شبكة الطيف - فاروق حمزه
في
الواقع لم أكن أنا شخصياً أرغب في الحديث عن هذا الموضوع إطلاقاً، كونه قد
صار حقيقة واقعة، فبركان هي عدن وعدن هي بركان، لكن يبدو إن تفاقم الأحداث
وتسارعها، والإستفسارات الملحة المكثفة بهذا الخصوص، يبدو لي بأنها هي
التي قد أجبرتني على ذلك، وأنا هنا حقيقة لم أتطرق إلا وإلى حقائق وأحداث
ووقائع، سأسردها بأمانة، آملاً من الله سبحانه وتعالى أن يكون في عوني، كي
تتضح الصورة، طبعاً دون ذكر أسماء، لكن إذا دعت الضرورة، ربما أجد نفسي
مضطراً لذلك، أو وربما نرتئ وبأن كل شئ في حينه، ولهذا نقولها على النحو
التالي: أولاً .. كي في التوضيح لمن قد أراد أن يعرف لماذا أستمرت بركان
حتى اليوم، وستواصل في المشوار، وهي قد كانت مجرد لغرض النقلة فقط من ماقد
كنا فيه، ولترتيب الأوضاع للدخول إلى مجلس قيادة الثورة، والذي طوعاً
حولنا تسميته مؤخراً إلى مجلس الحرا ك السلمي لتحرير الجنوب عدن، وهو
الإسم الذي لا زلنا متمسكين به حتى اللحظة، والذي كلنا أمل التمسك به في
اللاحق، وثانياً .. كي أحاول في الرد على الإستفسارات الكثيرة، خاصة لمن
قد أرادوا الإلتحاق ببركان بإعتبارها الأصل والفصل في عدن، وبإعتبارها
الوعاء الإجتماعي والثقافي الذي ينطوي تحته الكثيرين من أبناء عدن
وأهاليها، آملين بالوصول وإنشاء الله نتجاوز كل المحن، ونصل إلى بر الأمان
المتكامل، وحتى تكون بركان، هي الأصل والفصل في عدن، وهذا هو فعلاً مانصبو
إليه ويتفق وأهدافنا، وربما هو أيضاً وما نصبو إليه، إن لم نقل ويتفق
وقيمنا ومبادئنا، بالطبع ولا يعني ذلك إطلاقاً بأننا قد أردنا أو حتى مجرد
بأننا قد فكّرنا، والتنصل عن قضيتنا الجوهرية والأساسية ألا وهي قضيتنا
الجنوبية، فقضيتنا الجنوبية هي قضية الكل، قضية شعب الجنوب بأكمله، الذي
وما نحن فيه إلا وجزءاً منه، وأكتفي بذلك، لأنني وأثق كل الثقة، كما
وأقولها بكبرياء، بأنه لا يستطيع أحد أن يزايد علينا، أو كما يقال
بالمزايدة في سوق النخاسة، خاصة ولمن لم تكن أمه قد فطمته بعد، وليعي
بماهي القضية الجنوبية، أصلها وفصلها، لأننا نحن قد صقلتنا الأيام
والتجربة والحياة كثيراً، وقد تلطمنا بما فيه الكفاية، وأبو زيد معروف
بشمله، أو كما يقال وهذا هو مثال آخر عدني ق�ح، بانسوي بعدين يا علي حسين
طز البيسة، أو ربما تقرح الفيوزات، وبانخرج المخبأ، وبايقع كاش من الديش
بارد، ويا زعيمة جري الصنبوق.
