ملتقى جحاف - عدن برس :
منذ عام 2004 نشبت ستة حروب بين الجيش وجماعة الحوثيينرغم اتفاق وقف
إطلاق النار بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين ما تزال المخاوف قائمة
من نشوب "حرب سابعة" في شمال البلاد، فيما تسود حالة من الغليان في
المحافظات الجنوبية يقول مراقبون إنه مرشح للخروج عن نطاق السيطرة
. يرى
كثير من المراقبين السياسيين في اليمن أن "الحرب السادسة" بين الحكومة
المركزية في صنعاء وجماعة الحوثيين، التي توقفت قبل فترة قصيرة، لا تزال
تحمل في أحشائها مولود "حرب سابعة" محتملة، مشيرين إلى أن جماعة الحوثيين،
التي خاضت منذ العام 2004 ست جولات من الحروب مع الجيش، أضحت قوة عسكرية
قادرة على الصمود ومواجهة جيش نظامي، علاوة على أنها لم تسلم سلاحها
للدولة رغم الاتفاق مع الحكومة على وقف الحرب، وهذا يعني ـ بحسب
المراقبين- أن قبول الحوثيين لاتفاق وقف الحرب ليس أكثر من "استراحة
محارب" أرهقته ستة حروب وهو الآن يستعيد أنفاسه
.
وتتبادل
الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين من وقت لأخر الاتهامات بعدم الالتزام
ببنود اتفاق إطلاق النار. وتتهم صنعاء الحوثيين بعرقلة عمل اللجنة المكلفة
بمتابعة تطبيق الاتفاق، وهو ما تنفيه جماعة الحوثيين. ففي تصريح لدويتشه
فيله اعترف المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام بوجود صعوبات كبيرة
تصاحب معالجة أوضاع ستة حروب سابقة، متمنيا "ألا توجد حرب سابعة أو ثامنة
أو غيرها". وحمل السلطات الرسمية المسؤولية الأكبر في خلق أجواء ايجابية
تهيئ لإحلال السلام
.
وغليان في الجنوب وفي
الوقت الذي لايزال فيه اتفاق السلام الهش في الشمال لم يصل بعد إلى مستوى
التطبيق الفعلي على أرض الواقع في ظل التوقعات بحرب سابعة، تتصاعد حدة
التوتر في جنوب البلاد بين السلطات وما يعرف بـ"الحراك الجنوبي"، الذي بدأ
قبل نحو عامين بمطالب حقوقية تطورت لاحقاً إلى مطالب سياسية قبل أن يصل
الحال إلى غضب شعبي يطالب بانفصال جنوب البلاد عن شماله. في هذا السياق
يرى علي الجرادي، رئيس تحرير صحيفة الأهالي اليمنية المستقلة، أن الغليان
الذي تعيشه المحافظات الجنوبية ليس دائما في نطاق السيطرة من الجميع،
محذرا من أنه إذا لم يتم تدارك الأمر من قبل جميع الأطراف السياسة
"فمستقبل السلم الاجتماعي والاستقرار والوحدة اليمنية مفتوح على المجهول
".
مخاطر الداخل ومخاوف الخارج
الحرب
السابعة" مع الحوثيين شاركت فيها السعودية أيضا لكن هذه ليست كل مشاكل
اليمن، إذ تلف البلاد سلسلة من الأزمات وسط انسداد أفق في الحياة السياسية
من خلال تعثر الحوار بين السلطة والمعارضة. وكل ذلك يأتي مصحوبا بتدهور
دراماتيكي للاقتصاد اليمني حيث سجلت العملة اليمنية (الريال) انحساراً
كبيراً خلال فترة قياسية
. كل
هذه الظروف خلقت حالة التفاتة دولية للأوضاع في اليمن لأنها لو تركت
تتفاقم فستشكل بيئة مناسبة لتنامي دور تنظيم القاعدة في هذا البلد، كما أن
كتلة البارود إذا انفجرت فشظاياها ستصيب الجوار الخليجي والذي يعني مخزون
النفط العالمي
.
ما وراء الأزماتعلى
أن المعارضة السياسية في اليمن ترى أن كل هذه الأزمات مجتمعة ليست سوى
"أعراض أو طفح جلدي"، لأن المشكلة الحقيقية ـ في نظرها ـ هي أصلا في
المركز وتلتهب في الإطراف. وفي تصريح لدويتشه فيله يفسر محمد قحطان
القيادي في "اللقاء المشترك"، المكون من عدة أحزاب رئيسية معارضة، التزامن
بين هدوء صعدة وغليان الجنوب بأنه "دليل على وجود علامات للحرب الأهلية،
التي تزداد لمعانا في منطقة وتخف بمنطقة أخرى بحسب اتجاه رياح السياسة على
المياه واليابسة
".