الشيخ عبدالرب صالح السلامي
اليكم اخواني الدعاة في اليمن ..
....
(الوحدة او الموت ) ، (الانفصال او الموت ) ، شعاران جاهليان اليس كذلك؟!
( سنعمد الوحدة بالدم ) ، ( سنحرر الجنوب بالسلاح ) شعاران جاهليان أيضا ، اليس كذلك ؟!
الوحدة اليمنية قضية سياسية ، والقضية الجنوبية قضية سياسية ، والوحدة الدينية والاخوة الايمانية أعظم من الوحدة السياسية ووحدة الجغرافيا ، هذا منطق شرعي وواقعي صحيح اليس كذلك ؟!
اذن فما هو الموقف الشرعي في حال طل علينا دعاة الموت والدم والسلاح ، وما هو المشروع الاسلامي البديل لمشاريع التطرف الجاهلي؟
هل هو بالفتوى ان الوحدة فريضة شرعية ؟ ، ام بالفتوى بان المقاومة المسلحة مشروعة ؟!
بالتأكيد لا ، فأي خطاب ديني من هذا القبيل هو بالضرورة تبرير شرعي للموت والدماء وتقطيع اواصر الاخوة الايمانية والوحدة الدينية في سبيل قضايا سياسية ليست من قطعيات الشريعة ولا من موجبات الجهاد!
اذن ما هو الحل في حال ان نرى اخوة الدين والنسب واللغة والتاريخ على شفا حرب مدمرة ؟
وقد جاءت الشريعة الإسلامية بدرء المفاسد وتقليلها ، وتقديم درءها على جلب المصالح ، وارتكاب أدنى المفسدتين لتفادي أشدهما..
وعليه فلماذا لا يتبنى العلماء والدعاة في الشمال والجنوب معا مشروعا مشتركا يتضمن الدعوة الى حل سلمي ينزع فتيل التوتر ويقطع دابر الفتنة ويسكت جميع الاطراف ، وهو المطالبة بمخرج للازمة بإحالة القضية الجنوبية لاستفتاء شعبي حر ليقرر شعب الجنوب مصيره بنفسه ويقول كلمته الفاصلة في الوحدة او فك الارتباط بإرادته الحرة ، فذلك هو البديل الوحيد في نظري من بين كافة البدائل المطروحة في الساحة السياسية في اليمن ، فليس دونه الا مشاريع الموت والدم والدمار او الصمت الشيطاني الاخرس ..
فبدون ذلك – والله اعلم - لن يجني اليمنيون من وحدة الجغرافيا سوى ويلات الحرب وتفتيت وحدة الدين وتمزيق اواصر القربى ، والله المستعان .
فيا علماء وعقلاء اليمن ، هل من مبادرة لمشروع اسلامي جاد وواقعي يفضي الى السلام بعيدا عن فتاوى (الوحدة فريضة شرعية) . ألا هل من مستمع ، ألا هل من مجيب ، اللهم اني بلغت , اللهم فاش