قصة قصيرة شيخوخة الزهور:
ماجد صالح مسعد الحميدي
أخذت زهور الياسمين تتفتح, معطرة أجواء الحديقة بشذى أريجها العطري الفواح. فلم يتمالك (كريم) نفسه أمام عبق تلك الروائح الزكية والنسمات العطرة المنبعثة من هذه الزهور اليانعة بل وزاده افتناناً بها منظرها الساحر الآسر وهي تكلل الحديقة بأطواق عقودها اللؤلؤية الممشعة.
قرر كريم أن يحافظ عليها ويوليها جلّ اهتمامه لتظل محتفظة ببريقها الفضي وعبقا المنعش أمد العمر . فأحاطها بسياج مصنوع من أعواد اليراع الناعمة ليقيها رياح الخريف وصقيع الشتاء, وأخذ يتعاهدها كما يتعاهد الطبيب مرضاه.
فجأة .... بدأ الذبول يسري في سبلات الزهر, فحاول كريم أن يتداركها بمزيد من العناية ..... لا فائدة ..... هاهي أول زهرة تسقط أمام ناظريه فأسرع ليحضر الخبير الزراعي علّه يجد حلاً لهذه المشكلة التي أخذت تفتك بأزهاره وبعد أن قام الخبير الزراعي بفحص التربة والماء وعينة من النبات ردّ قائلاً:
-لامشكلة . فكل شيء على ما يرام غير أن الأزهار شاخت فتساقطت وهذا كل ما في الأمر.
حينها فقط تذكر كريم أنه قد شاخ وأنه يجب عليه أن يترك موقعه للجيل القادم يشغله .