهك نحو المؤتمر لأجل المكاسب ولتعلم أن شباب الاصلاح في الجنوب بريئين منك ومن أمثالك من القطعان اللاهثة وراء الرعي الأخضر فهناك فرق بين ربطة العنق ورباط الجأش لأن السعي وراء المكاسب والمصالح على حساب القضاياء الوطنية سهل لكن الحفاظ على المبادئ والترفع أمام المال هو الأصعب لأن الصرامة ورباط الجأش في المواقف الصعبة من سمات الشرفاء.
أخي أعلم أن الحراك تنطوي تحت مظلته كل الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي فهو ليس حكرا على أحد أو ملكا لفئة معينة بل أن شباب الاصلاح الجنوبي هم جزء لا يتجزاء من الحراك فهم أخواننا واهلنا لهم مالنا وعليهم ما علينا وأن ثورة الجنوب ثورتهم وهم سند الجنوب في السراء والضراء، أنهم ليس كما تصفهم أنت وأمثالك من المقاقين بأنهم عصابات سلب ونهب يوجههم حميد الاحمر بماله حيث يشاء لنهب ما تبقى في ديارنا من حبوب وأواني أعداد الطعام فهم يعانون كما نعاني من الويلات والمأسي، فلو سألت نفسك ماذا ترك لنا المحتل وماذا أبقئ لنا لم ينهبه لكي يأتون لنهبه مرة أخرى!؟. ليتك وقفت على الطريق في94م لترى بأم عينيك قطعان الفيد وقوافل النهب النازلة من الشمال إلى الجنوب.
وأنا هنا أسئل نفسي مرارا وتكرارا من الذين قال عبد القيب أنهم قادمون أنهم آتون لا محالة قبائل الفيد والنهب الشمالية فهو قد يكون على علم بأنهم قد استنفذوا ما نهبوا من الجنوب في94م أو قد أنهكتهم ثورة الكذب والتغرير فهم بحاجة إلى نهب شعب الجنوب مرة أخرى.
أخي ثق بأن الجنوب سيواجههم بكل أطيافه ومكوناته ومنهم شباب الاصلاح الجنوبي لأنهم تجرعوا كأس الظلم الذي تجرعناه وأصبحوا يؤمنون أكثر من كل الفصائل الأخرى في الجنوب بأن الأرض محتلة وأن الاستعمار جاثم على صدر كل جنوبي، فوالله ما أصابنا مكروه ولا جرح إلا وكان ناصر ومنصور وعبد الرحمن وعبدالله أول المواسين وواضعين الضماد على الجروح.
ولتعلم أن الحراك الجنوبي اليوم قد رمى كل العقول البائدة في قعر آبار التاريخ واستبدلها برائد الجحافي وعبد الرحمن الهدياني وأمثالهم ليس بالاعداد بل بلالاف لو كانوا مع الصحابة لما صلوا العصر إلا في بني قريضة، وأما أنت وأمثالك أحب أن أقول لكم لو كنتم في جيش العسرة لكنتم مع الخوالف ولا صليتم بمسجد ضرار ولو كنتم مع جالوت لشربتم من النهر، ولو كنتم في قوم موسى لعبدتم العجل مع السامري، ولتعلم أن من يتخلى عن أهله أو يتنكر منهم ستدركه لعنة التاريخ. فياليتك أقتديت بسهل بن عمرو ولم تقعد بمقاعد استراق السمع مع زبانية حميد الاحمر، وياليتك صعدت على سفينة الحراك مع أهلك وأخوانك في الجنوب فأن الاستقلال آتي لا محالة لان شباب الجنوب لا تغريهم المناصب والمكاسب ولا يستطيع حميد الاحمر وأمثاله أن يشتريهم بالمال.
أخي لقد ظلمت نفسك عندما قارنت بين الاخوان المسلمين بمصر والأخوان في صنعاء لأنها لا توجد مثقال ذرة من شبه فأخواننا المسلمين في مصر سيماهم في وجوههم يوفون بالعهد إذا عاهدوا تنظر أليهم اليهود فترى الموت الفاقع في سيوفهم، وأما الاخوان في صنعاء يقولون مالا يفعلون، إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا أنا معكم. فهم إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد فهم لا يتناهون عن منكرا فعلوه فلو كانوا كما يدعون
أنهم مسلمون ما فتحوا الابواب أمام المستعمرين الجدد وما تركوا الطائرات الامريكية تقتل الابرياء في أبين وما تركوا البلد تحت الوصاية الامريكية فقد حقت عليهم لعنة أطهر وأشرف وأنبل اليمنيين فقد لعنهم الثلاياء وفرج بن غانم وفيصل بن شملان رحمهم الله، ولتعلم أن فيصل بن شملان قد أوصى قبل موته أن لا يحضر مراسيم دفنه أحدا منهم فهو قد عرف مكرهم وخدعهم، وأنت اليوم أيها الغافل اسمعك تباهي بهم الامم فقبل أن تباهي بهم الأمم فأنك لن تستطيع أن تغسل أجسادهم وقمصانهم المتخمة بالوسخ والقاذورات ولو استوردت آلاف السفن الضخمة المحملة بمسحوق الغسيل المشبع بالحبيبات الزرقاء ،أنهم أن علموا على غنيمة أو فيد تركوا صلاتهم وهرعوا أليها، فأنك لن تستطيع أن توحد قوم دعوا الله أن يباعد بين اسفارهم، فهم لا يؤمنون بحد السرقة وإلا لما سرقوا متاع أبو موسى الأشعري..أنهم مقاقون.. أنهم مقاقون.
ولتعلم أن عقولنا ليست طمسا، وأناملنا لست بتراء ، وأقلامنا ليست قصر، لو كنا أردنا أن نسلك طريقك لسلكنا لأن عقولنا ليست أقل رجاحة من عقلك ولا اللستنا ليست أقل صرامة من لسانك ولكن العزة وكبرياء النفس جعلتنا ننظر إلى الشمس المضيئة هازئين بسحب والامطار والانواء...
