لا يمكن لقلمي أن يملأ هذه المساحة الأسبوعية المخصصة له بحديث أكثر قيمة أو فائدة أو أهمية من ذلك الكلام "الذهب" الذي تحدث به الشيخ الجليل عبدالرب النقيب في لقاء الرياض الشهير الذي جمع عددا كبيرا من القيادات الجنوبية برئاسة مجلس التعاون الخليجي في الرياض, في سابقة سياسية لم تحدث مع أي طرف جنوبي منذ انتهاء احتلال الجنوب.. ما يؤكد مسألتين هامتين تقول أولاهما إنه ما ضاع حق وراءه مطالب.. وتقول الثانية إن ارادة الشعوب لا تقهر أبدا، وإنها مصدر قوتنا ومفتاح انتصارنا الحقيقي.
اخترت أن أترك هذه المساحة المخصصة لي لحديث الشيخ النقيب, لأن الرجل تحدث بصورة تليق بما يجب أن يتحدث به أي جنوبي في أي محفل دولي كهذا, ولأنها كلمة وازنت بصورة مثالية ما بين القوة حين الحديث عن الحق والمرونة في مخاطبة الآخر السياسي "مجلس التعاون".. والأهم من ذلك قدمت درسا في الحرص على أهمية تحقيق "اللحمة الجنوبية".. فلم يسمح للسانه أن ينزلق للنيل من أي قيادي جنوبي مهما كان.. ونحن هنا لا نسمح للمناطقية أو العنصرية العمياء أن توجه سلوكنا في التعاطي مع قضيتنا الوطنية "قضية الجنوب".. كما يحدث اليوم مع الأسف الشديد, حيث يتعصب البعض لابن عمه وابن قبيلته لأنه كذلك..!! بعيدا عن موقفه من قضية الجنوب, نرجو ممن يحيطون ببعض الشخصيات والقيادات الجنوبية الكبيرة أن يتحلوا بالشجاعة والأمانة لكي "يردوهم عن موقع الزلل".. وإلا ما فائدتهم وما جدوى وجودهم إن لم تأت نصائحهم في الوقت المناسب؟!.
كلمة الشيخ الطيب عبدالرب النقيب.. نقلتها مكتوبة "قدر الاستطاعة".. حرصا مني على توثيقها, وعلى منحها الانتشار الذي تستحقه حتى يتبصر فيها كل جنوبي حر وشريف خال من أمراض المناطقية وعللها.. حقا لقد أثبت الشيخ النقيب أنه شيخ الجنوب كلها وأبوه الروحي وليس فقط شيخ الموسطة في يافع.. نقول هذا الكلام من منطلق منطقي لا يسمح لرأيه أن يكون حبيس المناطقية ولكنه يحلق فوقها في سماء الجنوب كله.. لأن النظر من الأعلى أشمل وأدق وأكثر قربا من الحقيقة.. فإلى هذه الكلمة الشجاعة الحكيمة، كما جاءت حرفيا.
"الشكر والتقدير للملك عبدالله.. حقيقة نحن في مجلس التعاون الخليجي، ولكن هذه أرض المملكة العربية السعودية التي نكن لها كل الاحترام, ونقدر جميع إخواننا أبناء الخليج, ونكن لهم كل تقدير وعلى رأسهم الدكتور عبداللطيف الزياني.. شكرا له على هذه الدعوة، وهي يعني حقيقة لفتة طيبة وكريمة من أجل يشرح صدره ويستمع لما يجيش في صدورنا.
هؤلاء الجنوبيون اللذين حضروا إلى هنا طبعا هم من الشخصيات البارزة.. من المشايخ.. من السلاطين.. من الأكاديميين.. ومن الحكام السابقين. نرجو أن تأخذوا هذا بعين العناية وتستمعوا لنا وتفتحوا لنا صدوركم.. افتحوا لنا صدوركم حقيقة.
المبادرة الخليجية يعني كما ذكر قبلي أخواني.. نحن يعني فرحنا فيها أن تصون دماء إخواننا في الشمال.. هؤلاء أخواننا عرب.. مسلمون.. جيران, ولنا عتب على إخواننا في الخليج على أنهم لم يذكروا القضية الجنوبية إلا كقضية صعدة..! هذه مغالطة للتاريخ حقيقية.. يفتحون صدورهم لنا, يعني أبناء الجنوب الآن يقتلون ليلا ونهارا.. نساؤهم وأطفالهم وأنتم ساكتين.. ساكتين!. والجماعة هناك يذبحونا.. يقولوا الجماعة ساكتين لهم!... وكأننا يعني نحن أبناء الجنوب (الدابة القصيرة).. كل من جاء شبح رجله عليها!.
