لن ينثني

الغدرُ يبني في الظَّلامِ شراكَه

والنُّورُ يهدمُ حيلةَ النصَّابِ

يا أيها العملاءُ كِفّوا خيلَكم

فالنَّهرُ يرعفُ من دما أحبابي

قاموا على ثغرِ المنونِ فوارسي

يتبادلونَ الدَّورَ دونَ غيابِ

يمضيِ بهم حبُّ الإله وعزمُهم

مثلَ الصُّقورِ بمرفأ الإرهابِ

لا الموتُ يثنيهم بشدةِ بأسهِ

والعدلُ يدفعُهم بدونِ إيابِ

وروائحُ الجناتِ تملأُ دربَهم

في جولةِ الأفعالِ والأسبابِ

باتوا على خيلِ المنونِ كأنَّهم

شهبٌ تحومُ بعتمةِ الأغرابِ

حبُّ البلادِ عبادةٌ ونظيرُه

كفرٌ يظلُّ مهلهلَ الألقابِ

ما انفك يبتسمُ المدى في وجههِم

والظُّلمُ باتَ مخلخلَ الدُّولابِ

فالمجدُ يلبسُ من حريرِ نسيجِهم

والعارُ يخلعُ أخضرَ الأنسابِ

يا دهرُ رفقاً في رباك أحبةٌ

ظلوا لحلمِ الشَّمسِ كالأبوابِ

الحرُّ يحيى في المماتِ بجودِه

والجبنُ يحيى ميتَ الأهدابِ

يا أيها الأبطالُ هذا فعلُكم

زيتاً لنورِ الدِّين والأحقابِ

وسواه يبقى للظلامِ مسارحاً

في حضرةِ الأقزامِ والأقحابِ

أنتم لمهدِ الدِّينِ خيرُ أعنّةٍ

أنتم لبيتِ الجودِ ريشُ ضبابِ

أنتم لجندِ الحقِ خيرُ بنادقٍ

أنتم لظلمِ العبدِ عينُ عقابِ

يا أيها الفرسانُ ظلّوا هكذا

ظلّوا وقودَ الثَّأرِ للأصحابِ

لا ينثني عزمُ الرِّجالِ وإن غدا

شبحُ الزوالِ مهندمَ الجلبابِ .

شعر عبدالهادي القادود
قطاع غزة . فلسطين