نشرت صحيفة الاستقلال في عددها العاشر الصادر يوم أمس الخميس حواراً مع المناضل محمد ناجي سعيد جاء فيه:
محمد ناجي سعيد ، ليس مجرد مناضل بل هامة وطنية نضالية ذات رصيد نضالي كبير ، إلى جانب تاريخه المثقل بالمواقف الشجاعة ، يتمتع بملكة سياسية ذات أبعاد ، يؤمن بالديمقراطية ويتمتع بإرث ثقافي وسياسي واسع ، يقبل الحوار ويحترم الرأي الآخر وهو ما جعله مرجع للجميع ومحط احترامهم وتقديرهم ، شغل عدة مناصب قيادية عسكرية ومدنية في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ،المسئول السياسي للدفاع الجوي ،مدير عام مديرية الضالع سابقاً ،عضو مجلس النواب في انتخابات العام 1993م واليوم يخوض نضاله السلمي في مجلس قيادة الثورة الذي يشغل عضوية المجلس الاستشاري فيها اليوم ، في هذا الحوار القصير مع صحيفة ( الاستقلال )
]حاوره : رائد الجحافي
1ـ بالنظر إلى واقع الحراك الجنوبي اليوم هل انتم راضون للدرجة التي بلغها هذا الحراك وهل تأملون من شعب الجنوب أكثر من الشيء الذي تحقق ؟
اسمح لي في البداية أن اشكر صحيفة الاستقلال على هذا اللقاء مع الصحيفة التي اعتبر وجودها في هذه المرحلة رافد من روافد النضال السلمي الذي يخوضه شعبنا في الجنوب من اجل الاستقلال واستعادة الدولة ،والصحيفة تقوم بدور هام ورائع لإيصال المعلومات وتعميمها على الرأي العام الداخلي والخارجي عبر المسيرة النضالية السلمية للجنوب المحتل ،وفي نفس الوقت وسيلة إعلامية فاعلة للإسهام في كسر الحصار الإعلامي المفروض على نضالنا السلمي المثابر والمستمر والمتصاعد على طول وعرض الجنوب . أما بالنسبة إلى ما وصل إليه الحراك الشعبي للثورة السلمية المباركة يؤكد بالملموس انه يسير في اتجاه تصاعدي وان هذا الحراك وجد ليبقى من اجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية له المتمثلة بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة والمطلوب من القوى الفاعلة للثورة السلمية المزيد من العمل لرص صفوفها بشكل ديناميكي من اجل الضفر باللحظة الحاسمة، هذه اللحظة التي ستكون لشعب الجنوب التواق إلى الحرية والاستقلال .
2ـ بما أن مجلس قيادة الثورة السلمية قد حدد خيوط ومضامين أسلوبه النضالي الذي يحرص أن لا يتعدى النضال السلمي ومن جانب آخر حددتم سقف مطالبكم بأنكم لا تقبلون سوى الاستقلال واستعادة الدولة .. ترى هل تؤمن بان النضال اسلمي يحقق الاستقلال لدولتكم المغتصبة ؟
ـ نهج النضال السلمي كان اختيارا صائبا يتناسب مع الظروف المعاصرة وهذه الظروف التي تلعب فيها القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في البلدان الديمقراطية دورا ايجابيا في مساندة ومساعدة الشعوب المناضلة التي سارت في طريق الثورات السلمية الشعبية ضد الاحتلال والنظم المستبدة ،أننا في الثورة السلمية نؤمن أيماناً راسخاً أن هذا الاختيار سوف ينتصر في نهاية المطاف وان الذين تهمهم المثل العليا للديمقراطية والحرية سوف يؤيدون نضال شعبنا الصابر والمكافح لنيل الحرية والاستقلال .
3ـ هل صحيح أنكم في مجلس قيادة الثورة السلمية لا تقبلون بالتعددية ولا تقبلون بالآخرين؟
ـ من يقول أننا لا نؤمن بالتعددية في مجلس قيادة الثورة السلمية، أننا نعتبر هذا المبدأ صالح وملزم بعد الحصول على الاستقلال واستعادة الدولة، لنا فقط رؤية نعتبرها نحن أنها صائبة وهي أننا في مرحلة الثورة ينبغي على أصحاب الهدف الواحد المحدد في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة أن يخضعوا من خلال مشاركة الجميع في حامل سياسي يضمن تحقيق النجاح بأقل أخطاء واقل خسارة . أما القول بان مجلس قيادة الثورة السلمية لا يريد الآخرين هذه مسالة غير صحيحة النضال ليس ملك احد والقيادة الحصيفة هي التي تعمل على حشد الناس حول أهدافها النضالية .
