لم يعد أمراً مستغرباً أن تجد فتاة متوسطة العمر تقوم بستأجار "موتور"دراجة نارية لغرض التنقل من مكاناً لأخر نتيجة سوء المواصلات الخانقة وسط العاصمة اليمنية صنعاء بل بات امرأ يلاحظ انتشاره يوماً بعد الأخر.
وأنت تتجول في شوارع هذه المدينة الأكثر عشوائية في المواصلات والأكثر ازدحاماً ايضاً يصادفك الكثير من المشاهد الغريبة نتيجة التخبط التي تعيشه العاصمة اليمنية صنعاء..
المجتمع المحافظ الذي يعد ركوب الدرجات النارية خاص للرجال بات اليوم يهدد بثورة نسائية لا يمنع عنها شيء بداً بقيادة بالسيارات وانتهاء بالدراجات النارية التي بات اليوم مشاهدة نسوة على متن تلك الدراجات أمراً طبيعي.
يستغرب صدام المحويتي وهو شاب في الــ30 من عمرة حين شاهد أمرة إلى جوار شخص أخر على متن تلك الدراجة التي تجولت ذات يوم في شارع "حدة " وسط العاصمة ولعل الكثير من اللعن والشتم يصدرها ذلك الرجل الذي يعد ذلك المنظر خارج عن العادات والتقاليد المجتمعية ..
ويرى الأخير أن المجتمع اليمني مجتمع محافظاً تحكمه عاداته وتقاليده المتوارثة من الأجيال السابقة ولكنه ينسى أن تلك الأجيال أيضا لم تكن تحرم ركب الدواب على النساء وكانت تستخدم للتنقل دون استثناء
انتشرت ظاهرة ركوب الدرجات بشكل ملفت بداية في الحديدة غرب صنعاء حيث تعتمد هناك الكثير من الأسر على هذه الوسيلة البسيطة نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها تلك المحافظة.
ومؤخراً كشفت تقارير صحفية بجامعة صنعاء عن رغبة جامحة للطالبات هناك لركوب الدراجات النارية وقالت تلك التقارير إن طالبات الجامعة يشعرنا برغبة كبيره لقيادة الدراجات خصوصاً عند مشاهدتهن لطلاب زملائهن يقودون تلك الدراجات وأضاف طالبة تقول أنها تنتظر أي فرصة تسنح لها بركوب الدراجة النارية..
وأصبح من الصور المألوفة في شوارع المدن اليمنية الكبرى مثل العاصمة صنعاء وعدن والحديدة كثرة أعداد الدرجات النارية التي تقدم خدمات التوصيل السريع للركاب خاصة في ساعات الذروة عندما يشتد الزحام، وبإشارة يمكن لك أن تستوقف في الشارع إحدى الدراجات وتطلب من سائقها أن يأخذك إلى وجهتك المقصودة ويخترق بك بحركات بهلوانية طوابير السيارات المتوقفة.. وينقذك من الزحام ويوفر عليك وقتك وطاقتك.
أمام التزايد الحاصل في أعداد الدراجات التي تجوب شوارع المدن حاولت السلطات اليمنية قبل سنوات وضع حد للانتشار الكثيف لأعدادها وحظرت استخدامها في بعض المدن وخاصة في العاصمة صنعاء لكنها ما لبثت أن تراجعت أمام الاحتجاجات المتواصلة لسائقي الدراجات وأمام قوة الحاجة للكسب وإعالة السائقين لأسرهم لهذا لا يتردد البعض من القول إن الدراجات الصينية في اليمن وسيلة من وسائل مكافحة الفقر في البلاد.
نقلا عن موقع عدن الغد