تلفزيون أبوظبي اختار ميس حمدان لتكون بديلة عن وعد في الجزء الثاني - 2»
ا هيفاء كانت تحاول أن تخفي توترها أمام الكاميرا ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط |القاهرة من إيلي خيرالله| الساعة كانت تقارب التاسعة مساءً حين وصلنا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة إثر دعوة خصّت بها شركة أبو ظبي للإعلام جريدة «الراي» دون سواها من المطبوعات الكويتية، لتكون شاهدة على تصوير إحدى حلقات الجزء الثاني من برنامج المنوعات «ليالي السمر» الذي عرض الموسم الأول منه خلال الأشهر الماضية على شاشة تلفزيون «أبو ظبي»، وقد تم استبدال الفنانة السعودية وعد التي قدّمت حلقات الجزء الأول بالفنانة المتعددة المواهب ميس حمدان واختير الزميل الأستاذ محمد حجازي ليتولى إعداد الحلقات، وأسندت مهمة الإخراج لمن ذيّل بتوقيعه عشرات الأعمال الناجحة على شاشة الـ ال.بي.سي» اللبنانية المبدع طوني قهوجي، وقد تقرّر أن يبدأ عرضه مع انطلاق شبكة برامج العام 2010 كما أفادنا مدير العلاقات العامة في «شركة ابوظبي للإعلام» الزميل عمر عبد ربه الذي تولى ترتيبات هذه الرحلة من ألفها إلى يائها بعناية ملحوظة. اللحظات الأولى من البعيد بدت تلك البقعة في مدينة الإنتاج الإعلامي وكأنها جوهرة تتوهَّج تحت لمعان الأضواء البرّاقة. وما إن وطأت أقدامنا رمال الصحراء حتى شعرنا بأننا ذهبنا في رحلة عبر الزمن لنعود إلى عصر الحياة البدوية، حينما كان الناس يعيشون في ظلال الخيم ويستخدمون الجمال كوسيلة للتنقل، ويتجمعون ليلاً في مضارب زعيم العشيرة ليتبادلوا الأحاديث ويقصوّن الحكايات... وغالباً ما كانت آلة العود ترافق تلك الأمسيات إذ يحلو السهر مع النغمات التي تصدر من تلك الآلة لتداعب أوتار القلب، ويزداد الجو حماسة مع وجود من يمتلك صوتاً جميلاً ليسلي الساهرين ويرفّه عنهم، فتحلو الجلسات في «ليالي السمر» العامرة بالفرح والموسيقى الجميلة... هذه هي الأجواء التي يستحضرها برنامج «ليالي السمر» إذ تستضيف ميس في كل حلقة من حلقات البرنامج الست عشرة، الذي يتم تصويره وسط الصحراء تحت ظلال الخيم وبالقرب من أشجار النخيل والمشاعل النارية والجمال المزوّدة بالهودج، وبحضور مجموعة كبيرة من الشبان والفتيات الذين يرتدون اللباس الصحراوي التقليدي ويجلسون على البسط التي تفترش الرمل، وعلى وقع قرع الطبول وصوت المزامير، اثنين من كبار النجوم في العالم العربي لتحاورهما بأسلوب مغاير للمألوف وتدندن برفقتهما بعضاً مما جمعاه في مخزونهما الغنائي الحافل. نجوم السهرة تلك الليلة التي دُعينا لمشاهدة كواليس تصويرها استضافت جميلة جميلات لبنان الفنانة هيفاء وهبي التي باتت تعرف باسم «بيسة» وهي الشخصية التي جسدّتها ببراعة تامة في فيلم «دكان شحاته» للمخرج خالد يوسف، ومعها الفنان المصري عمرو مصطفى الذي يملك في رصيده عشرات الألحان لكبار النجوم من وزن عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب إضافة إلى الأغنيات التي أدَّاها بصوته ونالت جماهيرية واسعة جداً. بخطى متباطئة اقتربنا شيئاً فشيئاً من المكان ونحن مبهورون بروعة الديكور وقد تحولت تلك الباحة إلى ساحة عمل يتحرك داخلها فريق التصوير والتنفيذ بنشاط ملحوظ وكأنها خلية نحل في يوم عمل مشحون. صوت مدير المسرح طوني واكد كان يصدح في كل مكان فهو المنفّذ على الأرض لتوجيهات المخرج طوني قهوجي، ولم يكن من مفرٍّ سوى اتباع الأسلوب العسكري في قيادة زمام الأمور إذ إن عملاً بهذه الضخامة يضمّ مجموعة هائلة من «الكومبارس» ما يحتّم على مدير المسرح أن