ذهب العمر وأنت يا صديقي منتدبتقتفي أضغاثَ أحلامٍ
على انقاضها
قد سُر جيل وانتحبْ
وذوَى حيناً على أرصفة الهم
وأركان السَغَبْ
فاستفق من نومك اليوم
ويممْ وجهك الحاني إلى وجه المآل المرتقبْ
لا تكن للذئب عينٌ أو ذنبْ
يا صديقي
خالف الأوهام
إن العز من كفيك ولى وانسحبْ
أَوَما أمعنت في الواقع يوماً
كي ترى هذا الصخبْ
لم يعد للصمت حيْزٌ
بعد أن اطفأ نيرون المدى
طيف شموع الغَدِ
واستعلى كَرَبْ
شاهر الحقد بوجه العابرينَ
ماحيَ الأنوار من خارطة الدهر
ليعمي المبصرينَ
مُنشِأَ في أرض بلقيس
أخاديد اللهب
فاعلن العزم
ورتل سور الوجد بوحات الطربْ
يا صديقي ......
قد عَرَفنا كل سرٍ
وكتمنا كل ضرٍ
ولزمنا الصمت ما دمنا فُرادى
قلما ينجو الفتى
لو عاش في أوطاننا فرداً
بلا أمٍ وأبْ
فاترك الأوهام ... واصبرْ
إن طيف الفجر من ليل الملمات اقتربْ
بل وللآهات في الأعماق وقعٌ ودويٌ
كهزيم الرعد في الأُفقِ
إذا ما الأفق بالغيم انتقبْ
يا صديقي ...
أفل النور فلم يبقى شعاعٌ
وقضى عصر الشهادات
ليبقى - يا فتى - عصر الوساطات
على أدنى سبب
ما الرجا ... ؟!!!
يا دولة ً من خيلها
كم تضحك الأقلام إشفاقاً على مر الحُقبْ
كلما مر هراءٌ
جاء يتلوه هراءٌ
مثل مرحاضٍ
مراراً بالنفايات اضطربْ
يا صديقي ...
لا تكن إمعة ً
انت شهاب من لضى ثورة صمتي والغضبْ
شامخ العزة لا يخشى الردى
في رياض العلم قرطٌ من ذهبْ
فتحاشى من زمانٍ
صار فيه الحر عبداً يُستلبْ
وهوى إذ مد كفيه ليستجدي
عطايا وثناء المفسدين
فدع الهم وسجل فوق لوح الدرس :
يا قومي ألا تبت يدا من مد كفيه وتب