رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: مناكفات سياسية بين السعودية وإيران.. وصراع 'شرعيات' لن يؤدي إلى نتيجة الثلاثاء 29 ديسمبر - 8:00 | |
| الرياض ـ يو بي اي: اتسم عام 2009 بأنه عام المناكفات السياسية والحرب الإعلامية بين السعودية وإيران، بلغت ذروتها آخر العام بوصول العلاقات بين البلدين إلى مرحلة 'التأزم' عندما كشفت معلومات استخبارية سعودية يدعمها تأكيد يمني رسمي عن دور إيراني رئيسي في المواجهات بين الحوثيين والجيش السعودي، والتي بدأت في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اثر تسلل عناصر من المتمردين اليمنيين إلى أراضي المملكة ومقتل ضابط وعدد من الجنود عند جبل الدخان الحدودي. وسبق هذه الأحداث تعليمات للمرشد الإيراني علي خامنئي لقادة بعثة الحج لم تكن واضحة في حث الحجاج الإيرانيين على التظاهر أثناء موسم الحج وهو الأمر الذي يثير حساسية بالغة لدى القيادة السعودية، وانتقاده لمواقف سعودية سابقة تتعلق بالتعامل مع الزوار الشيعة للبقيع في المدينة المنورة إلى جانب اتهام الرياض بالوقوف وراء القلاقل والتفجيرات التي طالت شيعة العراق. ثم صدرت تصريحات مشابهة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زادت من اتساع الهوة بين البلدين، بالإضافة الى تبادل الطرفين الاتهامات عبر حملات إعلامية حادة . ويقول مصدر سعودي رفيع المستوى لـ'يونايتد برس انترناشونال' انه ليس من مصلحة الطرفين 'خصوصا الإيرانيين، صب المزيد من الزيت على النار، في ظل المواقف العالمية تجاه طهران، سواء بالنسبة إلى الملف النووي أو تزايد التدخل في الشؤون الداخلية للعراق أو تبني بعض الحركات والمنظمات المتطرفة'. و أشار المصدر إلى تقرير امريكي أكد أن السعودية رفضت بقوة مقاربة امريكية تعتمد على إمكانية توظيف الصراع السني ـ الشيعي عبر معادلة تضع السعودية وبقية دول الخليج في مواجهة إيران 'في محاولة لاستغلال عدم الاتفاق السعودي ـ الإيراني'. ويؤكد التقرير، الصادر عن مؤسسة 'راند' الامريكية والذي تناول العلاقات السعودية ـ الامريكية منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، أنه لا يمكن فهم دينامية العلاقات السعودية ـ الإيرانية من خلال تبني مقاربة التكتلات التي تضع السعودية مقابل إيران. ويوصي بضرورة إعادة النظر في المقاربة التقليدية التي تقوم على انطباع أن هناك انقساما سنيا - شيعيا. وتوصل التقرير الى أن السعودية وإيران لاعبان أساسيان في مرحلة التغير والتحول الاستراتيجي الكبير في المنطقة، وان التفاعل أو الحضور بينهما ألقى بظلاله على الحراك والأمن الإقليميين في الخليج والعراق ولبنان وفلسطين، ما انعكس بصورة أو بأخرى على الاستقرار الإقليمي وعلى المصالح الامريكية. وأشار الى محاولات إيرانية لكسب الشارع العربي بتوظيف موقف لفظي مناصر للفلسطينيين ومتحد لإسرائيل، مضيفا ان طهران تتحسس من العلاقات الامريكية السعودية التي تعتبرها على حسابها، إضافة إلى كون السعودية البلد الذي يوازن القوة الإيرانية ويمنعها من السيطرة أو الهيمنة على الخليج. وكشف المصدر السعودي أن'صبر السعودية بدأ ينفد'، خصوصا بعد محاولات إيرانية لم يكتب لها النجاح استهدفت الإخلال بأمن موسم الحج الماضي من خلال توسيع دائرة تظاهرات البراءة من المشركين