4ـ جاء على لسان السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في تصريح صحافي أبان زيارته الأخيرة لصنعاء أن الرئيس صالح قال له انه يقبل بالحوار مع الجميع لحلحلة المشاكل والقضايا السياسية فهل تقبلون الحوار مع الرئيس اليمني في حالة وجود وساطة خارجية وتحت ضمانات قوية تكفل تحقيق كافة مطالب الجنوب تحت سقف الوحدة اليمنية وعلى أساس الشراكة السياسية الحقيقية بين الدولتين؟
ـ إن السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية شخصية عربية مرموقة وقد سبق له موقف مسئول ومشرف عند كان وزير الخارجية لمصر الشقيقة اثنا اجتياح واحتلال الجنوب في عام 1994م وخصوصا في لقائه مع قناة mbc الفضائية وبيان إعلان دمشق ذلك الموقف الذي أكد بعدم جواز الوحدة اليمنية بالقوة إذ لم يتغير على الوقع شيئاً بل زاد الاحتلال والمرجو من الأمين العام للجامعة العربية إلزام نظام الاحتلال برفع قواته العسكرية والأمنية من الجنوب المحتل أما بخصوص عودة الشراكة فانه لا توجد شراكة في واقع الاحتلال .
5ـ هل ترون أن المواقف العربية والدولية تغيرت اليوم مما كانت عليه بالأمس وتحديدا في حرب احتلال الجنوب ؟
ـ ما يتعلق بموقف الدول العربية والدولية في حرب صيف 94م ضد الجنوب فأننا نحيي ونثمن عاليا تلك المواقف العادلة تجاه شعب الجنوب من خلال عملها ودورها الايجابي في إيصال قضيتنا في الجنوب إلى مجلس الأمن الدولي وبدوره اصدر قراري الشرعية الدولية رقمي (924/931) وأننا نتطلع منهم اليوم إلى تعزيز موقفهم الأخلاقي والأدبي تجاه شعب الجنوب لاستعادة دولته (ج.ي.د.ش) .
6ـ بلغ نضالكم في الداخل درجة كبيرة خارج ما كان يتصوره الساسة والمراقبين ترى هل يؤدي ابنا الجنوب المهاجرون في الخارج نفس الدور وما المطلوب منهم القيام به في هذا الوقت للدفع بعجلة النضال الجنوبي إلى الأمام ؟
ـ النضال السلمي في الداخل الجنوبي أصبح فاعلا ومتجددا باستخدام أسلوب العمل النضالي السلمي مقدما بذلك عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال من نشطا الحراك السياسي السلمي الذين يتعرضون ويلات القهر والإذلال وهم يواجهون المحاكم العبودية برباطة جاش وبصلابة نضالية تحاكم المحاكمين ومن جانب آخر فان ابنا الجنوب في الخارج يؤدون دورا نضاليا مكملا وفاعلا ماديا ومعنويا وإعلاميا وسياسيا لإيصال معاناة شعبنا إلى المجتمع العربي والإقليمي والدولي ومنظمات المجتمع المدني باستخدام وسائل الاتصال الحديث لإشهار قضيتنا في الجنوب ومتابعة التطورات والمستجدات لتحريك قضيتنا إلى ارفع المستويات .
7ـ ما ردكم على محاولات سلطة صنعاء التي تحاول إلصاق تهمة تحالفكم مع تنظيم القاعدة ؟
ـ هذه التهمة مردودة على قائلها وقد أجاب عليها المناضل الشيخ الصادق طارق الفضلي من أين تنبثق القاعدة .
8ـ في رأيك الجنوبيين الذين لا يزالون مرتبطون بسلطة صنعاء هل يحتاجون إلى حوار في هذه المرحلة وكيف سيكون الحوار أن دعت الضرورة إليه ؟
ـ بالنسبة لإخواننا الجنوبيين الموجودين في سلطة الاحتلال نعتبرهم جزء لا يتجزأ من شعب الجنوب وهم ركيزة من ركائز الحراك الثلاث التي تكتمل بها قضية الجنوب إذ ينبغي على القيادة السياسية الجنوبية الذهاب إليهم ومحاورتهم لأخذ دورهم الوطني الجنوبي مع إخوانهم
9ـ يظهر أن هناك دول كبرى تتحفظ في مواقفها تجاه ما يجري للجنوب وهذا عائد لمصالح تربطها بصنعاء كما جاء على لسان الرئيس البيض وبما أن معظم المصالح لتلك الدول توجد بالفعل في الجنوب سواء شركات النفط أو باب المندب وغيرها فلماذا لا تتخاطبون مباشرة مع أصحاب المصالح وتحاولون إقناعهم بأنكم اقرب وأحق من يتبادل معكم مثل هذه المصالح ؟
ـ في هذا الإطار هناك مساعي حثيثة بهذا الشأن لما له من أهمية في استجلاء المواقف لتفهم قضيتنا الجنوبية واستئناس مواقفهم بما يكون به في قضايا إقليمية ودولية عادلة غير أن الحال سيتغير الأداء بعد انعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي الذي سيكون له أهمية على قضيتنا في الداخل والخارج .