يستقطب موقع الفيس بوك ملايين المشتركين شهريا , الذين يتهافتون اليه بمختلف اجناسهم و السنتهم اعمارهم و اديانهم , باحثين عن التسلية اللا محدودة التي يتوعدهم هذا الموقع بها .
الكثير من اختصاصين الاجتماع و التربية وصفوا الفيس بوك بأنه جامعة , حيث ان هذا الموقع لديه ثقافة تواصل محددة يلقنها لمستخدميه , و يوحدهم تحت لواء ثقافة معينة .
و البعض الاخر وصف الفيس بأنه عالم ثان مستقل عن العالم الاصلي و يجتمع فيه الناس تحت الية تواصل موحدة تذيب كل التعقيدات و تتيح للمشتركين التعبير عن اهوائم و نواياهم و العيش في احلامهم في مساحة لا متناهية الامتداد و متعددة الخيارات , بعيدا عن تعقيدات الحياة و خياراتها المحدودة.
بريق الفيس بوك و لمعانه لا يمتدان الى صميمه , ففي تقرير نشرته صحيفة " الحقيقة الدولية " , فضحت حقيقته و الجهات الصهيونية التي تقف وراء اضخم موقع على الشبكة العنكبوتيه .
هذا التقرير اثار حفيظة السفير الاسرائيلي في فرنسا الذي بادر الى اتهام المجلة بأنها كشفت اسرار لا ينبغي لها ان تتناولها .
و في نهاية العام الماضي (2008) كشف موقع (سيغل) الالماني ان البيانات المعلوماتية التي يتكدس بها موقع (الفيس بوك) للمشتركين فيه لم تعد سرية بالنسبة لمكاتب الاستخبارات الامريكية ونظيرتها الاسرائيلية وان الموساد استحدث الكثير من الخيارات في الفيس بوك ، لاجل الايقاع باكبر عدد من الشباب في العالم ومن دول تعتبرها (اسرائيل) عدواً دائماً، منها امريكا اللاتينية ، وآسيا وأفريقيا. بيد ان الهدف الاول يبقى الدول العربية والاسلامية بلا منازع حيث تمثل تلك الدول نسبة مشاركة وصلت الى (39%) للعام (2007) وزادت منتصف عام (2008) الى (41%)
الحاكية بدأت فى عام 1998 حين اجتمع ضابط المخابرات الإسرائيلى (موشى أهارون) مع نظيره الأمريكى فى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لم يكن الأمر يعدو اجتماعا روتينيا، بل كان الجانب الأمريكى يسعى فيه إلى الحصول على الحقائق اللوجستية التى من عادة المخابرات الإسرائيلية تقديمها للأمريكيين عن الدول المتهمة قبلا (بمحور الشر)، والتى تطلق عليها إدارة البيت الأبيض الدول المارقة، لكن الجانب الإسرائيلى كان يبحث عن الدعم اللوجستى غير المعلوماتى، بل المادى لتأسيس مكتب ظل ليكون بمثابة (الأمل الكبير) لموشى أهارون الذى كان من أبرز الوجوه الإسرائيلية المختصة فى الشئون الأمنية العربية، والذى كان وراء عمليات اغتيال شخصيات فلسطينية فى تركيا ونيروبى وساحل العاج وتونس ودول أخرى أوروبية -يوغسلافيا سابقا- واسبانيا وايطاليا.
يقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الانترنت): إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد في مايو2001 وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أمريكا الجنوبية.
أما الدكتورة (مارى سيجال) وهى أخصائية اجتماعية مختصة فى السلوك البشرى فى جامعة (لوروا) ببلجيكا فتقول إن عبارة المخابرات الإنترنتية إنما هو مصطلح جديد على مسامع الآخرين، وبالرغم من حقيقة وجوده فإن الأمريكيين اعتبروا أنفسهم قبل غزو العراق أنهم (يسعون إلى قراءة الشخصية العراقية) من خلال الإنترنت، أى استقطاب أكبر عدد من العراقيين بمختلف مستوياتهم لدراسة شخصيتهم وكان ذلك المشروع قيد البدء فعلا، قبل أن تتسارع الأحداث بغزو العراق بتلك الطريقة.
الفيس بوك هو طريقة سهلة للتجسس , حيث يميل المشتركين الى تقديم معلومات عن انفسهم و وضع صورهم الشخصية و تعليقاتهم و ارائهم .
و يقع مشتركي الفيس بوك في دائرة الاختراق حيث يمكن للمخابرات الالكترونية من النفوذ الى اجهزة المستخدمين و سرقة معلومات عنهم من ما تتضمنه محتويات اقراصهم الصلبة .
تزداد خطورة الفيس بوك عندما نعلم ان من ضمن مستخدميه من هم في وظائف كبرى و مراكز حساسة في دولهم و ماقد يفضفضوا به او حتى ما يمكن ان يوجد في اجهزتهم من معلومات مهمة , حتى و ان كانوا يتصفحون الموقع تحت اسماء وهمية .
لكن لماذا ستهتم المخابرات الاسرائلية بي و تضيع وقتها علي
- ان المخابرات الاسرائلية تهتم بتحليل ردود افعال الشارع العربي و الاسلامي , وتتابع تطوراته , حيث و قبل حرب النكسة عام 1967 , قامت المخابرات الاسرائيلية بمراقبة الصحف المصرية , و قد حددت موعد الحرب بعد صدور مقالة في الصحف المصرية ورد فيها ان الجيش سيقيم فطورا جماعيا يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو1967.
- قبل ان تغزو قوم لابد و ان تعرف عنهم كل شئ , هكذا فعل المستعمرون عندما ارسل المستشرقون , و اليوم هم لايرسلون احد بل نحن نذهب اليهم , و نعطيهم ما يحتاجون اليه من المعلومات
- يطمح العدو الى توجيه الفكر في الشارع العربي بأتجاهات محددة و ان مواقع مثل الفيس بوك لا بد و ان تمثل بيئة خصبة لدراسة تحركات الفكر العربي
- الفيس بوك يمثل بيئة خصبة لتشويش العقل العربي و تسميمه من خلال غرف الدردشة , و المجموعات التي يتهافت اليها الشباب و البنات متحررين فيها من القيود التي تفرضها مجتمعاتهم .
مع ذلك فأن عدد المسلمين في الفيس بوك في ازدياد مستمر , ومع ازديادهم فأن العائدات المالية للموقع في ازدياد , مزيدا من حجم الدعم الذي تتلقاه الحكومة الصهيونية من الموقع الصديق .