خارج نطاق مخيم الحج الإيراني، فضلا عن توفر معلومات عن الدور الإيراني في دعم الحوثيين من خلال اعترافات مسجلة بالصوت والصورة لأسرى حوثيين وصوماليين وإرتريين تم تجنيدهم للقتال ضد القوات السعودية في المواجهات الحالية. وقال المصدر أن الرياض 'على استعداد لتعرية الدور الإيراني في هذه الحرب إذا ما استمر موقف طهران على هذا المنوال'. من ناحيته، يقول دبلوماسي غربي في الرياض، طلب عدم الكشف عن هويته، ان الموقف الإيراني الأخير تجاه السعودية 'يخالف الاتفاق السعودي مع طهران والذي تضمن تغاضي الرياض عن دور الحرس الثوري الإيراني في تفجيرات الخبر مقابل تعهد إيراني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السعودية'. ولفت الدبلوماسي الى أن إيران قد تفقد الدور السعودي المتمثل بقيام الرياض باستغلال علاقاتها مع الدول المؤثرة وبالذات واشنطن 'لتغليب لغة الحوار مع طهران بشأن الملف النووي بدلا من تصعيد المواقف'. وتجد السعودية نفسها في موقف صعب. فبالرغم من دعمها العلني للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، فإن مخاوفها من البرنامج النووي الإيراني لا تقل عن المخاوف الغربية حيث تخشى الرياض من امتلاك طهران لتكنولوجيا نووية معقدة، قد تستخدم ضدها في يوم من الأيام، ولذلك دعا وزير الخارجية السعودي إيران إلى الموافقة على المبادرة المتعلقة بإخلاء منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل. ورغم هذا الإحساس بالتهديد، فإن المملكة ترفض أي تعامل عسكري ـ امريكي أو إسرائيلي ـ حيال البرنامج النووي الإيراني، انطلاقا من رؤيتها أنه تهديد لا يقل عن سابقه، وأن نتائجه ستكون كارثية على الشرق الأوسط بأسره. وتخشى المملكة أيضا من احتمال تسرب مواد نووية أو مشعة من أحد المفاعلات الإيرانية، حيث ان مفاعل بوشهر أقرب إلى عدد من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي منه إلى طهران. ويتفق المراقبون هنا على أن فتح المعركة بين الطرفين على مصراعيها لن يكون في مصلحة أي منهما، فلا السعودية يمكنها احتمال التحريض الإيراني وإثارة القلاقل لها ولجيرانها في الخليج، ولا إيران يمكنها احتمال حرب مذهبية مفتوحة ضدها تبدو الأجواء مواتية للنفخ فيها وتصعيدها في ظل الحشد المذهبي في المنطقة، وفي ظل انتشار الخطاب السلفي، فضلا عن إمكانية اللعب على تناقضاتها العرقية والمذهبية. ويرى الدكتور تركي الحمد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود في الرياض، أن 'صراع الشرعيات بين السعودية وإيران لن يؤدي إلى نتيجة، ولن يكون هناك نظام سياسي،أو دولة قائمة، قادرة على احتكار الشرعية الإسلامية لوحدها في النهاية'. ونبه الحمد الى أن 'الصراع لن يؤدي إلا إلى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، هو أمر ليس في مصلحة أي طرف من الأطراف'. وختم أن السعودية كانت منذ البداية مقتنعة بمثل هذا المنطق، لان 'سنوات التأسيس الثوري للدولة السعودية (منذ فتح الرياض وحتى إعلان توحيد المملكة)، كانت قد انتهت منذ زمن بعيد، لكن إيران هي المشكلة لانها لا تزال تعيش أيام التأسيس الثوري'. فهل يستمر هذا الصراع في العام المقبل أم تغلب العقلانية لدى الطرفين و يلجآن الى الحوار والتفاهم لتفادي التحديات التي تستهدف استقرار المنطقة؟ |
|
|