صدى عدن / المصدر اون لاين / 15/ 10 / 2009
أجرت قناة "عدن" التي تبث من لندن مقابلة مع الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ونائب رئيس دولة الوحدة السابق علي سالم البيض الذي يقيم حالياً في جمهورية "النمسا".
ويمكن تلخيص أبرز الجديد في المقابلة بـ"كشفه عن مراسلة الأمين العام للجامعة العربية بخصوص القضية الجنوبية، وقبوله مساعدة الدول الأخرى بما فيها إيران، والتلويح بتسليح النضال إن فرضت الظروف ذلك".
كرر البيض حديثه عن فك الارتباط، وقال ان شعب الجنوب انطلق على طريق ما أسماه "الاستقلال الثاني"، وأن القضية الجنوبية بدأت تطرح نفسها خارجياً "لكن الأساس هو الداخل" حسب قوله، مضيفاً ان هذا النضال سيؤتي ثماره طال الوقت أم قصر.
كشف أنه راسل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية "كتبت رسالة خطية لأطلع عمرو موسى على الوضع بوضوح"، وقال انه كان يتمنى منه خلال زيارته الأخيرة لليمن أن ينزل إلى أرض الواقع ليشاهد الحال إذا سمحوا له.
وذكر البيض موسى بتصريحات له تعود لعام 1994م عندما كان وزيراً لخارجية مصر قال فيها انه لا يجوز الوحدة بالقوة، وأضاف: أتمنى أن ينصفوا شعب الجنوب لأن الجامعة العربية تمثل سياسات دول وبعض الدول لها مصالح ولا يهمها مصالح الجنوب، وطلب أن تكون الجامعة العربية وغيرها حكم لفك الارتباط بشكل سلمي، وقال "أتمنى أن تخرج جهات محايدة وتستفتي أبناء الجنوب في الشارع لتعرف بالضبط ماذا يريد".
تابع البيض قائلاً: لدينا قرارات في مجلس الأمن والملف مفتوح ولم يغلق. وطالب "العقلاء من العرب" ودول الجوار ألا يغفلوا عن الحالة التي تصيب الجنوب.
وطلب من الدول جميع الدول المساعدة والمساندة، وإن كان تمنى مساعدة دول الخليج تحديداً لحل هذه المأساة الموجودة كما قال، أكد " في الأخير سوف نقبل المساعدة من أي دولة سواءً كانت قطر أو إيران".
بعث برسائل متعددة للخارج تتعلق بالقاعدة والاتفاقيات وحكم الحزب الواحد، قال: نريد أن نطمئن الجميع بأن الجنوب ليست أرضاً خصباً للقاعدة، ولدينا تجربة كافية لإدارة الدولة في الجنوب وليس لدينا رغبة لفتح أي توترات للمنطقة. وأضاف: سنقبل سنقبل كل الاتفاقيات التي وقعت، والقرصنة لن تستمر في خليج عدن لو أخذنا الاستقلال.
وفي إشارة للنظام الاشتراكي وحكم الحزب الواحد قال ان النظام القديم انتهى ونحن الآن كلنا حزب الجنوب لطرد المحتل من بلدنا ولا يمكن أن يعود النظام القديم لأن الأوضاع اختلفت.
هاجم البيض النظام الحالي وقال انه يقود البلد إلى الفشل و"ليس لدينا ثقة في التعامل معه" مضيفاً انه يعيش على الدجل.
وسخر من حديث الرئيس علي عبد الله صالح الذي وصف من يطالب بالانفصال كمن يرتد عن العقيدة، وقال البيض ان صالح جعل من نفسه إمام.
بشأن وثيقة الإنقاذ الوطني التي أعدتها لجنة الحوار الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة قال البيض: هذه وثيقة لهم، نحن لنا وثائقنا أما هذه الوثائق فهي لهم، ونرجو أن يكونوا صادقين.
وحول الفيدرالية التي يطرحها البعض قال: لا يلدغ المؤمن من جرح مرتين، وليس هناك إمكانية. مضيفاً هذا نظام لا يفهم ولا يقبل .. نريد فك الارتباط، وربما تأتي أجيال جديدة تقيم وحدة بناءً على دراسات وأبحاث، لكن الموجود حالياً ليس الوعاء المناسب للوحدة.
تحدث عن النضال السلمي، والحل السلمي، وقال: لا نريد القتال، ولكن إذا تفاقم الوضع فإن الناس هم من سيتخلوا عن السلم وإذا فرض علينا شيء أسوأ سيكون الناس مجبرين. وفي مقطع آخر قال: يمكن أن تخلق الظروف شيء آخر ونتمنى أن لا نضطر لشيء آخر.
وأضاف ان الجنوب لن يتراجع عن هدفه مهما كلف الثمن ومهما كانت الصعوبات والتضحيات وأعداد الشهداء، "نحن على استعداد أن نقدم أرواحنا"، وأكد ان الجنوب "حتماً سيحقق هذا اليوم" في إشارة إلى فك الارتباط، مضيفاً: ليس هذا الاحتلال أقوى من الاحتلال البريطاني. وذكَر: لقد دخلنا معه في حربين قبل الوحدة.
قال أيضاً ان الاستعمار البريطاني كان من خلف البحار, والآن الاستعمار محلي متخلف يريد أن يجعل من الجنوب مزرعة له ويحوله إلى غنيمة، أضاف في مشهد آخر: لقد ألغى نظام صنعاء الشراكة وأشهر الحرب وحول الجنوب إلى مزرعة لآل الأحمر.
أشار إلى ثروات الجنوب وذكر بأن مساحته كبيرة وسكانه قليل بخلاف الشمال حيث المساحة صغيرة وسكانها كثير.
حول قوى الحراك المتعددة، دعا إلى التلاحم والتوافق على طرد ما سماه بالاحتلال مع بقاء التعدد والرأي والرأي الآخر، وإذ قال انهم "كلهم أولادي" قال صندوق الانتخابات هو الحكم. وطلب مزيد من التلاحم وتطوير أشكال النضال السلمي
ورداً على سؤال للمذيع حول الجنوبيين المشاركين في السلطة وهل باب التوبة مفتوح لهم، قال البيض: هؤلاء إخواننا ونتمنى أن يتراجعوا .. من الصعوبة أن يعيشوا بعيداً عن أهلهم. مضيفاً ان النظام يتعامل معهم كمقيمين وليسوا كمواطنين، ومناصبهم شرفية. " نتمنى أن يكونوا مع أهلهم ونحن سنرحب بهم جميعاً ومهما فعلوا عفا الله عما سلف .. في نهاية المطاف كثير منهم سيأتي".
وقال انه هو من أخذهم إلى صنعاء وسيكون معهم حتى يعودوا إلى عدن.