القاعدة " في اليمن من صنع نظام علي عبد الله صالح

تاريخ التسجيل : 30/06/2008

القاعدة " في اليمن من صنع نظام علي عبد الله صالح Filemanager

بقلم:عادل الجوجري
رئيس تحرير صحيفة الانوار
القاهرة
----------------
كشفت جريمة القصف الجوي الذي شنته طائرات تابعة لنظام الرئيس"المزمن" علي عبد الله صالح وادت الى استشهاد نحو60 مواطنا يمنيا في ماعرف بمجزرة المحفد في محافظة ابين عن جملة من الحقائق المهمة يتوقف عندها العقل القومي العربي ليس فقط لادانة النظام الارهابي الذي يقتل الشعب ويستخدم طائرات دفع الشعب ثمنها من قوت يومه يستخدمها لقهر الشعب وقتله ،ولاتكشف فقط هذه الجريمة ايضا عن افلاس النظام وتهوره وفقدانه الرشد ،وانما الاخطر من ذلك ان النظام بات يلوح بورقة تنظيم القاعدة لارهاب دول الجوار ومصر واميركا وحلفاء النظام في الغرب ويبتزهم حتى يحصل على مزيد من الدعم والتمويل باعتباره اصبح احد اقطاب الحرب على الارهاب..ولكي تغض الدول الكبرى عالميا واقليميا الطرف عن جرائم النظام ضد الحراك الجنوبي وضد الحوثيين في صعدة.
لعبة المقبور السادات
--------------------
انها خدعة كبيرة لجأ اليها من قبل الرئيس المصري "المقبور" انور السادات عندما قام بتنشيط وتمويل الجماعات الاسلامية وجماعة الاخوان المسلمين تحديدا من اجل مواجهة نشاط اليساريين القوميين الناصريين في جامعات مصر،وتم اعتقال عدد كبير من كوادر الناصرية وتم اغلاق الصحف الطلابية الناصرية لكن التيار الاسلامي الجهادي انقلب على السادات وقتله على شاشات التليفزيون وامام ملايين البشر كانوا يتابعون العرض العسكري في الذكرى الثامنة لانتصار اكتوبر 1973على العدو الصهيوني ليؤكد التيار الاسلامي الجهادي ان السادات خان القضية واقام صلحا مع العدو فاستحق العقاب ولم يشفع للسادات انه هو الذي اعاد للجماعة نفوذها في الجامعات ومولها حتى انقلب السحر على الساحر.
ان قصة السادات تعيد نفسها اليوم على يد الرئيس علي عبدالله صالح الذي استخدم الاصوليين من مختلف الوانهم وافكارهم لكي يناصرونه في حربه على شريكه في الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني ،نقول الحرب على الوحدة لان علي صالح خطط للقضاء على الحزب الاشتراكي واقصائه منذ لحظة كتابة وثيقة الوحدة ،وشجع الرئيس صالح المتطرفيين الدينيين على خوض حرب المآذن ضد الاشتراكي، واتهم قياداته بالكفر والتحريض على قتلهم وخلال السنوات الثلاث الانتقالية جرت 152محاولة قتل لقيادات الحزب الكبار من علي سالم البيض وابنائه الى ياسين سعيد نعمان مرورا بجار الله عمر واخرين.. وكان القتلة يحتمون بالنظام وشيوخ القبائل الموالين للرئيس شخصيا.
مؤامرة على شريك الوحدة
---------------------------
كان الهدف من ذلك اضعاف الحزب الاشتراكي بغرض تشكيل سبيكة سياسية جديدة تقود البلاد وفق هوى الرئيس اعتمادا على حزب الاصلاح الذي تم تشكيله "على عجل" لمواجة الحزب الاشتراكي لكن الاخطر هو رعاية الرئيس شخصيا لعناصر وقيادات تنظيم القاعدة قبل حرب صيف 94ومابعدها،وقد شارك بعض رموز التيار الديني المتطرف مع النظام في حرب الصيف ثم سمح لهم النظام بحرب الاضرحة في عدن حيث قاموا بنبش القبور وتحطيم الاضرحة فضلا عن الهجوم على الحفلات الاسرية والعائلية في عدن بدعوى منع الاختلاط.

حدث ذلك بعد شهور قليلة من اقتحات القوات المنوالية للرئيس مدينة عدن واستباحتها لمدة اسبوع ذبحت فيها كل القيم الوحدوية بسكين السلطة المتحالفة مع المتشددين .
كل هذه الجرائم تمت بعلم السلطة وفي رعايتها عندما كان النظام في حاجة اليهم ،وقد اشرف جهاز الامن السياسي على معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة وشارك في تزوير جوازات سفر لمتطرفين متعددي الجنسيات بدعوى تسفيرهم للجهاد في افغانستان ،وكانت صنعاء اهم محطة لتصدير "المجاهدين الافغان العرب" ولما انتهت المهمة وفرغ النظام من تحقيق اهدافه راح ينقلب على الاصوليين ويستخدم حجة تنظيم القاعدة كفزاعة للعواصم العربية والغربية لكنه في واقع الامر يلعب لعبة الاحتواء المزدوج فهو يسمح لبعضهم بالهرب من السجن ويحرض على اخرين لقتلهم في الصحراء بطائرة اميركية من دون طيار.
ولم يعد هناك ادنى شك على ان قصة تنظيم القاعدة هي من اختراع النظام وهي لعبته القديمة التي يقدمها الى العالم فيحصل على تهنئة من الرئيس اوباما،ولعلنا نسأل اوباما :هل شنت الطائرات الاميركية يوما هجوما على مستشفى اميركي؟
وان نظام صنعاء يروج قصة تنظيم القاعدة كوسيلة للارتزاق عند ابواب الغرب ،يتلقى منهم المعونات والاسلحة لالكي يحارب بها اعداء الامة وانما ليقتل بها ابناء الشعب .
إن الحقيقة التي ينبغي أن يعيها كل من له عقل وعينين هي ان "القاعدة" صناعة محلية وهي من انتاج النظام ولو كانت القاعدة غير موجودة لأوجدها النظام،وهو الخبير في تفريخ وتوليد الاحزاب لشق التيارات السياسية والهيمنة عليها من خلال اجهزة الامن،اذ لايوجد حزب في اليمن الا وعبثت السلطة بين صفوفه وفرخت من داخله من سضعفه ويجهض تحركاته الشعبية.
اننا من موقع قومي نقدم العزاء لعائلات الشهداء في ابين وندين هذا العمل الدموي الذي راح ضحيته نساء واطفال ووعجائز من المدنيين العزل ،وندين استخدام الطائرات لقصف مستشفى يزعم النظام انه يأوي بعض قادة القاعدة فلو كان لك صحيحا لتم القبض عليهم من دون عناء لكن استخدام الطائرات يعنى ارهاب الحراك الشعبي في الجنوب ،واظهار العين الحمراء لكن ارادة الشعب قادرة على الاطاحة بهذا النظام الفاسد،ولايتحقق ذلك الا بوحدة النضال ،والتجانس والتنسيق بين رموز الحراك فكما قلنا من قبل" ان تغييرهذا النظام ضرورة قومية".