يتحوّل إلى جنرال يقود جنوده بكثير من الحزم والشدّة. بلا رتوش وقفنا نراقب ما يحدث من داخل إحدى الخيم التي جهزّها المنتج المنفّذ للبرنامج محمد عبد الوهاب للوفد الإعلامي وفي الأسطر التالية نقل حيّ لكل شاردة وواردة من أحداث تلك الليلة، فإليكم ما حصل بحرفيتة ودون أي رتوش. طوني واكد (بصوت حاد ومرتفع): 5...4...3...2...1 كلّو يتحّرك (موّجها تعليماته إلى جميع المتواجدين على المسرح ليأخذوا أماكنهم المقررة لهم). على مدخل الصرح الذي يضم خيمة «ليالي السمر» المذهلة والخيم الأخرى يصل الـ «جيب» الضخم الذي يقلّ هيفاء وعمرو مصطفى. يترّجل عمرو أولاً ثم ينتقل إلى الباب الثاني ليساعد هيفاء بالترجل فيأخذها من يدها ويرافقها إلى المقعد المخصص لهما حيث تنتظرهما في الداخل الجميلة الرقيقة ميس حمدان. لحظة دخولهما تبدأ إحدى الفرق الشعبية بالعزف فيدخلان على إيقاع الأهازيج والمزامير. عقب جلوسهما يطلب واكد من ساقي القهوة أن يقترب ليقدّم لهما فنجانين من القهوة وعندها يبدأ أحد الشبان من الذين يؤدون دور الساهرين بإطلاق بعض العبارات الترحيبية بنجمة السهرة هيفاء على طريقة شعبان عبد الرحيم نذكر منها مثلاً «عيّل صغيّر أول ما نطق بحبّ هيفاء... عشانك ابوس الواوا... كنت جامده يا بيسه في دكان شحاته» كما نال عمرو حصّته من الترحيب «الجو بارد وأنا حاسس بالدفا عشان عمرو مصطفى يغني الكبير كبير»... وقيل في ميس حمدان «الليلة دي جامدة عشان معانا ميس حمدان... أحلى ليلة من ليالي السمر». عقب هذه الوصلة الترحيبية على الطريقة المصرية الشعبية يعود صوت طوني واكد ليملأ فضاء الصحراء مطالباً بإحضار «الميكروفون» الخاص بهيفاء وهبي ويتوجه إلى الحضور بالقول «جمهور ولا كلمة. بدّي أعمل بروفة هلّق». ويقترب من هيفاء قائلاً «ست هيفا تفضلي» ويحيطها بذراعه ليرافقها إلى المسرح حيث أدت مع الفرقة الموسيقية أغنية «مش قادرة استنى». وفجأة تتحرك ميس حمدان لتغادر مقعدها فيناديها طوني قائلاً «ميس اقعدي منِّك قدّام الكاميرا». ويصرخ طوني بصوت حازم منبهاً من تواجد في تلك البقعة من الكون «ما بقى حدا يتمشى قدّام الكاميرا». وبعد عودة الهدوء تستكمل هيفاء أغنيتها وسط تفاعل حار من جمهور السهرة. خلاف بين المخرجين مع انتهاء تلك الفقرة توقف التصوير لدقائق إذعاناً لرغبة طوني واكد الذي طالب بـ «ستاند باي»، ووسط الهدوء تعالت أصوات الصراخ في إحدى زوايا المكان حيث كانت تركن عربة النقل الخارجي والتي يتواجد فيها المخرج طوني قهوجي وتبين لنا أن ثمة خلافاً نشب بينه وبين مخرج الجزء الأول من البرنامج طارق فهمي الذي يقوم حالياً بمهام مساعد المخرج. وقد سمعنا قهوجي يصرخ بصوت عال قائلاً «انت بلا تهذيب... وعلى نفوخك». عندها ثارت ثائرة فهمي وأجابه قائلاً « على نفوخك إيه؟؟!! هو انت مجنون؟!» وتدخل عدد كبير من الشبان لإبعاد فهمي والحؤول دون وقوع اشتباك بالأيدي كاد أن يؤدي إلى إيقاف التصوير. توتّر هيفاء ... وعادت أجواء الهدوء لتخّيم على المكان فراحت هيفاء تدندن أغنية «أنا بيسه أنا مين غيري أنا» ومن ثم بدأت تدندن كلمات «أنا بستناك حبيبي أنا ولا يوم بنساك» لتكتشف بأن الموسيقى تعلو على صوتها فخاطبت قائد الفرقة الموسيقية قائلة «مش طبقة صوتي». ومن ثم اقترب منها طوني واكد ليبلغها الخطوات التي يفترض بها أن تتبعها قائلا «ست هيفا رح نمشي بأول الأغنية» فأبلغته أنها تشعر بالعطش فصرخ على الميكروفون قائلاً «قنينة مي بسرعة لهون» وعقب إشارة منها أضاف «مش مصقعة سخنة». استئناف التصوير كانت الساعة تقارب الواحدة ليلاً وما من أحد