أمريكا ضاقـت ذرعـا بألاعيـب صالح فضـربت بيـدها
تطاير الشرر من عيون أبطال الجنوب ورجالها من مشائخ وقادة سياسيين ومواطنين لما فجعوا به من ضربات عسكرية تسببت في ضحايا بالعشرات من المدنيين منذ يوم الخميس المنصرم الموافق 17 من الشهر الجاري في محافظة أبين ثم تلتها غارات أخرى يومنا الخميس في محافظة شبوه. ولكن شررا أعظم قد تطاير من " نافوخ " صالح وهو يرى رجاله أعضاء تنظيم " القاعدة " يتساقطون الواحد تلو الآخر جراء ضربات الطائرات والبوارج الأمريكية.
لقد اكتشفت أمريكا اللعبة وامتحنت صالح فقدمت له مابحوزتها من معلومات استخباراتية وأمرته بتوجيه الضربات لعناصر القاعدة، ولكن الرجل ظل على طريقته، يماطل هنا، ويسوّف هناك ولم يتخذ إجراءات حازمة بل إنه في كثير من الأحيان يبادر لإخطار عناصره في القاعدة قبل أي هجوم كي يفروا من الميدان كما حصل في هجومه على مخابئهم في منطقة أرحب التي لا تبعد أكثر من عشرة كيلومتر عن عاصمته.
ولهذا قررت الحكومة الأمريكية أن تشتغل بنفسها، وأن تضرب بيدها لابيد صالح. وقد حاول صالح أن يخلط الأوراق يوم الإثنين الماضي حين دفع بأحد أزلامه من المجرمين المدعو محمد أحمد عمير لحضور اللقاء الشعبي الجنوبي العظيم في قرية المعجلة والإعلان باسم تنظيم القاعدة عن تهديداته لأمريكا، وذلك في محاولة خبيثة بغرض تلبيس الحراك الجنوبي لباس القاعدة، ثم مالبث الرجل أن ركب سيارة من سيارات الجيش وانصرف الى مخبئه. ولكن الأمر لم ينطل على المخابرات الأمريكية التي كانت لهذا العميل بالمرصاد، فتتبعته الى وكره وترقبت اتصالاته حتى اطمأنت الى عقد لقاء له مع بعض القيادات القاعدية الأخرى ثم قصفت، فتطايرت أشلاء هؤلاء المرتزقة في الهواء وطار معهم لـُبّ صالح وعقله. لقد فقد الحيلة. انكشفت مؤامرته، وظهر لؤمه وخبثه، وافتضحت ألاعيبه. لا، ياصالح. ماهكذا تلعب مع أمريكا. لو عقد قادة القاعدة اجتماعا في قصرك الرئاسي لقصفته المخابرات الأمريكية.
هؤلاء هم جنود صالح عند الشدة. قائدهم الزنداني في حيرة من أمره. ماذا يعمل؟ لقد حاول أن يساعد رئيسه فيخلط الحراك بالقاعدة ولكن الأمريكان كانوا على وعي بما يقصده أهل المكر والخديعة. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
إن هذه الضربات المستقلة التي تنفذها المخابرات الأمريكية ضد أوكار القاعدة تعبير واضح عن خط افتراق بين أمريكا وحليفها الكاذب صالح. لايستطيع صالح أن يظل يكذب على الآخرين طوال الوقت . لقد صدقوه حينا ولكنهم لن يصدقوه كل الوقت.
والسؤال ماذا يمكن أن نعمل نحن الجنوبيين؟ المعركة بين أمريكا وزبانية الديكتاتور المحتل صالح من عناصر القاعدة على أرضنا، فما ترانا يمكن أن نعمل؟
الجواب في نظرنا هو ألا نترك لهؤلاء فرصة للتواجد على أرضنا لأن غرض صالح من دفعهم إلينا هو أن يجعل من وجودهم بيننا مبررا لضرب قياداتنا وأبناء شعبنا تحت زعم مكافحة إرهاب القاعدة. ولهذا فالواجب يحتم علينا:
أولاً: أن نكشف عن أماكن تواجد هذه العناصر العميلة المرتزقة الإرهابية وأن نحذر أهلنا وأبناء مناطقنا من الإقتراب منهم أو الإختلاط بهم حتى لايكونوا ضحايا لأي ضربات توجه اليهم في المستقبل.
ثانياً: أن نبلغ قياداتنا في الخارج عن مواقع قيادات القاعدة وعناصرها وأوكارها على أرضنا كي تتخذ ماتراه مناسبا من الإجراءات التي تكشف زيف المحتل وتفضح علاقاته المشبوهة بتنظيم القاعدة وحمايته لقادتها ومحاولة استغلال وجودهم على أرضنا لتوجيه الضربات الى شعبنا وقياداته وحراكه السلمي. إن هذه المطاردة من جانبنا وكشف أوكارهم وأماكن تواجدهم كفيلة بأن تنفرهم من أرضنا وتحملهم على الرحيل وتدفعهم بعيدا الى أرض المحتل فتتحول بلاده الى هدف لضربات الصواريخ وغارات الطائرات الأمريكية.
(وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) صدق الله العظيم.
الخميس 24 ديسمبر 2009
معيد في جامعة عدن