وحقيقة أنا هنا أردت أن أدخل في
توطئة صغيرة وبسيطة، قبل أن أبدأ في التفسير، أكان للأول أو الثاني،
وكلاهما مترابطين في المضمون والمغزى، والتفكير بإستمرار إن لم نقل على
الدوام هو أصلاً شئ مستمد من الفكر، ونقصد بذلك للتبسيط، وبأن الأحزاب هي
أصلا تبنى على أفكار، وليست على ولاءآت، أو ولتكون مجرد مؤسسات مهنية،
تلتقي مع نفسها وأحبائها وخلانها، بتكوين جماعات معينة مشاركة في الإنتساب
لهذه أو تلك المؤسسة المهنية، علماً بأننا في الألفية الثالثة أن لم نقل
والقرن الواحد والعشرين، وهو قرن وألفية المراجعات، وبالعالم أجمع، كما
أنني أنا هنا شخصياً واقسم بالله العظيم، لا أريد أن أشمت بأحد، لا ولا
قدراتي تسمح بقطع رقبة أحد لا بحد السيف، لا ولم أتعود بأن أقوس أحد، وهذا
هو طباعنا وهذه هي عاداتنا وتقاليدنا ومواثيقنا وقوانيننا وقيمنا، فنحن لم
نكن إلا ومنصفين، أكان للآخرين، أم ولأنفسنا، فالعالم قد تغير، كما وقد
تساقطت كل هامات الفكر الشمولي وبقيت الدول، لكن كما يبدو لي بأنه عندنا
قد أنهارت القيم ووصلت إلى الدرك الأسفل، فقد بقيت الأفكار وأنتهت الدولة،
وهي المعادلة المغلوطة والمقلوبة، بل والتي لم ولن يرتضي بها أحد.
في
الأخير ... ربما قد وإن أستطعت أن أبدأ ردودي في التوضيح للأول أو الثاني،
ومثلما قلت آنفاً بأن كلاهما مترابطين، وأنا لست بليغاً لا في الشعر أو
النثر أو البلاغة، فما لا يستطيع المرء أن يقوله بالكلمة، يقوله بالشعر أو
النثر أو بالنقش أو باللون، أو بالكتابة في جرائد الحائط، وعلى سبيل
المثال عندنا، يقولون الناس، كل شئ معقول إلا فراقك يا عدن، كما أيضاً قد
قالها أستاذنا الكبير المغفور له لطفي جعفر أمان، وأخذت مقامها بغندجة
أستاذنا الكبير الحبيب المغفور له أحمد بن أحمد قاسم بقوله: حلوة الحب مش
غيرة ولا حيرة ولا دمعة ولا شمعة تنور ليل فرحتنا، حلوته كل معناها
إبتسامة في شفائفنا وقلبي كبير يسامح بس يا ريت يدروا حبائبنا.
وفي
الأخير ... والأخير وليس بآخر، نقولها بالفم المليان وللهلا والملا، بأن
عدن لم تكن فقط ولتدافع عن نفسها بالسلاح، وأبنائها قادرين على حمل السلاح
في مجرد لحظات، والدخول في القتال لغرض تحريرها، بل والوقوف مع أبناء
جلدتهم في تحرير الجنوب، علما بأننا لم نكن فقط ولنحمل السلاح وبس، لكننا
نقولها لكائن من كان بأن بيوتنا سنحولها وإلى معامل للسلاح، وسنصنع فيها
وبداخلها السلاح المحلي، وسنصنع السلاح المحلي الكيماوي والجرثومي، بل وكل
مايحلو لنا في صناعته حتى والمحرم دولياً، لغرض الدفاع عن كرامتنا وهويتنا
وتاريخنا وأرضنا وثروتنا، فنحن تمتهن كرامتنا، وسنستعيد كل شئ، وسيتحاسب
كل من أساء لعدن وأمتهن كرامة أبنائها، ونحن الذين سنحاسب أيضاً من أمتهن
كرامة الجنوب كله وأبنائه وأرضه وعرضه، فبلاش مزايدات ودجل وكذب وخرط
وبلطجة، فمن أراد أن يناضل معنا في قضية جنوبية فاهلاً وسهلاً، ومن يفتكر
بأن عدن مجرد غنيمة، فعليه ثم عليه، أن يراجع كل حساباته، كذا وننصحه نحن،
بأنه أفضل له حتى وبأن لا يفكر بذلك إطلاقاً، فعدن رقم صعب وخط أحمر
والبلطجة أنتهت.
د. فاروق حمزه
رئيس مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب عدن
رئيس هيئة عدن للنضال السلمي ( بركان )
عدن في ديسمبر 11 2009م
drfarook.hamza@gmail.com
00967733761767