يشعر بالتعب إلا نسمات الهواء الباردة أزعجت «الأمورة» هيفاء التي كانت ترتدي فستاناً مكشوف الكتفين فعبّرت عن انزعاجها بالقول «أنا بريده كتير» ووافقها عمرو الرأي بالقول «الدنيا برّدت» كما أعربت عن أن الطقس أثر سلباً على صوتها بالقول «راح صوتنا ع الصقعة». تم إحضار الشاي الذي تمنّت أن يكون دون سكّر مع أنه كانت ترغب بشيء آخر «يانسون بدون سكر» وصارحت مذيعة الحلقة ميس حمدان بأن الكاميرا تجعلها تبدو أكثر سمنة مما هي عليه حقيقة لذلك تحذر من تناول كل ما يحتوي على سعرات حرارية. وعاد صوت طوني واكد ليثير الرعب في النفوس فنادى قائلاً «وقفوا هيصوا سقفوا... الخيمة البعيدة اشتغلوا معنا...» ونادى من ليس لديه عمل بالقول «طلعوا من الـ set رح بلِّش تسجيل» واستكمل معلناً عودة التصوير فالتزمت هيفاء بتعليماته وصعدت إلى المسرح لتقدّم أغنيتها «سنرى». اقتطع التصوير بصوت واكد قائلا «ست هيفا بس تخلص الغنية خليكي فوق ما تجي محلك» وذلك لأنها ستسجل أغنية أخرى وهي «ماخدتش بالي». تأزم الوضع جرت العادة في الحلقات السابقة من البرنامج أن يقوم الثنائي من ضيوف الحلقة بدندنة أغنية مشتركة لكل منهما إلا أن عمرو مصطفى أبى ذلك لأن طبقة صوته لا تتماشى مع طبقة صوتها ما أصاب هيفاء بدرجة عالية من التوتر. وخاطبت قائد الأوركسترا قائلة» حتديني النوته قبل ما ابتدي عشان ما رحش في حتّه تانيه». وعند سؤال ميس حمدان لها عن إمكانية مشاركتها أحد الفنانين ديو قالت «مشروع ديو حقيقي بعد ما في لأ». وبدأت الفرقة بعزف لحن أغنية « أنا كلي كده ملك هواك» وراحت هيفاء تغني وكانت الأمور تسير بانتظام لكنها توقفت فجأة في المقطع الثالث وصرخت قائلة «ما في فرقة بالعالم بتوقف هيك» معربة عن انزعاجها من طريقة العزف وبعد أن سمع صراخها سمعت بعض الضحكات في صفوف الشبان والفتيات من خلفها فقالت بصوت مخنوق والدموع في عينيها «عشوا عم تضحكوا ما في شي بيضحك». معالجة المشكلة توقف التصوير وجاء طوني واكد ليعلمها بضرورة إعادة تسجيل الأغنية من جديد قائلاً « مجبورين من أولها... أوكي حبيبي... ما بينفات بقلب الموسيقى حبيبي... قد ما بدك غني منها الغنيني وقد ما بدّك عيدي منها مشكلة بس لازم نعيدها من أولها». وساد الهدوء إلى أن استعادت هيفاء هدوءها فخاطبت جمهورها ممازحة «زعلتوا مني... ما تزعلوش» وبعد أن عادت الابتسامة لترتسم على ثغر هيفاء قال للمجاميع «اوكي ستاند باي». وفي تلك اللحظة حاول المغنواتي أن يكسر من حدة الموقف فأخذ يردد قائلا «أقولك حاجة والله بحرقة أوعي تزعلي يا هيفاء من الفرقة» وبعد أن ضحكت وقالت «ما ازعلش منهم أبداً «... استرسل قائلاً « انت يا هيفاء ست الحلوين اوعى تزعلها يا علاء يا أمين» والجميع يرددون «إييييييييييييييهههههه» فأثنى واكد على أدائه قائلاً «كمان وحدي بكار» فتابع قائلا «احنا الليلة جلنا جنان وأحلى شعب شعب لبنان». وبعد أن بدأ العزف طالبت بتخفيض الطبقة وقضي الأمر على خير. ختام السهرة مع حلول الساعة الثانية فجراً اضطررنا لمغادرة المكان للتمكن من العودة إلى الفندق قبل أن يبزغ الفجر فتركنا الساحة لهيفاء وهي تردد «من يوم ما شفتك قلبي بيرقص من الغرام حواليك/ تيجي عينيك في عيني تلاقيني مكسوفة/ من يوم لوقانا ليل ونهار وانا بفكر فيك/ من يوم ما شفتك يا حبيبي وعينيك ملهوفة/ يا حياة قلبي وكل مناه/ معاك عمري ما حانسى الأه ولا ليلة هواك بنساه / أنا كلي كده ملك هواك...» حاولت ألا تظهر الضيق الذي تشعر به «بكفي تصوير» «زعلتوني يلا أنا ماشيه» عمرو مستاء ايضاً مسرح «ليالي السمر» جمهور الساهرين