ٍانّ طموح الاستقلال ليس طموحاً قادماً من الفراغ بل هو نتيجه طبيعيه لتراكمات مختلفه ناتجه عن تنامي معوقات التعايش والاندماج في المجتمع.
ومما يساعد بعض الجماعات قدماً نحو الاستقلال عوامل عديده أهمها:الشعور بالضيم والمواطنه الناقصه وتشضي الهويه وغياب الشراكه الفعّاله؛ويسهم العامل التاريخي والجغرافي اٍسهاماً فغّالاً في تضاعف الطموح الاستقلالي.
ونحن بصدد الحديث عن ذوبان الهويه والثقافه نعرّج بحديثنا اٍلى قضية الجنوب العربي.
فالطرف المنتصر قرّر منذ 7يوليو ممارسة الظّم والالحاق القسريه وتذويب هوية الجنوب لمصلحة الشمال؛وقد اعترف بذلك الرئيس شخصياً في لقائه مع الوحدات العسكريه في ابين بعد الحرب وعمل غلى ذوبان الهويه والتاريخ السياسي للجنوب لمصلحة الشمال.
بما في ذلك ثورة اكتوبر المجيده التي اعتبرها وليدة سبتمبر ومجرد فرع لثورة الشمال؛وكُرس لهذا الغرض عشرات اللقاءات والندوات تمهيداً لتذويب الهويه الجنوبيه في الهويه الشماليه.
أليس الجنوبيون يتعرضون لطمس الهويه والثقافه التي تبنوها عبر التاريخ بما تكتنزة من تاريخ أصيل وارث حضاري؛اٍلى أن يأتي عقدًا من الزمن ليختزلوا تاريخ وثقافة الجنوب.
فقد بُرز على الساحه دخلاء كان لهم دور سياسي بارز؛ومن هناك بدأت حياكة ثوب المؤامره لبضع سنوات الذي مالبث أن تمزّق وبدأيهترى حتى رُمم ورُقّع لتبدأ المؤامره من جديد ولكن بثوب قشيب وحلّةً زاهيه.
أليس الدخلاء السياسين كان لهم دور كبير فقد غُير اسم الجنوب العربي اٍلى جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبيه؛اٍلى أن اتت المرحله الثانيه لتذويب الهويه والثقافه فلا ضير اٍن كٌنّا بلدين متجاورين متشابهين في العادات والاعراف واللهجات؛ولكن أن يُقحم اسم اٍلى دوله ذات كيان مستقل فهذه طامه حلّت بدولة الجنوب.
فمنذ حرب 94 عملت السلطه الحاكمه بدأب واستمرار على تذويب ثقافة ابناء الجنوب بدءأً من:
1-تغيير العمله الوطنيه تسميةً ورموزاً.
2-تغيير رموز الدوله وتعميم النسر السبئي.
3-تعميم طيران اليمنيه واٍلغاء اليمداء.
4-تغيير اسماء ومعاهد ومدارس وشوارع.
5-اٍلحاق بعض مناطق من المحافضات الشماليه اٍلى المحافضات الجنوبيه وكذلك العكس.
6-تعيين مسؤولين ينتمون الى المناطق الشماليه وتداول اسمائهم والقابهم بكثافه عبر وسائل الاعلام وخلال المعاملات.
7-اٍطلاق وتغيير تسميات على بعض الرموز التاريخيه.
ولكن مهما طرأ على هذه الحقبه الزمنيه من طمس للثقافه وتذويب للهويه وتزييف للتاريخ؛سوف يأتي يوماً ما ليعيد التاريخ نفسه ونتذكر هذه الحقبه بكل مآسيها ومغاطاتها؛فذاكرة التاريخ لاتُنسى ولاتُمحى عبرالازمان.