أتينا إليك ، إلى عقر دارك ، وبلاط ملكك ، وسلمناك الراية .. أعطيناك المجد من أطرافة ، لكن خلفيتك المتواضعة في كل شي منعتك من تقدير قيمة المجد الذي أعطيناك لتكتب به أسمك من نور .. شهواتك وشهوات أعوانك قضت على كل شي ، على المجد ، والوحدة والثورة والجمهورية ، اليوم وبعد أن أنكشف المستور تريد أن يستمر مجدك المزيف قائما على أشلائنا ..
هل تعتقد أن أشلاء الأطفال الذي كانوا ينتظرون الحليب صباحا وأرضعتهم نار الصواريخ ستسامح؟ .. هل تعتقد أن الأمهات اللاتي قتلن مع الفجر وهن يخبزن ما يسد الرمق سيسامحن؟ .. هل تعتقد أن الشيوخ الذين يحكون لأحفادهم حواديث وعوادي الزمان في ليالي (أمعجله) وقضوا تحت القصف سيسامحوا .. براءة الأطفال وحنان الأمهات وصبر الشيوخ ، كل ذلك ذهب في هذا الصباح بعد أن قررت قتل الحياة .. بعد أن قررت الأنتقام للسعير الذي يغلي في جوفك ، لاشي يشابهك غير جهنم .. هل سألت نفسك يوما عن صواب أفعالك؟ .. كنت من الذين يؤيدون بقائك لتقضي عليك أفعالك لكن بعد (أمعجله) أدركت كم كنت مخطئا .. هل من مزيد .. هذا ثمن استمرارك .. كنا نتحمل التضحية شهيدين هنا وثلاثه هناك وحتى العشرين ونحن نواجهك بصدورنا العارية في الميادين العامة ، لكنك اليوم أدخلتنا منعطف جديد .. أروح الأطفال الشهداء التي ترفرف في ملكوت الله وأمهاتهم تضع علينا واجب ليس الثأر والأنتقام ولكن تصحيح الخطاء المرعب الذي أقترفناه بالدخول معك في مشروع ذبحته من الوريد للوريد ، وهذه مهمة أبناء الجنوب العاجلة من الكبير إلى الصغير .. بعد (أمعجله) غير قبل (أمعجله) .. أي قاعدة تتحدث عنها .. لا يوجد في اليمن غير قاعدة النهدين .. أولئك الذين يتدربون في ذلك المعسكر الكبير المسور بالأسلاك الشائكة وكل أجهزة الأمان في العالم والمسمى دار الرئاسة مجازا وهو بيت القاعدة .. الذين يهربون منهم من السجون سيشهدون يوما .. عمار وطارق وربما يحيى وأحمد سيشهدون بذلك في تلك الساعة التي يفر فيها المرء من أمه وأبيه وزوجته وبنيه ولن يبقى أمام الفاعل غير فعلته القبيحة الحمقاء .. ثم حتى وأن كان فرد أو عشره من القاعدة في مكان ما هل يتطلب ذلك دك قرى كامله على رؤوس أهلها؟؟؟ شهوة القتل والتدمير تأصلت فيك وأنت من كنت تفاخر بأنك لم تسفك الدماء .. كل شي الا قتل الأطفال والنساء .. تخيل لو دمرت طائرة عسكريه منزلك وفيه زوجاتك وأولادك ماذا سيكون عليه حالك .. أتعتقد الناس رخيصون إلى هذه الدرجة لتقتلهم بهذا الأسلوب الهمجي والوحشي .. هل تدرك من هؤلا الذين قتلتهم؟ .. ناس بسطاء بساطة لقمة الخبز الجافة ، لا يعرفون أكثر من محيط قراهم ووادي أمعجلة .. لايهتمون بهذا العالم لأنهم مهتمين با أغنامهم وأبلهم التي منها يعيشون .. يحبون الحياة بقدر ما يسد الرمق .. ناس أبرياء ، أنقياء ، أتقياء ، تقوى حبات الدموع التي يسفكها من تبقى منهم يتيما حسيرا .. كانوا ينتظرون منك الحليب والقمح لتخرجهم من جوعهم وعوزهم لكنك أتيت في هذا الصباح الهمجي لتدمر البراءة والتقوى والنقاء وتعجن تلك الأجساد النحيلة اليابسة بالبارود والنار .. ذهبوا إلى جنات النعيم لكنك لن تهناء بعدهم ، أشلائهم الطاهرة ودمائهم الزكية وأرواحهم البريئة ستطاردك ليلا نهارا .. أي نوع من القادة أنت؟ من شمال الشمال إلى جنوب الجنوب لاشي غير أزيز الصواريخ وأنفجارات القنابل والدماء والأشلاء والدموع ومخيمات الغوث واللجوء ، حتى أصبح هذا الشعب يا شحاتين يا لاجئين .. إلى أين أنت ذاهب؟؟ وما الذي تبقى لم تدمره؟ .. ثمن هذه الفعلة القبيحة النكراء هو رحيلك ولا شي غير ذلك الا إذا كنت تريد الشمال والجنوب يحترقان مثل كرة النار وهذا سيكون له ثمن أيضا؟؟ لاتعتقد أن أمريكا ستنفعك .. لن تنفعك أمريكا ولا أي قوه في العالم وفي الأخير سيتخلون عنك .. أما نحن فمسيرتنا مستمره ولن تتوقف وسوف يزداد أوارها نارا ولهيبا حتى استعادة الدولة لانك أثبت أنك لست أفضل من الذين سبقوك في التاريخ عند دمروا الوحدة هذه التي تقولون أنها تحققت في الماضي .. ستبقى (أمعجلة) مضيئة كا أرواح أطفالها فلها المجد كل المجد وللذين أسشهدوا جنات النعيم فيها خالدون وللذين بقوا أحياء العزاء رغم أن هذه الكلمات لن تشفي غليلهم .. أما شعب الجنوب لن يخاف وله تاريخ يشهد وهؤلاء الأشبال من تلك الأسود .