نحن نقول لأخواننا في الخليج ونحذر حقيقة.. أن ما وصل إليه من سابق الجنوبيين, وأنهم ارتموا في أحضان الشيوعية وأنهم.. وذلك تقصير من إخوانهم الخليجيين حتى حدث ما حدث.. يعني تقربنا إليهم.. يعني أنا لي قصص شخصية, جبت مرة جواز وأنا داخل من نجران.. يقول لي واحد يعني بالمفتوح (أكرمكم الله وأكرم هذا المنزل).. أيام قحطان الشعبي.. يقول لي يعني: لو جبت جواز من (الزولي) يعني كان أفضل! ورجعونا.. وبعدين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان حصلت ما حصلت من الجنوبيين حقيقة.. مع احترامي وتقديري أنا للملكة العربية السعودية, اللي فاتحة ذراعها لنا.. واستضافتنا.. ولنا حوالي خمسين سنة.. ستين سنة.. نحن نقدر هذا البلد العظيم.. هذا البلد نحبه أكثر من وطننا حقيقة ونريد له الخير, وكذلك مجلس التعاون.. مجلس التعاون أكثر أبناء الجنوب.. الجنود والضباط وغيرهم والتجار.. نحن وياكم عظم ماله مفصل.. كيف تنسونا أنتم؟؟!!.. كيف تنسونا أنتم؟ وتعملونا يعني في المؤخرة!!... يعني ما أدري حقيقة هذه مبادرة خليجية ولا مبادرة أمريكية لمصالحها!.. هذه حقيقة.. هذا يحز في نفوسنا لأنكم راضين علينا الآن!.. هذه سياسات دولية باين عليها بتلعب علينا وعليكم.. وفي النهاية با يأكلوا الأخضر واليابس.
الحقيقة أن هذه الوحدة فشلت.. فشلت... مؤكس عليها, الجنوبيون يدفعون الضريبة اليوم, وأول من قام هذا الحراك هو في الجنوب.. لاحد يغالطنا, قبل الربيع العربي كله, وقام يتصدى للدبابات بصدوره.. ويقتلوه.. ويذبحوه.. وكل شي, يعني ما حد تجمل من مجلس التعاون وأذاع! كلهم مصكرين علينا.. وكأننا يعني ما نحنا بشر!.. هذا عتب كبير, ونحن شعوب تعلمت وتدري.. مجرد ما أسمع اسم هذه الإذاعة! يعني هذه (الجزيرة) اللي بتقول منبر من لا منبر له, أصبحت عندنا اليوم معروفة عندنا لمن بتشتغل!.. لأنها تجاهلت قضيتنا... عرفنا الأمور, عرفنا لمن بتشتغل ذا, ولمن بيشتغل ذا.. نحن يعني بدو.. لكن عندنا الفراسة.
الحقيقة.. جزاكم الله خير.. مدوا يد العون للجنوبيين.. وتجملوا معانا.. اليوم عندنا وبكرة عندكم يالخليجيين.. نحنا باننسى لكم وأنتم باتنسون لنا حقيقة.. هذا بالعربي الفصيح من راعي الإبل خذوها.. ما لم فالحقد يعني با يدخل وسيكون مواقف مثلها.
الآن حقيقة أنا ما أطيل, لأن في ناس بايتكلموا كثير, وإلا عندي كلام حقيقة كثير.. أنا ما كنت أحضر هنا حقيقة والله.. ولكن عندما سمعت البيان اللي بانقدمه لكم الآن أنا حضرت.. البيان اللي بانقدمه لكم الآن هو يرفع.. تبصير لكم.. يعني لا حد يكذب عليكم ولا حد يغالط نفسه.. سوف نأخذ استقلالنا ولو حتى وقعت علينا أمريكا والعالم كله.. سوف نأخذ استقلالنا.
أنتم الآن تآمروا عليكم وصلحوكم في الخريطة (الخليج الفارسي), متآمرين.. وعادهم بيتوسلون لكم حاجات.. مؤامرات على الخليج كله.. سموكم الخليج الفارسي.. وأنتم الخليج العربي حقيقة! عاد في (الأهواز) عادها عربية.. وغيرها وغيرها.
وحنا نقول إخواني الكرام.. يا ممثل الخليج.. أنت با تبلغ هذا عنا.. نحن الآن (الجنوب العربي) نخشى أن نكون (الجنوب الفارسي)!.. حقيقة هذه مؤامرات.. وهذا واقع.. وأنتم تدركون هذا الشي.. فأدركوا هذا قبل فوات الآوان.
علي سالم البيض.. اللي يعني كل واحد بيكش ما يبغى يذكره الآن! .. حقيقة علي سالم البيض قدم رسائل كثيرة من أجل.. هو حجر من المجتمع هذا.. من مجتمع الجزيرة, لكن صمت له الآذان.. ما حد سمع له! الآن يجب أن توجهوا دعوة.. تعيدوا اللحمة.. نحن أبناء الجنوب يد واحدة كلنا مهما كان.. لازم توجهوا له دعوة.
مصلحة وحدة الجنوبيين من صالح دول الخليج ومن صالحها حل الأزمة هذه.. هو ما راح إلى هناك إلا عندما صمت الآذان, أنا اطلعت على رسائل وجهها علي سالم البيض, وجه رسائل إلى هنا للمملكة وغيرها وغيرها.. ولما وقع الفأس بالرأس رجعنا الآن.
نحن نقول انتبهوا لنا جزاكم الله خير, عاد نحنا بسم الله الرحمن الرحيم.. لساعة الجنوب عاده سني الجنوب بيقرح قريح.. سنه كله.. انتبهوا لهذه الأمور.. لاحد يؤاخذ أي إنسان يعني هفوة.. يجب نحنا نلين لبعضنا البعض قبل ما يأكل الثور الأبيض ولسود ولخضر ولحمر وكلها... جزاكم الله خير".