قد يختلف معي البعض في طريقة تناولي لقضية تهامة اليمن وقضية تعز والمناطق الوسطى في الجزئيين السابقين من هذا الموضوع ، ولكن لايوجد من يُنكِر وجودها ، وقد يقول البعض أني لم أُوفِّيها حقها ، ويقول آخرون بالغت ، ولكنَّها الحقيقة التي لايُنقِص من حقها تقصير متساهل ، ولاتكذيب كاره .
والجنوبيون يفهمون الوضع اليمني كما هي حقيقته ، مهما كذَّبه المتورطون فيه ، أو تجاهله بعض أهله ، فتوجه المتسلطون الجدد من أصحاب مطلع لتجديد استعبادهم لليمنيين لايُخطِئه الناضر البصير . ونجاحهم في ركوب ثورة التغيير اليمنية ، مثَّل انتكاسة عظيمة للوطنين اليمنيين اليوم ، ولعنة تاريخية للحركة الوطنية ، لأنَّه أعطى مشروعية جديدة لجيل المتسلطين الجدد لامتهان هذا الشعب العظيم ، وتعزيز الاستعباد والنهب لعقود قادمة لايعلم مداها إلا الله .
ولذلك فالجنوبيين اليوم لايمكن أن يشاركوا في استمرار الضيم والقهر والاستعباد لإخوانهم ، ويناشدون كل الجنوبيين في السلطة ، وعلى رأسهم الرئيس منصور ، أن يقفوا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم في تهامة وتعز والمناطق الوسطى ، فما نرفضه على أنفسنا لانقبله لإخوتنا ، والموقف المشرف للرئيس منصور مع تعز ، بتسليم أمر إدارتها لرجل من أشرف وأكفأ وأخلص الرجال - شوقي أحمد هائل - ومنحه الصلاحيات الكاملة والدعم الغير محدود ، يُمثِّل بداية الغيت ، ويتمنى الجنوبيون أن يستمر ، ويُعمَّم على كل المحافظات المظلومة .
وعلى رعاة المبادرة الخليجية إعطاء أبناء اليمن المستعبِد منذ عقود الأولوية الكاملة في تحريرهم مما هم فيه ، وجعل الحوار الوطني المُخلِّص لهم ، لا لتكريس الظلم والاستعباد ، وإعادة انتاج المتسلطين بشكل جديد ووجوه جديدة .
ولن يتسنى ذلك إلاَّ بعودة المبادرة الخليجية إلى مضمونها الإنساني الحقيقي ، المتمثل بحل مشاكل اليمن ، وحمايته من الحرب الأهلية ، وإنهاء كل مظاهر الظلم والإقصاء وتسلُّط طائفة أو قبيلة على مقدرات البلاد والعباد .
والخطوة الأولى لعودة المبادرة إلى مضمونها الحقيقي ، تكون بعودة الحوار اليمني إلى المسار الصحيح ، والمسار الصحيح للحوار لايكون بين احزاب سياسية ، بل يكون حوار بين طرفين ،، الطرف الأول : أبناء تعز وتهامة والمناطق الوسطى الذين كانوا الضحية على مدى العقود الماضية ،، والطرف الثاني : المتسلطون بشقيهم ؛ الشق الأول : " بواقي المتسلطون القدامى "من العهد الأمامي وعهد الجمهورية الأولى المنتهية بثورة التغيير ٢٠١١ ،، والشق الثاني : " المتسلطون الجدد " أبناء من مات من المتسلطين القدامى ، والذين أصبحوا اليوم قادة الثورة وأبطالها وحُماتها و وزرائها
وعلى القائمين على المبادرة والحوار ، من الأشقاء العرب والمبعوث الدولي السيد جمال بن عمر ،، أن يعلموا علم اليقين ، أنهم واقعون تحت تأثير خديعة المتسلطين في اليمن !! فثورة التغيير اليمنية لم يكن سببها الحراك الجنوبي ، وبالتالي فهو لن يكون جزء من حلها ، ليجعلوه السبب في انعقاد الحوار من عدمه ، بل كانت ثورة التغيير اليمنية ثورة طاهرة ناتجة عن معاناة شعب على مدى عشرات السنيين !!! واليمنيون يعرفون ذلك بشقيهم الظالم و المظلوم .
ختاماً ؛ على الأخوة في اليمن - تهامة - تعز - المناطق الوسطى - أن يعلموا أن الجنوبيين ليسوا أعدائهم ، وليست الوحدة اليمنية المقتولة سبب ماهم فيه ، فيضحُّوا لإحيائها بالغالي والثمين كما فعلوا في حرب ١٩٩٤ فقد كانوا ٨٥ ٪ تقريباً من قتلاها ،، ولم ولن تكون حريتهم على حساب الجنوب أرضاً وإنساناً ، ونتائج حرب ١٩٩٤ تؤكد ذلك ،،، وبالأخير هم أحرارٌ بأنفسهم فليضعوها حيثما شاءوا !!! لكنَّ الجنوبيين لن يُلزمهم كائن من كان ، ليقبلوا الذل والهوان والاستعباد على أرضهم ، متمثلين بقول الشاعر (( فإمَّا حياةٌ تسرُ الصديق ،،، وإمَّا مماتٌ يغيض العدى ))
انتهى ،،،،،،،