الجيل الذي سيقلبُ شاحنة التاريخ !!
فاروق ناصر علي -
خليج عدن - خاص
الإهداء :
أهدي هذا المقال الخاطف كلمعان البرق في الليالي الحالكات إلى الجيل
الرائع (اتحاد شباب وطلاب الجنوب) الجيل القادم من قلب بركان الغضب..
الأمل المُشرق لمستقبل وحاضر الثورة الجنوبية الثانية الساعية بقوة
الإعصار لانتزاع الاستقلال الثاني.. هذا الجيل الذي سيجعل أرواح شهداء
الجنوب تطل علينا مبتهجة؛ لأن تضحياتهم لم تذهب هدرًا... وعلى كل شرفاء
الأرض أن يتأملوا جيدًا هذا الجيل الذي سيقلبُ شاحنة التاريخ!!
"أي فتى هذا الخارج من رحم الأحزان؟
يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه ملوك الجان
من هذا الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر من شجر النسيان
من هو هذا الآتي
من أوجاع القهر
الذي بدأ في عينيه بدايات الأكوان؟
من هو هذا الفتى
الزارع قمح الثورة في كل مكان؟
من هو هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات؟
تسأل صحف العالم
كيف فتى مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة؟
كيف فتى جنوبي
يقلب شاحنة التاريخ
ويدوس على جماجم الطغاة؟!"
- نزار قباني -
الدخول إلى قلب المقال
أيُ جيلٍ هذا الرائع الذي استوعب منطق ومسار التاريخ وعرف جيدًا الواقع
المُعاش الذي يستحيل تغييره ما لم تتوحد صفوفهم؟! لقد كان أملنا معقودًا
عليهمُ وخشينا أن ينزلقوا مثلما أنزلق جيلنا الذي لا يرى أمامه سوى خلق
المكونات السياسية الواحد تلو الآخر، وإلقاء التصريحات وتلميع صورهم
والبحث عن الأضواء ومداعبة الميكرفونات وركوب المنصات حتى لا تضيع عليهم
فرصة التطلع إلى ما وراء النهر لإعداد الكراسي والمناصب وبعدها مراجعة
المكاسب من دون أن يفهموا أن البداية لا تأتي قبل النهاية... أي أن
يجتازوا النهر الذي يزخر بالتيارات الخطيرة والتماسيح القاتلة، وأن يكون
لديهم الخطوط المتكاملة لكيفية بناء الدولة الحضارية القادرة على خلق
الحياة الحُرة الكريمة للإنسان... وبعدها لكل حادث حديث!!
لكن هذا الجيل من (الشباب والطلاب) أستوعب الحقيقة وعرف مغزى المثل
المشهور (يتقاتلوا على السكين والتيس في الجبل)، ألا أيُ عارٍ هذا يا
جيلنا الأكبر؟! ألا أيُ عار؟! بدلاً من أن نكون نحن الجيل الأكبر سنـًا
وتجربةً ونكون النموذج والقدوة والمثال الذي ينظر إليه جيل الشباب ليكون
مثله، انقلبت الآية فلله دركم يا أيها الجيل الرائع العملاق الذي عرف قيمة
النصائح المخلصة وعرف كيف يبلورها وكشف الطريق الحقيقي المؤدي إلى الحرية
المنشودة بخطوات قوية ثابتة وواثقة!!
أقول
.. أشعر أنني أملك القدرة التامة على الابتسام ابتسامة الانتصار؛ لأن هذا
الجيل الذي سيقلب شاحنة التاريخ قد منحني شرف اللقاءات المتعددة معهم
وسأظل مع الشرفاء الذين يرفضون شق الصفوف وخلق الثغرات من أجل مكاسب
العفن.. وسأبقى مع الشرفاء إلى جانب هذا الجيل الذي خرج من قلب البركان،
بركان الغضب.. وعلى الشباب والطلاب الحذر كل الحذر من الذين يريدون
كعادتهم أن يتبرقعوا بهم؛ لأن هؤلاء لبسوا القناع تلو القناع وفاقوا
الحرباء بالتلون سيظلون الوجوه نفسها التي عرفتها جماهير الجنوب الوفية..
لذا على هذا الجيل العملاق الحذر من الذين يدسون السم في العسل.... الذين
يريدون شق الصفوف في الجنوب فاحذروا منهم!!
الخاتمة
هذه الأبيات الشعرية أهديها للجماهير الوفية كي تفهم أن شق الصفوف لن يأتي إلا من تلك الوجوه نفسها ولو تبرقعت بكل أقنعة الزمن!!
"نفسُ الوُجُوه..
تـُطلُّ من خلف النوافذ
تنعقُ الغربانُ.. يرتفعُ العويل
نفسُ الوجُوه
على الموائد تأكلُ الجسد العليل
نفسُ الوجوه
تـُطلُّ فوق الشاشة السوداء
تنشرُ سُمَّها..
ودماؤنا في نشوة الأفراح
من فمها تسيل
نفسُ الوجوه..
الآن تقتحمُ العُيُون..
كأنها الكابُوسُ في حلمٍ ثقيل
نفسُ الوجوه..
تعُودُ كالجرذان تجري خلفنا..
وأمامنا الجلادُ.. والليلُ الطويل"
- فاروق جويدة -
عدن 14 ديسمبر 2009م