"دعوني أرى بلادي".. كان هذا طلب الرئيس العراقي السابق المخلوع "صدام حسين" من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي خلال نقله بطائرة هيلوكبتر من سجنه إلى المستشفى، كما أسرّ الصحافي الأمريكي الشهير "رونالد كيسلر" في حديث خاص لـ"العربية.نت".
وتحدث كيسلر عن مزيد من التفاصيل المثيرة التي واجهها وعاشها صدام حسين قبل وخلال اعتقاله، وكيف احتفل بعيده ميلاده بالسجن، إضافة إلى رواية جديدة حول عرض غربي عليه بترك الحكم والعيش في السعودية ثريا وسعيدا مدى الحياة.
وكان رونالد كيسلر أصدر كتاب "ذا تيروريست واتش" والذي يتضمن حوارا مطولا مع جورج بيرو، وهو مدير فريق تحقيقات أرسله مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي للتحقيق مع صدام حسين في سجنه.
وكيسلر كان أحد أبرز صحافيي صحيفة "نيويورك تايمز" وصاحب أكثر الكتب مبيعا وعددها 17 كتابا تناولت شخصيات رئيسية في الحياة الأمريكية منها كتاب عن الحياة اليومية في البيت الأبيض وكتاب مثير عن "لورا بوش". ويعمل حاليا مراسلا في واشنطن لمجلة "نيوز ماكس" الأمريكية الشهيرة، ونال خلال مسيرته الصحفية 16 جائزة صحفية.
والكتاب تنشره مجلة "نيوز ماكس" الأمريكية الشهيرة بداية من شهر ديسمبر القادم، وقد تحدث مؤلف الكتاب عن أبرز التفاصيل التي ترد في الكتاب عن حياة صدام غير تلك التي وضعها على موقع المجلة كإعلان وتناقلتها وكالات الأنباء.
عيد ميلاد حاكم العراق.. في السجن
وقال رونالد كيسلر:أدهشتني رواية المحقق بيرو عن احتفال صدام حسين بعيد ميلاده في سجنه.. كان معتادا أن يحتفل بعيد ميلاده كل عام وكان مطلوبا من شعبه أيضا أن يحتفلوا بهذا العيد. ويضيف لكن هذه المرة كان صدام وحيدا في سجنه، و لم يكن هناك إلا المحقق جورج بيرو ليتذكر عيد ميلاده والذي قدم له حلويات لبنانية صنعتها والدته.. بعد أن طلب من والدته أن تعد له هذه الحلويات وترسلها له بريديا دون أن يقول لها إنها لصدام حسين.
كما كان صدام حسين يخضع لفحص طبي مرتين يوميا بسبب قلقه على صحته ولديه ثلاجة للطعام ويشرب قهوة كان يعدها له أحيانا المحقق جورج بيرو، كما كان هناك حلاق من "اف بي أي" يتولي قص شعره، كما يروي رونالد كيسلر.
"دعوني أرى بغداد".. واللجوء للسعودية
وأما نقله من سجنه إلى المستشفى فكات بواسطة طائرة هيلوكبتر، وخلال إحدى مرات نقله إلى المستشفى ليلا ناشد صدام حسين عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي أن يسمحوا له برؤية بغداد ليلا. كان سعيدا برؤية بغدا ليلا، وأعرب صدام عن سعادته لرؤيته "بلاده مرة أخرى من السماء"، كما روى صدام للمحقق.
كما يلفت كيسلر إلى معلومة أخرى ذكرها المحقق بيرو على لسان صدام حسين، وهي أنه رفض عرضا غربيا لمغادرة العراق والتوجه للسعودية والعيش فيها ثريا وسعيدا بقية عمره. وقال لم يكن لدي معطيات عما نشر في السابق إذا كان البلد السعودية أو الإمارات، ولكن أعتقد أن جورج بيرو استطاع أن يميز بين البلدين عندما ذكر السعودية ،وأشار إلى أن ذلك حصل قبل غزو العراق.
وتابع ان صدام رفض العرض، وذلك لأنه كان يرى نفسه قائدا قويا، وحتى بيرو عندما شاهد فيديو إعدام صدام قال إن هذا الشخص بقي فخورا حتى في إعدامه
ولهذا لم يقتل نفسه أيضا عندما القي القبض عليه.
ويقول كيسلر أيضا إن صدام حسين استطاع أن يخدع القوات الأمريكية قبل الغزو، وذلك عندما علمت الاستخبارات أنه موجود في منطقة ما بمزارع الدورة فأعطى الرئيس الأمريكي أوامره بالغزو وضرب قنبلتين على هذه المنطقة إلا أن صدام حسين كان قد غادرها، وهذا ما تكرر أيضا في منطقة المنصور حيث يوجد مسكن لصدام هناك، وذلك كما روى صدام للمحقق بيرو.
وردا على سؤال "إلى حد تعتقد أن المحقق جورج بيرو هو صادق في رواياته وخصوصا حديث صدام حسين له عن قصة سلاح الدمار الشامل"، أجاب كيسلر: "كل مقابلاته مع صدام تم تسجيلها سرا بشريط فيديو ، وعلى الأقل لقد تحققت الحكومة من صحتها. أعتقد أنه صادق".
وفيما إذا كان قد التقاه مسؤول أمريكي بارز في سجنه، قال كيسلر: "لا . المحقق بيرو كان الرسمي الأمريكي الوحيد الذي التقاه إضافة إلى الممرضة والطبيب، وكان مع بيرو عميل آخر خلال التحقيقات الرسمية، ولكن في مناسبات عديدة كان بيرو لوحده مع صدام حسين".
وكان موظف الـ"إف بي آي" روى لمؤلف الكتاب رونالد كيسلر أنه كان يمضي بين 5 و7 ساعات مع صدام يوميا على مدى 7 اشهر، هي فترة المقابلات استمرت حتى يوليو 2004.
وقال صدام لبيرو انه "ادعى" امتلاك اسلحة دمار شامل فقط لابقاء ايران خصمه اللدود في موقف حرج, وكان يعتبر انه قادر على استئناف البرنامج النووي ما ان ترفع عقوبات الامم المتحدة عن العراق.
والمحقق جورج بيرو يشغل منصب رئيس لقسم مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفدرالي. وهو يتقن العربية، لكونه مولوداً في بيروت، قبل أن تهاجر عائلته إلى الولايات المتحدة، وهو في الـ 12 من العمر.